الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويقال عنهم بأنهم كفار

مسعود عكو

2005 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تستغربوا هذا العنوان وهو ما استطاع قلمي أن يدونه ويصف به حالة قد تكون عادية بل وأقل منها في بلاد الحرية والعدالة ونزاهة القضاء وقوة الحق في بلاد نحن بالنسبة لنا بلاد الكفر والإلحاد أما في بلادنا فالأجدر أن تكون مناسبتها يوماً وطنياً يحتفل به كل عام.

الخبر وببساطة قرأته على موقع قناة العربية ( العربية. نت ) يفد بأن طالبة بريطانية مسلمة ربحت دعوى قضائية لارتداء الحجاب في مدرستها.

حيث ربحت هذه التلميذة البريطانية والتي هي في الخامسة عشرة من عمرها دعوى قضائية في الاستئناف لارتداء "الجلباب" وهو لباس المسلمة المتدينة الذي يغطي كامل الجسد ولا يسمح سوى برؤية الوجه واليدين, وفق ما علم من مصادر قضائية.

أما الملفت للنظر في الأمر تولي الدفاع عن التلميذة التي تدعى شابينا بيغوم, المحامية شيري بوث زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد أن كانت خسرت الدعوى أمام محكمة البداية.وكانت محكمة البداية رأت عام 2002 إن من حق مدرسة لوتن في شمال لندن أن تطرد شابينا بيغوم بعد أن رفضت ارتداء الزي الذي ترتديه المسلمات عادة في المدرسة وهو مكون من سروال وقميص طويل وتذرعت شابينا بأن هذا الزي لا يغطي جسدها بما فيه الكفاية وان الجلباب هو اللباس الشرعي الذي يجب أن ترتديه.

إن حادثة كهذه تبدي للعالم كافة مدى نزاهة القضاء البريطاني ومدى قوة الحق في امتلاك الإنسان لحريته الكاملة في بلاد الأوروبيين لا بل إن كسب المحامية شيري هذه الدعوى وأي دعوى ,دعوى إنسانة مسلمة طالبة آثرت على أن ترتدي لباسها الديني التقليدي وأعطى القضاء لها هذا الحق.

عندما أعلنت فرنسا منع الرموز الدينية في المدارس قاطبة ولكل الأديان والعقائد المذهبية شرع المسلمون إلى افتعال فتنة في العالم دفع الكثير من الأبرياء دمائهم من جرائها حيث أعلنوا بأن الأوروبيين وفرنسا على رأسها تحارب الدين الإسلامي وكأن القرار الفرنسي كان فقط للمسلمين وليس للمسيحيين واليهود والسيخ والهندوس وباقي الأديان التي فرنسا هي أكبر تجمع لهم حيث اختطف الكثير من الرهائن ودعا الخاطفون فرنسا إلى إلغاء قانون حظر الرموز الدينية لا بل كان يقال إلغاء قانون حظر الحجاب.

أي عقلية هي لدى المسلمين عندما حاربوا قانوناً وقراراً داخلياً لفرنسا لا بل لم يتوقفوا عن إدانة القانون وحاربوا ذلك رغم أن فرنسا من أكثر دول العالم تحترم الأديان وبخاصة الإسلام ولا يذهب عن بالنا بأن الفرنسيون أحرار ببلدهم وقوانينها ولا دخل لنا في ذلك فإذا كان المسلمون المتشددون يفرضون قوانينهم الخاصة على كل الخلق فلماذا نمنع فرنسا من فرض قوانينها على بلادها وبلادها فقط.

لو كانت هذه الدعوى مقدمة في أي دولة عربية أو إسلامية لردت خائبة هذا إذا لم تقدم شكوى باسم مقدم الدعوى بأنه يزعج السلطات ولأن الأوروبيون يحترمون قوانين بلادهم والقانون عندهم فوق كل شيء هذا القانون أعطى للطالبة الحق في ارتداء لباسها الديني وكما يملي عليها الشرع في حين كل بلاد المسلمين تمنع الرموز الدينية ليس كما تمنع فرنسا فأطلق لحاك أو تردد إلى أي جامع عدة مرات فإن لم تعتقل بتهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين ستتعرض لتحقيقات لها بداية ولا نهاية لها في حين الأوروبيون يحترمون رموزنا الإسلامية والدينية أكثر منا فكيف يحصل هذا وكيف لهم يطعنون قانوناً فرض من قبل أعلى السلطات.

الشكر وكل الشكر للسيدة شيري بوث زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على مواقفها القضائية والحقوقية التي تستوجب منا الوقوف عليها لإعادة صياغة معتقداتنا وثقافاتنا من جديد فأين الكفر وأين الإيمان فهل الإيمان بحز الرؤوس وقطع الألسن وقمع الآراء والرأي الأخر أم هو باحترام إنسانية الإنسان وإعطاء كل ذي حق حقه كما أوصى ديننا به وما هذه الدعوى القضائية إلى صميم الإيمان وهو الإيمان الحقيقي ولكن هذه المرة على الطريقة البريطانية وليست على الطريقة الإسلامية أو العربية أو الشرق أوسطية فكل هذه البلدان على حد سواء وما حصل في القضاء البريطاني هو " مثل عنّا فرد شكل ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran