الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو 12 آذار

زوهات كوباني

2005 / 3 / 5
القضية الكردية


يعتبر شهر آذار من الأشهر التي لها وقعة عامة على المنطقة والخاصة على الشعب الكردي ، بحيث يبدأ الربيع في هذا الشهر وتتغير الطبيعة ، بعد أن كانت قاتمة في فصل الشتاء عارية من الأوراق الخضراء التي تكون بمثابة حلة تلبسها ، وتبدأ الورود والزهور بالتفتح ، وتبدأ الأشجار حياتها من جديد لتكسوها أوراق خضراء تبعث على الانعتاق بالحياة ، وتبدأ الأنهار بالجريان وخرير المياه من بعيد وكأنها تعزف لك موسيقى الحياة الطبيعية وتتداخل الأصوات مع البعض أصوات الطيور والبلابل وأصوات الحيوانات وخرير المياه إلى عليل الهواء كلها تشير إلى معنى الحياة في فصل الربيع .وتظهر مظهر الطبيعة أمامك وكأنها جنة من جنان الدنيا الأربعة، حتى يجعل الإنسان يفكر بعيداً حول الجنة التي ذكر في الكتب السماوية وعلاقتها مع هذه الجنة، فكل شيء يبدأ من جديد وكان الحياة يصبح لها معناها الحقيقي في هذا الفصل، حتى أن الطبيعة بكل ما فيها من الغابات والأشجار والزهور والورود وكذلك الإنسان والمياه والينابيع وكأنها تضحك معك وتبشرك وتناديك على مشاركتها في هذه الحياة.

نعم وبعد سبات شتائي قارس، ونوم عميق لجميع الكائنات الحية يبدأ التغير في الطبيعة بدءاً من تغير الجو إلى الهواء إلى الأرض أي انه وكأن عصيان الطبيعة على ما تم عيشه في الشهور الماضية التي اختنقتها بالظلام والثبات، وكأنها تقول كفى للظلام والنوم كفى للتخدير في الشتاء لا بد من الحركة والحياة فالحياة بدون حركة هو الموت. نعم هذه الدروس التي تعلمها الطبيعة في كردستان الإنسان. حتى أن الإنسان يبدأ بأنه يحصل فيه التغيرات الفيزيولوجية بدا من تغير الدماء إلى تغير الجلد ويبدأ الانفعال والحيوية والحركة والتقدم ، فعندما تنظر إلى الإنسان تراه فرحا ومبتسما وكان العلاقة مع الطبيعة تظهر وتنعكس من خلال وقفته ونظرته إلى الحياة في هذا الشهر ، ويرفع صوته عالياً أمام قسوة الماضي ها نحن هنا لا نقبل الثبوت لأنها تعني الموت ، وهذا صحيح من اجل الحياة وينعكس عليها بان يرفع صوته في وجه الظلم والظلام والعبودية والاضطهاد ويقول كفاكم من العبودية والاضطهاد كفاكم من الظل والظلام كفاكم من الضغط والتسلط ، نريد الحرية والحياة نريد المساواة والعدالة ، ونحن كما الطبيعة لا ترضى بالثبوت والجمود لا نرضى بها وان تطلب الأمر إلى التضحية والفداء من اجل ذلك .

لذلك فليس صدفة أن تكون أول انتفاضة كردية في شهر آذار ، ضد اعتى إمبراطورية في العالم ، إمبراطورية الظل والظلام ، والقضاء عليها في عقر دارها وتحقيق الحرية في يوم 21 آذار وجعلها يوما جديداً على الشعوب عامة والشعب الكردي خاصة والتي يسمى بعيد النوروز ، أي اليوم الجديد . نعم فالتشاؤم يتحول إلى التفاؤل والظلام يقضى عليها وينبثق النور والضياء والعبودية يتغير بالحرية والتمييز والتفرقة العنصرية يتغير بالمساواة والمشاركة والتعاون كل هذه التحولات حصلت وتحققت على هذه التراب وفي هذا الشهر . وبتحقيق هذه الأحلام والتغيرات يبدأ الحب والجمال بين الإنسان ويتطور ملاحم الحب والعشق والتعلق بها إلى درجة الموت . إن عمق الحب الذي ظهر في كردستان ، كتب على شكل ملاحم وأساطير سواء ملحمة ممو وزين أو دوريشي عفدي وعدولة أو فرهاد شيرين كلها تعبر عن حقيقة الحياة وتعلق الكردي بها في هذه الديار لأنها منبت الحياة والحضارة .

إن تأسيس الكونفدرالية بين عشائر المنطقة والميديين لهو دليل على كون هذه المنطقة تبشر بالتسامح والمساواة والعدالة بدلا من الظلم والاضطهاد والإنكار . ومن كثرة تأثر الكردي بهذه الطبيعة تراه يتأقلم معه وهو يبدأ بتغير ملامحه وملابسه وتجديدها في هذا الشهر وكأنه ولد من جديد لتوه او انه بمثابة عيد له ، ويظهر هنا العلاقة المتبادلة بين الكردي والطبيعة والتي لها دورها في يومنا الراهن على بناء علاقة سليمة لبناء مجتمع ديمقراطي ايكولوجي عادل .

إن هذا الشهر الذي له وقعة خاصة على الكردي وحقق له الكثير من المؤهلات والإمكانيات والانتصارات والنجاحات في الحياة كان له مقابل ذلك وقعة مختلفة ومعاكسة على أعداء الكرد بان يتربص في الكمين في هذا الشهر ويعمل على جعل أحلامه غصة في حلقه لكي يبقيه في دياجير الظلام والعبودية وكأنه يقول للكرد لن ادعوكم أن تنعموا بهذا الجمال في الحياة ، لن ادعوكم أن تحلموا بالحرية وان تعيشوا بالفرح والسرور والهناء ، وسأحول حياتكم إلى جهنم ن لتحترقوا فيه وليكون عبرة لكم ولأحفادكم ، وكان الأعداء يقاومون مسيرة قوانين الطبيعة ويعاندونها ولا تسمح لها بان تبتسم وتضحك مع الكردي ولا أن تنعم الكردي بها وان تتمتع بجمالها ورونقها ، لذلك فمن ناحية كان الكرد يقوم بالعصيان في هذا الشهر كما الطبيعة تقوم بالعصيان تجاه الفصل القاتم الشتوي القارس ، ومن ناحية أخرى يقوم العدو على التحضير لهذا الشهر من اجل عدم تحقيق الكرد لأحلامهم وآمالهم وأفراحهم ولتبقى غصة في حلقهم . وما المجازر التي ارتكبت والتمشيطات التي اقيمت وتقوم في هذا الشهر خلال التاريخ إلا خير دليل على هذه الحقيقة فمجزرة حلبجة وسحق العصيانات وامرارها بحمامات الدماء في جميع الأجزاء كلها بمثابة اقتراب ونظرة العدو من هذا الشهر إلى أن وصلت إلى مجزرة 12 آذار في 2004 في القامشلي لان يقول للكرد في الجنوب الغربي من كردستان إياكم والتنعم بالحرية والجمال والفرح إياكم أن تحققوا النجاحات في الحياة وحتى في الرياضة سأحول الملعب إلى حمامات دم لكي تعرفوا وتصبح درسا وعبرة لكم ولكن نسي الأعداء والهة الشر الجانب الأخر من المعادلة أن اعتى الإمبراطوريات الإمبراطورية الآشورية لم تسطع الصمود أمام حرية الشعوب وأسفر ظلمها إلى حرق عاصمتها نينوى وهذا هو الحقيقة التاريخية التي تثبت أن لكل فعل رد فعل ، وكذلك الطاغية صدام لم يستطع أن يسكت الشعب الكردي في كردستان الجنوبية بمجزرة حلبجة ن بل لم يمر عدة سنوات حتى انتفض الشعب في وجهه في هذا الشهر نفسه وطرده من كردستان ، وكذلك كان رد الشعب الكردي في سورية على هذه المجزرة هو الارتباط بحقيقته التاريخية بان يؤكد للعالم بأنه من أحفاد كاوا الذي لم ينحي لظلم أزدهاك فكيف له أن ينحني للظلم في هذا العصر الذي يدعونه بعصر الحريات الديمقراطية . لذلك كان له رد عنيف لينتقم من الظلم والعبودية ، لينفتح الطريق أمامه إلى الحرية والعدالة.

لذلك فمع دخولنا إلى هذا الشهر والاقتراب من الثاني عشر من آذار يتطلب إجراء النظر إليها ليس من جانب وحيد ومن الآن فترى قوات الأمن منتشرة وبشكل مكثف وكأنها معلنة لحالة طوارئ فوق حالة قديمة وكان التدابير القديمة لن تكتفي ويتطلب الازدياد من الاحتياط.وهي مكشرة من أنيابها ليقض على كل تحرك وانعتاق للحرية وما ارتكاب المجزرة على الطريق في قتل امرأة في سيارتها التي كانت تقلها إلى بيتها في بلدها إلا إشارة جدية يذكر الكرد بالنتائج والعواقب . ومهما تم ازدياد هذه التدابير والضغوطات وأعمال الإرهاب والقتل فهو يدل على خوفها من هذا الشهر وما سيبديه الكرد من مواقف بطولية مشرفة في هذا الشهر لأنه يعرف أن الكرد سيحتفلون بهذا الشهر وفق حقيقتهم التاريخية التي علموها لهم آباءهم وأجدادهم وهي المزيد من الخطوات نحو الحرية والعدالة والديمقراطية . فبقدر ما نتطلع إلى الحرية في هذا الشهر وهذا الفصل الذي هو شهر البركة والخير والحب والحرية هناك من يتربصون في الكمين من اجل أن لا يدعوننا ننعم بالحرية والمساواة . لذلك عند تقيم هذه الأمور في هذا الشهر يجعل الإنسان يقترب بموضوعية اكبر من حقيقتها واقعيتها لكي يتمكن من تمثيلها على أكمل الوجه.

فمع الاقتراب من الثاني عشر من آذار سيبدأ الأقلام بالكتابة والألسنة بالحديث والأدمغة بالتفكير على ما ارتكب في هذا اليوم وما يراد أن يرتكب فيه وما يتطلب من المهام في الرد على هذا اليوم وكيف يجب أن يتم الاحتفال بها ومباركتها لأنه كان بمثابة منعطف تاريخي في تاريخ شعبنا الكردي في سورية . وسيعلن للعالم اجمع أن مسيرتنا عادلة ، ولن نتراجع عن حق الحياة وفق المقاييس المعاصرة العالمية أسوة بجميع الشعوب ، لأننا نعرف إننا بشر لنا حق الحياة والسعادة على هذا الأرض ولن نبخل بكل غالي ونفيس من اجل الحياة الحرة والمساواة ، وسيكون الأيام المقبلة خير دليل على وقفتنا هذا . في نضالنا من اجل تحقيق أهدافنا في الحرية والديمقراطية والعدالة .

332005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون