الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«طظ» في الشرعية!

فريدة النقاش

2012 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أضاف الدكتور «محمد مرسي» إلي المسلسل الإخواني «طظ في» شيئا جديدا هو أقوي من كل ما سبق حين أعلن بالفم المليان «طظ في الشرعية» بعد أن ادعي معاونوه أنه طلب من النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود وقبل أن يستقيل من منصبه علي أن يعينه سفيرا في الفاتيكان، ثم بين النائب العام – بسرعة – أن شيئا من هذا لم يحدث وأنه لم ولن يترك منصبه قبل أن يصل إلي السن القانونية ويستكمل مدته عام 2016.

ويعرف الرئيس ومستشاروه أن الإجراء الذي اتخذه وفاجأ به كل من النائب العام والقضاة المصريين والرأي العام السياسي هو غير شرعي ويمثل انتهاكا صريحا للدستور، ولاستقلال السلطة القضائية، ولمبدأ فصل السلطات ذاته، ولأن الرئيس مرسي سبق له في 12 أغسطس أن انتهك الدستور حين اغتصب لنفسه سلطة التشريع التي كانت بيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي الانتهاء من كتابة الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد، ولأنه فعل ذلك ومر الفعل غير الشرعي دون ردود فعل قوية معتمدا علي سخط عام كان قد تراكم ضد أداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية، فتصور الرئيس ومستشاروه في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أن إقالة النائب العام يمكن أن تمر أيضا بنفس البساطة، لكنها لم تمر واضطر الرئيس إلي إلغاء القرار بعد أن قال عمليا بالفم المليان طظ في الشرعية.

وكان المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين «محمد مهدي عاكف» هو أول من ابتكر مصطلح الطظ حين قال في حوار صحفي إنه لا يمانع أن يحكمه ماليزي مادام مسلما وطظ في مصر، وأعلي بذلك من شأن الأيديولوجية الدينية علي الانتماء للوطن، وهو الإعلاء الذي تجلي في ممارسات كثيرة للرئيس «مرسي» نفسه بعد ذلك حين أطلق سراح مسجونين مدانين في عمليات إرهاب وقتل لأنهم إسلاميون، ولم يأبه كثيرا بأن مثل هذا الإجراء يضر بأمن الوطن، وقيل أن بعض هؤلاء الذين جري الإفراج عنهم يمارسون، الآن عمليات القتل في سيناء ويثيرون القلاقل علي حدود البلاد الشرقية.

أما «طظ» الثانية فأطلقها قبل أيام الدكتور «جمال حشمت» أحد قادة الإخوان المسلمين حين قال طظ في الديمقراطية مؤكدا أن أخونة الدولة هي من حقهم ماداموا قد حصلوا علي الأغلبية البرلمانية وعلي كرسي الرئاسة!!

وكانت «الثالثة تابتة» كما يقال حين قال الرئيس ضمنيا طظ في الشرعية وهو يقبل النائب العام دون وجه حق، والادعاء بأنه إنما يفعل ذلك استجابة لغضب الجماهير بسبب أحكام البراءة للمتهمين في قضية موقعة الجمل رغم أنه يعرف أن النائب العام ليس مسئولا عن توفير الأدلة، وأن قضاة تحقيق هم الذين حققوا القضية وليس النيابة العامة، وهم بدورهم ليسوا مسئولين عن توفير الأدلة، فهذه مسئولية أجهزة التحري والضبط.. أي الشرطة وأجهزة الأمن.

والقول بأته يستجيبب في ذلك لغضب الجماهير مردود عليه بأن الحياة السياسية تغلي بالغضب منذ شهور ضد تشكيل الجمعية التأسيسية دون أن يطرف للرئيس جفن لأن الجمعية تتكون من أهله وعشيرته.

أما الفكرة المركزية والتأسيسية وراء كل هذه الممارسات المتوالية فهي تقويض دولة القانون والنظام، والقانون والنظام هما أساس الدولة الديمقراطية الحديثة أما مشروع الإسلام السياسي لدولة الخلافة فإنه يقف علي النقيض من دولة القانون والنظام ويسعي إلي تأسيس دولة بمعايير أخري كلية يقول عنها دولة دينية وهي في حقيقة الأمر دولة استبدادية تسلطية يحكمها فرد مطلق الصلاحيات باسم الدين، ليكون الدين في هذه الحالة هو أداة القمع الروحي والمادي لجماهير يجري إفقارها واستغلالها وتبرير الإفقار والاستغلال باسم الدين، ذلك أن المشروع الاقتصادي الاجتماعي للإسلام السياسي هو مشروع رأسمالي طفيلي تابع.

ويظل السؤال الآن هو هل سيكون بوسع النزعة الإرادوية لدي جماعات الإسلام السياسي أن تفرض قانونها الخاص علي مجتمع أخذ يستنفر قدراته ليقاوم هذا الهجوم الضاري علي مؤسساته العصرية التي بناها عبر ما يزيد علي قرنين من الزمن حين بدأت تجربة الدولة الحديثة في مصر، وأغلب الظن أن قوي الإسلام السياسي لن تستطيع أن تفرض جلسات الصلح العرفي بديلا للقانون والمحاكم، ولا الزكاة بديلا للضرائب، ولا الشوري بديلا للديمقراطية إلا بقهر المجتمع المصري بآليات العنف التي أثبتت جماعة الإخوان المسلمين أنها لا تملك سواها لأنها جماعة فقيرة فكريا ولن تعوض ملياراتها هذا الفقر الفكري والثقافي الذي كثيرا ما يتخذ طابعا غير أخلاقي كما حدث يوم الجمعة الماضي بالعدوان علي متظاهرين سلميين.

وسيتوقف مصير هذا الصراع بين القوي المدنية الحديثة وقوي الإسلام السياسي حول مستقبل الدولة علي قدرة القوي الحديثة علي تنظيم صفوفها، وبلورة أفكارها وتبسيطها، وفوق هذا وذاك اجتذاب الجماهير الشعبية لصفوفها عبر تبيان العلاقة الوثيقة بين العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة الوطنية من جهة وبين مدنية الدولة وديمقراطيتها وعصريتها لتتطور كدولة نظام وقانون وعدالة من جهة أخري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النزعه الارادويه لدي ارباب المعاش الماركسي
احمد مجدي ( 2012 / 10 / 17 - 17:26 )
هم ابدا لايخجلون
ولم يمر سوي اقل من عامين علي فعلتهم السوداء الاخيره بالمشاركه في انتخابات مبارك البرلمانيه الاخيره المزوره واصرارهم علي الاستمرار في ا لجوله الثانيه
حتي بعد ان قاطعها الوفد والاخوان -بل وال5 كراسي اليتيمه التي حصلوا عليها
جاء 3 منها بالتزوير الحكومي لاستكمال الديكور اليساري للمجلس
بل وتم تعيين احدي( مناضلاتهن) بقرار من مبارك عضوا بالمجلس
وطظ في الشعب كله وليس في الشرعيه فقط ويحيا الضحك علي الذقون
ويظنون ان فضائحهم يمكن الطرمخه عليها بالتركيز علي الاداء الردئ للاخوان
والاخيره لم تدع يوما انها جماعه راديكاليه اوثوريه وعلي ردائه اداءها وانتهازيته
لم تدع ابدا انتسابا ليسار او ما يشبه اليسار
الان فقط اصبح النائب العام صنيعه مبارك شهيدا في معركه استقلال القضاء
واصبح الغاء الاعلان الدستوري للعسكر الذي اعتصبوا به سلطه التشريع اصبح
خروجا علي الشرعيه
انها الكوميديا السياسيه السوداء في اقبح صورها
وحتي لانظلم اليسار بافعال بعض المحسوبين عليه انصح المتابعين بمحاوله البحث
عن عدد اغسطس لسنه 99 لمجله الاهرام العربي وقراءه الحوار مع اليساري ابراهيم بدراوي ليعرف من هؤلاء


2 - ما يرمي اليه حكم الاخوان
محمد البدري ( 2012 / 10 / 17 - 22:36 )
السلوك السياسي لرئس مصر المنتخب بعد الثورة ديل علي اشياء كثيرة:

1- انه متربص بكل اجهزة الدولة لاقتلاعها وجعلها اخوانية الهوي

2- انه لا يريد حكم البلاد طبقا لمصلحة شعب مصر فالدين، كل الاديان وخاصة الاسلامي، لم يكن في صالح المصريين منذ ان غزا الهكسوس مصر واعتلوا الحكم باسم ذلك الرب الخاص بهم ويعمل لمصلحتهم دون مصلحة المصريين.

3- الاخوان خاصة والاسلاميين عامة سيشكلون كيان سرطاني علي جثة المصريين ليحكم ويتولي الادارة غالبا لصالح نظم اخري كحماس او مشيخات الخليج الوهابية لصالح الامريكيين واسرائيل. فهو عن طريق حماس سيؤسس نظام عاجز عن استرداد اي حق للفلسطينيين لكنه سيستمر في الحكم بحجة المقاومة وعودة الحقوق التي يستحيل عودتها عن طريق نظم رجعية عميلة تديرها مشيخات الخليج. بهذا سيرضي الرئيس مرسي امريكا والغرب واسرائيل والنظم المتخلفة بعد ان قامت ثورة لتحرير شعبها من هيمنة كل هؤلاء.

4- تطبيق الشريعة التي عن طريقها لن تكون هناك حريات لانها مؤسسة علي السمع والطاعة وهي ذاتها مبادئ مكتب الارشاد الذي اتي منه الرئيس مرسي. فاي مكسب اخذه المصريين منذ زمن محمد علي سيجري عيله ما جري علي النائب العام.


3 - مصر والسرطان
على سالم ( 2012 / 10 / 18 - 03:48 )
لاشك ان مصر اصيبت بسرطان الاسلام وهو سرطان خبيث من الصعب بتره لانه يستمد قوته من جهل وسذاجه وسطحيه الانسان المصرى البسيط ةالذى يشكل غالبيه هذا الشعب المنكوب ,.للاسف هؤلاء السذج لم يكتمل نضجهم بعد ومن السهل خداعهم باسم المقدس ,مرسى العياط وعصابه الاخوانجيه الارهابيه لن يتركوا الحكم بسهوله لانهم لصوص وكذبه وارهابيين وسوف يقودوا مصر البائسه الى الهاويه والخراب


4 - طظز
sarhan ( 2012 / 10 / 18 - 14:05 )
ارجو من الكاتبه المحترمه ان تبين لنا ماهو الفرق اللغوي بين الطظ والطز


5 - محمد مهدي عاكف وعولمة الاسلام
سعيد النايلي ( 2012 / 10 / 18 - 14:18 )
وردت في حديث ل محمد مهدي عاكف مع احد طلاب كلية الاعلام واسمه طارق مصطفى ونشرت جريدة روزاليوسف قصة الطز، يقول منظرالاخوان ان الاخوان سيضربون بالجزمة من يهاجمهم اذا وصلوا للحكم وطز في مصر وقد كان على غلاف مجلة المصور يد ممسكة بفردة حذاء وعنوان صارخ يقول: جزمة المرشد برنامج الاخوان لحكم مصر .كما كتب رئيس تحريرها عبدالقادر شهيب مقالا قال فيه: يجب أن نسعي جميعا الآن لاجبار اعضاء جماعة الاخوان علي خلع أحذيتهم والسير حفاة، ومصادرة كل ما لديهم من أحذية وشباشب، حتي لا نتعرض للضرب بالأحذية كما هددنا المرشد العام للاخوان،

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب