الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات قبطية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2012 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• نعم المجرم الحقيقي في حق نفسه هم الأقباط ذاتهم بتأليههم للكهنة وإفسادهم، لكننا نعيب على الأنبا شنودة لأنه كان قائداً وذي ثقافة وشخصية قوية، وكان المفترض فيه أن يقود الشعب نحو التنوير، لا أن يحول الكنيسة إلى بؤرة للفساد بمختلف أشكاله ويصير هو الإله المعبود. . لقد ذهب الآن إلى طريق الأرض كلها، وعلى الشعب القبطي أن يطهر نفسه من تراثه الشمولي وفساد عصره بأسرع ما يستطيع، وإلا فكيف يأمل الأقباط أن يكف مواطنوهم المسلمون عن السير مغمضي العيون خلف تجار الدين، فيما يظل الأقباط يوغلون في فساد ذات التجارة؟!!. . العلمانية تحترم العقائد والأديان، لكنها لا تحترم الخرافات والدجل وتأليه البشر، فعذراً لمن يجرح هذا الكلام مشاعرهم المرهفة. . من حقك أن تؤمن بالخرافة والدجل والشعوذة كما تشاء، لكن ليس من حقك أن تجبرني على احترامك. . من حقك أن ترفع الأنبا شنودة لمصاف الآلهة، ومن حقي أن أنزله للأرض وأحاسب عصره على كافة ما ارتكب من جرائم في حق الكنيسة.
• مشكلة الرهبانية أن لا تكون مجرد زهد في الحياة، فالزهد حق لكل زاهد، لكن ما يحدث أن يتولد عنها احتقار وازدراء للحياة وللمنغمسين فيها واستعلاء عليهم، ويترتب على ذلك شيوع ثقافة تطهرية منافقة تدعي أنها منفصلة عن العالم فيما هي بإرادتها أو رغماً عنها غارقة فيه لأذنيها، هنا يترعرع التزييف والنفاق والدجل، وكافة ما شهدناه يكتسح الساحة الكنسية في عهد صاحب العظمة الراحل. . تزخر كتب الرهبنة بروايات لرهبان يصارعون الشيطان وخيالاته طوال الليل، والحقيقة أنهم كانوا يجدفون في مستنقعات خيالاتهم الشبقية، وفي صراع مع احتياجاتهم البيولوجية المقموعة، التي تنفس عن نفسها في تلك الخيالات المرضية، والأشرف والأطهر من كل هؤلاء هم الكادحين طوال اليوم من أجل إعمار الحياة وقوت أولادهم، فالله لا يحب المحصورين بشهواتهم التي تصرخ ذئابها المسعورة بداخلهم ليل نهار باسم البتولية والرهبنة.
• أغلى مستشفيات العالم لعلاج البطريرك والأساقفة والكهنة، لتمد في أعمارهم التي طالت أكثر مما كانوا يحلمون، والأقباط الأتقياء لهم زيت مسحة المرضى وتراب قبر أبونا يسى، واللي مش عاجبه يبقى يهوذا وعدو الكنيسة. . الرهبان الذين ماتوا عن العالم ثم صاروا أساقفة أعطوا الشعب ترنيمة "أنا لي وطن تاني (في السماء)" ترددها القنوات الفضائية القبطية ليل نهار، وهي أشبه بحكاية "شوف العصفورة هناك أهه"، لننشغل نحن بالعصفورة، ويتمرغوا هم في خيرات العشور والنذور والبكور، ويلبسوا ملابس وتيجان أباطرة الرومان القدامى، ومن لا يجد مغفلين ولا يستغفلهم على أكمل وجه؟!!. . الرهبان الذين صلينا عليهم صلاة الموتى يقنعنا كبارهم بأن نموت نحن عن العالم، لكي ينهلوا هم من خيراته ورفاهيته، ويعيشوا حياة الأباطرة والملوك.
• أقول في صلاتي إلى الرب لاختيار بطريرك صالح: اللهم لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه!!. . "سماحة" و"فضيلة" و"قداسة" ألقاب حينما أسمعها أستشعر أن صاحبها يمتهن إنسانيتي، ويريد تحويلي من إنسان إلى صرصور أو فأر أو خروف. . أولاً المسيح قال لتلاميذه ولم يقل لهؤلاء "ماتحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء وما تربطونه في الأرض يكون مربوطاً في السماء"، ثانياً لو كان أعطاهم هذا السلطان فعلاً فهو لم يعطه لهم ليعيثوا في الكنيسة فساداً أخلاقياً ومالياً ويجعلوا الكنيسة مغارة لصوص!!
• لو بدأ البطريرك الجديد من فوره حملة تطهير للكنيسة وإصلاح عقائدي وفكري تربوي وإداري ومالي، ترى كم يحتاج من الوقت لإزالة آثار الأربعين عاماً الماضية من عبادة الفرد والظلام والفساد بمختلف أنواعه؟!!. . تحتاج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمارتن لوثر مصري، يقلب موائد الصيارفة ويطرد باعة الحمام ويطهرها من الخرافة والدجل والارتزاق، ويعيد الرهبنة زهداً ومحبة في الله، وليس سوراً يتسلقون منه للجاه والسلطان.
• لولا التمويلات العالمية لنشطاء حقوق الإنسان لما تقاتل نشطاء أقباط المهجر بين بعضهم البعض، ولتفرغوا لتقبيل بعضهم بعضاً بقبلة مقدسة.
• كلما انتقدت شخصية سياسية أو دينية تأتيني التعليقات تسألني عن سر ما أضمره من عداء لهذه الشخصية، يا ناس يا هوووووه، أنا أنتقد مواقف أو أفكار تؤثر على حياتنا، لا يهمني الأشخاص، فقط مصيرنا نحن الشعب البائس المنكوب بثقافته وقادته!!. . لو التزمت بالصمت استجابة لجميع من توجعهم كلماتي في مواضيع ذات حساسية لديهم، لوصلت في النهاية إلى صمت وسكون رهيب، فماذا تفضلون يا سادة، الصمت أم الكلام الموجع تشخيصاً لأمراضنا؟!. . كلما انهالت علي أحجار الراجمين والمطالبين بصمتي، كلما تيقنت أن كلماتي تهز عروش الطغيان والأصنام المحببة للقلوب، هذا بغض النظر عن صواب آرائي أو خطأها، فالآراء غير الصحيحة يرتد ضررها على صاحبها، فيما الوجع والانزعاج مؤشر لنفاذ الكلمات إلى سماكة جدران الجهالة والتخلف العتيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقارنة مع مقال مجدي ن.وهبة
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 24 - 22:13 )

الموضوع واحد والطرح متناقض
لنقارن هذا المقال يوميات قبطية , مع مقال الاستاذ مجدي نجيب وهبة
رسالة الى نياقة الأنبا باخوميوس
ماذا تستنتجون؟


2 - اليك مثلاً مصرياً جميلاً
سامى غطاس ( 2012 / 10 / 24 - 23:56 )
كلامك صحيح بدليل
إنك لعدة شهور كنت تكتب لنا من نيوجيرسى خلال رحلة إستجمامك الطويلة , فى الوقت الذى رأينا قداسة البابا يزرف الدمع بكل عفوية بسبب الإضطهاد الذي يواجه أبناءه.

ينطبق عل مقالاتك المثل المصرى القائل .... إذ كان اللى بيتكلم مجنون فاللى بيسمع عاقل .......


3 - دليل واحد من فضلك
سامى غطاس ( 2012 / 10 / 25 - 00:14 )
من متابعتى لمقالاتك لاحظت إن الأساس الذى تستند عليه فى هجومك الدائم و الغير مٌبرر على الكنيسة القبطية هو توهمك بالغنى الفاحش للقادة الروحيين و الرهبان , و لكنك لم تعط يوما إثباتاً مادياً ملموس على ما تدعيه
وكل كلامك هو إنشائياً ليس له أي دليل ,
هل لك إعطائنا مثلاً واحداً عن القصر الذي يسكن فيه الأب الكاهن فلان الفلانى , و ماذا يأكل يومياً وكذلك عدد سيارت البورش أو الفرارى المتواجدة فى جراج هذا القصر ؟؟؟؟؟؟؟؟
أعلم إنك لن تستطع ذلك لأن الخيال و الوهم يخالف الحقيقة دائماً
إحترم عقولنا يا رجل و هنيئا لك بالمعلق رقم 1هذا الأوغنان


4 - الأستاذ كمال غبريال المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 25 - 00:28 )
مع أن الشأن القبطي ليس شأني، لكني أستطيع أن أعطي بعداً آخر لمقالاتك لأرى كلامك الموزون ينطبق على أكثر من مستوى عام في حياتنا العربية
ملاحظاتك رائعة اليوم أستاذ ، وأختار منها واحدة فقط، الثالثة : عن أغلى مستشفيات العالم
قلْ لي من فضلك ، أليس هذا حال كل منْ يتولون أمرنا من رؤساء ومتحكّمين بنا سياسياً ودينياً ؟خذ مثال الملك السعودي عبد الله ، بين فترة وأخرى يذهب للعلاج في أوروبا أو أميركا ، طيب أنت عندك القرآن شاف، وعندك أحسن المستشفيات ، وأخوه ولي العهد الذي مات ؟ قضى كل آخر حياته في بلاد برا يتعالج
أما الملاحظة الأولى عن إشارتك إلى أن العلمانية ترفض تأليه البشر
أفلا تتفق مع الملاحظة الأخيرة والرابعة أيضا في اعتبارك للشخصيات الدينية بشرية تخطئ وتصيب؟ وحضرتك تناقش ما يؤثر على حياة الشعب من مواقف وأفكار سماحة وفضيلة وقداسة الفلان المبجل ؟الذين بمجرد سماع لقبهم هذا يجعلنا ننمسح أمام هيبته وهيبة أثوابهم الدينية وشكلهم المرهب؟
وأليس المال الذي يجعل من القبلة المقدسة للنشطاء المسيحيين والإسلام أيضا وليس الأقباط فقط قبلة يهوذا؟
كنا بملاحظة واحدة فأتيت على كل مقالك
مع تقديري واحترامي


5 - العزيزة ليندا كبرييل
سامى غطاس ( 2012 / 10 / 25 - 01:26 )
عزيزتى ليندا ,
دعينى أبدأ معك من أول سطر فى كلامك بإن الشان القبطى ليس شأنك . ولأن الإنسان عزيزتى عدو ما يجهل ,سأحاول فى تعليقى إن أجعله شأنك على أمل أن يزول الجهل لديك بالشأن القبطى.

نحن عزيزتى ليندا إشترينا الحياة بكل متاعها , تزوجنا وأنجبنا أطفالاَ , ذهبنا لقضاء الأجازات و ركبنا أحدث السيارات و لم نحرِم أنفسنا من متاع الدنيا شيئاً . و عندما أقول نحن لا أستثنى كاتب المقال - أقرئى تعليق رقم 2 -
دعينا نقارن سيدتى بيننا كإناس عاديين و بين من يهاجمهم الأستاذ غبريال من الكهنه و الرهبان الأقباط
.........يتبع رجاءاً


6 - الأخت ليندا مرة أخرى
سامى غطاس ( 2012 / 10 / 25 - 01:45 )
هل تعلمى عزيزتى إن الأباء الكهنة الأقباط يصومون 200 يوماً على مدار العام ؟ مع العلم إنهم ليس نباتيون
هل لك سيدتى أن تتخيلى إختيار هؤلاء للملبس الأسود و الصليب على صدورهم و هم يمشون فى شوارع مصر معرضين أنفسهم لكل أنواع السخرية من رعاع القوم ؟؟؟
هل تعلمى سيدتى أن معظم رهبان مصر إن لم يكن جميعهم هم من الحاصلين على شهادات جامعية عليا كأطباء و مهندسين ؟؟
هل تعلمى عزيزتى إن هؤلاء إختاروا لأنفسهم طريقاَ ليس من السهل أبداَ لإنسان عادى مثلنا إجتيازه إن لم يكن بداخله قوة روحانية خارقة ؟؟
إذا أردت طرح المزيد فأنا بحاجة الى كتاب كبير الحجم و ليس مجرد تعليق .
معرفتى ب ليندا كبرييل تشفع لك عندى هفوة تأييد الكاتب فى مهاتراته
وأعلم تمام العلم حٌسن النية ونٌبل الهدف لديك.
عتابى اليك نابع من حٌبى وتقديرى لشخصك الكريم


7 - تحياتي أستاذ سامي غطاس المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 25 - 16:01 )
أبدأ بحبي وتقديري لشخصك الكريم أيضا وشكرا على لغتك الراقية
عزيزي سامي
أبدأ فأقول لك أني لست مصرية، أي أني لست على علم بواقع الكنيسة القبطية وما يتناوله الأستاذ كمال من نقاط حولها، إلا أني أتمعن فيها وأذكر واقع الكنائس في بلاد عربية أخرى

من فضلك، أرجو أن تعيد قراءة تعليقي لترى أن موضوع أغلى مستشفيات العالم مثلا، ذكرني بشيخ مسلم تقي جدا يفتي بالتفرقة بين البشر ولا يستهجن اعتداء على الأقباط، هذا الشيخ الكريم في فتاويه العنصرية لا يعرف الاستطباب إلا في بلاد برا الكافرة
إذن عزيزي أنا لم أقصد الكهنة الأقباط هنا
كذلك
ألقاب سماحة وفضيلة وقداسة وجلالة وطويل العمر والمبجّل... كل هذه الألفاظ نحن من وضعناها لأناس سياسيين ودينيين ليسوا كلهم يستحقونها
هؤلاء بشر معرضون للخطأ والصواب والأستاذ كمال ذكر أنه ينتقد المواقف والأفكار، وهذا جعلني أطبق كلامه على سياسيينا والمهتمين بشؤون الوطن من المدلسين، ولم أقصد أبدا واقع الكنيسة القبطية
هناك من الكهنة في الكنائس الأخرى أيضا ممن ينطبق عليهم قول الأستاذ ونقده وأنا أفهم كلامه بشكل عام
أتقدم بالتحية للأستاذ كمال
كذلك أحييك أخي سامي غطاس المحترم
مع التقدير


8 - ليس دفاعا و لكن نقطة نظام
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 10 / 26 - 10:30 )
المهندس كمال مفكر محترم و هذا رأيه، و البابا شنودة المتنيح إنسان يصيب و يخطئ و يحاسب و يحاكم إذا لزم الأمر، و لأنه رجل كبير و أب كبير، كان المتوقع منه كثير و كانت أخطاؤه كبيرة، و لكن هذا لا يغير من كونه أب له احترامه و حبه كما وعد الرب من يترك ما له من أجله ، أخيرا لننظر إلي الأمام، و لنصل من أجل نياح أبينا، و من أجل اختيار أب حقيقي للمؤسسة التي يُفترض أنها بُنيت علي الحب الأبوي الباذل (وليس التسلطي)

أخيرا، لا يُحاسب المفكر علي فكره إلا بفكر مثله لا بالهجوم اللفظي و العنف المسئ

للكل كل الاحترام


9 - بدلا من الكلام في الماضي كالعادة
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 10 / 26 - 10:36 )
مع الاحترام

أرجو أن ننظر للأمام و أن نعمل

أرجو أن تتفضلوا بقراءة مقالي: الأقباط يهدرون حقوق الأقباط

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=329393

الاحترام للكل

اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة