الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماركس بين إرادة التغيير والمادية التاريخية
أنور نجم الدين
2012 / 10 / 20ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تمهيد:
بعدما حاولنا سابقًا إبداء رأينا بخصوص تغيير العالم بفعل الفلاسفة في موضوع منشور في الحوار المتمدن، فنحاول في موضوعنا هنا، التركيز على فكرة تغيير العالم بفعل الإرادة. وسؤال موضوعنا هنا يتلخص في ما إذا كانت الإرادة تسيطر على القوانين المادية التاريخية، ففي موضوع منشور في الحوار المتمدن من قبل الأستاذ نعيم إيليا في الرابط الآتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?ecom=1&aid=327950
ناقشت تعليقات الأستاذ مالوم أبو رغيف، وأحاول هنا تكميل هذا النقاش من خلال الملاحظات الآتية حول ما يقوله الأستاذ أبو رغيف بخصوص التغيير بوصفه (عملية إرادية)، وهل ممكن نسبة هذه الفكرة إلى ماركس؟
لنبدأ أولا من ماركس:
"ان ما يظهر على انه ممكن الحدوث بالنسبة إلى العصر اللاحق في تعا رضه مع العصر السابق .. هو شكل للتعامل كان يقابل مرحلة معينة من تطور القوى المنتجة" (كارل ماركس، الايديولوجية الألمانية، ص 78).
وهكذا، فالعلاقة بين القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية لا الفرد الموهوم هي التي تحدد مكونات التاريخية لعصرنا، بالضبط مثل مكونات العصر اللاحق، فعندما التناقضات بين هذه القوى والعلاقات المطابقة لها تدخل مسرح التاريخ، فستكون آنذاك هذه العلاقات قد باتت قيدًا أمام تطورها. فإن تاريخ علاقات بشرية جديدة، هو نفس تاريخ المصاحب بتطور القوى المنتجة، وهو في الوقت نفسه تطور الأفراد أنفسهم ووعيهم الاجتماعي. وهذه الحركة التاريخية مستقلة كليًا عن إرادة الأفراد والطبقات، ودور الفرد وعن فكر الفرد، ودور الأحزاب السياسية أيضًا. ولكن لماذا؟
بكل بساطة، لأن القوى المنتجة العالمية والعلاقات الإنتاجية المقابلة لها (التبادل، التوزيع، الاستهلاك)، لا يمكن إخضاعها لفكر أي فرد -أو حزب- في العالم.
أما لدى الماركسيين الذين يحلون ماركس محل الله، فيمكن أن يمثل فرد وحيد وفكره قوةً محركة للتاريخ، فكل شيء مرهون بفكره وإرادتنا الفولاذية، فكأن خالق التاريخ هو فكر نموذجي للأفراد الذين لا يخلفون في الواقع أي أثر على حركة التاريخ من خلال الإرادة أو الأفكار.
الماركسية والإرادة:
إذا انطلقنا من الماركسية ذاتها، فسنكتشف فورًا أنها خليط من المادية القديمة والتأملات الفلسفية مثل: الإرادة، وتغيير العالم بفعل الفلاسفة، والجدلية، والأخلاق. وحسب الفلاسفة وتأملاتهم الفلسفية، فانك ذات إرادة حرة أن تختار بين الخير والشر. هذه هي فكرة الإرادة، فالإرادة فكرة دينية تتعلق بحياة الفرد. وأن تحويل هذا التأمل الفلسفي إلى قوة محركة للتاريخ، سيكون من شأن المثاليين فقط، المثاليين الذين يحاولون الاستعاضة عن الميتافيزيقا بدور الفرد في التاريخ.
فحسب هذه الفلسفة، يمكن تغيير العالم ببساطة من خلال أفكار ومشاريع لينين والإرادة الفولاذية لستالين، فالماركسية تحاول إذن مجابهة العالم بالتأملات. وهذه التأملات هيغلية في الأساس، تحاول استبدال قوانين المادية للتاريخ بإرادة الأفراد أو الأحزاب، فغيروا أفكاركم وأفكار الناس، إذ كنتم تريدون تغير الحياة الاقتصادية للمجتمع. وهكذا، ففي التأملات الفلسفية، ممكن الوصول إلى عالم جديد حسب وصفة ايديولوجية أو وصاياه أخلاقية أو عزيمتنا وإرادتنا.
ولكن السؤال الموجه إلى الماركسيين هو: لو كانت القوانين المادية التاريخية هي التي تحكم علاقاتنا، فما دور إرادتنا في تغيير العالم إذن؟ وهل ممكن أن يخضع النظام الاقتصادي والسياسي لإرادتنا الفولاذية؟
لنَدَعْ الآن ماركس الذي يتحدث الماركسيون باسمه، أن يجيب بكل هدوء على هذا السؤال.
ماركس والإرادة:
"إن القوة الاجتماعية، يعني القوة الإنتاجية المتضاعفة، التي تنشأ من تعاون أفراد مختلفين كما يحدد بفعل تقسيم العمل، لا تظهر في نظر هؤلاء الأفراد على أنها قوتهم الموحدة الخاصة، إن هذا التعاون نفسه ليس إراديا، بل نشأ بصورة طبيعية؛ إنها تظهر لهم، على العكس من ذلك، على أنها قوة غريبة قائمة خارجة عنهم، هم جاهلون بأصلها وهدفها، وبالتالي فهم عاجزون عن التحكم فيها، بل هي على النقيض من ذلك تجتاز سلسلة خاصة من أطوار التطور ومراحله المستقلة جدًا عن إرادة الإنسانية ومسيرتها، بحيث تتحكم هي في الحقيقة في هذه المسيرة وتلك الإرادة" (نفس المرجع، ص 43).
يواصل ماركس ويقول:
"مادامت القوى الإنتاجية لم تبلغ ذلك الحد من التطور الذي يجعل المزاحمة نافلة، فان الطبقات المحكومة سوف تظل طوال هذا الوقت راغبة في المستحيل إذا كانت تملك (الإرادة) في إلغاء المزاحمة، ومع المزاحمة الدولة والقانون" (ص 350).
وهكذا، فلا يمكن أن يغير العالم حسب الإرادة أو الاخلاق أو وصفة ايديولوجية من ماركس أو خلفائه، فالتاريخ ليس لعبة بين أيدي الناس، بل علاقات اقتصادية وبشرية عالمية متداخلة لا يمكن السيطرة عليها من خلال التأملات الفلسفية: الأفكار، الإرادة، الأخلاق، انه منظومة من القوانين المادية التاريخية، يتحرك المجتمع من ضمنها وبصورة مستقلة عن دور الأفراد والطبقات والفلاسفة والأحزاب. وهل ممكن أن يشير ماركسي إلى دور فرد ما أو فيلسوف ما في تغيير المجتمعات السابقة: من العبودية إلى الإقطاعية، ومن الإقطاعية إلى الرأسمالية؟ إذا كان الجواب كلا -وبالطبع سيكون الجواب كلا- فلماذا إذن يجب أن نصدقكم بأن التغيير الاجتماعي اللاحق سيكون من فعل ماركس ووصفته الأيديولوجية أو إرادتنا الفولاذية؟
إن فكرة التغيير من خلال وصفة أيديولوجية أو الإرادة، أو الأخلاق، أو الجدلية .. ليست سوى تعبيرات تأملية أيديولوجية عن العالم، وهي في الأخير تحويل كل الصراعات الموجودة بين القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية، والصراعات الناتجة منها بين الطبقات مسرحها العالم كله، إلى صراع الفرد مع أفكاره وأخلاقه، فحسب الفلسفة الماركسية، إن التناقض هو تناقض الفرد مع فكرته التي يقتحمها في رأسه حول الروح والأخلاق الدينية بالذات، فالصراع إذن هو بين أخلاق الملحدين وأخلاق المؤمنين وهي في الواقع نفس الأخلاق الاجتماعية في كل زمن محدد من التاريخ، وإذا نجحت الماركسية في تشجيع الناس في ارتكاب الخطيئة ضد الروح، فإنها تنجح في إقامة مجتمعها الإلحادية، وكأن الهدف هو مجتمع إلحادي، أو كأن الالحاد هو القوة المحركة للتاريخ.
أما عكس كل هذا الهراء المثالي، فمات الآلاف من أجل مجتمع جديد أثناء ثورة الكومونة (عام 1871)، تستهدف إنهاء سيادة الإنسان على الإنسان، ولكن دون أن يعرفون مناضلوها شيئًا عن الماركسية وفكرتها الإلحادية والأخلاقية والإرادوية المناقضة بالمنهج المادي للتاريخ، المنهج الذي ينطلق من الحياة الاجتماعية لا من الأفكار أو الارادة أو الإلحاد والإيمان، ولا بين النضالات الاقتصادية التي تشارك فيها الملايين من المؤمنين ضد النظام القائم.
إن القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية العالمية، هو الذي أَوْجَد الحالة الاجتماعية التي تقف ضدها أكثرية المجتمع بين فينة وأخرى، وتحاول تغيير شكل إنتاجي قديم بشكل جديد يتناسب وعلاقات جديدة ووعي اجتماعي جديد لا حسب أكثر الأفكار فلسفية صالحة للمجتمع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - المنظور الفلسفي
Abdul-rahman
(
2012 / 10 / 20 - 16:23
)
مسألة الإرادة الحرة كانت مسألة مركزية منذ بداية الفكر الفلسفي. وتختلف مختلف المواقف الفلسفية حول ما إذا كانت جميع الأحداث حتمية الحدوث أم لا – الحتميون مقابل اللاحتميين – وأيضاً على ما إذا كان يمكن أن تتعايش بحرية مع الحتمية أم لا– التوافقيون مقابل اللاتوافقيين.
أما في الدين، تعني الإرادة الحرة أن الإله يترك للفرد سلطة على قراراته واختياراته دون تدخل منه. وفي الأخلاق، تعني أن الفرد مسؤول ومقيد أخلاقياً عن تصرفاته.
2 - الأستاذ العزيز أنور نجم الدين
آكو كركوكي
(
2012 / 10 / 20 - 18:56
)
دعني أقول لكم بدايةَ إنه من الأخوة الماركسيين اللذين أقرء لهم في الحوار المتمدن فأنتم أكثرهم إلتزاماً بأفكار ماركس حيث تعرضوها كما هي ولا تقومون بتأويلها حسب أهوائكم ومثلما يفعل الأخوة الآخرين. وهذه أمانة تحسب لكم.
لكن لماذا بعض الأخوة حين تسئلهم عن موضوعة القوانين التي تحكم التأريخ يحاولون تأويل كلام ماركس حسب أهواءهم؟
وأقول لربما يعرفون مسبقاً إن هذه النقطة لو عرضت بالضبط مثلما عرضها ماركس وأنجلز في حينها فلسوف تتعرض لنقد شديد جدا اليوم. فالكل يعرف إن العلوم الطبيعة نفسها قد تخلت عن شئ أسمه قانون. فالذي يكتشف اليوم ويعتبر قانونا للطبيعة يدحض غداً بنظرية أخرى وقانون آخر. يعني لايوجد قانون مطلق وموضوعي. وإذا كان هذا حال العلوم الطبيعية فما بالك بالتاريخ أو علم الإجتماع!
بعضهم يقول لا الماركسية منهج وليست نصوص جامدة...والسؤال إذن وهل منهج ماركس هو المنهج المقبول اليوم...فمنهج ماركس منهج علي سببي وبالتالي هو منهج حتمي...وهذا المنهج كان سائداً في زمن ماركس لكن اليوم لايوجد شي أسمه علية وسببية وحتمية، هناك اللاتحديد واللاحتمية.
3 - السيد Abdul-rahman
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 20 - 19:42
)
شكرا لمرورك ولمساهمتك.
مع التحيات
4 - العزيز الاستاذ آكو كركوكي
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 20 - 20:25
)
شكرا لمساهمتك، وملاحظاتك رائعة كالعادة.
ان تأويل أطروحات ماركس، يعود في الأساس إلى مفسري ماركس أمثال بليخانوف ولينين وتروتسكي. والماركسي هو الشخص الذي ينطلق من هذه التفسيرات -من الماركسية- لا من أطروحات ماركس نفسه.
أما بخصوص القانون في الطبيعة، فممكن أن نقول بأن الزلزال مثلا -أو البركان- خاضع لقوانين العالم الطبيعي، مثل الأزمات الاقتصادية التي خاضعة كليًا للقوانين الاقتصادية في المجتمع. وفي المجتمع تحكمنا القوانين الاقتصادية، فنحن مثلا منافسين لبعضنا البعض بحكم قانون المنافسة، وتموجات الأسعار مثلا خاضعة لقانون العرض والطلب.
وان من يقول ان الماركسية ليست نصوص جامدة يحاول التلاعب بالأفكار حسب ما يشاء، فالمسألة ليست لها العلاقة بالنصوص بل بمنهج البحث.
أما قانون أو منهج الحتمية، فيمكن تفسيره بنظام يخضع له الأشياء ضمن حركة ثابتة، وعلى سبيل المثال فكل ظاهرة في الطبيعة، مقيدة بشروط توجب حدوثها اضطرارًا، وهو نفس الشيء فيما يخص الفرد وعلاقته بالقوانين الاقتصادية في المجتمع. فما إرادة الفرد مثلا في مجابهة قانون العرض والطلب وتموجات الأسعار الناتجة منه؟
تحياتي الخالصة
5 - الزميل انور نجم الدين في انتظار جودو
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 20:58
)
اذا كنت تعتقد بان التغيير سيأتي وحده، كحتمية او انه امر لا بد ان يحدث اليوم او غدا او بعد الف سنة، فانك بلا شك قد التحقت بهؤلاء الذين ينتظرون جودو، الذي لن يأتي ابدا!ـ
حتى العقلية الشيعية التي كانت تنتظر المهدي غيرت من عقيدتها وقالت ببلاهة الانتظار السلبي.ـ
ماركس درس المراحل التاريخية وبين بان تناقضات قوى الانتاج مع علاقات الانتاج تقود الى الثورة لاحداث التغيير، لكن هذا التغيير لا يحصل بشكل ذاتي اوتوماتيكي، بل بعمل واع وهدف محدد، فهل حدثت ثورة اكتوبر الاشتراكية لوحدها، ام قد اعد لها؟
القوانين المادية الاجتماعية وخاصة الصراع الطبقي، تلعب دورا كبيرا في تحفيز الطبقات الاجتماعية المقهورة وتجعلها مستعدة للتخلي عن حياتها في سبيل احداث التغيير، كما ان الطبقات الحاكمة لا تستطيع ان تحكم بنفس الاسلوب ولا بنفس الطريقة التي تحكم بها سابقا، الصراع الطبقي يقود الى الثورة، لكن الثورة عمل انساني وكل عمل انساني هو عمل ارادي.. ـ
اخبرنا عن اي تغيير في التاريخ دون صراع تطبقي تناحري، اقرأ عن الحرب بين الشمال وبين الجنوب في الولايات المتحدة الامريكية وكيف استطاعت البرجوازية تحرير العبيد
يتبع
6 - الزميل انور نجم الدين: الماركسية والمستجدات
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 21:24
)
فهل كانت عملية تحرير العبيد وتحريضهم على الثورة ضد ماليكهم عمل ارادي ام غير ارادي.؟
العوامل والتنقاضات تفعل فعلها كنتيجة حتمية لتناقضات الانتاج، لكنها لا تقود بالضرورة الى التغيير، في بعض البلدان الرأسمالية، وعندما يصدر قانون مجحف بحق العمال، ستجد ان العمال قد يكتفون بالاضراب يوما او يومان او ثلاثة ثم يعودون لى العمل مثل ما كانوا، لكن بلدان اخرى ستجد ان الاضراب سيستمر وستخرج مظاهرات غاضبة، سيصطدمون مع قوات الشرطة ويغلقون الطرق فتذعن الحكومة وتلغي القانون او تعدله بعد الاتفاق على مساومة وسط
وكما ترى ان القوانين المادية تفعل فعلها لكن بدرجات وتأثيرات مختلفة حسب التكوين التاريخي للشعوب، والقرار الحاسم هو ارادة العامل
الحقيقة انت الذي يحيل النظرية الماركسية الى وصفة لعلاج جميع الامراض وصفة لا تتغير رغم تغير الامراضواعراضها وتغير مسبباتها، وتحتج ان اضاف ماركسي ما يناسب علاج الحالة المستجدة، ثم تتهم الاخرين، الاخرون الذين يبدعون في فهم الماركسية وفي الاستفادة من منهجها الحيوي في التفسير المادي للتاريخ وفي فهم الاحداث والظواهر الاجتماعية، تتهم بغير وجه حق بانهم يحولون الماركسية الى وصفة.ــ
7 - الزميل انور نجم الدين:المادية ليست المادة اكشكل
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 22:12
)
جاء في مقالك التالي
(ذا انطلقنا من الماركسية ذاتها، فسنكتشف فورًا أنها خليط من المادية القديمة والتأملات الفلسفية مثل: الإرادة، وتغيير العالم بفعل الفلاسفة، والجدلية، والأخلاق. وحسب الفلاسفة وتأملاتهم الفلسفية، فانك ذات إرادة حرة أن تختار بين الخير والشر. هذه هي فكرة الإرادة، فالإرادة فكرة دينية تتعلق بحياة الفرد. وأن تحويل هذا التأمل الفلسفي إلى قوة محركة للتاريخ، سيكون من شأن المثاليين فقط، المثاليين الذين يحاولون الاستعاضة عن الميتافيزيقا بدور الفرد في التاريخ)
فانت الذي تتهم الاخرين بانهم حرفوا ماركس ولم يفهموه، تصبج فجأة غير ماركسي وتتهم ماركس بان فلسفته هي فسلفة تاميلة وخليط من المادية القديمة.؟
اسمحلي القول، بان عبارتك هذه عبارة مشوشة ليس لها معنى اطلاقا وتوضح انك على خطأ في فهمك للفلسفة؟
اعندما نتحدث عن الفلسفة المادية، فاننا لا نتحدث عن المادة كوجود فيزيائي، اننا نتحدث عن الواقع بصفته موضوعي، وهنا لا دور للتامل اطلاقا، وفي هذا المجال لا توجد مادية قديمة او مادية جديدة، اذ ان المادية مقولة فلسفية وليس شكلا فيزياء كما تعتقد
يتبع
8 - الزميل انور نجم الدين: الارادة الحرة
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 22:31
)
لكني والحق يقال،مندهش من تفسيرك لارادة الانسان الحرة عندما تمنحها اطارا دينيا وتكسر لها ارجلها ان ارادت المشي خارج اطار الاختيار ما بين الخير وما بين الشر فتقول:ـ
--إرادة حرة أن تختار بين الخير والشر. هذه هي فكرة الإرادة، فالإرادة فكرة دينية تتعلق بحياة الفرد--ـ
سبق وان قلت ان الحرية عند ماركس هي فهم الضرورة ولكي تكون ذو ارادة حرة يجب ان تكون حرا اولا، في الدول الرأسمالية التي نقارن حريتها بالحرية الموجودة في بلدان الشرق الشمولية، فنجد ان الانسان يتمتع بحرية كبيرة بالمقارنة، لكن هذا الانسان الذي يتمتع بهذه الحرية في الدول الديمقراطية ليس حرا بارادته اطلاقا، اذ ان كل الحريات محددة بالانظمة والقوانيين الرأسمالية التي تعتبر النظام الرأسمالي نظما مقدسا لا يمكن مسه، ومن يمسه حتى ظنا او تفكيرا يعتبر من اعداء الدستور، فانت في الواقع تعيش في سجن تحمد الله على انه كبير، وليس صغير مثل ذلك الموجود في دول المنشأ
الارادة الحرة عند الماركسية، والتي لم تفهمها انت وتعيب على الاخرين عدم فهمهم لها، هي ان تكون قادرا على الفعل وليس على الاختيار فقط، هي ليست ارادة تمييز، بل ارادة تنفيذ،
يتبع
9 - صديقي العزيز مالوم ابو رغيف
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 20 - 22:38
)
حين نتحدث عن مجتمع معين أو تغيرات اجتماعية معينة، فنتحدث عن الأفراد الذين بلغوا درجة معينة من التطور الاجتماعي لا الإرادة الفولاذية لبعض من المناضلين واختيارهم لشكل معين من الإنتاج الاجتماعي.
انك يا عزيزي تتحدث عن اكتوبر وكأنك تتحدث عن تحول فعلي في التاريخ. أية تغيرات حصلت بعد انقلاب اكتوبر؟ المجاعة، وارهاب الدولة باسم البروليتاريا، ورأسمالية احتكارية للسوق، ومساهمة في سحق الثورة الأممية التي انطلقت في شباط عام 1917 في روسيا وانتشرت إلى أوروبا كلها في عام 1918 ودامت إلى عام 1923. ورغم كل النضالات البروليتارية في العالم والتضحيات وعزيمة المناضلين ومرونتهم وبطولاتهم، ولكن لم تنتصر الثورة الأممية بسبب عدم نضج الشروط المادية لانتصارها، فالارادة موجودة دائمًا لمجابهة الرأسمالية العالمية في كل مكان، ولكن الشروط المادية لتثوير العالم وتغيره نجدها في العلاقات الواقعية بين البشر وقواهم الانتاجية لا إرادتهم.
وسؤالي هو: لماذا لم يغير إرادة الشيوعيين في العالم أي شيء من النظام القائم رغم التضحيات بحياة الملايين من المناضلين؟
لان الأمر يتعلق بالقوى المنتجة، والمزاحمة، وتقسيم العمل لا الإرادة.
10 - الزميل انور نجم الدين: التقليل من شأن الفلاسفة
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 22:47
)
الارادة الحرة، هي في الفهم الصحيح للواقع الموضوعي وفي استيعاب التفسير المادي للتاريخ وقوانينه الاجتماعية، انها نتيجة فهم وليست نتيجة القدرة على الاختيار؟ فهل يملك الفقير او المسحوق في الدول الديمقراطية التي يخيل لي انك من المعجبين بها، هل يملك القدرة على الاختيار ام تراه محصورا في علبة سردين تسمى مقدرته المالية؟
يا عزيزي نجم الدين، ان المعرفة الانسانية هي معرفة تراكم وليس معرفة فجأة، فعندما تتهم الفلاسفة بالتأمل وتحاول التقليل من شانهم في التاريخ، فانك تنكر الجهود الانسانية الجبارة التي اوصلت الانسان الى ما هو عليه الان من تقدم ورقي معرفي !ـ
هذه الفلسفة التأملية والتفكير العميق في شؤون العالم اوصلت البيروني العالم الموسوعي الكبير الى وضع جدول بالاوزان النوعية للعناصر لا يختلف كثيرا عن الجدول المعاصر الان، رغم ان البروني لم يملك ادواة او اختراعات
انت بقولك هذا لا تصغر من شأن الفلسفة فقط، بل انك تصغر من شأن الانسان، الذي، ومهما حاول العلماء لن يستطيعوا صناعة مثل دماغه العجيب
كل هذه الصناعات والنظريات الموجودة الان هي صناعة الانسان وقد بدأها بمراقبة وتأمل الطبيعة والحياة ومعرفة قوانينها
11 - إرادة حرة
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 20 - 22:52
)
عزيزي الاستاذ ابو رغيف!
ان تعبير (إرادة حرة) تعني ببساطة إرادة طليقة متحررة من القوانين الاقتصادية وغير خاضعة للعلاقات الاجتماعية، انها لا تتعلق بأي شكل كان بالحريات الديمقراطية. فتعبير إرادة حرة دينية في الأساس، يعني تأملية.
12 - لزميل نجم الدين والتعريف الخاطئ للارادة الحرة
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 20 - 23:26
)
الزميل انور نجم الدين
ان مشاركتك رقم 11 تعكس تعريفك الخاص بك للارادة الحرة، وهو تعريف خاطئ من الاساس، اذا انك تتعامل مع الارادة بمعزل عن الانسان، وهذا يدل على انك لا تتبع المنهج الماركسي بالتحليل،
الوعي هو انعكاس للواقع الموضوعي، والارادة نتيجة وعي وادراك، ولا توجد
إرادة طليقة متحررة من القوانين الاقتصادية وغير خاضعة للعلاقات الاجتماعية كما تقول، ولا يوجد دين في العالم يقول بالاردة المطلقة للانسان، اذ ان افعال الانسان تنقسم الى اثنين، خير وشر، والخير من الله والشر من الانسان ولا توجد ارادة فوق ارادة الاله.. فمن اين اتيت بقولك ان تعبير الارادة الحرية هي دينية؟
ثم لماذا تعتقد ان التأمل هو بالضرورة ديني؟
الدينات مسلمات ونتائج منتهية خارج اطار اتامل، وتأمل الذي لا يبحث عن العاقة مع الاله، يعتبر هرطة وزندقة وكفر والحاد؟
الاله موجود والكون خلقه الله وكل شيء يجري حسب قوانين الهية لا يدركها الانسان، في البدأ كانت الكلمة وقال الله للشيء كن فكان.ــ
التأمل عند افلاطون هو في سمو الروح وليس البحث في اسرار الكون
وفي المسيحية هو محاولة الاتحاد مع الاله
وفي الاسلام محمد هو المتأمل الوحيد
13 - الارادة الحرة -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 07:17
)
ان الارادة غير مطلقة بالنسبة للانسان، فالإرادة مقيدة بشروط مادية بحتة. وان إرادة الله، هي وحدها مطلقة، وهذا صحيح. ولكن لا يفسر التغيير انطلاقًا من الارادة –حرة كانت أم مقيدة. وهذا هو أصل النقاش.
أما الدين -والتأملات الدينية- أقدم من الدين المسيحي أو الاسلامي. والفلسفة مثالية كليًا، أو كما يقول هيغل:
(كل فلسفة هي جوهريًا مذهب مثالي، أو بالأقل لها المثالية كمبدأ) (هيغل، مختارات 1، ص 49).
وفي الفلسفة:
(المذهب المسيحي، الذي يعتبر الانسان شريرا بطبيعته، اعلى من المذاهب التي تلعنه طيبا. اليكم كيف يجب تأويله فلسفيا. بوصفه روحا، الانسان كائن حر، قادر على أن لا يدع نفسه يتعين بدوافع طبيعية) (هيغل، مختارات 2، ص 95).
والحال، نجد فقط أطروحتين بخصوص التغيير: التغيير عملية إرادية، والتغيير عملية تاريخية. وكيف يحدث التغيير ما بين الرأسمالية والشيوعية مثلا، فحسب ماركس:
(ان الثورة لا النقد هي القوة المحركة للتاريخ، وكذلك للدين، والفلسفة، وكل نظرية أخرى)، (إذا لم تكن هذه الشروط موجودة فانه لا أهمية على الاطلاق إذن، بقدر ما يتعلق الأمر ..
14 - الارادة الحرة -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 07:18
)
.. بالتطور العملي، لما إذا كانت فكرة هذه الثورة قد تم التعبير عنها مائة مرة حتى ذلك الحين، كما يبرهن على ذلك تاريخ الشيوعية).
بالضبط، كما يبرهن تاريخ الحركة الشيوعية خلال القرنين الأخيرين، فلا أهمية للتعبير عن الشيوعية -ملايين المرات- دون وجود الشروط المادية التاريخية لتجاوز الاسلوب الإنتاج الرأسمالي، فلا النقد ولا الإرادة يغير شيئا من التاريخ العالمي. وان التغيير من خلال فكر الفلاسفة أو الإرادة، مجرد وهم شائع بين الناس، وليس له العلاقة بالحياة المادية للبشر. وحقًا:
(انه الوهم القديم بأن تغيير الشروط القائمة لا يتوقف الا على إرادة الناس الطيبة، وان الشروط القائمة تتألف من أفكار) (ماركس، الايديولوجية الألمانية، ص 409).
ان وهم التغيير من خلال التأملات الفلسفية مثل الإرادة، والاخلاق، والفكر يعود في الأساس إلى البلاشفة لا الماديين التاريخيين.
15 - ماركس والإرادة الحرة في فلسفة كانط
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 09:08
)
يقول ماركس:
(لم يلاحظ كانط ولا البرجوازيون الألمان الذين كان الناطق المموه باسمهم ان هذه الأفكار النظرية للبرجوازية تقوم على أساس مصالح مادية وإرادة مشروطة ومعينة بعلاقات الإنتاج المادية. وهذا هو السبب في أن كانط عزل هذا التعبير النظري عن المصالح يعبر عنها؛ لقد جعل من إرادة البرجوازيين الفرنسيين وتحديداتها المشروطة بالأوضاع المادية تحديدات ذاتية محضة (للارادة الحرة)، للارادة في ذاتها ولذاتها، للارادة البشرية، وبذلك حولها إلى تحديدات مفهومية ايديولوجية محضة ومصادرات اخلاقية) (الايديولوجية الألمانية، ص 199).
(لما كانت العلاقات الاقتصادية الألمانية لم تبلغ في حال من الأحوال مستوى التطور الذي تقابله تلك البني السياسية، فان البرجوازية لم تتبناها إلا في شكل أفكار مجردة، مباديء صالحة في ذاتها ولذاتها، رغبات تقية وعبارات جوفاء، تحديدات ذاتية كانطية للارادة وللناس كما يجب أن يكونوا) (ص 200).
16 - الارادة الحرة توجد في مملكة التأمل فقط
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 09:25
)
في كل الأحوال، يجب الحديث عن التطور التاريخي الحر، المشروط بقوانين مادية لا الإرادة الحرة. وفي جدله مع أصحاب الإرادة الحرة، يقول ماركس:
(لو ان سانشو فهم بعض الفهم الحقيقة التالية، ألا وهي انه في اطار بعض انماط الإنتاج المستقلة بصورة طبيعية عن إرادة البشر، تتقدم قوى عملية غريبة، مستقلة لا عن الأفراد المنفصلين فحسب، بل مستقلة عن كليتهم أيضًا .. وعندئذ كان سانشو يهبط من مملكة التأمل إلى مملكة الواقع)(ص 257).
فمن غير الممكن أن نحول هذا السلوك أو ذاك إلى شكل من العلاقات الاجتماعية، فكيف يكون ممكنًا أن نغير مجموعة من القوى المادية من خلال الأفكار أو الاخلاق أو الارادة إلى مجموعة جديدة من القوى؛ القوى التي تحدد الفرد وتخضعه؟
وهكذا، فعلى عكس لينين، لا يطرح ماركس أي مطلب أخلاقي بتغيير الناس وأفكارهم الأنانية، ففي التأملات الفلسفية والحيل السياسية فقط نجد هذا المطلب الاخلاقي.
وانكم من شأنكم ان تتمسكون بمنهجكم، ولكن ليس من حقكم الحديث عن هذا المنهج بوصفه منهج ماركس أو منهج المادية التاريخية، فللاقتراب من المنهج المادي للتاريخ، علينا ان نهبط أولا من مملكة التأملات الفلسفية إلى مملكة الواقع.
17 - الزميل انور نجم الدين: اتهاماتك محظ خيال:
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 21 - 12:12
)
الزميل انور نجم الدين
لا لينين ولا انا ولا اي ماركسي له المام ولو بسيط بالماركسية قال بتجاهل الظروف الموضوعية والعلاقات الاجتماعية والواقع، انت تتخيل حالة تنسبها الى ناس لم يقولوها ثم تبتدأ تسطر استشهادات بماركس الذي يتحدث عن حالات اخرى
كما انك خيالك يجمح فتتصور ان الماركسين اصبحوا مثاليين في تصوراتهم وفي تحليلاتهم، دون ان تاتي ولو بدليل واحد يثبت اقاويلك
ولكي نكون على بصر وبصيرة من امرنا اقول ان المادة هي مقولة فلسفية تقول بوجود الواقع الموضوعي خارج وعي الانسان، ان الوجود اولا والوعي ثانيا وان الوجود الموضوعي يحدد الوعي لا العكس.. فهل احد من اللذين تتهمهم مرة بالتأمل وتارة بالمثالية قال باولية الوعي على المادة؟
لا يوجد
اذ هو محظ وهم خيال
سابقا كنت تتهم المنهج الماركسي بالمثالية وانه بحد ذاته منهج تاملي، واليوم ترجع لتقول بمذهب ماركس وتصف الماركسين بانهم قد ابتعدوا عن منهج ماركس، انا لا اعرف غير المنهج الماركس الديالكتكي في التحليل وفي الدراسة، فان كان ماركس ابتدع منهجا اخر، فدلنا عليه ولك الاجر والثواب
اما عن الاخلاق فقد كتبت عنها في مقالة خاصة هذا رابطها
يتبع
18 - الزميل انور نجم الدين: التحرر من شرنقة الاتهامات
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 21 - 12:28
)
رابط المقال
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=261906
جاء فيها
--إذا كان الفكر هو انعكاسا للواقع المعاش، فان الأخلاق هي نتاج هذا الفكر الذي أنتجته العوامل الموضوعية والذاتية وعلاقة الإنسان الجدلية في الواقع وفي المجتمع بكل تفصيلاته المعيشية. أخلاق الإنسان سوف لن تتصادم و تتعارض مع المجتمع ولا تكون شاذة عن قيمه لأنها نتاج صيرورته، غير دخيلة ولا مفروضة عليه، فهي ليست فوق ولا دون مستوى تطوره و ثقافته ووعيه-ـ
لا يوجد شيء خارج اطار الواقع المادي اطلاقا، الفكر والاخلاق اشكال لتحقق الواقع المادي/ حتى الخيال لا يمكن ان يكون خارج اطار الواقع المادي، اذ ان الخامة الرئيسة للخيال مشتقة من اصل الواقع
عليك ايها الزميل التحرر من شرنقة الاتهامات التي تنسجها لتخطئة كبار الماركسيين العظماء مثل لينين ، عليك ان لا تكون تابعا لمنتقديهم الذين يحاولون التقليل من دور ومساهمتهم ، عليك التحرر من كرهك للفلسفة دون سبب الا تاثرا بالبعض الذي يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، عليك ان معرفة ان التأمل هو الاسلوب الوحيد للدين في الاستغراق والتفكير بالوجود الالهي، اما تامل الفيلسوف فهو لنفي او اثبات وجود الاله
19 - عزيزي الاستاذ ابو رغيف
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 13:36
)
كن متأكدًا اني أعمل بصورة دقيقة فيما يتعلق الامر بأعمال ماركس ولينين بالذات، ومجرب في جمع المواد وكيفية الاعتماد على الدلائل. وقد قلت أنا (على عكس لينين، لا يطرح ماركس أي مطلب أخلاقي بتغيير الناس). وهاكم أطروحات لينين وماركس المناقضة:
يقول لينين:
(إن الأخلاق تتيح للمجتمع الانساني أن يرتفع إلى أعلى، أن يتحرر من استثمار العمل)، (نحن نقول الأخلاق هي ما يتيح هدم مجتمع المستثمرين القديم).
ويحاول لينين إقامة الشيوعية من خلال تربية جديدة شيوعية:
(ضد الأنانيين وصغار الملاك، ضد النفسية، والعادات التي تحمل المرء على القول: أني أسعى وراء فائدتي أنا. والباقي لا يهمني أبدًا) (لينين: الأخلاق، والأخلاق الشيوعية).
أما ماركس يقول:
(هذه الامور جميعا ما كان يمكن بالطبع ان تكتشف إلا حين أصبح في الامكان نقد شروط الإنتاج والتعامل التي عرفها العالم في سياق تاريخه، أي حين أدى التناقض بين البرجوازية والبروليتاريا إلى نشوء النظريات الشيوعية والاشتراكية. لقد حطم هذا النقد أسس كل الأخلاق، سواء أكانت أخلاق النسك أم المتعة).
(إن الشيوعيين لا يقيمون الأنانية ضد التفاني أو التفاني ضد الأنانية ..) (ماركس).
20 - الزميل انور نجم الدين: لينين والاخلاق
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 21 - 16:33
)
عندما قرات ردك هذا المرقم 19 تأكدت جدا من انك غير دقيق اطلاقا، فانت تقتطع ما يناسب غايتك التي تهدف الى الاقلال من دور لينين ومساهماته، وعندما رجعت اليه وجدت كلامك واسمحلي لقول، انه هذرا وتلفيقا
اقرأ الفقرة
{ولكن هل ثمة اخلاق شيوعية ؟ هل ثمة سلوك شيوعي ؟ اجل بكل تاكيد . غالبا مايزعم ان ليس لدينا اخلاق خاصة بنا وفي معظم الاحيان تتهمنا البرجوازية باننا نحن شيوعيون ننكر كل الاخلاق وتلك طريقة لتشوية الافكار لذر الرماد في عيون العمال الفلاحين}
الرجوزيون يتهمون الشيوعينون بانهم بلا اخلاق، اما انت فتتهم لينين انه يتمسك بالاخلاق لتغيير العالم
واقرأ هذه الفقرة
{باي معنى ننكر الاخلاق وننكر السلوك ؟
بالمعنى الذي تبشر بة البرجوازية التي كانت تشتق هذة الاخلاق من وصايا اللة . وبهذا الصدد نقول بالطبع اننا لانؤمن باللة . ونعرف جيدا جدا ان رجال الدين والملاكين العقاريين والبرجوازية كانوا يتكلمون باسم اللة لكي يؤمنوا مصالحهم كمستثمرين . كذلك كانوا لايشتقون هذة الاخلاق من قواعد السلوك ومن وصايا اللة وانما كانوا يستخلصونها ايضا من جمل مثالية او نصف مثالية تعني دائما شيئا يشبة كثير الشبة وصايا اللة}
21 - الزميل انور نجم الدين: لينين والاخلاق2
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 21 - 16:50
)
وانظر الى فهم لينين للاخلاق، الفهم الذي لم تستطع استيعابه لانك تسيء فهم المنهج الماركسي الديالكتيكي
{{فاذا اقام الفلاح على قطعة من الارض وستاثر بفائض حبوبة أي الحبوب التي لايحتاج اليها لا لنفسة ولا لماشيتة في حين يظل جميع الاخرين بلا حبوب فان هذا الفلاح يستحيل اذ ذلك الى مستثمر .وكلما احتفظ بحبوبة كلما راى ذلك في فائدتة ولاباس ان يجوع الاخرين}}
هل عرفت الان كيف ان لينين يحلل الاخلاق على ضوء الواقع المادي وحسب المصلحة الطبقية وعلاقات الانتاج.. هل رأيت كيف تتشكل نوازع الانانية في ظل المطع لكسب المزيد من الارباح على حساب الاخرين.؟
ان ماركسيتك، هذا ان كنت ماركسي، هي ماركسية بلا روح، متخشبة خالية من اي لون اخضر، انها رمادية كشجرة محروقة، الاخلاق والحب والعشق والشعر والفرح والحزن كلها تعلب دورا تعبويا في فكر الانسان وفي صناعته
هل رأيت كيف ان الافكار والاخلاق الاسلامية المتزمتة تحيل الانسان الى ارهابي، قاتل، ، هل تنكر دورها في تزمت المجمع؟
كذلك هي الاخلاق الشيوعية النبيلة ضد الاستغلال ومن اجل سعادة الانسان، ولا يمكن النجاح في اشاعة هكذا اخلاق دون القضاء على الاستغلال ودون تغيير الواقع
22 - لينين والاخلاق -1
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 17:38
)
إن الجميع يتحدثون عن الأخلاق، اليهودية، والمسيحية، والإسلام، والليبرالية، واللينينية باسم الشيوعية، وكأن حل الصراعات سر لا نجده إلا في فلسفة الأخلاق.
حسب ماركس: إن السياسة منذ ماكيافيللي، قد تحرر نهائيًّا من الأخلاق. أما الماركسيين فيحاولون إعادتنا إلى الاخلاق من جديد، وكأن الفقر والبطالة وتلوث البيئة وأزمة السكن والنزاع الاجتماعي، نتاج الرذيلة لا العلاقات المادية للبشر، العلاقات التي وراءها مصالح البيع والشراء والسياسة لا الحياء والناموس.
ان الاخلاق -الشيوعية مثل الاسلامية- بوصفها وسيلة النجاة، فكرة برجوازية في الأساس، وهذا هو تناقضنا مع هذا المنهج اللينيني، فالمسألة لا تتعلق بكيفية استخدام التعابير يا استاذ مالوم. فلينين يوهمنا بأن المجتمع يمكن تغيره من خلال الاخلاق الشيوعية. وهذا وهم برجوازي كبير وخدعة برجوازية كبيرة. وما هذه الخدعة؟
الأخلاق أو فلسفة الأخلاق، تبحث البشر وعلاقاته في قوى الخير والشر، وإن كل النزاعات البشرية الموجودة على الأرض تأتي من الجهل لا من النزاعات العملية الناتجة من المصالح الاقتصادية والسياسية المتناقضة.
23 - لينين والاخلاق -2
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 17:39
)
إن الأخلاق الكريمة هي الهدف الأسمى لبعث الأنبياء، حسب المفهوم الديني. هذا هو ملخص تاريخ أكثر من ثلاثة آلاف السنة من الأديان السماوية. أما مسيرة الأخلاق فتبدأ من الحضارات القديمة، من بلاد الفارس والهند والصين وبابل والحضارة الفرعونية. وفي وقت متأخر من التطور البشري، تصل الأخلاق إلى فلاسفة الإغريقيين القدامى مثل سقراط وأفلاطون.
أما الغريب هو انه حسب لينين، فالأخلاق تتيح للمجتمع الانساني أن يتحرر من استثمار العمل. وليست الفكرة هذه سوى خدعة سياسية كبيرة.
إن ما يسمى المفهوم اللينيني الجديد للأخلاق لا يختلف إطلاقًا عن المفهوم القديم للأخلاق، والفرق التاريخي هو ما يسمى الفرق بين (إشباع رغائب الجسد الفاني) في الحضارات القديمة، و(السعادة الحسية) و(المتعة) في الحضارة الجديدة. والأخلاق هي نفسها في مجتمع تاريخي معين إذا كانت تسمى الشيوعية أم الاسلامية، وهي القيم الأخلاقية السائدة التي تحددها مرحلة معينة من التطور الاجتماعي يتقاسم بها الأفراد في المرحلة التاريخية المعنية، فلا يختلف الأفراد عن بعضهم البعض في قيمهم الاجتماعية أو أخلاقهم التاريخية، رغم اوهام لينين.
24 - كيف ينتقد ماركس مثالية فلسفة الاخلاق؟
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 21 - 18:09
)
(إذا كانت الظروف التي يحيا المرء فيها لا تتيح له إلا التطور الوحيد الجانب لصفة وحيدة على حساب جميع الصفات الباقية .. فان هذا الفرد لا يحقق سوى تطور مشوه، وحيد الجانب، ولا ينفع هنا أي وعظ اخلاقي) (ماركس، الايديولوجية الألمانية، ص 276).
(ان الفيلسوف لا يقول بصورة مباشرة: انتم لستم بشرًا. لقد كنتم بشرًا على الدوام، لكن كنتم تفتقرون إلى وعي ماهيتكم، ولهذا السبب بالضبط لم تكونوا قط، حتى في الواقع، بشرًا حقيقيين. ولهذا السبب فان مظهركم لم يكن يقابل ماهيتكم .. انتم انانيون مكتومون، غير واعين، يعني انكم انانيون فعلا، بقدر ما انتم غير واعين، لكنكم غير انانيين، بقدر ما انتم واعون .. ان هذا الانفصال التام بين الوعي وبين الافراد بعلاقاتهم الواقعية، الذين يشكلون أساس ذلك الوعي، ومن جهة ثانية هذه الفكرة الوهمية بأن أناني المجتمع البرجوازي الراهن لا يملك الوعي المقابل لانانيته، مجرد بدعة فلسفية قديمة يقبلها جاك المغفل وينسخها بكل بلاهة هنا) (ص 262).
هذا هو تناقض ماركس مع فلسفة الاخلاق وثم اوهام لينين البرجوازية بخصوص إقامة الشيوعية من خلال إعادة تربية الانانيين.
25 - الزميل انور نجم الدين: حول الاخلاق الشيوعية
مالوم ابو رغيف
(
2012 / 10 / 21 - 20:31
)
اولا: ليس هناك اختلاف حول ما قاله ماركس عن الاخلاق البرجوازية او الاخلاق الدينية، فهي تعبر عن العلاقات في مجتمع الاستغلال، الخلاف فيما بيننا هو ما تتهم لينين به، من انه يريد بناء الشيوعية بواسطة الاخلاق.ـ
طبعا هذا افتراء فظ، اذ من يؤمن باحداث التغيير بواسطة الثورة، لا يمكن له ان يؤمن في بناء الاشتراكية او الشيوعية بواسطة الاخلاق.. فهذا تناقض واضح في طرحك اذ ان طرفي المعادلة لا ينسجمان، فاما ان يكون لينين يؤمن بقوة الاخلاق وعندها يصبح مثل اي مصلح اجتماعي او انه يحرض على الثورة ويلعب دورا رئيسيا في تفجيرها وبالتالي يكون ثوري ومناضل طبقي..أما ان يكون اخلاقي برجوازي كما تتهمه وثوري بنفس الوقت اتهام باطل
ثانيا، جميل ان تستشهد بماركس، لكن الواجب ليس الاستشهاد فقط، بل الاشارة الى نقاط التناقض بين لينين وماركس في نصين يشيران الى ذلك بوضوح، كي تبرهن على الفكرة التي تقولها.ـ
ليس المهم ذكر الاتهام بل اثبات الاتهام، فانت تلقي بالاتهام وراء الاتهام ولم تاتي بأي اثبات يدعم قولك
ثم الا تعتقد ان هناك فرق بين الاخلاق الشيوعية والاخلاق البرجوزاية؟
هل تنكر هذا الفرق؟
26 - السيد ابوحسين الخزعلي في حقل الفيس بوك
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 07:19
)
شكرا لمرورك وملاحظاتك.
مع التحيات
27 - هل الرأسمالية اخلاقية؟
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 07:22
)
يقول اندريه كونت سبونڤیل الفرنسي:
(لا اخلاق في الحساب، لا اخلاق في الفيزياء، لا اخلاق في الاحوال الجوية .. فلم الإصرار على الاخلاق في الاقتصاد؟)، (ان المطر لا يكون ألبتة لطيفًا أو لئيمًا، اخلاقيًا او لا اخلاقيُا: انه يخضع لقوانين ولأسباب .. كذلك الأمر بالنسبة لأسعار النفط أو أسعار اليورو: انها لا ترتبط بأي شكل من الأشكال، بالاخلاق بل بالمجرى العام للاقتصاد .. وبقانون العرض والطلب)، (هناك أمثلة كثيرة. لماذا تجاوزنا التضخم خلال الثمانينات؟ .. لنا أسبابنا الاخلاقية الوجيهة التي تدفعنا إلى الرغبة في تجاوز فترة التضخم. أجل. ولكننا، جميعا، نعلم أننا لم نخرج من تلك الفترة لأسباب اخلاقية) (هل الرأسمالية اخلاقية؟)
وسؤالنا هو: هل الرأسمالية اخلاقية؟ إذا كانت الجواب نعم، فمن حقكم ان تبدأون من الاخلاق لأجل التحولات الاجتماعية المقبلة، لان الهدف سيكون آنذاك الانتقال من اخلاق إلى اخلاق. أما إذا كان الجواب كلا -والجواب هو بالطبع كلا- فلا يمكنكم اذن تكييف المجتمع مع اخلاقكم.
28 - مرة أخرى: ماركس والاخلاق
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 07:23
)
يقول ماركس:
(إن صاحبنا سانشو التفه، المبشر بالأخلاق يعتقد طبعًا أن المقصود هو اكتشاف أخلاق مختلفة، نظرة جديدة إلى الحياة في نظره، إن المقصود هو أن (ينتزع المرء من رأسه) بعض (الأفكار الثابتة) ..) (الايديولوجية الألمانية، ص 455).
(لا يمكن أن يخطر إلا في بال قديس من عيار صاحبنا سانشو أن يفصل تطور (البشر) عن تطور (المجتمع) الذي يعيش فيه أولئك البشر، وأن يواصل بعدئذ هذياناته على هذا الأساس الخيالي. وعلى أي حال، فقد نسي عبارته التي أوحاها القديس برونو، التي فرض فيها على الناس قبل بضعة أسطر المطلب الأخلاقي الخاص بتغيير أنفسهم، وبذلك تغيير مجتمعهم -وبنتيجة ذلك كان يوحد تطور الناس مع تطور مجتمعهم) (ص 221).
29 - الشيوعية وفلسفة الأخلاق
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 07:26
)
إن الشيوعية وفلسفة الأخلاق، متناقضتان جذريًّا، والأخلاق الشيوعية غير موجودة إلا في ذهن المثاليين، أي إنها غير موجودة في الحركة الواقعية للطبقة البروليتارية، فالبروليتاريا لا تحاول تطبيق الأخلاق في الحياة الواقعية، أي لا تحاول تغيير أفكار الناس وتحقيق عالم جديد من خلال فكرة لاهوتية تسمى الاخلاق الشيوعية.
إن جذور الأخلاق تاريخية، لذلك ففي الأخلاق نجد نفس المعايير الاجتماعية لكافة أفراد المجتمع، فعندما يقوم شيوعي أو تاجر برجوازي بنصيحة أطفالهم في البيت ويقولون لهم مثلا: (عليكم مساعدة الفقراء!)، فلا نجد في هذا التصرف الأخلاقي سوى قاسم مشترك تاريخيًّا بين أخلاق الشيوعيين وأخلاق التجار. ولكن نحن نعرف سلفًا إن هذه الفكرة الأخلاقية، لا تغير شيئًا من الحياة الواقعية للبشر، وإنها نفس الفكرة الأخلاقية اللاهوتية القديمة، إذا سميناها إسلامية أو شيوعية، وإنها تاريخية لا حزبية.
30 - التناقض بين الشيوعية وفلسفة الاخلاق
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 08:59
)
يقول ماركس:
(ان الشيوعية عصية على فهم قديسنا بكل بساطة لان الشيوعيين لا يقيمون الانانية ضد التفاني أو التفاني ضد الانانية، كما انهم لا يعبرون عن هذا التناقض نظريًا سواءً في شكله العاطفي أو في شكله الايديولوجي الطنان؛ ان الامر عن النقيض من ذلك، إذ هم يبينون أساسه المادي، بحيث يتلاشى من تلقاء نفسه. ان الشيوعيين لا يبشرون بالاخلاق في حال من الاحوال، وهي ما يبشر شترنر بها على نطاق واسع جدًا. انهم لا يطرحون على البشر المطلب الاخلاقي: احبوا بعضكم بعضًا، لا تكونوا أنانيين، الخ؛ وعلى النقيض من ذلك، فهم يدركون جيدًا ان الانانية، مثلها مثل التفاني، بالضبط، هي في ظروف معينة شكل ضروري لتأكيد الافراد الذاتي) (الايديولوجية الألمانية، ص 258).
وهكذا، فاذا لم نقرأ هذه العبارات الواضحة مغمض العينين، فسيكون سهلا فهم التناقض بين الشيوعية وفلسفة الاخلاق من جهة، وبين ماركس والماركسية من جهة أخرى، فالماركسية لا تنطلق من أطروحات ماركس، بل من نقيضها، أي من فلسفة الاخلاق: من القيضلة والرذيلة، من الانانية والتفاني، من المعرفة والجهل، أي من الاخلاق الشيوعية والاخلاق البرجوازية.
31 - تصحيح خطأ
انور نجم الدين
(
2012 / 10 / 22 - 09:06
)
.. من فلسفة الاخلاق: من الفضيلة والرذيلة، ....
.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”
.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-
.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م
.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه
.. موقع واللا الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت في قيساريا أثناء و