الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفالية اليوم العالمي للفتاة في بغداد

جواد الديوان

2012 / 10 / 12
التربية والتعليم والبحث العلمي



في كلية الطب- جامعة بغداد نظم طلاب من اجل الانسانية تجمعا لمناسبة اليوم العالمي للفتاة (11 تشربن الاول 2012). وضح طالب من السنة الرابعة مغزى الاحتفال بذلك اليوم واماكن الاحتفالات بالعالم، واكد ان الاحتفال بهذا اليوم في العراق في النجف وبغداد والموصل. واذ يعبر عن طموحاتهم اشار للتغييرات الايجابية في العراق.
بشجاعة ادبية نادرة تقدمت طالبة من السنة الرابعة لتشرح ابعاد طموحات المجموعة (طلاب من اجل الانسانية). وقدمت للحاضرين تجربة ميدانية لهم تمثل في مسح ميداني للتعرف على ادراك الفتاة العراقية لاهمية التعليم تمثل في سؤال على ورقة باللغتين العرابية والانجليزية وفي معادلة "البنت + التعليم = ........ و Girls + Education = ......." وتكتب الفتاة الاجابة وفق ادراكها وامكانيتها من اللغة. وشمل المسح الميداني طالبات جامعة بغداد والاعدادية والابتدائية وكذلك مريضات من المستشفى ومن الريف. وتمثلت الاجابات في القوة والحكمة والسعادة والعقل والاستقرار والمجتمع المتطور والحضارة والابناء البررة وصحة افضل وعائلة مستقرة. ومن النماذج "البنت + اللتعليم = مستقبل مشرق وحضارة ناجحة" وبالانجليزية كانت "girls + education = brighter future & more successful nation ".
في زيارات ميدانية قضت طالبات من المجموعة "طلاب من اجل الانسانية" يوما في مدرسة اعدادية لشرح ابعاد عمل المجموعة وتنفيذ المسح حول اهمية التعليم للفتاة. ومن المؤكد انهن ناقشن مواضيع عديدة وساخنة من طالبات المدرسة الاعدادية. وكانت زيارة اخرى لمدرسة ابتدائية ولنفس الغرض. ومن المستشفى اخترن بعض الفتيات المريضات كما ذهبن للارياف في حملة تثقيفية حول الامر ذاته.
قدمت طالبة وربما من كلية الهندسة فيديو من صنع المجموعة "طلاب من اجل الانسانية" يمثل لقاءات مع طالبات الجامعة من مختلف الكليات يشرحن ماذا يعني التعليم لهن. رافق الفيديو صور من حياة العراق وموسيقى تعبيرية رائعة.
تشرين الاول شهر للتعريف او التوعية بسرطان الثدي، فتغتنم المجموعة "طلاب من اجل الانسانية" الفرصة فتقدم طالبة من السنة الرابعة شرحا رائعا للموضوع. فتحدثت عن سرطان الثدي في العراق واهميته وانتشاره وتسلسله بين السرطانات التي تصيب النساء. وعرجت على اهمية التشخيص المبكر! وتناولت الفحص الذاتي للثدي اي من المراة نفسها والفحص السريري ثم الفحص بالاشعة ماموكرام وبالسونار مع تفاصيل الاوقات لتنفيذها. وقدمت ملخصا لدراسة حول معارف النساء في العراق عن عوامل الخطورة لسرطان الثدي وكذلك الفحوصات المشار اليها. ثم لم تنسى اشكالية رفع الثدي للجمال وتضع لمسات ذكية على الموضوع.
كلمات الشكر للعمادة والطلبة الحضور والاساتذة وكذلك الطلبة اعضاء المجموعة ممن لم يظهر على المسرح او الصور. وقد ظهر الفرح حول نجاح الاحتفالية والتجاوب معها على وجوه اعضاء المجموعة "طلاب من اجل الانسانية".
تحدث الطلبة بالانجليزية بشكل رائع في سلاسة الحديث والنطق. وغاب حافظ ابراهيم في بيت شعر مشهور له:
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
الام استاذ الاساتذة الالى شغلت ماثرهم مدى الافاق
فالاحاديث والخطب كانت انجليزية، وربما تجاوز القوم تاريخ العراق الحديث والمعاصر لحلحلة خلافات الحاضر (الطائفية والمحاصصة والعشائرية وغيرها). كما غاب عن الاحتفالية النصائح والارشادات التقليدية والنصوص التي يصعب او يستحيل مناقشتها.
مجموعة طلاب من اجل الانسانية قدمت نساءا من العراق تركن اثارا واضحة ومنهن وداد الاورفلي وزها حديد ونزيهة الدليمي ولطفية الدليمي. وتباين وقت التقديم لهن فكان الوقت الاكبر للاورفلي وحديد وتقلصت مساحة نزيهة الدليمي، رغم ان زها حديد قضت الشطر الاكبر من حياتها خارج العراق. وربما نقص المعلومات او اسباب سياسية وراء ذلك.
تذكرت اشكاليات الاحتفالات عندما كنت طالبا ابان حكم البعث! حيث الهتافات لشخص واحد مدحا وضد امريكا والتغني ببطولات وعنتريات فارغة. وتطور الامر فيقدم اساتذة الكليات الولاء والطاعة في التصفيق والهتاف وربما الرقص. واحمد الله على مغادرتي العراق وقتها. ويستحيل علينا ايام الدراسة ان نقدم اي نشاط بعيدا عن تقاليد الحزب والثورة، اما الان يحتفل شباب بعمر الورد مستعرضا انجازات حقيقية على الارض (مسح ميداني وزيارات وتثقيف حول مفردة التعليم للفتاة العراقية). انهم يصنعون مستقبل العراق، فهم قادته في المستقبل.
وربما لم نعد بحاجة الى الاستشهاد لبناء مجتمع مزدهر
سلام على جاعلين الحتوف جسرا للموكب العابر
وقد قدم العراق قوافل من الشهداء، واخرها شهداء الحرب الاهلية وانتشار العنف لاشكاليات تاريخية عقيمة. الا ان العراق بحاجة للشباب يقفز على اشكاليات التاريخ ليبني المستقبل الزاهر
سلام على خالع من غد فخارا على امسه الدابر
وليس على عائش كالغراب على جيف الساحق الغابر
مرحى لهؤلاء الشباب وهم يمسكون بمفاتيح المستقبل الزاهر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا