الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلق لكم من أنفسكم أزواجا

نافذ الشاعر

2012 / 10 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إذا جئنا نتأمل قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا..) (الروم:21) فإنه يتبين لنا أمران:
الأول: قوله تعالى "من أنفسكم" فيه دلالة على أن زوجة الرجل قد خلقت من نفسه، أو من ضلعه، كما ورد في بعض الأخبار، وبهذا يكون حنين الرجل للأنثى بمثابة بحث عن جزء نفسه المفقود، الذي أدى إلى اختلال توازنه عندما انتزع منه. ولذا، جاء التعبير عن هذه الرابطة الزوجية بقوله تعالى "لتسكنوا إليها". ومن المعلوم أن السكون هو الذي يعقب اضطراب الحركة، كما يسكن الماء المغلي إذا صُب عليه كأس من الماء البارد.
هذا، ويمكننا الاستئناس هنا بدراسة أمريكية، أجريت في جامعة نيويورك، وقد بينت هذه الدراسة أن قضاء وقتاً أطول مع شريك الحياة، يعد واحداً من أفضل الطرق لخفض ضغط الدم. وقالت الدراسة أنه عندما يكون الزوج أو الزوجة في صحبة بعضهما، فإن ضغط الدم ينخفض إلى ما دون المستوى الذي يصل إليه عندما يكون الشخص وحيداً أو مع أصدقائه، وأن هذه النتيجة تتحقق حتى ولو كانت العلاقة بين الزوجين غير جيدة. وأكدت الدراسة أن السبب في ذلك هو علاقة الاعتياد بين الزوجين التي من شأنها بث الشعور بالاسترخاء، بينما يؤدي التعامل مع الغرباء إلى شعور بالتحفز.

الثاني: أن السكون إلى الأنثى ربما لا يكون بسبب اشتقاق المرأة من الرجل، وإنما لأمر آخر، ربما بسبب خصائص الرجل الروحية التي لا تكتمل إلا بالأنثى. وكذلك الحال لخصائص المرأة الروحية التي لا تكتمل إلا بالرجل؛ وعند ذلك يسكن كل منهما للآخر سكون الطائر للعش. وهذا ما عبر عنه الشاعر بقوله:
ألا فاعلمي الآن علم اليقين سأكشف عن سرّ حبي الدفين
لقد عشتُ للجد جد الرصين أهم وأكبو بعبء السنين
إلى أن لقيتك خفاقة توقد فيك الهوى والفتون
فأنت هنا فرحة تمرحين وأنت هنا نشوة تقفزين
فأكمل هذا المراح الطروب هدوء الحزين وجد الرصين

هنا يحدثنا الشاعر عن نفسه بأنه عاش حياة جادة رصينة، وهو يحمل على كاهله عبء السنين الطوال، دون ملل أو سأم، حتى التقى بفتاة أحبها حباً طاغياً، استولى على أقطار نفسه. ثم هو في بحثه عن أسرار هذا الحب الجارف، أدرك أنه أحبها لتمتعها بخصال نفسية لا يملكها كالمرح، والنشوة، والدعابة، وخفة الروح..الخ. وبالتالي، أكملت بهذه الخصال ما يفتقده الشاعر من الخصال!

والآن، ما دمنا قد تطرقنا لهذه النقطة دعنا نناقشها بتفصيل أكثر، حتى نصل إلى معنى قوله تعالى الذي صدّرنا به حديثنا (لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ) (الأنعام:67) إن هذا يجعلنا نقرر بأن كل شيء في الكون ناقص، ولا بد حتى يكتمل أن يلتحم بالشق الآخر. وفي هذا المعنى جاءت الإشارة بقوله تعالى: (لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ). فهنا، نجد أن "النبأ" يبحث عن مستقر، و"المستقر" يبحث عن نبأ كذلك؛ فيكون المعنى: لكل نبأ مستقر، ولكل مستقر نبأ، ومتى التقيا استقر كل منهما في الآخر استقرار اليرقة في صدفتها.
وعلى هذا، نستطيع تفسير ميول بعض الناس إلى تخصصات ومواهب دون غيرها من التخصصات والمواهب. بل أكثر من هذا، نستطيع معرفة سبب انحراف بعض الناس دون آخرين ممن اجتمعت لهم نفسُ الظروف والأحوال؛ وفي هذا المعنى جاءت الإشارة بقوله تعالى: [وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان](المائدة62). وقوله: [فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم](المائدة52). والمعنى أنهم يسارعون إلى الإثم، والإثم يسارع إليهم! أو كما قال الإمام الغزالي: "والطبع اللئيم يميل إلى اتباع الهفوات والإعراض عن الحسنات. بل، يميل إلى خلق الهفوة فيمن لا هفوة فيه.."

وفي المعنى السابق جاءت الإشارة بقوله تعالى: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)(المؤمنون:61) أي أن الخير في أغوار نفوسهم أسبق من الخير الذي فعلوه خارج نفوسهم. وعلى هذا، نجد أن الخير الذي في قلوبهم هو الدافع للخير الصادر منهم في الحياة الدنيا، فهم سارعوا لفعل الخير عندما لاحت لهم بوادره، وظهرت أولى إماراته؛ لأن القلوب الخيرة نجدها، دوماً، تبحث عن الخير، والخير يبحث عنها. وقد أشار الأعشى إلى معنى قريب من هذا فقال:
خلقت هند لقلبي فتنة...هكذا تعرض للناس الفتن
والمعنى أن "هند" خلقت وفي خصالها ما يفتن قلب الشاعر، وقلب الشاعر خلق وفيه من الخصال ما يجعله يستجيب لهذه الفتنة!..
ومما يعزز هذا المعنى الذي ذهبنا إليه تجربة أجراها العالم الألماني "تن بيرغن" على أنثى إحدى فصائل الأسماك حيث وجدها لا تجذب الذكر إلا ببطنها المنتفخ، وقد برهن على ذلك بعمل دمية لا تشبه الأنثى الأصلية إلا ببطنها المنتفخ، فوجدها تجذب الذكر تماما كما لو كانت الأنثى الحقيقية.
وأيضا التجربة التي أجريت على نوع من البط حيث وجد سر انجذاب الأنثى له يكمن في الريش الأخضر حول رقبته، فإذا نتف هذا الريش رفضته الأنثى.."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هي اهمية الضلع
حكيم فارس ( 2012 / 10 / 17 - 20:15 )
حقيقة استغرب كيف تصدقون القصص الديني الخرافي
اولا عدد اضلاع الرجل والمرأة متساويان وهما 24 ضلع 12 ايمن و12 ايسر بينما الرواية الدينية تقول ان الرجل ناقص ضلع ايسر
ثم ما هذه الخربطة الالهية يخلق ادم من تمثال من الطين ولا يعرف ان من خلقه بحاجة لامرأة الا بعد خلق ادم ليكتشف الله ان مخلوقه بحاجة الى انثى ما تقولي لماذا خلق له عضو ذكري طالما لايعرف بانه بحاجة لامرأة لذلك بدل من تكرار تجربة تمثال الطين بخلق حواء انتزع ضلع من ادم وانتج منه حواء
قصة تصب في اعتبار المرأة شئ ناقص وتابع للرجل
ثم حضرتك تذكر دراسة السكينة لجانب الزوجة تجلب السرور والسعادة وتجنب الرجل من الامراض
ولكن في الواقع هذا ما تقوله نادر فالاغلبية هم بهم ونكد وما العراك والطلاق المنتشر الا دليل على عدم صحة ما تقول

اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها