الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرنامج القرآني الكريم للسلطة

منير حداد

2012 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البرنامج القرآني الكريم للسلطة

القاضي منير حداد
رسم القرآن الكريم، برنامجا متكاملا، للتعاطي مع فكرة السلطة.. من الداخل والخارج، وبالضد والـ (مع).. حربا وسلما.. نظريا وعمليا.
تتكامل اركان البرنامج بحيث تقود خطوات المسلم الواعي، بل وحتى الثائر غير المسلم، اذا ما شاء ان يتبع خطوات الرحمن في بناء دولة حق وعدل.. سواء أأرادها اسلامية صريحة، ام دولة حق، والحق هو الاسلام.. حتى لو لم تكن الدولة اسلامية بالتسمية.
"يا ايها الناس ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين"
الآية 209 سورة البقرة
فالحرب بعد انتفاء اسبابها تتحول الى رجس من عمل الشيطان، حين يتوجب ان نترك السيف والبندقية جنبا، متجهين للبناء والاعمار وترصين دعائم اركان الدولة التي استخلصناها من براثن الطاغية، علينا ان نعيد النظر بمنهج العمل، اعتمادا على الآيات القرآنية والاحاديث النبوية وحكمة آل البيت واجتهاد أولي العلم، في اقناع المجتمع ليتشبع بروح الايمان التي تقضي بالتحول من الحرب ضد الحاكم الجائر الى بناء الدولة من خلال البدء بالانسان على اعتباره البذرة الاولى للحضارة المثلى.
"قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين"
192 البقرة
فما ان حط المجتمع سلاح الاحتراب بالضد من عهد الكفر، تهيأ نفسيا للاعمار والبناء، حينها تصبح اية بادرة تسلح ايقاظ لروح الفتنة، فينقلب المجتمع على منجزاته بالاقتتال من داخل تجربة الثورة، وفق المصطلح السياسي الشائع (الثورات تأكل ابناءها).
الامر الذي يلزم قادة الثورات بمحو كل اثار الحرب، كي لا تبقى روح العنف وثابة تنبض امام المقاتلين الذين يتوجب عليهم الانخراط في تجربة البناء المادي لدولة الروح.
وهذا سر النجاح المديني الذي تحقق في التجربة العراقية لقوات كانت تتجيش معارضة لنظام الطاغية المقبور صدام حسين.. تقاتله.. من داخل العراق وخارجه، ما ان سقط حتى تحولت الى منظومة بناء تسهم في ادارة الدولة داخليا وسياستها خارجيا بموجب ما تقتضي متطلبات المسؤولية الوطنية.
وهذا ما يؤكد نجاح تجربة البرنامج القرآني للسلطة في عراق ما بعد التحرر من الطاغية في 9 نيسان 2003، على الرغم من الارهاب والفساد المالي وانحرافات بعض المسؤولين وهم يتساقطون تباعا، ، كالورق والاغصان البابسة التي جف نسغ الحياة في لحائها، مع كل هبة ريح تنسم من ربيع الامل والتفاؤل.
"اما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نجاح
حمورابي سعيد ( 2012 / 10 / 16 - 19:20 )
اخي منير...عن اي نجاح تكتب ؟ العراق رجع الى ما قبل 100 عام بفضل هؤلاء المسمون ساسة الذين لا هم لهم سوى مصالحهم .


2 - واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض
خسرو ( 2012 / 10 / 16 - 19:48 )
تحية لك سيادة القاضي ولکل متصفحي حوار المتمدن
وهل ترون کقاضي یحکم بين الناس بالعدالة ان شرائع الله‌ في کتابه‌ عادلة؟ لماذا اخذتم تلك الایة وتجاهلتم هذه‌ الایة
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم سورة محمد الایة 35
هل ترى کقاضي في هذه‌ الایة عدالة یقول الجلالین في تفسير هذه‌ الایة
فلا تهنوا- تضعفوا -وتدعوا إلى السلم- بفتح السين وكسرها أي الصلح مع الكفار إذا لقيتموهم -وأنتم الأعلون
واذا قارنا هذه‌ الایة مع القانون الدولي لحقوق الاسرى ماذا نقول
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الانفال 67
سیادة القاضي اذا حکمنا بالقران في دولة مصدر تشریعها القران کیف یکون حقوق المواطنة اذا کان المسیحی والیهودي والایزیدیة هم اهل الذمة لدینا ویعطون الجزیة وهم صاغرون کما شرعه‌ الله‌ في کتابه‌
حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
التوبة 29
اسألك سیادة القاضي هل ترضى اخوك المسیحي یعطيك الجزية وهو صاغر این العدالة؟شکرآ خسرو


3 - هل هناك برنامج قرآني للسلطة متفق عليه؟؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2012 / 10 / 17 - 05:14 )
الشبعة: الخلافة في اثنا عشر خليفة من آل النبي ابتداءا بعلي وانتهاءا بالامام المهدي ابن الحسن وفي زمان الغبية هم الفقهاء العدول. (الولي الفقيه) اما ظاهرا كـ ايران او تسترا كـ العراق
السنة: الحكم الراشد ثلاثون سنة وبعدها ملك عضوض يتوارثه ابن عن أب ولو كان عبد حبشيا او فاسقق جائر (آل مرخان نموذج)كما ان الغلبة هي احد اركانه.
تفسير الشيعة للقرآن بخصوص السلطة يختلف عن تفسير السنة.
المتفق عليه بين الطرفين: عبيد واماء واحرار وملك يمين وسادة وعوام . مسيحيون ويهود .مختلفون على تعريف المشرك لذى كل يكفر صاحبه وما يجري في العراق لا يحتاج الى تحليل.
ذهب الطاغية الى مزبلة التاريخ وجاءت حكومة المحاصصة فهل هي ضمن البرنامج القرآني للسلطة؟؟؟.ماذا جنى الشعب العراقي من الحكم الحالي في العراق سوى الفقر وفقد الحريات باسم الدين؟؟؟.نعم ما جناه شعب العراق ولا سيما الاخوة الشيعة الطيبين الا السماح لهم باداء الشعائر بحرية وهونوع من السياسة لعلم السياسيين بان تدجين العقول هو افضل السبل لتكميم الافواه باسم اهل البيت والفائدة عائدة على السياسيين في البرامج الانتخابية.
العلمانية هي الحل (الدين لله والوطن للجميع).


4 - مختصر ومفيد
سميح الحائر ( 2012 / 10 / 18 - 05:01 )
هل انت موظف في الدولة؟؟. فاذا كان الجواب نعم فالجواب على مقالتك هو:
يمدح السوق من يربح فيها.
اما اذا كان الجواب لا: فالجواب هو الاننماء الطائفي.

لماذا مع الاعتذار: لان ما كتبنه هو مخالف للواقع مئة في المئة.

سلام على العراق وابنائه الشرفاء ونتمنى له الخلاص من حكم الاسلام السياسي ليختفي اصحاب العمائم والخواتيم المزينة من ساحة السياسة ويعودوا الى ثكناتهم سالمين في المساجد والحسينيات. اما استمرار الحال كما هو عليه الآن فلا رجاء ولا امل في التقدم الا في فن التطبير واخواته.
دمتم سالمين.

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تُدخل الاحتلال في ا


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. كارلو أكوتيس: كيف أصبح قديساً في الكنيسة الكاثوليكية؟


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن