الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفية الوهابية وشمولية الخطاب

يوسف هريمة

2012 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الإسلام دين استوعب الدين والدنيا ؟؟؟
يطرح الفكر السلفي الوهابي مجموعة من العوائق المعرفية أمام أي تقدم معرفي أو انطلاقة نحو عوالم الكمال، ليبقى النص داخل هذا النسق المغلق هو الفيصل أولا وأخيرا. وحينما نتكلم عن النص فإننا بصدد الحديث عن وثيقة أو رواية تم تصحيحها بناء على آليات منقوصة، لا تستتطيع حتى أن تؤول معها المعنى إلى حيث الأفق الإنساني أو المصلحة أو المقصد.
ولكي يضمن الفكر بقاءه لا بد له من طوابع ومن ملصقات وعناوين هدفها ممارسة التسلط المعرفي على كل من يبحث أو يسأل، ومن أهم هذه العناوين:" الإسلام دين استوعب الدين والدنيا " أي بعبارة أخرى احتواء الدين على كل شيء إلى درجة ملاحقته لك في المنام واليقظة وفي الفراش يجنب الشيطان ما رزقك.
عناوين كبرى يتساءل معها المرء: لماذا يصر هذا الفكر على إغراقنا في الجزئيات ويترك كل ما من شأنه أن يكون مقوما من مقومات حياتنا؟ ولماذا يرتبط هذا الفكر بالماضي وبالموتى يعبدهم ويقدسهم ويترك الحاضر للحاكم الذي اعتبره ظل الله وهو منه براء؟. قد يتلبس الفكر السلفي الوهابي ويتقمص أشكالا وأشكالا وبعناوين مختلفة، ولكن الجوهر واحد، هو تعطيل الحركة الإنسانية والوقوف عند الماضي كنهاية للتاريخ، فإذا كان فوكوياما قد أنهى التاريخ بالتاريخ الحداثي الغربي، فإن الحركة السلفية بتلويناتها الإخوانية والسلفية الجهادية والحركات الإسلامية السياسية قد أوقفت التاريخ منذ زمان وبدأت تنظر للرجوع إليه في تعنت واضح مع سنن التاريخ في حملها لعناوين مثل:" التاريخ يعيد نفسه " و " الإسلام هو الحل للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية "...
إن أطروحة:" الدين استوعب الدين والدنيا " أحد أكبر العوائق المانعة، من اقتحام المعرفة الإنسانية إلى حقل النص الديني. وهي رؤية متعالية على الواقع ترى أن الله قد جمع في الدين علوم الأولين والآخرين، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ففيه السياسة والاقتصاد والاجتماع... وبذلك فلا حاجة لعلوم إنسانية نشأت في أحضان الغرب لمقاربة النص الديني المقدس. هذه الرؤِية المتحيزة التي عبر عنها الدكتور عبد الكريم سروش بالرؤية الأكثرية، أو التوقع الأكثري من الدين، هي التي أغنت المؤمنين عن أي مصدر آخر غير الدين.
بيد أن هذه النظرة بدأت تفقد مصداقيتها من خلال تكذيب الواقع التاريخي لها. والعلوم الإنسانية بمناهجها وآلياتها مستقلة عن الدين، وهي وليدة الفكر الإنساني يطورها وينميها حتى تستجيب لمطالبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حسب الظروف والوقائع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال