الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتطوعون - هل يفيد وجودهم ؟ (1)

مجدى زكريا

2012 / 10 / 16
المجتمع المدني


الايادى المساعدة فى كل مكان
باكستر, تلميذ المدرسة الثانوية البالغ من العمر 15 سنة, يقضى بعد ظهر ايام السبت بطريقة غير اعتيادية. فهو يزور مجموعة من المسنين, يعزف لهم الموسيقى ويقودهم فى الغناء فى دار الرعاية حيث يعيش. يقول استاذ باكستر : " انه يلون حياتهم بالضحك والمرح ويدخل الى قلبهم فرح الحياة ". وتعرب لوسيل البالغة من العمر 78 سنة عن لطف مماثل فهى توزع الطعام على المحتاجين وتزور المرضى المتوحدين فى المستشفيات. تقول احدى صديقات لوسيل : " انها مستعدة لأية مساعدة بوسعها تقديمها ".
تعريف مفهوم التطوع
لدى ملايين من الناس حول العالم شعار مشترك فى الحياة يقول " كن موجودا حيث تكون الحاجة ". فهم يمدون يد المساعدة فى مواقع البناء, المكاتب, المصانع, دور الرعاية, مراكز المشردين, اماكن الايواء, مخيمات اللاجئين, مراكز الاطفاء, المراكز التى يلجأ اليها الناس عند وقوعهم فى ازمة, مأوى الحيوانات, وهلم جرا. انهم فعليا فى كل مكان. وهم يستخدمون مهاراتهم للقيام بنشاطات متعددة بدءا من مساعدة الاخرين على بناء منازلهم حتى جمع الاموال. ومن حضن الاطفال المتروكين الى تهدئة الموتى المشرفين على الموت. هؤلاء هم المتطوعون - اناس ينيرون حياة المحتاجين.
وقد وصف العمل التطوعى بأنه " فكرة نبيلة تنفذ عمليا ". وهو يشمل امورا مثل الالتزام بقضية, روح التضحية, العمل دون مقابل, والاعراب عن الاهتمام بالاخرين. يقول شخصان يتطوعان منذ مدة طويلة : " الخدمة التطوعية هى العطاء من ذاتنا, من وقتنا, قوتنا الجسدية, افكارنا, قدرتنا على مساعدة الغير, مهاراتنا فى حل المشاكل, ومعرفتنا المهنية ". والمثير للأهتمام ان مثل هذا العطاء يفيد ايضا المتطوعين شخصيا.
المتطوعون ايضا يستفيدون
يقول مايكل متطوع بدوام جزئى : " يمنحنى الجهد الذى ابذله فى مساعدة الاخرين مكافأة اعمق, اغنى, واكثر متعة بكثير مما كنت ساحصل عليه لو استمررت فى التركيز كاملا على مهنتى التجارية ". ومايكل ليس الوحيد, تقول شارون كابلينغ المنسقة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة التطوعى : " حول العالم . . . يدرك المتطوعون تماما كم يستفيدون من هذه التجربة ". ويؤكد الدكتور دوغلاس م. اوسن, خبير العمل البتطوعى, ان الباحثين وجدواان " حال المرء الجسدية والنفسية تتعزز غالبا بعد ساعات قليلة من العمل التطوعى, حتى انه اطلق على هذا الشعور عبارة " نشوة المساعد ". ونشوة المساعد ليست شعورا عابرا, فقد راقب الباحثون فى جامهة كورنيل فى الولايات المتحدة مجموعة من الاشخاص طوال اكثر من 30 سنة ووجدوا ان " الذين انخرطوا فى الاعمال التطوعية هم اسعد وافضل صحة من ىالذين لم يقوموا بذلك ". والمثير للاهتمام ان الكتاب المقدس يذكر : " السعادة فى العطاء اكثر منها فى الاخذ ". امثال 11 عدد 25 - اعمال 20 عدد 35.
الاعداد تنمو - الحاجة تنمو
فى الولايات المتحدة يو جد ما يقدر ب100 مليون شخص منخرط فى العمل التطوعى - وعددهم فى ازدياد. ومؤخرا ذكرت كاثلين بيينز, المديرة التنفيذية للمنظمة التطوعية " نيويورك تهتم ". فى مقابلة " تستمر منظمتنا فى النمو بسرعة مذهلة ". واضافت : " فى السنة الماضية فقط, انضم الى برنامجنا اكثر من 5,000 متطوع جديد ". وتشهد مجموعات المتطوعين فى اوروبا ايضا نموا مماثلا. ففى فرنسا مثلا, ازداد عدد المتطوعين 6 فى المئة سنويا. رغم ذلك, لا تزال هنالك حاجة الى المزيد. وفى هذا الصدد, يذكر برنامج الامم المتحدة التطوعى انه بالنظر للوضع حول العالم يتبين ان الحاجة الى المزيد من الجهد التطوعى هى اليوم اكثر من اى وقت مضى.
ويقول مشرف على احد المتاحف : " المتطوعون هم عماد, وجودنا ".
لكن هنالك مفارقة. فرغم ان الكثيرين من المديرين والمنسقين الذين يعملون مع المتطوعين يشعرون ان مثل هؤلاء " يساوون وزنهم ذهبا ". فان الكثير من عمل المتطوعين لا يجرى تقديره. وللمباشرة بتغيير هذا الوضع, قررت الامم المتحدة ان تكون سنة 2001 سنة تسليط الاضواء على المتطوعين.
فى غضون ذلك, تحدث تغييرات فى مجال التطوع تشكل تحديا للمتطوعين وللذين يديرون عملهم. ومع ذلك, لا يزال افراد عديدون حول العالم مستعدين للتضحية من اجل الاخرين. فما الذى يدفعهم للقيام بذلك ؟ ماذا ينجزون ؟ وكيف يمكن ان يؤثروا فى حياتكم ؟
" يتبع " المقالة الاخيرة
السنة الدولية للمتطوعين
فى 20 تشرين الثانى ( نوفمبر ) 1997, اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 2001 السنة الدولية للمتطوعين. وبحسب الامم المتحدة, هنالك اربعة اهداف ينبغى تحقيقها :
زيادة التقدير : تشجع الحكومات على الاعتراف بأهمية المتطوعين من خلال دراسة وتسجيل انجازاتهم ومنح المكافات للنشاطات التطوعية البارزة.
تسهيل التطوع : تحث البلدان على دعم العمل التطوعى من خلال قبول الخدمة التطوعية كبديل للخدمة العسكرية مثلا, او من خلال منح اعفاءات من بعض الضرائب.
تبادل المعلومات : تشجع وسائل الاعلام على تقديم مزيد من الدعم من خلال نشر النجاح الذى يحصل فى مجال العمل التطوعى. فيصير ممكنا عنئذ تكرار مثل هذه المشاريع " دونما حاجة ان يصرف كل مجتمع محلى وقتا ويبذل جهدا مجددا فى استنباط مشاريعه الخاصة ".
توسيع الدعاية : تحث المنظمات التطوعية على تنظيم معارض لاعلام الناس بالفوائد التى يحصدها مجتمعهم من العمل التطوعى.
وتأمل الامم المتحدة من خلال اعلان السنة الدولية للمتطوعين, ان يزداد الطلب على خدمات المتطوعين, ان ينخرط عدد اكبر من الناس فى الخدمة التطوعية, وان تنال المنظمات التطوعية تبرعات مالية وتسهيلات اكبر لتلبية حاجات المجتمع المتزايدة. وقد انضم ما مجموعه 123 دولة فى رعاية اهداف قرار الامم المتحدة هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهمية العمل التطوعي
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 10 / 18 - 18:05 )
تحياتي استاذ مجدي زكريا
مفرح جدا ازدياد اعداد المتطوعين يوما بعد يوم
كن موجودا حيث تكون الحاجة اختصار ثمين لاهمية العمل التطوعي وكما قيل السعادة الحقيقية في المنح
كل الشكر والتقدير استاذ مجدي زكريا

اخر الافلام

.. السودان.. قوات الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى بمبادرة أح


.. ماذا تعني الأمم المتحدة بالصدمة الزلزالية في حديثها عن الوضع




.. المتحدث باسم -الأونروا-: هناك مئات الآلاف من الإصابات بالكبد


.. لماذا لم تنجح عملية استعادة الأسرى ومجزرة النصيرات في تجنّب




.. شبكات | لأول مرة.. إسرائيل تتصدر قائمة العار في الأمم المتحد