الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من رواية شيكاجو لعلاء الأسوانى

عمر مشالى

2012 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(الفصل 15 صفحة 191 , 192)
يدور الحوار بين الأستاذ جون جراهام و عشيقته كارول ماكينللى حيث يقول لها:

لو كنت أستطيع . . لتزوجتك فورا!

و لماذا لا تستطيع؟

مراسم الزواج المدنى تذكرنى بأجرائات اشهار الشركات التجارية . . أما الوقوف أمام قس بدين يعانى من عسر هضم لاردد خلفه صلوات ستجعلنا زوجين . . فهذا موقف لا يمكن ان أحتمله!

لماذا؟

ان كان الله موجودا هل تظنينه يحتاج الى أوراق و أختام رسمية؟!

هذه مراسم الكنيسة!

الكنيسة واحدة من أكبر الأكاذيب فى التاريخ, و قد لعبت فى معظم العصور دور المؤسسة التجارية الاستعمارية أكثر من أى شئ أخر.

جون!

أستطيع ان أثبت لك لو أردت بالأدلة التاريخية ان المسيح لم يوجد أصلا . . لقد أخترع الأنسان الاديان ليتغلب على خوفه من المجهول!

..............................

(الجزء 39 صفحة 441)


كارول: لأننى عانيت كثيرا فى حياتى فقد أراد الله ان يعوضنى عن كل الامى السابقة.

جون: لماذا يخصك الله بمعاملة مميزة ولا يعبأ بملايين البؤساء.


والذى أثار أعجابى أكثر أن شخصية الأستاذ جون جراهم الملحد كانت من أفضل الشخصيات فى الرواية فهو شخص ذو مبدأ, غير عنصرى, عادل, متواضع لا يهتم بالمال ولا السلطة ولا المكانة عكس شخصيات أخرى متدينة مثل أحمد دنانة البخيل الذى يسعى دائما وراء مصلحته الشخصية مهما كان الثمن وجورج مايكل العنصرى, فيجب على المتدينين سواء مسلمين أم مسيحين أم يهود أو من هم ممن يعتنقوا أى دين أخر ان يكفوا عن الاعتقاد بأن الملحدين كائنات مجردة من الاخلاق والمبادى والقيم السامية وحتى ولو كان هناك ملحدين بهذا الشكل فهذا ليس ذنب الالحاد اساسا لان الالحاد هو وصف لاى انسان لا يؤمن بوجود اله أو اى كائنات مطلقة القدرة أو خارقة للطبيعة وهو ليس ايدولوجية شمولية مثل الاسلام تأمرنا بالقتل والقتال فى سبيل الله وسفك الدماء وسبى النساء والأطفال وأمتلاك ملكات اليمين وتمييز الناس على اساس الدين والعرق ... الخ, ثم أن الانسان لا يحتاج الى دين لكى يستمد منه الاخلاق أبدا, فالدين ليس بمصدر جيد أساسا, والدليل على هذا انهيار القيم الاخلاقية فى المجتمعات المتدينة وتفشى الظلم والفساد والجرائم والجهل ومثال على ذلك دول الشرق الأوسط وبعض دول جنوب شرق اسيا وحتى الولايات المتحدة الامريكية بالرغم من نظامها العلمانى وعلى عكس المجتمعات التى يوجد بها التدين والهوس الدينى بنسب ضئيلة مثل السويد واليابان التى ينخفض فيهم معدل الجريمة و لفساد والأمية تحديدا بشكل كبير تكاد تكون منعدمة.

الدين يلوث الطبيعة البشرية ويجردها من جميع اشكال التفكير العقلانى المنطقى ويحول الانسان من كائن حر الى عبد وسجين عقله, لأن جميع الاديان تقوم على الطاعة العمياء من عمليات غسيل المخ التى يتعرض لها الشخص منذ نعومة أظافره, ووجوب عليه الالتزام بتشريعاتها دون التساؤل عن ماهيتها وما ان كانت ضارة أم نافعة أو جيدة ام سيئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية