الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهم لا تجعل الظروف على ماهي عليه

احمد مصارع

2005 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللهم لا تجعل الظروف على ماهي عليه
جلس أحدهم وهو منتفخ , بجوار وكان منهمكا في قراءة الجريدة , وفجأة راح يطالبه ,بحزم وصرامة :
ماذا يقولون في نشرة الأحوال الجوية في جريدتك ؟
فأجابه بنفس الطريقة : إذا بقيت الظروف على ماهي عليه , فان السماء ستسلح علينا .
إن من يتعود على تصور الحقائق ووفقا لإرادته , وعلى هواه , كمن يقوم بصنع حقائق خاصة وعلى هواه , وحين تمتزج مع قوة الاعتقاد , فان مثل هذا المؤلف لن يقبل غير حقيقته , حتى لو تجسدت الحقيقة الموضوعية , أمامه , حية عارية وبون أستار .
نحن هنا نكون أمام قوة رفض إرادية للحقيقة , ففي تنتمي الإرادة الى مكونات الطاقة النفسية ,الفعالة ,والى ميتافيزيقية البحوث النفسانية شبه العلومية , فيتحكم بالحقيقة الموضوعية , غير المستقلة تماما , منطقها الخاص , ويحلو للبعض , إطلاق صفة المنطق الذاتي , مقابل المنطق الموضوعي , والواقعي أحيانا ., كما أنه من قبيل التجزئة , غير الموجبة بالضرورة , تصوير العامل الأول على أنه الأنا الأعلى , المتمثل بكل ما يحيط الإنسان من قيم وقوانين وتراث و وعادات وتقاليد و بل وتعويد , بحيث تشكل بيئة صانعة الى حد ما للأنا الأعلى , وهي فوقية , تشمل بكل رحابة , المنظومات الدينية , والسياسة والتربوية والاجتماعية ,بينما تمثل الثانية على أنها الهو أو ca الفرويدية , وتتمثل بكل ماهو موروث فيزيولوجي , وبطبيعة التكوين من الصحة والمرض , وما بينهما من درجات اختلال , ومن نظام التغذية , وأنواع البيئات المختلفة , مابين الصحراء , والجبل , والبحر ..., ويمكن إطلاق صفة البنية التحتية عليها , وتتراوح متذبذبة بين البذرة الصحيحة , والتربة الغنية , والبيئة الصالحة و وصولا للشجرة , العامرة أو المجدبة .
إذا أردنا أ ن نستخدم المفاهيم الماركسية , انطلاقا من البنية التحتية , بوصفها مجموعة من العوامل الفاعلة , بل الصانعة , وتتراوح مابين , الأرض , والرأسمال , ووسائل العمل , , كقوى إنتاج من جهة , وصولا الى علاقات الإنتاج .
العروض التبسيطية السابقة , هي كذلك لأنها وصفية , وستاتيكية , قد تصلح مدخلا لمناقشة احتمالات التفاعل الوظيفي لتلك العوامل , وهي معقد , وتزداد تعقيدا , أكثر فأكثر , عندما ينضاف عليها أحكام الجدوى المنفعية ,أو المنفعة الحدية , عن طريق دراسة الفرضيات الممكنة عنها وجوبا تقنيا , والتقانة ليست سياسة محتملة , جاهزة في أي شكل من أشكال الوصفات الجاهزة .
حين تدرس العلائقية التفاعلية , بهدف إقامة موازنة جبرية , تتيح عملية إظهار سوا لب وموجبات , القبول بفرضية معينة , ليس بوصفها الحل الأمثل , وهذا مطلب مثالي , بل بوصفها , الأقل ضررا , لأن المحتمل , سيبقى في حكم المتنبئ به , أي لن يكون أيقانيا , فلا ايقانية إلا عند ما يوصف بالدوغماطيق ,فالأقدر على قراءة المحتمل , والمتحول الى برنامجية , تبدو قابلة للتنفيذ , وتبقى مقترحة لاختبار النتائج , في واقع متغير , يبعث على التردد , وخاصة عندما يبرز السؤال , ماهو الأهم , وما المهم ؟
الربح المادي المجرد , أم الربح الاجتماعي الملموس ,فكيف يمكن لصاحب القرار السياسي المدعوم تقنيا , بقوة العلومية , إيجاد التقاطعات المستقبلية , المتوقعة , لتقليل حجم التعسف المصاحب لعملية اتخاذ القرار .
الواقع الموضوعي , يلقي في طريق المحتمل المتعلمن , والمعلمن , ما يمكن أن ينسف البناء ومن أساسه , وبخاصة عندما يكبر ماهو ثانوي ولكنه متغير , فيتحول بقوة قدرية مرعبة , الى متغير أساسي كان قد تم تجاهله , والعكس صحيح , ولذلك يقال في شروط النتائج العلمية , أن تبقى الظروف على ماهي عليه .
أللهم لا تبقي الظروف كما هي عليه , وكما يقال مغاربيا :
الظروف تجعل من الصيد خروف ..!!
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa