الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحج في بلاد الجبارين

خضر محجز

2012 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بلادنا يمكن القول ـ بكل موضوعية ـ بأن لكل حاج أجره مضاعفاً. لا جرم، فهذا شعب الجبارين. فلأنه شعب الجبارين فعلاً، فإن حجة الحاج منهم بحجتين. لا سبب ثمة لذلك سوى أنك من شعب الجبارين. لا توجد هنا خدعة ولا أي شيء من هذا القبيل. وحتى لعبة "جلا جلا" لا يلعبها المتحكمون في شؤون الحج في بلاد شعب الجبارين، لأن لعبة "جلا جلا" حرام بالإجماع. الأمر ببساطة أنك محاصر بالمتحكمين الذين يرسلون أزلامهم كل عام للحج على نفقتك على شكل مرشدين من شباب الحزب الحاكم، لا يحجون على حسابك فحسب، بل ينالون أجرة ـ من ميزانية الحج التي يدفعها الحجاج ـ لهروبهم من مهمة لم يحسنوها أصلاً، ولم يرسلهم حزبهم لها في الحقيقة...
في بلاد الجبارين ـ وعلى يد سلطة دينية تقول بأن السرقة حرام ـ ارتفعت كلفة الحج أربعة أضعاف ثمنها، عما كانت عليه في زمن "الاحتلال الصهيوني العنصري البغيض".. الاحتلال الصهيوني كان كلباً وابن كلب، أما هؤلاء فكيف يمكن أن نصفهم، وهم بلحى طويلة، ويخطبون على المنابر فيدعوننا إلى الزهد، ثم يركبون سيارات مسروقة من أموال المساعدات، التي قدمتها الدول لشعب الجبارين، فيما لم يعودوا يخجلون من مظهرهم القميء هذا؟!.
ربما يتصدى لي أحد أحلاسهم المنتفعين، فيقول بأن تكلفة الحج ارتفعت!.
لكنني سأقول بأنها لم ترتفع ثلاثة أضعاف.. ربما ارتفعت خمسين بالمائة.. لقد كنا نحج في زمن "الاحتلال الصهيوني العنصري البغيض" بستمائة دينار. فدعنا نقل أنه أصبحت الآن تسعمائة. لكنها الآن أكثر من ألفي دينار، بخدمات شديدة البخل.
إن هذا الجيش اللجب من المحسوبين والأزلام والمنافقين، الذين يحجون على نفقة الحاكم، إنما هو في الحقيقة يحج على نفقتنا نحن.
إن هذا الجيش العرمرم من شبان حديثي السن انتظموا في الحزب الحاكم، يشتغلون مرشدين، إنما يحج وينفق ويحصل على مكافآت على حسابنا نحن.
إن هذه القرعة الملعونة، المنحازة إلى أعضاء المجلس التشريعي والوزراء وأزلام الوزراء، الذي يحجون كل عام ويحصلون على بدلات سفر؛ إنما تتيح لمن لا يملك أن يعطي لمن لا يستحق، أن يحج على حساب الشيوخ والنساء الذين انقضى عمرهم دون أن تتيح لهم القرعة أن يحجوا. فلعنة الله على تلك القرعة ولعنة الله على مجريها ومرسيها وضاغط زرها.
إن هذه المنح التي يقدمها الحاكم لأزلامه ـ ويقول إنها على حسابه ـ إنما هي كذبة كبرى، فالحاكم في بلادنا لاجئ مقطوع مثلي، ولا ميراث له ولا طريف، وإنما هو يستغل منصبه ليسرق أموال الحجاج، ويمنحها لأناس لا يستحقون أن يُسلكوا في سجل البشر منذ الأصل.
سؤال أخير أوجهه لشعب الجبارين:
من منكم رأى أن شيئاً من سيارات المساعدات أو أموال المساعدات ـ التي تأتي بها القوافل "الصديقة" ـ قد وصل إلى أحد من خارج الحزب الحاكم المليء بمتدينين متكرشين، استعاضوا عن الجلابيات بالبدلات من كريستيان ديور، وعن العطور الصدئة القديمة بعطور مستوردة خصيصاً من باريس؟!.
كيف أمكن لمتدين كان يعظنا في الماضي بعمر، ثم صار يعظنا الآن بالحجاج، أن يتزوج كل هذا العدد من النساء، وأن يبني كل هذا العدد من القصور!.. فمن أين له ذلك إلا من أموال المساعدات التي جاءت لشعب الجبارين؟!.
ألم أقل لكم إنكم بالفعل شعب الجبارين؟
ودليلي على ذلك أن أحداً منهم لن يكلف نفسه بتقديم كشف حساب يقول ـ على طريقة عمر ـ من أين لك هذا؟
إن كل حاج يحج على نفقة الحاكم إنما يحج بمال حرام، مسلوب بطريقة حرام. فلا قبل الله منه حجاً، ولا غفر له ذنباً، ولا أماته إلا على دين المنافقين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم. ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم". أخرجه مسلم.
اللهم هل بلغت
اللهم فاشهد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا