الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انصح واقبح واعظم امراة في العام

عمار طلال

2012 / 10 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انصح واقبح واعظم امرأة في العالم


ليزي فيلاسكويز، قضت الارادة الإلهية، بحكته التي لا تقهر، ان تجيء ليزي باقبح ما يمكن ان يكون عليه الجندر (النوع البشري بغض النظر عن الانوثة والذكورة).
فيلا سكويز ليس تحت جلدها طبقة دهنية من تلك التي مدتها ملائكة الله تحت جلود الناس اجمعين، وجف البصر في عينها اليمنى حتى باتت لا ترى سوى باليسار.. صف اسنان مقزز ينتأ من تحت الشفتين ووجه نصف مجعد ونصف ضامر، مثل قنينة المنيوم داستها حوافر حمار.
هل استرسل في وصف معايبها، الخلقية، التي فطرها الله عليها، من رحم امها الى ظلم الحياة؟ ام أكف رأفة بنفسي والقراء وليزي فيلاسكويز.
فيلا سكويز لا تحتاج رحمة، فهي سعيدة بحصولها على لقب عالمي، رفعت الحرج عن المنظمات الانسانية، باطلاقها لقب (اقبح امراة في العالم) بعد ان استنكرت المنظمات اول بادرة اعلامية بهذا الاتجاه، لكن قوة ليزي في مواجهة بلواها، طمأنت المنظمات الى كونها لا تعترض على ما اطلقته بحقها اولى القنوات التلفزيونية خلال لقاء معها، ثم توالت الصحف والمواقع الالكترونية في ذلك.
استعرضت ليزي تجربتها مع القبح في كتاب مليء بالتفاؤل، التمست فيه العذر لمن يجرحونها بالكلام والنظرات؛ لا لذنب اقترفته بحقهم، سوى كون الله.. جل وعلا.. خلقها بهذه الصورة.
ليزي اصبحت ثرية من ريع كتابها، الذي يتلخص بنصائح لتحقيق التفوق وقهر الدونية؛ فهي لم تحسد الحسناوات ولا الاصحاء، انما تحث على استثمار المتوفر، ضمن ممكنات الفرد، والمتوفر في محيطه، ومن ثم الاتكال على الجانب الميتافيزيقي، في ما هو مستحيل.
اذ يتلخص الكتاب.. من حيث العنوان والمضمون بأن على الانسان ان يستثمر طاقاته في تحقيق استيفاء ضروريات حياته، وما يعجز عنه، يطلب فيه المساعدة من الآخرين، وحين تتعذر على الآخرين المساعدة، او يحجمون عن تقديمها لايما سبب، فان على الانسان ان يلجأ الى الله.
كم من القناعة والتطامن مع قدرها، في هذا الكلام، واظنها لو كانت عربية مسلمة، لقالت: "وعلى الله فليتوكل المتوكلون" ولو سمعت بهذه الآية القرآنية الكريمة وهي على حالها من حيث الثقافة الامريكية في مجتمعها المفتوح بمرونة على ثقافات العالم ومعتقداته، لاكملت معنا فهمنا الشرقي المتصالح مع وجوده:
- انه قدري ولا اعتراض على ارادة الله
- له فيها حكمة في الدنيا والآخرة
- هو مولانا فعليه فليتوكل المتوكلون.
رصانة دستور الاسلام في معالجة الحقائق الوجودية الملزمة، تخلق اطمئنانا منزلا على المسلمين من السماء ضمن تعاليم دينهم الحنيف، لكن الفرد في المجتمعات الغربية، توصل اليه بحكم النشأة الوجودية القويمة.
فما احوجنا الى التحلي بالمثل الغربية التي تتكامل مع الاسلام.. اذ يلتقي سمو الغرب مع عمق الاسلام منصهرا في ذات الشخصية الحضارية التي تفيد من الماضي في ترصين حاضرها كي يثمر مستقبلا.
وهذا بمجموعه.. اقتراب السياقات التربوية الغربية التي انشئت عليها ليزي من اتكال المسلمين على الله بعد السعي الجاد لتحقيق المعجزات التي يدعم الله الصالح منها:
"ما كان لله ينمو"
يخلق لدى الفرد المسلم الطمأنينة التي تتمتع بها ليزي وهي في اسوأ حالات التكوين.. انها متفائلة بقبح شكلها في حين عدم فهمنا للحياة جعلنا متشائمين بوسامتنا وفقراء برغم ثراء ارضنا بالنفط والمعادن ونتصرف سلوكيا بغباء على الرغم من موهبة الذكاء الخارق الذي اخترق وجودنا فمزقه.
ولنا في ليزي فيلاسكويز اسوة حسنة.. يا ألي الالباب.. انها انصح واقبح واعظم امرأة في الوجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2012 / 10 / 15 - 10:34 )
عندي سوآل لماذا خلقها ال الهه بهذا الشكل وما ذنبها ؟؟
في الاسلام قد يكون ابتلاء كما يدعي شيوخ الظلام
او لذنب ارتكبه والديها تدفع ثمنه هي كيف يوصف الرب بالرحمة وبهذه القسوة ؟

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية