الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل الصريح.... عندما ترحل النوارس

منى حسين

2012 / 10 / 16
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تبتلع الحروف دموعي وترتجف العبارات خنقا وحزنا على مقتل الكاتبة السعودية (بلقيس محمد عبد اللـه)، غادرت عالم النساء عالم الثقافة والتفكير امرأة تبتهل عصرها بالقلم وتراقص أيامها الدواوين. على ما يبدو أن ملف غسل العار طال حتى الكاتبات والمفكرات منا.. صوبت عائلة الكاتبة سهام الغدر السلفي والوهابي والعشائري والديني، للإنهاء حياة الكاتبة السعودية بلقيس الملحم.. الكاتبة من مواليد 1977 متزوجة ولديها خمسة أبناء هكذا قررت عائلة الكاتبة إنهاء حياتها وسرقة مستقبلها، وبكل إصرار وهمجية أقدمت على اغتيالها.
في كل مكان تتقاذفنا الإحزان هذه الأرض وهذه الأوطان لبست ثوب الحداد. ووقعت صريعة السياط في أفغانستان الطفلة ملالة ورصاصة طالبان. وفي السعودية الكاتبة بلقيس الملحم وجريمة الأديان.. عندما أتجول في شوارع هذه الأوطان اسمع المآذن والجوامع تصرح باضطهاد النساء.. لماذا يرتعب هؤلاء من إبداعنا نحن النساء؟ من أقلامنا.. من حضورنا.. ولماذا صوتنا يشل الأديان.. ما أبشع ما يحدث على هذه الأرض.. ارض السنبلة والعامل والنخلة.. ارض الزيتون والمرأة.. ملفات النساء تتزايد وقضايا القتل العلني الصريح ضربت الرقم القياسي.. باستهتار عشائري حكومي قانوني. برصاص صلة الرحم السماوي. الحوادث لا حصر لها في الموصل أو كردستان يقتلون. والملف بعنوان الانتحار. القتل حرقا والعنوان غسلا للعار أو أيا كان.. في البصرة أو أفغانستان.. في السعودية أو على حدود سورية أو في لبنان.. بالجملة تقتل النساء وتحت أرذل عنوان.. رغم ما وصل إليه الإنسان ورغم التمدن والتطور.. لكن العتمة لا زالت تجتاح الأرض.. وتجرف معها عصور من النساء..
أن قتلتم منا الكاتبة.. وان اغتصبتم القاصر أو الطبيبة.. وان أوصدتم علينا الأبواب.. سنبقى أمهاتكم نحن من ينجب الرجال نحن من يقود المجتمع.. يحرك زلازل الثورات ويقيم الولائم والحفلات للثقافة والتقدم والتطور.. نحن أمهات الرجال شئتم أم أبيتم نحن الموطن نحن من أنجب الحضارة والتاريخ.. أن قتلتم باسم غسل العار أو باسم السياسة أو باسم الأديان.. سيبقى ينقصكم صوتنا وستبقى أرحامنا عنوان وجودكم.. بالأمس أو غدا في الليل أو في النهار سيبقى صوتنا ووجودنا يحرك منظومة الأرض، ويبتلع حيتان الشعوذة، تخافنا الأوهام لأننا الحقيقة.. اسعدي أيتها الكاتبة السعودية خلدك التاريخ وأقامت حمائم الحرية عزائك وانهضي أيتها الطفلة الباكستانية ملالة. رصاصاتهم أشباه رصاص مثل رجالهم وخطواتهم الوهمية، مثل عقولهم العفنة المحدودة الأفاق. رحيل الطفلة ملالة هو رحيل النوارس.. رحيل الدفتر والقلم بين يديها.. طفلة العلم في عقلها.. الجامحة ملالة تركت رسالتها في حنجرة الحرية.. وخاطبت النساء والطفولة وهزمت العبودية.. لن تموت ملالة باقية.. على أوراقنا ترسم لوحات بنفسجية وتعزف الحان وردية.. سنبقى رغم أنوفكم عواصف وأعاصير ستلد ثوراتنا ملالة وبلقيس.. وسنبقى نناضل ونثور.. سيعصف تحررنا كل جبروتكم وسجونكم ورصاصكم.. انتم خفافيش الظلام ومصاصي عصر الحرية.. لن تنالوا منا سنبقى في كل مكان نزلزل لكم عرش التعصب الذي تصنعوه في حقولنا.. سنبقى شلال التحرر وشلال للامان والاشتراكية والمساواة.. سنبقى شلال للتحرر الذي سيجرفكم نحو النهاية.. وسنبقى صوت وأصابع وعقل بلقيس وملالة وكل من قتلت على منهج التحرر والمساواة.. ستبقى فراشة رحيقها أوكسجين الحياة.. تحوم وتطير على بساتين المستقبل وضحكة الأطفال وستبقى في تاريخ الأمان والسلام رصيد الإنسان..
*******************
الإمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك شعرا قبل ان يكون مجرد كلمات
فؤادة العراقية ( 2012 / 10 / 17 - 12:13 )

اهلا بكِ عزيزتي منى وبطلتكِ الجميلة
اسلوب ممتع حقا رغم الألم الذي يحتويه , لا غرابة من خفافيش الظلام ان تقتل كل حي وكل من يتطلع للحرية , وكل من يحاول الأفلات من قبضتهم , وخصوصا النساء اللواتي يشكلن العبأ الأكبر عليهم
يتنزع هذه الأرض ثوب الحداد بجهودنا واملنا بالتغيير
الأمل للجديد ولا ثبات على افكارهم الغبية مهما فعلوا على
الف تحية وتقدير صديقتي


2 - الصرخة الحقيقية في جوف التخلف السلفي الةهابي
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 17 - 14:42 )
اجمل التحية السيدة منى
نعم انه مؤلم قتل الانسان اما قتل المرأة فهي جريمة قاسية وحين تكون المرأة ام و مثقفة يكون ذلك كارثة ومأساة وخسارة بجميع الوجوه وهو في نفسالوقت يعكس حجم المأساة للحال الذي يقودنا هؤلاء البرابرة بربرة الزيف المغلف بالدين والقيم السقيمة البائسة حيث تكرس التخلف والمتخلفين و تساعد على سيادة رجل الدين المنافق و فتاوية القذرة البليدة التي تُسلط وتفرح ملوك السفالة في كل الخليج و السعودية الوهابية مملكة الزيف والنذالة والعنف المنظم بالقتل البدائي المتخلف والذي تطور على ايادي السلطة و بن لادن ليمتد الى افغانستان والعراق السعودية وليبيا و مصر وتونس ليلاحق كل الاقلام الشريف و خاصة النساء اذ هم اضعف حلقة في السلسلة وسهل تصفيتها وها هو غسل العار جاهزا و في الخفاء هو اغتيال سياسي مدبر من السلطة و بدفع مال في الخفاء, كما يحدث على مدى تاريخ الجريمة في السعودية كما حصل للمناضل والكاتب ناصر السعيد الذي فضح تاريخ ال سعود و عمل ضجة كبيرة في القرن الماضي .لكن الان هم مدعومين من امريكا وهذاهو زمن امريكا و القاعدة لقتل البشر و خاصة النساء فهن رمن العطاء و تجديد البشر و الحضارة!ع


3 - من اين جاءوا بعقوبة القتل
حكيم فارس ( 2012 / 10 / 17 - 17:30 )
الست منى حسين المحترمة
حقيقة مقالتك اثارت بنفسي احزان لا توصف
من اين جاء هؤلاء الهمج المتخلفين بعقوبة القتل
حتى دينهم الحنيف كما يزعمون
لم يشرع قتل المرأة التي يسمونها زانية
المعروف ان دينهم يقول اذا كانت المرأة محصن بعد التثبت بوجود اربعة شهود يشاهدون مشاهدة عيانية فعل الزنا بادق تفاصيله ترجم ولا تقتل وهي عادة قديمة جدا تبنتها اليهودية واعتمدها الاسلام رغم عدم وجود اية او حديث بالقضية واعتمادا على اية اكلتها الداجن واختفت كما ادعت عائشة
طبعا الرجم غير القتل ومن يدعي انه مسلم عليه بالالتزام بالرجم
عقوبة الزنا الموضحة بالاسلام هي الجلد
لم اسمع شيخ دين سني او شيعي او من اية ملة اخرى يجرم فعل قتل المرأة تحت ستار الشرف
انهم يصمتون صمت اللئام وبكل خبث حول هكذا ممارسات من اجل ارعاب المرأة لان دينهم نصفه مخصص لاحتقار المرأة والدوس على انسانيتها
ثقافة وعقلية العشرية والدين اهم اركان استمرار التخلف وعرقلة التطور بمجتمعاتنا واكبر ضحايا هذه المنظومة المتخلفة هي المرأة
املنا بجيل يتحرر من العشيرة وسطوة رجال الدين وشيوخهم الجهلاء


4 - امل التغيير لن يكون مجرد كلمات
منى حسين ( 2012 / 10 / 18 - 21:48 )

اهلا بك فراشة الحريه
مرورك اسعدني السيدة الكريمة فؤاده العراقية
نعم عزيزتي سنواصل المقاومة ضد عتمتهم وارادتنا في النهابة ستنصر وسيطغي نورنا ويبدد عتمتهم الى الابد.. سننجب الكثير امثال بلقيس وملالة وكل من قتلت في صمت في سبيل القضية..
ألف ألف تحية لك سيدتي وصديقتي


5 - مسرح القتل وادوار النذالة
منى حسين ( 2012 / 10 / 18 - 23:44 )
السيد علاء الصفار تحية طيبة
اسقطوا بغبائهم وظلاميتهم مجتمعات بأكملها انهم يضيقون على النساء وذلك دليل هشاشة ما لديهم وضعف ما يدعون لا يستحقون الا مسميات الجريمة بل واكثر من ذلك.. بدلا من المطالبة بالغاء قانون عقوبة الاعدام نراهم يتمادون بالجربمة وخصوصا قتل النساء.. عزيزي الصفار ان الكاتبة السعودية بلقيس الملحم قتلت بناءا على اختلافها في الرأي مع اخوتها لا غير.. مع ان الكاتبة كما تحدثت عنها صورها الشخصية تلتزم الحجاب والحشمة الاسلامية كما يطلقون عليها وكذلك الصغيرة ملالة لم تكن الا مستقيمة حسب أهوائهم.. لكن ارتفاع صوت النساء في الأوطان التي يعشعش فيها هؤلاء الغربان معناه نهايتهم وليس امامهم الا قتلهن وتصفيتهن بابشع صور الجريمة.. وفعلا كما اشرت هؤلاء هم حاضنة النظام الراسمالي المتأمرك على حساب تحرر الانسان وخلاصه.. القاعدة أبنة الراسمال وال سعود أحفاده والباقي يترصد في بنوكهم وعلى هواهم..
تحياتي لك ايها الرائع علاء الصفار..


6 - من أين جائو
منى حسين ( 2012 / 10 / 19 - 00:04 )
السيد حكيم فارس تحية طيبة
من رحم العقوبات.. من رحم الجريمة والغباء.. من رحم الدم والضحية.. جاء هؤلاء تارة يتلوونون بالعشيرة والقبيلة واخرى بالشريعة والرذيلة..
معك الحق سيد حكيم نراهم يطبلون ويزمرون لقتل النساء وكل يوم يفتون في اجسادنا وامتلاكنا ومصادرتنا ولا يحركون ساكن امام اغتصاب طفلة او الاعتداء على أمراة فقط يفلحون ويبدعون بفتاوي المتجارة بالنساء واهانة الرجال.. مثل نكاح الجثة وارضاع الكبير وغيرها الكثير الكثير.. انهم نفايات قذرة لا تترك ورائها الا سموم تفتك بالمجتمعات.. من المؤلم حقا ونكبة حقيقة وخسارة كبيرة ان تقتل نساء العلم والثقافة والتربية ارضاء لجنون وحقد شراذم الاديان.. أملنا بجيوش نساء ورجال التحرر وهم يكنسوا من تاريخ البشرية كل شراذم الأديان والعبودية


7 - الأستاذ علاء الصفار
منى حسين ( 2012 / 10 / 19 - 00:26 )
تحية طيبة
كتبت لك رد على التعليق لكن أدارة الحوار المتمدن لم تنشر التعليق تحت بند مخالفة القواعد وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها حجب أحد ردودي.
كل تحياتي لك ولهيئة إدارة الحوار المتمدن.


8 - اعادة نشر تعليق محذوف
حكيم فارس ( 2012 / 10 / 19 - 10:55 )
الست منى حسن المحترمة
احيانا يحدث خطأ الي في نظام حذف التعليق واعتقد هذا ما حدث معك
ولاعادة نشر التعليق
يظهر اسفل التعليق المحذوف عبارة
ارسال شكوى على عدم نشر هذا التعليق....انقري عليها
يظهر لك جدول
يطلب الاسم والبريد الالكتروني وادخال بعض الحروف وارسلي
سيعاد نشر التعليق بنفس المكان المحذوف
ولك تحياتي ثانية


9 - أعادة نشر تعليق محذوف
منى حسين ( 2012 / 10 / 20 - 00:22 )
السيد حكيم فارس تحية طيبة
أشكرك جدا على هذه المعلومة وأشكر لك متابعتك الجدية
جميل أن نتبادل المعلومة بهذه الطريقة
أكرر تحياتي وأمتناني لك صديقي


10 - طيور الظلام
عبدالحميد ابوسنه ( 2012 / 10 / 20 - 22:39 )
انهم يخشون من الفكر والتفكير
ولذلك يلجأون للقتل المعنوى متمثل فى التكفير والتخوين
فإن لم يسعفهم ذلك لجأوا للقتل المادى
للتخويف وعدم تكرار النماذج المخالفة لتصوراتهم
حتى لا تتهاوى عروشهم الوهمية

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير