الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماتعلمه الانسان من ذاته ومن الطبيعة اكثر مما تعلمه من الدين

احمد داؤود

2012 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يري اتباع بعض الديانات السماوية _بان معالجة جل قضايا الانسان تكمن في داخل الكتب المقدسة_ ويشيرون الي انها تخرج الناس من الظلمات الي النور،ويحثون كل من اراد ان يعيش سعيدا بان ياخذ بما في تلك الكتب ويلتزم بتطبيقها ،كما انهم يعلنون بان الدين افضل وسيلة لترقية الانسان وتطوره ،بل ان البعض الاخر ينبذ فكرة الاخذ من العلوم الحديثة ويعتبرونه كفرا وخروج علي الدين ،ويؤكدون بان ما تعلمه الانسان من الدين اكثر مما تعلمه من ذاته ،باعتبار ان كلما يصدر من الدين الهي ولايقبل الخطا،اما ماهو انساني فهو معرض للخطأ بيد ان الواقع اثبت خلاف ذلك ،لان ماتعلمه الانسان من ذاته ومن الطبيعة اكثرمما اضافه له الدين.
وعلي الرغم من تدثر الدين بثوب الاله الا انه عجز في ان يضيف شي يذكر للانسانية سوي تكفله بهدم الانسان وتشويه افكاره وتوجهاته، فالانسان بواسطة عقله وبالتامل في الطبيعة استطاع ان يثبت وجود اله للكون بطريقة علمية ،الا ان الدين ولئن اشار الي وجود اله الا انه عجز في اثبات ذلك ،وبسبب ذلك العجز لجأ بعض موسسي الاديان السماوية الي الاعتماد علي العنف في اثبات صحة مايذهبون اليه.
واذا كان الانسان تعلم من خلال ممارساته اليومية وتعايشه مع الاخر المختلف فكرة عدم وجود شخص افضل من الاخر ،ودعا الي مساواة الناس غضا عن اعراقهم وثقافاتهم ومعتقداتهم ، الا ان بعض الاديان لم تدرك تلك الحقيقة حتي الان،حيث قسمت الناس الي مؤمنين وكفار ، رجال ونساء،اتباع الله واتباع الشيطان،بل انها اعطت البعض المشروعية للتدخل في حياة الاخرين والتحكم فيها.
وفي وقت كان العالم يرزح تحت نير الدين ويعتقد بفكرة مركزية الكون ،تمكن كبرنكيوس وجاليلو جاليلي واسحاق نيوتن الاشخاص البسطاء من دحض تلك الفكرة واثبات ان الشمس هي مركزية الكون، وبدلا من يكافا علي ذلك ويمنحا جائزة الانجاز والاختراع ،تعرضوا لابشع انواع الذل والاحتقار والتعذيب من رجال الدين ،بل وصل الامر الي درجة مقتل احدهما،وبعد مرور مئات الاعوام اعترف احفاد القتلة بخطأ ما ذهب اليه اسلافهم ،وصحة ماجاءوا به.
وبينما اثبت الدين وجود كائنات خرافية مناهضة للاله واطلقها عليها اسم الشياطين واخري مويدة له وسماها بالملائكة الا ان العقل الانساني اثبت عدم وجودها ،واورد من الادلة ما يثبت ذلك ، وفيما اهتم الانسان بمعالجة مشاكل الكون والحاضر،فان الدين قضي جل وقته في الحديث عن الجنة والنار،وادخل الانسان في دوامة الاسطورة والا واقع .بل ان مابناه الانسان في مئات الاعوام هدمه اتباع تلك الاديان في ايام ،ويكفي ان تتامل في تاريخ الممالك والحضارات السابقة حتي تدرك ذلك.
وطالما ان الدين حارب العلم وقسم الناس حسب الاعراق والمعتقدات ،وقلل من شان الاخر المختلف ودعا الي اراقة دمائه ،فلايمكن ان نذهب للقول الي ان ما اضافه للانسان اكثر مما اضافه الانسان لذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايمان اعمى
بلبل عبد النهد ( 2012 / 10 / 20 - 10:23 )
المسلمون يؤمنون بما قاله نبيهم اكثر ما يؤمنون بالعلم فهم لا زالوا يثقون بالتداوي ببول الابل ولا زالوا يؤمنون بماء زمزم رغم توفر دراسة على تلوثه انه الايمان الاعمى

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah