الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمم الفكري

حسين الصالح

2012 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كثير من الاحيان عندما نطرح الخطاب الديني او مفهوم الدين على طاولة النقد العلمي والموضوعي بعيدا عن الرزخون وعوالق الطفولة ,فاننا نواجه العقل الجمعي الذي تحولت فيه تلك العوالق الى احفوريات متكلسة قد تؤدي عملية ازالتها الى اختلال في توازن هذا العقل لذلك يعمل هذا الفكر الجمعي جاهدا على الحفاظ على هذه الاحفوريات بعيدا عن النقد والشك .
باعتقادي ان المشكلة الرئيسية تكمن في طرفي النزاع .. فنحن نعيش في حالة صراع فكري بطريقة قبلية .. فمنتقد الدين يحاول في كثير من الاحيان تغيير قناعات الاخر اي بمعنى اخر تجريده من اهم اسباب ديمومته ... لان الشعوب التي تجعل من الدين الاساس في دورة حياة الانسان ستواجه حالة اختلال كبيرة اذا تم تجريدها من الكثير من المظاهر والممارسات الدينية والتي رسخها رجال الدين على شكل عقائد لايمكن مناقشتها اصلا والا ستخرج صاحبها من الملة احيانا وتجعله انسان لا اخلاقي لايردعه قانون بعد ذلك ..
بالتالي لن يبقى له الا الدفاع عن امور بديهية مطلقة غير قابلة للنقاش وهنا نرى اول ظاهرة حسية تطفو على السطح الا وهي (الصمم الفكري ) فنجد افراد هذا الطرف لايسمعون الا صوت المطلق المنبعث من حناجر الاحفوريات الفكرية المترسبة في العقول , وهذه الظاهرة بحد ذاتها ستجعل اي طرح نقدي طرحا بلا معنى , بل هي ستعمل على زيادة تمسك الاخر بمطلقاته الفكرية من باب الحفاظ على النوع والوجود .
لذلك من العبث التشكيك في الحالة الايمانية للفرد مهما كانت سواء دينية او لادينية لخصوصية هذه الحالة ليس الا , لكن كل مايخص مابعد الايمان من عقائد وممارسات تنعكس على شكل افعال بشرية وتؤثر على سلوكيات اصحابها فهي عرضة للنقد لان اسقاطاتها تنعكس على الاخر .. فلا يوجد فعل او جهد فيزيائي يحدث في فيزياء الكون الا وله تاثير ملموس على المحيط الذي وقع فيه .
واذا رجعنا لنقد الخطاب الديني سنجد اننا نطرح اسئلة وافكار معينة ونثير علامات استفهام كثيرة .. انطلاقنا من ايماننا باننا بشر وباننا نمتلك القدرات العقلية والفكرية للخوض في امور صورها رجال الدين على مدى قرون انها امور معقدة وشائكة وتتطلب بحث طويل ودراسة موسعة ويجب على من يخوض غمار النقاش فيها ان يكرس حياته للعمل عليها لانها طلاسم لايستطيع فكها الا الراسخين بعلم الله وبذلك تبلور فكر جمعي عند اغلبية التابعين ان المجادلون مجموعة عبثية غبية لاتفقه شيء ولم يتعبوا انفسهم بدراسة الدين كما فعل رجال الدين واصحاب العمائم والعباءات واللحى لذلك لن يتقبل احد اي طرح مغاير لطرح الموروث .
لكن في حقيقة الامر ان من يؤمن بالله يجب ان يؤمن بان عقله هو دليل وجود الله ولولا عقله هذا لما استدل على وجوده او عدم وجوده !!! فعليه لماذا نتخوف من نقد فكرة مابعد الايمان من عقائد وممارسات وفقا لضوابط منظومة العقل وليس المحكم والمتشابه والراسخين في العلم ..؟؟؟ فالعقل البشري استطاع ان يغير مجريات مهمة في هذه الكرة الارضية التي استوطنها وهذا ما ميزه عن باقي الكائنات.
وان عدنا للدين والكتب السماوية فمن المستحيل ان يخاطب الله الناس بلغة الطلاسم ويعين مترجمين يتفوق البشر الغير صالحين عليهم دوما اما بقتلهم او اضطهادهم لا بل والادهى ان يلتف الناس على سيرتهم بعد موتهم ليلصقوا ما ارادوا بها من افكار وينسبوها اليهم ويقيموا نظريات ويدخلوا عقائد جديدة وكله في اطار البحث والركض نحو السلطة ..

ختاما استشهد بمقولة لديكارت صاحب مبدأ الشك .. الذي يقول (ان الله هو العقل ).. والمعنى مجازي .. ولكم ان تتبحروا في فكرة ديكارت .. مع العلم ان ديكارت موحد مؤمن بالله الخالق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah