الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لمجتمع ان يتطور في بيئة يحكمها الدين والجهل والفقر ؟

سامي كاب
(Ss)

2012 / 10 / 16
المجتمع المدني


تعليمنا وتربيتنا وتوجيهنا هي الاسس في صناعة الانسان
مدارسنا مصانع الانسان ....!!!
مدارسنا تصنع التخلف والامية والغباء والانحطاط الاخلاقي والوقاحة والسفالة وقلة الذوق والادب
مدارسنا تعلم الطلبة تجاوز القانون وعدم احترام النظام وتعلمهم الفوضى والعبثية والعشوائية والتسرع في القرار والمزاجية والانانية والعنصرية والتسلط والعدوانية والهمجية
مدارسنا تعلم الاطفال الانغلاق والانقيادية والتبعية والولاء المطلق للسلطة الابوية والدينية
مدارسنا تعلم الاطفال عدم التفكير العلمي وعدم المنطق الرياضي المادي الديالكتيتي والمنطق البحثي الاستكشافي وتعمل على غلق آفاق تفكيرهم الابداعي الابتكاري وكل هذا بسبب اعطائهم جرعة دوائية مخدرة سامة صباحية قبل الدخول للصف الدراسي مثل آيات قرآنية واحاديث نبوية محمدية وقصص وخرافات دينية مستوحات من اوهام اناس عاشو قبل آلاف السنين فتشل العقل وتحطم النفس وتطمس الكيان وتلغي ارادة الحياة فيتحول الطلاب الى اموات احياء
مدراسنا تعلم الفكر الغيبي المبني على الوهم والخيال والصورة وتفرضه فرضا على عقلية الطالب وتلقنه اياه بطريقة الحشو والتلقين والتحفيظ وبطريقة الترهيب والترغيب والاجبار والقهر الفكري
مدراسنا تمنع اي تفكير حر ابداعي للطالب فتعاقبه بالرسوب والحرمان من الامتيازات الطلابية وتنبذه اجتماعيا وتحطم نفسيته وكيانه وشخصيته وتعمل بكل الوسائل اللا مدنية واللا اخلاقية على اعادة الطالب الخارج عن السرب او الخارج عن صف القطيع وعن المسيرة التقليدية النمطية الى وضعه داخل منظومة التابعين المرضي عنهم
يبدأ الطالب يومه بآيات من القرآن ثم بحديث من السنة ثم الحصة الاولى والثانية تربية اسلامية والثالثة رياضيات اسلامية موضوعها المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان باذن الله
والحصة الرابعة علوم على الطريقة الاسلامية يتعلم بها الطالب اعجاز القرآن في علوم الفيزياء والكيمياء وكيف ان البراق اخترق الفضاء ووصل الى آخر حدود الكون وعاد للارض بنصف ساعة وكيف ان الله خلق الارض وما عليها والسماوات وما بها في ستة ايام ثم جلس على كرسيه فوق الغيم وارسل آدم في كبسولة فضائية للارض
وفي الحصة الخامسة درس التاريخ الاسلامي المشرف من معركة بدر الى مؤتة وتبوك وحطين وغزو الاندلس والهند والصين
تاريخ الذبح والاغتصاب والسلب والتدمير والقهر والظلم واباداة معالم الحياة وتخريب الحضارات
وفي الحصة السادسة درس اللغة العربية خمسون آية من سورة البقرة يليها سورة الانعام ثم التفسير والاعراب ثم المعاني للكلمات ويطلب من الطالب ان يحفظها عن ظهر قلب تحت اسم محفوظات
وفي الحصة السابعة درس الجغرافيا عن مكة مركز الكرة الارضية سبحان الذي ركزها وعن القدس حيث المسجد الاقصى سبحان الذي اسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله
انتهى اليوم الدراسي وخرج الطلاب من المدارس كما تخرج الابقار من حظائرها صراخ وصياح وجعير ونهيق وقتال وتشريح وسكاكين وتمزيق للكتب والدفاتر والاوراق وتفنن في رميها في وسط الطريق
وعلى باب المدرسة حاوية كبيرة للزبالة تحترق منذ الصباح الباكر تنفث دخانها داخل الصفوف في انوف الطلاب لتمتلئ رؤوسهم بالغازات السامة وخلايا اجسادهم بالرصاص والكربون
الفلافل السوداء المحروقة المقلية بزيت محترق دون رقابة صحية او قانون رادع او ضمير انساني تنتظرهم على عربة متسخة قذره مكسرة الجوانب تقف بجانب الحاوية المحترقة على باب المدرسة يقف خلفها بائع منظره مقزز كمنظر القرد الصومالي يمخط دنونه من انفه بيده ويمسح في ارغفة الخبز كانها كريما تضيع بين فتاة الفلافل التي يرصعها بيده المتسخة العفنة لطالب مسكين يريد ان يأكل قبل ان يصل البيت حيث لا اكل به ولا ماء ولا من يسأل عنه
فالاب سائح بالشوارع عاطل عن العمل يقضيها بالجامع والمقهى والتسكع خلف النساء والبحث عن فرصة نصب واحتيال او سرقة او تسول من السلطة او لجنة اموال الزكاة تحت ذريعة انه مريض ولا يقدر على العمل وتراه يدخن اربع علب من السجائر في النهار وعشرة رؤوس من الارجيلة بالمساء ويعود للبيت يضرب المراة والولد ويأكل ما تيسر من فاعلي الخير والاحسان لابنائه المساكين وزوجته المحرومة ولا يفكر بمسؤولية اخلاقية تذكر اتجاه اسرته
وما ان يتم مساءلته اتجاه بيته فانه يهب متسلحا بالدين والاخلاق والقيم فتصبح المراة هي المجرمة وسبب فقره وقلة حيلته لانها تكشف شعرها وتخرج دون اذنه ولانها تضع مسحوقا تجميليا على وجهها او تغسل شعرها وترتبه او تضع عطرا تطيب رائحتها
فيامرها بان لا تتجمل ولا تتنظف ولا تلبس او تتزين كباقي النساء انما تطمس نفسها بجلباب اسود وتغطي شعرها كي لا ينكشف عفنه وتظهر وساخته وتطمس راسها بالصلاة والتهجد والدعاء لمنحها الرزق لها ولابنائها ولكي ينال زوجها الغالي رضى ربه الموهوم ويدخل الجنة على حسابها وحساب ابنائها
هذه اسرة حيوانية من فصيلة الغنم الاسلامية تتكون من تيس وغنمة وجديان عندما يكبرون يتحولون الى غنم اناث وتيوس لا يتقنون بالحياة غير النط والنطح والاكل والشرب والنوم
يخرج الجديان للشارع في اي وقت حتى بعد منتصف الليل وطول النهار اكلهم وشربهم ونومهم ولعبهم وقتالهم وصراخهم وفرحهم وحزنهم وبولهم وبرازهم كله بالشارع
ترى الشارع هو ابوهم وامهم واهلهم ومدرستهم ومربيهم ودينهم ونبيهم وربهم وقائدهم الاعلى ومكان نموهم ونومهم وقيامهم وحياتهم بكل تفاصيلها وجوانبها
يعرضون حياتهم للخطر بالدهس من المركبات ويعيقون حركة السير وينغصون حياة المشاة فيشتمون المارة ويضربونهم بالحجارة ويملأون الشارع بالاوساخ والقاذورات والقناني المكسرة ويملأون الاجواء صراخا وفوضى وعبثية وكلاما نابيا وسفالة
يعتدون على كل ما تطاله ايديهم فيخربون ويدمرون ويكسرون والحجة موجودة يسمعونها من اهاليهم وهي ( هذا ولد لا لوم عليه ) وهذا الولد يريد ان يلعب وهذا ولد والا قاضي بلد ؟
هؤلاء الاولاد تجدهم من سن ثلاث سنوات ولغاية ثمانية عشر سنة كلهم في نفس النهج والسلوك والحالة مقسمين الى شلل وجماعات وقطعان كل شلة او جماعة او قطيع يحتل منطقة اسمها حارة والعلاقة بين هذه الحارات عداوة دائمة وحقد وكراهية واقتتال وكل هذا بسبب المزاجية ومتعة التسلط والتبجح والنظرة الفوقية والعنصرية والنزوة الانفلاتية والتمرد والخروج عن المالوف والاخلاق والقيم الانسانية الحضارية الراقية لانه لا ضابط لهم ولا قانون ولا نظام يحدد سلوكهم ولا اهل يرعونهم ويهتمون بهم ولا مؤسسات مدنية ترعاهم وتاخذ بيدهم ولا سلطة تعتني بهم ولا وعي اجتماعي متوفر يرتقي الى مستوى التفكير والاهتمام بمسالة الطفولة ودورها في بناء شخصية الفرد والمجتمع
الكبير والصغير من الرجال والنساء والشباب العاطل عن العمل المتسكع المتسلط الامعي الانقيادي التافه الباحث عن المتعة وقضاء الفراغ بالعبثية والتظاهر واعاقة مجرى الحياة لجلب النظر والاهتمام به كونه فاقد الثقة بنفسه وفارغ المحتوى علميا وثقافيا وخبرة حياتية واخلاقا وقيما وروحا انتاجية وفكرا ابداعيا بحثيا تقدميا خلاقا كلهم يشتركون في جريمة التخلف والانحطاط الاجتماعي في الوسط العربي الاسلامي
الاسلام كتربية وثقافة واخلاق وقيم ونظام حياة ومنهج سلوكي وتعليمي هو المسؤول المباشر والرئيسي عن هذا التخلف والانحطاط
وهو المسؤول عن الحالة المرضية للعقل والجسد لكافة افراد المجتمع المريضين المعاقين حضاريا حيث الاعتلال في الفكر والاحساس المانع من اي تقدم او حس حضاري
في هذه الحال وفي بيئة يحكمها الدين والجهل والامية والفقر كيف لهذا المجتمع ان يتطور ويرتقي ويتحضر ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط