الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحاب المطلق

نعيم إيليا

2012 / 10 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لم يكن حدثاً مفاجئاً، أن حازت الكاتبة (فؤادة العراقية) على التفاتة عطوف من الدكتورة نوال السعداوي.
والدكتورة نوال السعداوي – وإن تكن غنية عن التعريف - شخصية فكرية وأدبية ومناضلة عريقة في مجال حقوق المرأة، لم يعرف الشرق العربي قبل بداية الألفية الثالثة نظيراً لها بين النساء في الحماسة والشجاعة وروعة الإبداع.
ولا يقلّل من هيبتها، وعظم شأنها، وأثرها في الأجيال، أنها انحرفت شيئاً عن قضية المرأة، بما هي قضية اجتماعية وثقافية وحقوقية، إلى حيّز الصراع الجنسي بين الذكر والأنثى. ولا يحبط جهودها الفكرية أو يشينها، أنها إبان الثورة على حكم الرئيس حسني مبارك، تورّطت في أوحال السياسة، كما يتورط السياسي الفاتك يؤججه الطموح إلى الاعتلاء ببرنامجه ومنفعته إلى قمة الهرم ولو على جثث الملايين. ولا مشاحة في أن دارسيها وتلامذتها لن يعدموا أسباباً تبرِّر موقفها، وتخفف من نتائجه غير الحميدة على نقاء فكرها وصفائه؛ هذا الفكر الذي كان ينبغي ألا يعكره انحياز أو ميل لفريق من أبناء وطنه يتخذ من العنف أداة لمحق فريق آخر مهما تكن البواعث؛ لأنّ المفكر حكيم، والحكمة تقضي أن يكون ناصحاً لقومه، مصلحاً بينهم، رائباً صدوع الاختلاف الحادث فيهم. إن الحكمة – بكلمة مفردة - تقضي أن يكون الحكيم للجميع دون استثناء "كالشمس تشرق على الأبرار والأشرار" وليست تقضي، بأية حال من الأحوال، أن يكونَ الحكيم المفكر خلاف ما تقضي.
ولكنْ، لماذا لم تكن التفاتتها العطوف، حدثاً فجائياً؟
الجواب عن هذا السؤال، مرتهن بمعرفة شخصية فؤادة العراقية الفكرية، ونشاطها؛ أي أنّه كان من الطبيعي أن تقلِّدها (جدتها) لفتة نفيسة منها، بعد إذ توسمت فيها حميّة لا تفتر في نصرة القضية، واندفاعاً يكاد يحاكي اندفاعها في الذود عنها. وبعد إذ ثبت لديها أن (العراقية) عقلٌ خصيب كعقل جدتها يتمخّض عن جنى رطيب بمذاق أنثوي سائغ شهي.
فهي لا تقف ولا تستوقف على ربوع (القضية) فحسب؛ بل هي تتعدى القضية إلى التأمل والتفكير العميق في حياة الإنسان، وفي الكون الرحيب: فتتساءل عن مغزى حياة الإنسان، وعن حقيقة الوجود، وتعرض لغريزة الحياة، بما يذهب الشك في قدرات المرأة الشرقية المتهمة ظلماً بالتكأكؤ والإحجام عن التأمل والتجريد.
بيد أنّ تأملاتها الفلسفية، مثل جميع التأملات الإنسانية، لا تبرأ على الدوام من عيّ وحصر، إن جاز التعبير، يصيبها في بعض الأماكن والمواقف والحالات. ولعل في الاستعانة بشاهد من أقوالها؛ دليلاً على هذا العيّ والحصر، ما يمنح القارئ الكريم انطباعاً - وإن أوليّاً – عن طبيعة مذهبها في التأمل والتفكير.
ففي إحدى محاوراتها لا تتحرَّج العراقية من أن تزعم أن لا وجود للمطلق، قائلةً: (( نحن جميعاً نعلم أن لا وجود للمطلق..)). وهذا خُلْف. فإنّ (الجميع) ليس بعالم أن لا وجود للمطلق كما تزعم، فبين هذا الجميع فريق لا يؤيد نفي المطلق، وإنما هو على يقين من وجود المطلق. إن إطلاق اللفظ (لفظ الجميع) بمثل هذه العمومية وهذه الثقة المفرطة بقضية مختلف فيها متنازع عليها؛ قد يشي بالجنوح إلى المغالطة، إلا إذا كان اللفظ صادراً عن نيّة بريئة.
ما هو المطلق؟ وهل حقاً أنه لا وجود للمطلق كما تزعم الكاتبة؟
المطلق ما كان من الموجودات على امتداد ليس يصح معه أن يقف الموجود أبداً عند حدٍّ أو نهاية، وليس هو مما يزول أو يتغير. والمطلق بالإضافة إلى الفكر الإنساني، هو الحقيقة المقوَّمة بالثبات واليقين. وهو خلاف ما كان نسبياً.
فهل الوجود الكليّ مثلاً مفتقر إلى المطلقية، وقد رسخ في العقول النشيطة وفي أبحاث العلماء أكثرِهم، أنه مطلق بلا حدود، بلا زمان، بلا نهاية؟
هل قوانين الوجود كالحركة والجاذبية والطاقة نسبية لا تتصف بالإطلاق؟ وهل المادة، بصورتها التي نعرفها وبصورتها التي نجهلها، نسبية لا ترفل بنعمة الإطلاق؟
إنّ العراقية إذ تنفي المطلق في قولها الآنف، لا تنفي المطلق في مكان آخر حيث قالت: (( كل شيء يتغير، ما عدا التغيير فإنه لا يتغير)) مؤكدة هناك أنَّ مبدأ التغيير، سرمديٌّ مطلق لا يزول. وهذا مما يدعو إلى التساؤل مع التعجب: ما الذي ألحّ عليها هنا أن تشطب عن موقفها السالف إلى موقف جديد ينكر المطلق!؟ ألعلها أرادت أن تجاري الإلهيين مخاتلةً في اعتقادهم بأنّ الوجود مخلوق؛ فهو إذن إلى نهاية؟
كيف هذا وهي الرفيقة الماركسية!؟
ومما يكثر حوله اللغط والتجاذب، الحقيقةُ بالإضافة إلى الإنسان: أثمة حقائق مطلقة، أم أن جميع الحقائق نسبية؟
إنَّ الكثير من الآراء يقول بنسبية الحقائق والمعارف والمبادئ عند الإنسان، ولا يرى لها قاطبة ثباتاً وديمومة، ومنها رأي العراقية على ما تقدم، فإلى أيّ مدى يصحّ الوثوق بقولهم بنسبية جميع الحقائق في فكر الإنسان؟
لا جدال في أنّ غير قليل من الحقائق التي ينتجها عقل الإنسان نسبية لا تستقر على حال، ولا تثبت أمام قانون التحول والصيرورة والتغير والنماء والتطور والزوال.
فإن فكرة أنّ الأرض مركز الكون على سبيل المثال، سرعان ما عصف بها الزوال، وحل محلها الاكتشاف العلمي الثابت الموكَّد لحقيقة أن الأرض ليست غير جرم صغير من الأجرام التي لا تعد ولا تحصى في كوننا اللانهائي.
بيد أنّ الفكرة الأولى؛ أي أن الأرض مركز الكون، إذا كانت تداعت، فإنها قد أتاحت لفكرة جديدة، أن تقوم على أنقاضها. وهذه الفكرة الجديدة، فكرة مطلقة لها ثبات وديمومة وامتداد أبدي، وستبقى كذلك ما بقي الكون حاضراً في صورته المعروفة، وما لم ينهر على نفسه ويقفل راجعاً إلى نقطة البداية كما يتخيل بعض العلماء. وكذلك الأعداد التي أنتجها الإنسان، فهي مطلقة العدّ لا يكبحها رقم ثابت؛ مما ينتهي إلى الاستنتاج بأنّ في حياة الإنسان حقائق نسبية لها مداها، وفي حياته حقائق مطلقة لا مدى لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المطلق والنسبي يحصرهما الزمان والمكان والديالكتيك
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 21 - 23:06 )
اجمل التحية استاذ نعيم ايليا
انطق من مثالك الارض ليس كروية الان! لكن قبله القناعة كانت بشكل اخر ارتبط بوعي الانسان لزمن و مكان معين! الشمس تشرق غدا! ماذا تقول عن هذا السؤال! اكيد! هل هذا الجواب نسبي ام اطلاق! لنحلل الجواب! لم اكيد؟1احد يقول القوانين الطبعية هكذا, هي الطبيعة عودتنا على ذلك! 2 لنقل ان مشيئة الله الراعية ستحملها للشروق علينا غدا ايضا! لنتعمق اكثر! كيف يمكنك ان تجزم ان القانون الطبيعي سيستمر فعله,أوالجزم في امر ارادة الله, بان الله غدا ايضا سيحمل الشمس على الشروق. من هنا اقول ان امر شروق الشمس هو محصور بزمان ومكان. وان اطلاق بهكذا امر يعني امتلاك المرء للحقيقة المطلقة, وهذا امر خطير! لا احد يملك الحقيقة المطلقة! اذن امر النسبية هي الاحتمالية! الارجح للتفكير العقلي المنطقي. إذ هنا يدخل امر أخر ان التغيير ليس وارد فقط بل فيض مستمر, دائما يكون هناك تغير الديالكتيكي للوجود،إذ هو وجود مستمر, ذا سمة تناقص وتوفيق، ثم تناقض وتوفيق ثانية، بأواصر لا تنتهي فالحياة البشرية, كجزء ديناميكي من هذه الوجود,هي دفق لا ينضب الا بالموت! غيره يعني امتلاك للحقيقة.يؤدي لنظم كابحة تعرقل لتُزاح!ع


2 - تحية للزميل نعيم
فؤادة العراقية ( 2012 / 10 / 22 - 12:57 )

ارتأيت ان اكتب مقال وارد على ما تفضلت به كون ردي يحتاج لأكثر من الف حرف
فأنتظرني بالأجابة كوني اليوم فقط استطعت ان اقرأ ما جاء بمقالك لحدوث متاعب في شبكة النت لدي وتزامن معها مشاغلي الآن ولكني سأحاول الرد على ما جاء اليوم

مع التحية


3 - الماركسية لا تعارض نظرية المطلق والنسبي
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 15:32 )
أهلاً وسهلاً بأخي الأستاذ العزيز علاء، شرفني حضورك
أكثر الذين صوتوا كانوا من المعارضين لرأيي في المطلق. لماذا؟
لأنهم يعتقدون أنّ كل شيء في الكون عرضة للتغير والتشكل والتحول والفناء، كما هو اعتقادك أيضاً، والتغير عندهم يعني النسبية والنسبية ضد المطلق. غير أنهم إذ يعتقدون هذا الاعتقاد، لا يلتفتون إلى حقيقة بسيطة هي أن وجود النسبي مرهون بالوجود المطلق. فإذا لم يكن هناك مطلق فكيف يكون هناك نسبي؟
إن الوجود مطلق ونحن لا نحتاج إلى العلم لإثبات هذه الحقيقة، لدينا مبدأ عقلي ينهي المسألة، أصوغه على النحو التالي: إذا لم يكن الوجود مطلقاً، فهو إذاً محدود، وإذا كان محدوداً، فإنه لا بد أن يكون خلف حدوده شيء ما أو روح محرك كما تخيل أرسطو
فهل هناك عاقل ( باستثناء العقل الديني) يستسيغ عقله أن وراء الوجود شيء ما!؟
والوجود مادة والمادة جوهر لا يمكن تحديده، ولكن هذا الجوهر يستأثر بماهية فيصبح بها معروفاً
فالإنسان جوهر مادي، وقد استأثر بماهية أي بصورة هي هذه الصورة التي بها يعرف أنه إنسان
وقس على ذلك جميع الكائنات الحية والجمادات من الإبرة إلى المجرات والثقوب السوداء
والآن هل بوسعنا أن نجحد صدق
يتبع


4 - المطلق والنسبي
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 16:08 )
أن نجحد صدق أنّ الإنسان جوهر مادي له ماهية مخصوصة تميزه من غيره من الكائنات؟
قد تعترض بأنّ الإنسان زائل، فماذا يتبقى من حقيقته المطلقة إذا زال؟
الجواب: زوال الإنسان فرضية.. لا بأس، فلنسلم بأنها فرضية ممكنة التحقق، ولكن هل إذا زال دلّ زواله على أنه (لم يكن) جوهراً مادياً؟
فلنأخذ مثالاً آخر؛ مقولة ديكارت (أنا أفكر إذاً أنا موجود) ولنسأل: هل تمثل هذه المقولة حقيقة مطلقة لا ريب فيها؟ همم، ما هو جوابك؟ هل ستجيب بأن هذه المقولة تمثل حقيقة نسبية؟
إذن فقد أنكرت أن يكون التفكير دليل وجود الإنسان، وخالفت القاعدة التي تقول: إن الإنسان يحس بوجوده بالفكر. وإذا اعتقدت بنسبية المقولة، فقد اعتقدت بإمكان وجود إنسان يفكر اليوم، ولا يفكر غداً
(ولنأخذ مثالاً ثالثاً من الأعداد: (واحد زائد واحد يساوي اثنين
ولنسأل أيضاً: هل حاصل الجمع هنا حقيقة نسبية، أم مطلقة؟ وهل سيأتي يوم يتغير حاصل الجمع هذا؟
ثم، هل للعد نهاية؟ إذا كانت له نهاية، فإنه لن يكون مطلقاً. ولكن العد ليست له نهاية، فهو على هذا مطلق لا ريب في مطلقيته
وأعود الآن إلى سؤالك (( أتشرق الشمس غداً)) لأجيب: لا أعلم! فقد تشرق وقد لا تشر
القضية .. يتبع


5 - اين تكمن المعضلة في الاطلاق؟ خطر الحقيقة المطلقة!ع
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 22 - 16:27 )
تحية ثانية
بعض الايضاح.مثال الجريمة والعقاب والقانون يعدم من يقتل انسان!إذ البشر سواسية امام القانون! هنا ظروف الجريمة وملابساتها تحدد شكل العقوبةاي ان الظروف متنوعة للغاية,هكذا يسقط الاطلاق بان البشر متساوون امام القانون لارتكاب جريمة لا يمكن ان يكون مطلق ولا(العدالة الخير البؤس الحب الخ)فهذه فهي نسبية وهي تماما كما ان تتلمس كرة لتشعر بقوتها لكن حين تظربها تحسها بشكل اخر و حتى المنظور يختلف بحسب الزوايا التي ينظر اليه! ان اهم شكل يتحدى امر النسبية, هو الله! اذ السببية تعتمد امر المسبب والله يحل بدون مسبب! فهو بالمفهوم كامل,مثل, كله خير! لايمكن اخضاعه لتفكير عقلي, انه قائم على الايمان والحس ! كذلك يخضع امر الالحاد فمثلما يعجز اخضاع الله الى الامر العقلي لتفنيده, فالفيلسوف اللبناني عادل ضاهر في,الفلسفة والمسألة الدينية, يحدثنا الضاهر أن الفلسفة والعلوم التجريبية تعجز أيضا عن إثبات الإلحاد. وإذ ما خُيرنا بين الايمان والالحاد, فالالحاد لايعطي جواب لغز الوجود! فالدين اعطى غاية للوجود في حين الالحاد يؤكد على العدم بكلمة اخرى يوجد سقف للقيم في الدين اما الالحاد يطلقك بلا بوصلة وسقف,عدمية!ع


6 - المطلق والنسبي
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 16:41 )
القضية هنا قابلة للإيجاب والنفي، وهذا يعني أنها ليست حقيقة مطلقة؛ لأن الحقيقة المطلقة لا تقبل إلا أن تكون موجبة. فحين أسألك هل الكون مطلق؟ ينبغي أن يكون جوابك موجباً؛ لأنك لا تملك في حال النفي أن تقدم جواباً مقنعاً. فإذا أجبت إن الله خلقه من عدم، سيواجهك السؤال: وما هو العدم؟ وعندئذ لن تستطيع أن تحدّ العدم بشيء، لأنك إن حددته بشيء، فقد جعلته شيئاً. والشيء وجود.
وسيواجهك السؤال التقليدي، وما هو الخالق؟ فإذا أجبت إنه روح، جاءتك أسئلة من مثل: وما هي الروح؟ وكيف للروح أن تخلق مادة؟ وما غاية الروح من خلق مادة؟
وإذا زعمت أن الله هو الحقيقة المطلقة، فسيصطدم زعمك بالسؤال التالي: وكيف تقبل الحقيقة المطلقة أن يكون بجوارها وجود غير وجودها؟
وخذ فكرة الصراع، هل يمكن أن نتخيل وجوداً بلا صراع؟ إذن فالصراع حقيقة ثابتة صادقة مطلقة
وخذ قضية التطور، هل يصح أن نعتقد بأنها نسبية أو أن نشك بصدقها؟
إذا شككنا بصدقها، وعدنا إلى تصور الخلقيين، وخرافة آدم، فكيف نفسر: لماذا لم يستطع آدم والجيل الاول والثاني أن يبتكر الراديو ما دام الله خلقه مكتمل العقل؟
ويبقى الأهم، إذا لم تكن في حياة الإنسان حقائق مطلقة


7 - الدين والإلحاد
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 17:15 )
سأناقش رأي الضاهر، الذي يرى أن الفلسفة لا تعطي جواب لغز الوجود، بينما الدين أعطى تفسيراً وغاية
الفلسفة المادية ترى الوجود أزلياً، والدين يرى الوجود مخلوقاً
فعلى الدين أن يثبت وجود الخالق؛ لأنه ليس يصح ألا يكون لكل مخلوق خالق؟
وقد شرحت فكرة أزلية الوجود بمعادلة منطقية على هذا النحو: الوجود موجود حاضر بلا زمان
وعلة وجوده الدائم امتناع العدم. فما دام ليس هناك عدم، فلا بد أن يكون هناك وجود
أما الخلق فإنه، كما قال الفلاسفة اليونانيون، لا يمكن أن يأتي من عدم
وإذا كان مخلوقاً، فلا بد أن يكون مخلوقاً من شيء، من وجود سابق، فهو إذاً غير مخلوق
أي هو وجود من وجود
فأي الرأيين أصدق
أما مسألة الغاية، فإن الأديان ليس لها رأي موحد حولها، لكل دين تصور غائي مختلف عن تصورات الأديان الأخرى، وهذا دليل على أن الله ليس صانع الأديان؛ لأنه لو كان صانع الأديان
لجعل جميع الأديان متفقة على غاية واحدة
لنأخذ تصور الإسلام عن الغاية مثالاً: إنه يتصور أن الله خلق الناس ليعبدوه؛ أي ليعملوا على خدمته، فالفعل عبد في اللغات السامية يعني عمل


8 - الدين والفلسفة
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 17:50 )
ولنسأل المسلم أو المسيحي: ما الغاية من عبادة الله؟
فإذا أجاب، كي أفوز من عبادته بالجنة، سألناه: ألا يستطيع الله أن يدخله الجنة من دون عبادة؟
ولا ريب في أنه سيجيب: بلى يستطيع، فنسأله ثانية: فما دام مستطيعاً، فلماذا يفرض عليك العبادة؟
فبماذا تراه يجيب؟
وبماذا تراه يجيب لو سألناه: لماذا احتاج الله أن يعبده البشر، أليس مكتفياً بذاته غنياً عن البشر؟
ما الفائدة التي تتحصل له من العبادة؟ بل ما الفائدة التي تتحصل له من خلق البشر؟
بل كيف جاز أن يشاركه في مطلقيته كون وبشر؟
ألا يتناقض وجود الكون والبشر والكائنات الأخرى مع وحدانية الله؟ هل الوحدانية ألا يكون إلى جانبه إله آخر فحسب؟ فماذا لو كان إلى جانبه كون وبشر، ألن يكونوا مشاركين له حينئذ في الوجود؟
وأخيراً فإن الفلسفة تتساءل، والدين يتحاشى السؤال
فأيهما أصدق؟
أما أن الإلحاد عدمية وتحطيم للقيم، ففكرة بائسة ساذجة أكذبها بنفسي، فأنا ملحد وإني لأتحدى المؤمنين أن يكونوا أكثر تمسكاً بالأخلاق والقيم مني
وأعود الآن إلى إتمام العبارة الأخيرة من 6 فأقول: إذا لم تكن في حياة الإنسان حقائق مطلقة، فكيف استطاع أن يحقق كل هذه الإنجازات العلمية وغير ال


9 - الوجود مُتغيير أذ هو في سلسلة مستمرة من صراع الضد
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 22 - 18:05 )
تحية ثانية
يقول ماركس لا يوجد شيء في الوجود إلا و في اصبعه خاتم الزوال! لا أعرف ربما يمكن سحبه على امور عديدة. إذ ان امر سيطرة الاقطاع مثلا على حياة البشر لقرون هل كان ينظر حين بزوغه انه سيزول! لقد حدد ماركس ان سبب سقوط الاقطاع هو انه, الاقطاع وجد نقيضه الثوري في الطبقة البرجوازية, وهكذا البروليتارية, هي الراسمالية من انتجتها, واخيرا صارت انظمة شمولية وصار صراع جديد. احدهم ثوري يرى الثورة الحل اخر يرى عبر الديمقراطية الحل! انت تؤمن بالحل الانتخابي لتطور المجتمع لكن هنا امر, يتناقض مع الاطلاق اوامتلاك الحقيقة المطلقة.التطور العقلي البشري والانجاز العلمي في عالم متغير بلاثبات منذ الوعي, يؤكد البرهنة النسبية وعقم الأفكار والانظمة المطلقة الشمولية الدكتاتورية مثلا,التغيير هو سمة ديالكيتك الوجود,لا احد يملك الحقيقة المطلقة اذن! هي مطلقة حين تكون قيم عليا ذات مرجعية غير بشرية,افكار ما وآراء توصيف بشري نسبية, لها مرجعية عقلية في زمان ومكان محدد وذلك عندما يعالج فحصهاعلميا. وعلى ذلك من يدعي يملك الحقيقة كلها فإنه يدعي ما ليس موجودا, وانطلاق الفهم العقلاني في مجالات إجتماعي/سياسي/إقتصادي يتبع


10 - الزميلة المحترمة فؤادة العراقية
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 18:06 )
طلتك بتكفي
ع كل حال إذا حبيت تناقشي الموضوع، فإن مناقشتك ستسرني جداً
بتمنى عليك بالدرجة الأولى أنك تعالجي قضية المفكر والأديب في علاقته بأبناء وطنه إذا اقتتلوا
مع وافر الشكر


11 - الوجود مُتغيير أذ هو في سلسلة مستمرة من صراع الضد
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 22 - 18:17 )
تكملة
بأن النظم الديمقراطية هي التي تتجاوب و تتماهى مع العقلانية والعلم,فهي النظم الوحيدة التي تسمح بتفجر المواهب البشرية و ازدهارها وتلاقح حيث انها الوعاء المتسق مع متطلبات التغيير الديالكتيكي للحياة والوجو, إذ هو وجود مستمر!ع


12 - الزميل نعيم ايليا: المطلق والنسبي والانسان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 22 - 19:11 )

كانت مناقشتك مع الزميل العزيز علاء الصفار ممتعة جدا
لكنك ختمت ما ابتدأت بما لا ينسجم معه فتقول في المشاركة 8
{إذا لم تكن في حياة الإنسان حقائق مطلقة، فكيف استطاع أن يحقق كل هذه الإنجازات العلمية وغير ال}
لا تجود في حياة الانسان حقائق مطلقة، فكل الحقائق بالنسبة للانسان هي حقائق نسبية متغيرة، فما يعتقده اليوم كحقيقة مطلقة قد يصبح نسبيا في يوم غد، اما لماذا، لان كل شيء متغير غير ثابت متحول من شكل الى اخر بما ينطبق او يتنساب مع الجوهر، فالتغيرات في الكم تفرض تغيرات في النوع، والجوهر يفرض شكل المظهر
وكل هذه التغيرات والتبدلات في النوع وفي الشكل وفي الكم تفرض قوانين اخرى جديدة تنسجم معها، تختفي قوانين وتنشأ قوانين اخرى، فنحن نرى الواقع كما يبدو ولا نراه {كماهو}ـ كحقيقة متغيرة
انك بالطبع تتحدث عن انسان الحاضر، الذي توصل الى معرفة لم يدركها انسان الماضي، فهل انت على ثقة بان انسان المستقبل سوف لن يضيف او يكتشف ما يخالف حقائق الانسان الحاضر؟
ان نفيت فيكون قولك مطلق، مع انك لا تستطيع ولن تستطيع اثبات اطلاقه، فالحقيقة نفسها متطورة ومتحركة، ومعرفتنا بها لا يتعدى حال وجودها الحاض


13 - الثوابت للمفاهيم تخضع لمستويان
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 22 - 19:35 )
الأول تعريف عام للحالة وهو التعريف,موضوع للفحص الفلسفي. والثاني هو تخصيص المفهوم وما قد يتضمنه التعريف العام, وهذا هو موضوع للاستقصاء التجريبي الفلسفي. وفي كل الحالات يبقى هذه المفهوم, كما هي بقية المفاهيم, نسبيا وغير مطلق, وذلك لأنه احتمالي فهو يعتمد على حالات محددة بزمانها ومكانها وظرفها, فمعروف بان الزمان والمكان وحتى الظروف, لا تكون محدودة,بل هي لا نهائية. هنا ندرك ان المفاهيم نسبية ولا يمكن أن تُعبر عن الحقيقة الا بمنظور محدد في زمان ومكان محددين. اقتبس منك
وخذ فكرة الصراع، هل يمكن أن نتخيل وجوداً بلا صراع؟ إذن فالصراع حقيقة ثابتة صادقة مطلقة
وخذ قضية التطور، هل يصح أن نعتقد بأنها نسبية أو أن نشك بصدقها؟
في الجملة الاولى الصراع مطلق! ؟
الصراع يحل في حلقة معينة حين تنضج ظروفه تماما يحل او ينتهي امر ذلك الصراع! لا يمكن اعتبار الاقطاعية صراع ازلي, فانتهاء وجودها بزمن ظرفها و شرطها المرهون. الارض ستنتهي يوم القيامة ههه! دينيا! لكن ستنتهي طبيعيا بانفجار الشمس فيختف الصراع الطبقي و كل اشكال الوجود,من الجملة الثانية ينتهي امر التطور! اذ اختفى اساس السبب و المسبب ,فكل شيء الى زاول!ع


14 - النسبية والمطلق
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 19:43 )
الرفيق العزيز علاء الصفار، تعجبني نظراتك الصائبة، وليس لي إلا أن أصفها بالصواب؛ لأنها صائبة. بيد أنها صائبة بالإضافة إلى ذاتها وموضوعها، وليست كذلك بالإضافة إلى موضوع النسبي والمطلق؛ فإن فكرة ماركس صحيحة بالإضافة إلى الواقع الاجتماعي الذي يشهد تغيرات مستمرة، ولكنها ليست برهاناً على صحة نفي فكرة المطلق، لأن الواقع الاجتماعي وإن كان دائم التغير، فإن مبدأ التغيير ثابت لا يتغير، وهذا ما عبرت عنه زميلتنا فؤادة العراقية تعبيراً رائعاً شافياً إذا قالت: ((كل شيء يتغير، إلا التغيير فإنه لا يتغير)). إن المجتمعات البشرية تتغير باستمرار، ولكن المبدأ الذي يدفعها إلى التغير ثابت لا يتغير؛ إنه الصراع.
فأما قولك: لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، ففيه نظر
صحيح أن أفكار الإنسان ومعتقداته وأخلاقه أغلبها نسبية متقلبة، ولكن هذا لا ينفي أن تكون بعض أفكاره ومعتقداته وأخلاقه ونوازعه وحاجاته مطلقة ثابتة لا تتغير
أذكر، على سبيل المثال، حاجة الإنسان إلى النوم والطعام والشراب، وأسأل: أليست هذه حاجات مطلقة ثابتة لا يمارى فيها؟
أتجادلني فيها؟ أتجادلني أيضاً لو قلت لك: ((إن كل إنسان ينام))؟


15 - إلى الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 22 - 23:00 )
آسف جداً لأنني لم أبصر تعليقك إلا في وقت متأخر، وشكراً لك على حسن رأيك في الحوار، وعلى مساهمتك اللطيفة، حوارك مع الأستاذ أنور كان أمتع وأجمل.
بالنسبة لقولك ((لا توجد حقائق مطلقة في حياة الإنسان)) فأحب أن أضيف أن المطلق في حياة الإنسان نسبي بإضافته إلى الوجود، ولكنه عند الإنسان مطلق. وأظن أنك سمعت بالمطلق النسبي
فإذا قلت: إن الإنسان يموت، فهل تكون هذه الحقيقة نسبية أم مطلقة؟
إنها بالنسبة إلى الإنسان مطلقة ثابتة لا تتغير، ولكنها نسبية بالإضافة إلى الوجود العام
لأن الإنسان قد ينقرض وتنقرض معه جميع حقائقه، ويبقى الوجود العام
لو لم يكن ثمة حقائق ثابتة لا تتغير، فكيف استطاع الإنسان أن ينجز ما أنجز؟
لو لم يكن، مثلاً، قانون طفو الأجسام، الذي اكتشفه أرخميدس، حقيقة مطلقة، فهل كان في مقدور البشر أن يبنوا الأساطيل العملاقة؟
وماذا عن قانون الجاذبية؟ أليس ثابتاً مطلقاً؟ أم يمكن أن تسقط التفاحة إلى الأعلى؟
ما الذي يغير الأشياء؟ هل هذا الذي يغير الأشياء نسبي عابر؟ لا، إنه الحركة والحركة حقيقة مطلقة.


16 - موسوعية مناضلة
محمد البدري ( 2012 / 10 / 23 - 00:29 )
عزيزي الفاضل استاذ نعيم تحياتي وشكرا لاهتمامك بالدكتورة نوال السعداوي لكونها مناضلة سياسية في المقام الاول قبل ان تكون طبيبة واستاذة للابداع في الجامعات الامريكية مؤخرا. وساشير الي منحي جديد اخذ به العلماء والباحثين وهو تضمين الارضية الثقافية (الانثربولوجية) في اعمالهم مما يكشف بعضا من الخفي علينا فيما يجري بحثه أو الكتابة عنه. ولم تختلف كثيرا د. نوال في اعمالها عما انتهجه البحاث المحدثين فكان عليها التعرض لقضية الذكورة والانوثة والعلاقة السلطوية والخنوعية فيما بينهما اما في المجتمع العربي او الريف المصري. ولكون التسلط مشتركا بين السياسة والاجتماع وبين نظام الحكم وعلاقات الاسرة والزواج فكان لزاما عليها ان تتعرض للرجل والانثي في عدة كتب انا شخصيا تعلمت منها الكثير. كون د. السعداوي سياسية اساسا فمن حقها عمل كل ما يعن لها لاثبات نظريتها خاصة وان كثيرا مما اتت به صحيح في سياق الاستغلال كقضية اقتصادية ومن ثم التسلط في السياسة والاجتماع قضية حقوقية. تحياتي مرة أخري


17 - الزميل نعيم ايليا: ماهو المطلق
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 10 / 23 - 08:06 )

المطلق هو الذي لا يتغير جوهره او ذاته بتغير الاحوال والظروف والزمن، فان طرأ تغيير عليه فانه نسبي، هو ليس نتيجة لفعل او علاقة، بل هو مصدرها
انك تعرض الوسائل والنتائج على انها حقائق مطلقة، مثل
1+1=2
بينما هذه الاعداد والعملية وسيلة للفهم وليس حقيقة قائمة بذاتها، هي عملية لتقريب الصورة ولتحقيق الفهم ،اي انها لا تعكس ماهية الواحد ولا ماهية النتيجة النهائية
الجاذبية تختلف درجاتها وشدتها من كوكب الى اخر، على سطح القمر تقل الجاذبية كثيرا عن تلك التي على سطح الارض، وقد تكون هناك كواكب لا توجد فيها جاذبية.ـ
الموت نفسه نتيجة لعمليات الهدم التي تجري في الجسد، وهو وان كان حقيقة انسانية موقتة، اذ هو مرتبط بوجود الانسان، فعندما تنتهي الحياة ينتهي الموت، كما انه نتيجة حتمية وليس حقيقة مطلقة، الحقيقة المطلقة هي تلك التي لا توجد لها نهاية ولا بداية، كالحركة
كما ان النسبي والمطلق في العلم الطبيعي يختلف عنه في العلم الاجتماعي، والذي هو محط الاهمية، فنحن نعيش في مجتمع مرتبط بعلاقات ومعرفة اكان مع الطبيعة او مع بعضنا، وهذه العلاقات والمعارف نسبية، متغيرة، اذ ان المطلق او النسبي هو على حد معرفتنا


18 - القانون ليس الا محاولة لرصد شيء ويبدأ بالملاحضة
علاء الصفار ( 2012 / 10 / 23 - 12:46 )
تحية استاذ نعيم ايليا
شكرا!اولا للمقال الذي اتحاح لنا الحوار الذهني الممتع, شكرا على تشجيعك للحوار بالاعجاب! آسف لعدم تمكني البارحة من المواصلة وتحية للاخ العزيز ما لمو ابورغيف إذ قام بالحوار والاجابة على الاسئلة و الاغناء واجابته عن 1+1 اتفق عليها و كذلك امر الموت وفي الحاجة البيولوجية في النوم اقول هناك من ينام 7 ساعات وهناك 5 او 3 او4 وهناك من يأرق وهناك من ياخذ الحبوب كي يستطيع النوم وبعدها ياخذ حبوب كي يكون صاحايا. اما امر سقوط التفاح الى اعلى ربما سيحدث وان حدث ذلك فهو نهاية الحياة على الارض أذ لا يمكن الاطلاق بان قانون الجاذبية سيستمر على العمل! خاصة انيشتاين جاء بامر اخر حول بقائنا على الارض وعدم تحليقنا الى الفضاء! فنظريته تقول نحن في قعر محدودب, اختصر خذ وعاء هيئته كالمصباح وضع فيه حصات صغيرة انها ستركن في القعر!وهكذا نحن على الارض إذ نحن في قعر الكون الى اي مدى سنكون في القعر هل سيحدث تغيير لهذا الشكل اي تغير فسيطير كل شيء عن سطح الارض! اقمار تسقط على الكواكب! ماذا سيحل لو اختفى القمر,ماذا سيخلف من عواقب على امر المد و الجزر في الارض زيادة6درجة مْ خراب للحياة على الارض!ع


19 - إلى الأستاذ محمد البدري
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 25 - 19:03 )
أهلاً بك يا باشا واعذرني على تأخري في الترحيب بك
نوال السعداوي - وأذكر اسمها من دون لقب علمي يسبقه؛ لأن العلم لا يحتاج إلى ألقاب، كما لا تحتاج روزا لكسمبورغ إلى ألقاب - في مقالة لها مكونة من جزأين بعنوان (الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها) والتي لم أعثر على جزئها الأول في موقعها الفرعي، كتبت تحريضها ذاك الذي نوّهت به. ولقد شاركتَ في التعليق عليه كما شاركت أنا وأظن أن تعليقك - إن لم تخني الذاكرة - لم يكن إيجابياً بالنسبة إليها
كتبتُ لها في ذلك اليوم مستنكراً، كيف تحرضين المصري على قتل المصري!؟
فلعلك تذكر!
على العموم فهي، كما ذكرت، علم من أعلام الثقافة العربية الحديثة نعتز بها، ونحمدها على نضالها الظلم عن المرأة، ولكنها مع ذلك لها أخطاؤها. إنها بشر والبشر يخطئ
مع شكري وتحياتي لك


20 - مرة ثانية نحن متفقان
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 25 - 19:36 )
لماذا نتفق بعد عراك أستاذ مالوم؟
أعتقد لأن كلينا ينتمي إلى الفلسفة المادية الديالكتيكية
انظر تعريفي للمطلق، ألا يحاكي تعريفك؟
انظر تقسيمي لقضية المطلق والنسبي بين الطبيعة والإنسان، ألا يحاكي تفسيمك؟
تبقى مسألة اعتراضك على الأمثلة التي أوردتها، تقول: ((انك تعرض الوسائل والنتائج على انها حقائق مطلقة، مثل 1+1=2)) وفي الرد على هذا الاعتراض، أقول:
المعادلة الحسابية هنا سواء أكانت وسيلة أو نتيجة أو كليهما معاً، تمثل حقيقة إيجابية صادقة مطلقة في ( حياة الإنسان) فأنت هنا لا تستطيع أن تغيرها. فإن غيرتها إلى واحد زائد واحد يساوي ثلاثة وأربعة الخ، انهدمت سلسلة معارفنا الرياضية، وبات من المستحيل أن يتوصل عالم من علماء الرياضة إلى نتيجة علمية صادقة مثل معرفة المسافة بين الأرض والمشتري عند القياس
والأعداد مع أنها مجردة، تمثل ماهيات من الواقع.
فالواحد رمز لشيء ما، له ماهية في الواقع. وهذا الواحد قد يكون رجلاً أو كوكباً أو شجرة أو جسيماً ذرياً
أما قضية الموت، فهي حقيقة مطلقة في حياة الإنسان، فكل إنسان إلى زوال وتحول
وكون الموت نتيجة أو أمراً آخر، لا يغير من هذه الحقيقة الثابتة الصادقة
مع تحياتي


21 - الحوار ديالكتيك
نعيم إيليا ( 2012 / 10 / 25 - 19:54 )
اسمح لي أستاذ علاء، أن آعالج بعبارة يسيرة هذا المثال الذي تفضلت به، وهو يغنينا عن معالجة الأمثلة الأخرى : ((اما امر سقوط التفاح الى اعلى ربما سيحدث وان حدث ذلك فهو نهاية الحياة على الارض أذ لا يمكن الاطلاق بان قانون الجاذبية سيستمر على العمل!))
في هذا المثال لم تراع - مع الأسف - تقسيم الحقيقة المطلقة بين الإنسان والطبيعة، مزجت بينهما وهذا لا يصح.
قانون الجاذبية في الطبيعة، سيبقى ولو انتهت الحياة على الأرض
وسقوط التفاحة سيستمر ما دام الإنسان موجوداً
إن سقوطها حقيقة ثابتة لا تتغير في (حياة الإنسان)
أشكرك على محاوراتك الجميلة. ولولا الحوار لغابت عنا حقائق كثيرة


22 - استفسار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 1 / 1 - 22:48 )
تحيه ايها المتفضل
اليوم قرات لك هذا واحب ان اتنور بشيء منكم
هل:الحركه...الصراع...التغيير...التَغّير....النمو....التراكم...التآكل....التنافر
فيها شيء من الاطلاق
الشكر لكم


23 - تحية من صديق قديم
رامي شمرا ( 2013 / 2 / 3 - 22:06 )
نقاش ممتع اثبت فيه العزيز ايليا ان كل شيئ متحول، وان الصراع -الذي يجب ان نطلق عليه تكامل- هو محرك التحول ولذلك فهو سنة الوجود وشرطه ومطلقه. د
وبذلك يصبح المطلق الوحيد هو الصراع، وهي فكرة -كابشت- فيها صديقا لفترة طويلة واثبتها لنفسه بنفسه عندما تحول
سلامي ومحبتي للجميع ولسيد النقاش الفارابي

-يصنع الوعي تقدمه اللانهائي بأن يحطم دون انقطاع ما يخلقه- ملحد مغمور في القرن التاسع عشر

اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د