الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويحدثونك عن الطلاق في بيت الدكتورة آمال كاشف الغطاء

سمرقند الجابري

2012 / 10 / 25
المجتمع المدني



استضاف المجلس الثقافي للسيدة آمال كاشف الغطاء يوم الجمعة الموافق19تشرين الحالي، وبعد انقطاع دام ثلاثة اشهر، نخبة من المثقفين والاساتذة الجامعيين وناشطي المجتمع المدني في جلسة حوارية غايتها البحث في موضوع يهم مجتمعنا العراقي ألا وهو موضوع ( الطلاق ) ادار الجلسة السيد عادل العرداوي وافتتحت فيه السيدة آمال كاشف الغطاء الامسية بالتحية والتقدير للحضور وامتنانها لكل من تواصل مع المجلس وشرحت اهداف الجلسة التي تتمحور في قلقها الدائم على سلامة العائلة العراقية وتركيبة بنيتها الاجتماعية المتمثلة بالام والاب والاولاد والقيم التي تقدمها لتبني حياة حرة وكريمة، لذا كان شاغلها بان تبحث في مشكلة تهدد حياة عوائلنا العراقية نتيجة لكثرة حالات الطلاق والخلافات الزوجية وتشتت الاطفال داخل العائلة نتيجة حالات الطلاق المستمرة والسريعة والتي شكلت ظاهرة غريبة على مجتمعنا الذي نحبه، قدمت الدكتورة فوزية العطية استاذة من جامعة بغداد في علم الاجتماع والتي لديها الكثير من المؤلفات والبحوث والدراسات محاضرة لخصت فيها نقاط غاية في الاهيمة من حيث اختلافات الرأي ومشاكل الحوار الايجابي بين العائلة من داخلها استنادا الى قول الرسول الاعظم ( ان ابغض الحلال عند الله الطلاق) وشخصت ان اغلب حالات طلب الطلاق تكون من قبل الزوج حيث ان القانون يحق للزوج او الزوجة تقديم طلب التفريق الى القاضي وان حالات الطلاق تكثر في الاوساط الفقيرة والمحدودة الدخل وتدور بعد مرحلة الطلاق مشاحنات حول حقوق حضانة الاطفال ونفقة الزوجة والاطفال ، وقد عزت الدكتورة فوزية العطية الى ان زيادة حالات الطلاق تكون اسبابها في تزايد الويلات والحروب التي تمر بالبلاد ومضاعفة الانفاق على التسليح وترك البنى التحتية بلا اصلاح وكثرة الاشعاعات التي تؤثر على حالات الاخصاب والانجاب والاسقاط فنحن دوما بحاجة الى عوائل منتجة وبحالة صحية جسدية ونفسية ملائمة لبناء وطن ، كما ان انعدام حالات التوازن الامني تؤثر على سلامة العوائل من خلال تعرضها لموت افرادها مما يؤدي الى عرقلة عملية بنائها وان قوى الشر استهدفت الاسرة والتعليم والمؤسسة الدينية والترفيهية وادت الى تفاقم العنف الاسري .
اكدت الدكتورة فوزية ان علم الاجتماع الحديث في طرحه للنظرية السلوكية يقول ان الانسان هو صفحة بيضاء ومع تأثيرات البيئة المحيطة من عائلة ومجتمع تتبلور لديه سلوكيات وميول الخير والشر والصدق والكذب وغيرها من سلوكيات اجتماعية ، وان تضاعف المطلقات والعزوف عن الزواج وحالات العنوسة والترمل تؤدي الى ضعف الترابط العائلي للرجل والمرأة والاطفال وتخلخل قيمة التراحم التي امرالله بها حيث ان الاتفاقيات الدولية والدساتير والاديان كلها تؤكد على حماية حقوق الفرد لاجل صلاح الحياة وهنا اشارت الدكتورة الى اهمية دور الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والنصح التربوي والديني الى الحق على حماية الاسرة والتأكيد على سلامة العلاقات الداخلية لاسرنا العراقية وتشريع قوانين لحفظ الحقوق الزوجية خلال وبعد الزواج وهنا تطرقت الى النقاط التالية :-
1-المجتمع لديه عادات وتقاليد تجور على حقوق المراة المطلقة وتعتبرها اقل قيمة في حالة منحها الطلاق وتظلم في امورالنفقة وحقوق الامومة والحق في البت بامورها المستقبلية .
2- مشاكل نفسية : تعرض الام وطفلها ناهيك عن النظرة السلبية للمجمتع للمراة المطلقة في مجتمعاتنا العربية، مما يؤدي الى دخولها في حالات توتر وقلق واحباط وتردد وانطواء وتقوقع وتهميش واقصاء حياتي متعمد بالتالي تصبح عنيفة السلوك او خانعة حتى بالمطالبة بحقوقها الشرعية والمدنية علما ان الشرع يحدد ان المراة في حالة طلاقها يكون امرها بيدها .
3- مشاكل اقتصادية : حيث انها بطلاقها تفقد معيلها وتعتمد على النزر اليسير من قيمة النفقة وهنا تأتي محدودية فرص حصولهاعلى عمل لو كانت بلا شهادة او في عمر غير مناسب للوظيفة مما يضطرها الى العمل باجور متدنية او ممارسة التسول مما يعرض البعض الى البطالة والفقر او الاستغلال بالتحرش الجنسي او الاستغلال من قبل جهات ارهابية تحت اغراءات المادة وضغوطات العوز خصوصا لمحدودات الخبرة ومعيشة المراة في الاوساط الشعبية الضاغطة .
4- انخفاض نسبة تعليم المرأة ووعيها الذهني: يؤدي الى اهمالها لصحتها الجسدية خلال وبعد الزواج، مما يؤدي الى عدم ملاحظة ومتابعة سلامتها مما يجعلها كائن سهل التعرض للمرض خصوصا سلامة الرحم وبقية اجزاء الجسم التي تتغير بعد الزواج والحمل والانجاب .
نوهت الدكتورة فوزية ايضا الى كثرة حالات الزواج خارج المحكمة للشباب دون سن الثامنة عشرة بما لا يحمي حقوق الزوجة بعد الطلاق ، كما ان طلب اهل الزوجة لمهور غالية يؤدي في حالة وجود نفور بين الزوجين الى سوء معاملة الزوج لزوجته لاجبارها هي بطلب الطلاق كي لا يؤدي لها مؤخرها ولتتنازل عن حقها في بيت الزوجية كالاثاث وغيرها، وشيوع حالات الزواج المؤقت الذي لا يقدم فيه للمراة اية حقوق، وشيوع حالات اكراه لاهل للطرفين على الزواج كزواج الاقارب والزواج الذي تحدده المنظومة العشائرية ، واكدت الدكتورة على اهمية تدخل الدولة من خلال دعمها للعاطلين عن العمل من المطلقات من خلال توفير عمل وقيامها بدفع رواتب مناسبة لتوفر حماية مادية للاسر المنفصلة زوجيا لان قيمة الرواتب الشهرية للمطلقات منخفضة مما يؤدي الى دفع العوائل من تسريب اطفالها خارج المدراس وزجهم للعمل في اعمال لا تناسب اعمارهم وتحرمهم من نعمة الدراسة والحصول على شهادة لائقة مما يجر العائلة الى دائرة ضيقة مما يحرم الطفل من الحصول على تربية مدنية يشعر فيها بالتكافؤ ،اضافة الى زيادة نسبة المتسربين من الدراسة بدون وجود حصر لهذه الحالة من قبل الجهات المسؤولة ، وهنا ايضا يلعب الكادر التدريسي دورا مهما في تعليم الطفل اهمية ان يظل محبا ومقبلا على دراسته كحق من حقوقه المدينة وتوعيتهباهمية مستقبله العلمي رغم سوء ظروفه المنزلية والمعاشية ، ومن الجدير بالذكر ان نطالب بانشاء ((بنك معلومات عن المرأة )) يحتوي على بحوث ودراسات واحصائيات متخصصة عن المراة ويرفع توصيات ويقدم ستراتيجيات وخطط لدعم المراة والبحث في احتياجاتها وايجاد مراكز حماية لها من العنف الاسري .
بعدعرض الدكتورة فوزية لنقاط عديدة هدفها دراسة اسباب ظاهرة الطلاق المؤلمة في العراق، قامت الدكتورة امال بالاشارة الى ان ظاهرة المهور العالية التي تفرضها عائلة المرأة لا تجبر الرجل على التمسك بزوجته ، بل وعيه وثقافته هي التي تجعله يقدر ويحترم ويمتن لوجود شريكة لها حقوق ولها وواجبات عليه الايفاء بها ، وان النساء ذوات المهور الرمزية اصبحت نادرة وهذه الظاهرة تدل الى ضيق النظرة الى تشخيص حالة الزواج على انها سكن واستقرار لا مغالاة شكلية فقط كما ابدت اعتراضهاعلى حالات الفهم الخاطىء للزواج المؤقت الذي خرج عن شروطه الشرعية في الاعتراف بالطفل ولزوم العدة الشرعية بعد الطلاق ووجوب اعلام عائلة الزوجين بها وان أي زواج خارج هذه الشروط يسمى ( دعارة ظاهرها مقدس وباطنها انتهاك للحق الانساني ) .
وكان من ضمن المداخلين كل من الحقوقي صادق العينه جي ، سمرقند الجابري ، الشاعرة والناشطة آمنة البيرماني ، السيد حسين النوري ، صادق الربيعي ، الشاعر داود الرحماني ، الاستاذ عبد الجبار جواد ، علاء الدين القصير ، استاذ علم الاجتماع د. عبد اللطيف ، والاستاذ احمد علي الذي اشار بحكم كونه شيخ عشيرة صار يبت في حل واصلاح الكثير من المشاكل الزوجية في مجلسه كمصلح بالاستماع الى اسباب ومبررات كلا الطرفين وحل مشاكل ظلت في المحاكم لسنوات بلا ايجاد حل مؤكدا على ايجاد وسائط اصلاح للطرفيم مؤكدا ان اغلب الشباب لا يعرفون ماهو الزواج واهميته وانه غالبا ما يبنى على المصلحة او الغريزة والتسرع في البت بامور الطلاق .
في النهاية اكدت السيدة آمال كاشف الغطاء على اهمية دراسة ما يعانيه بلدنا وان الجلسة هذه هي امتداد لجسات اخرى للخروج بحلول نافعة مصلحة تؤمن حق الاطراف بالحياة .
وفي حديث جانبي خصت ا السيدة آمال كاشف الغطاء مركز النور به الى وجود خطوات هامة في تأسيس ( منتدى حواء) الذي يهدف الى التاكيد على قدرة المراة على حل مشاكلها بنفسها بطريقة صرفة لانها مهيأة لذلك ويحاول المنتدى ان يركز على الطبقات المسحوقة وكان لهذا المنتدى حضور من مناطق شعبية مثل الشعلة، حي العدل ، ومناطق اخرى من بغداد .
اما اهم الامور التي يناقشها المنتدى تتمحور في تقديم الحلول للمشاكل الطبية التي تخص المرأة وتغذيتها وكيفية التعامل التعامل مع الادوية بدل الجهل الدوائي الشائع للكثير من النسوة ، والاهتمام بصحة الاسنان ومحاولة اعضاء المنتدى مساندة بعضهم البعض لحل تلك المشاكل بالاعتماد الذاتي على النفس والجهود الخاصة بانشاء( صندوق مساعدة المرأة ) يتضمن جمع تبرعات من المشاركات في المنتدى والتعامل مع مستشفى حكومي معتمد يقدم الخدمة الطبية الممتازة بحيث يقوم المنتدى بتحويل المريضات التي تتطلب حالاتهن علاجا عاجلا او اجراء عمليات جراحية باجور مناسبة، الصعوبة تكمن في توفير مستشفى تتوافرفيه الشروط الصحية الملائمة التي تخدم المريضة فلا يمكن للمنتدى التعامل مع مستشفى غير متوافر على الشروط الصحية التي يحتاجها المريض فيخرج المريض من العملية الجراحية ليصاب بسبب التلوث بمرض الايدز او التهاب الكبد الفيروسي ، ويهدف المنتدى على التركيز على مدارس تتوافر فيها البيئة الصحية الملائمة من مواد تعليمية ومستويات تدريسية لائق وكوادر تعليمية واعية صادقة وحريصة بعيدا عن نزعات شخصية واطماع دنيوية ، كما يهدف المنتدى برفع صوته للمطالبة بحقوق المرأة والطفل والانسان العراقي .
وقد قام ممثل مجالس الربيعي الثقافية بتقديم درع تقديري للسيدة آمال كاشف الغطاء اعقبتها باقة ورد مقدمة من قبل لجنة المجالس البغدادية الثقافية بالتعاون مع الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق تكريما وتقديرا لما تقدمه السيدة الفاضلة من جهود حثيثة لخدمة الثقافة العراقية
في طريق العودة الى بيتي ، كنت اشرد بذهني كثيرا مستعرضة عشرات الحالات من الطلاق في عائلاتنا وصديقات اعرفهن ، امعنت في قصص عديدة اهمها قصة اقرب صديقة لي، تذكرت المها وهي تتطلق بعد قصة عنيفة لتجر ورائها طفلان بريئان وملامح وجهها الحزين حين كنت الومها على ضعفها وهروبها من المجتمع بعد طلاقها وظلم اهلها لها الذي استسلمت له وهي التي كانت مقاتلة عنيدة وشجاعة :-" كلا يا سمرقند انت لا تعرفين معنى ان اكون مطلقة في مجتمع كهذا " رغم انها من عائلة عائلة متعلمة ومتدينة ومتنورة ولكنها جارت على ابنتها عندما عادت مطلقة ، بل تذكرت اخر وجبة عشاء لي مع صديقة احبها حين قالت بحرقة :- " كلا لم اعد احب زوجي او اطيقه ، ولكني بعد زواج 15 سنة اين سأذهب لو تطلقت ساتحمل سجني لاجل اطفالي " نظرت من شباك سيارتي الى مدينتي الحبيبة متسائلة :- " ترى أي القصص تختبىء خلف تلك البيوت؟".
تشرين 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق