الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايقظ عمار الحكيم احلامنا فليقتديه الآخرون

منير حداد

2012 / 10 / 31
المجتمع المدني



وجه السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق، باعادة اعمار مدينة ميسان على نفقته الشخصية، في بادرة تمنينا قادة العراق ان يذهبوا اليها منذ يوم الاربعاء 9 نيسان 2003، لكن تأتي متاخرة خير من الا تأتي.
الدبابات تتقدم، سرفاتها تطوي المسافات.. تقضم سيادة العراق، ونحن نتألم فرحين، وفق المثل العراقي الشهير: "آه.. حيل" لأن تقدمها يعيد الضوء الى حلم آفل، في خواطر الفقراء، ليلة 8 / 9 نيسان 2003.
ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر...
ظل العراقيون، طيلة خمسة وثلاثين عاما، يرددون.. سرا وعلنا.. فليأت الشيطان الازرق، يحررنا من الطاغية صدام حسين، وجاءت قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، طهرت العراق وحررت العراقيين.
لكن الخيبة اكبر من الفرح، اذ طاش الجياع يسفحون كرامة البلد، تركتهم قوات الائتلاف يعيثون فسادا باموالهم.. حواسما.. وتناهش الساسة الجدد، القادمون على جناح السرعة، يسابقون السرفات، تهافتا على السلطة.
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة اذا جهالهم سادوا
فوضى، ارادوها خلاقة، فكانت عقيما، وجهلة سادوا فبادت البلاد.. اسياد جدد، تمنينا ان يضعوا اصابعهم على الجرح النازف يشخب دما راعفا، لكنهم ابوا ان يخطوا باتجاه الناس، انما ارتكسوا في ذواتهم، انانية وانانية وانانية، لا شهامة بعدها.. ثلاثا.
من الشهامة، ان يتوجه القادة الجدد الى تطمين احتياجات الشعب، كنوع من تطمين واثبات حسن نية، ومغايرة لنهج صدام وولديه وازلامه، الذين سخروا اقتصاد العراق لنزواتهم الشخصية وغرائزهم الشاذة في السلوك المنحرف.. والحروب جزء من الشذوذ الغرائزي المهين للفرد والمجتمع والتاريخ والجيوش...
... ما علينة...
... كان الاحرى بمن تسلموا العراق من الامريكان وهو من دون ميزانية.. معتمدا على معونات الدول المانحة اول الامر، ان يتكفل واحد منهم بكهرباء (البياع) وآخر بماء (الفلوجة) وثالث بمجاري (الثورة) وسواهم بمستشفى (الموصل) ومدارس (الناصرية) وهكذا تحسم مشاكل العراق على نفقة القادة الجدد.
لكن شيئا من هذا لم يحصل، اتجهوا للتدافع على مغانم السلطة، بل صار معظمهم مشكلة للشعب العراقي، يجبره على مقاتلة الامريكان الذين استعان بهم للخلاص من صدام تحت شعارات جوفاء يفندها الواقع.
عنوا بالسلطة واهملوا العراق الذي ادمن الاهمال عندما عني صدام بنفسه واهمل الدولة، تلك الدولة التي اسستها بريطانيا في العام 1921 وسلمتها سيادة نفسها في العام 1932 وادخلتها الامم المتحدة العام 1945، تحت هاجس (التضاد مع الشعب) فالعراق دولة ضد شعبها، الحكومة قائمة على قمع الشعب، منذ وجد شعب على ارض الرافدين وتنصبت حكومة على رأسه.
امر السيد الحكيم باعادة اعمار محافظة ميسان، ما يعيد الى ذواتنا الامل من جديد في ان يقتدي قادة العراق.. شعبيا ورسميا.. به، ويتبنى معظمهم رفع الحمل عن كاهل الدولة التي انقض ظهرها الارهاب والفساد المالي و... ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من... طعن الرماح النواهل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هو اعتراف بسرقة أموال الشعب؟
فهد ( 2012 / 10 / 31 - 00:30 )
عذرا سيدي الكريم ولكن هل يستطيع السيد عمار الحكيم التكرم وابلاغنا من اين له هذا؟؟؟


2 - اية اريحية مفاجئة هذه ؟؟؟؟؟
البدراني الموصلي ( 2012 / 11 / 10 - 20:56 )
تثير هذه المقالة المواجع في نفوس المهمومين ، وقد سبقني الاخوة في السؤال من اين لك هذا يا عمار وهو اعتراف بأنكم تنهشون بلحمنا وتمتصون من دمنا بهذا الحجم الذي لو حسبناه بتواضع لكان ارقاما فلكية لن نستطيع قراءتها
ولو افترضنا شرعية ما تملكون فكيف تسنى لكم ان تكنزوه وانتم ظل الله على ارضه . الله الذي اوضح لكم انه يمقت الذين يكنزون الذهب والفضة وان جباههم ستكوى به يوم الدين
ولماذا هذه الاريحية المفاجئة التي نزلت عليكم دفعة واحدة ولم تكن على دفعات متواصلة- والمرجعية في بيتكم لاكثر من مائة عام -فتعمروا مدارس ومستشفيات في الناصرية وملاجيء للايتام في الموصل وديالى وبيوتا واطئة الكلفة في الانبار والسماوة والبصرة .
واني لاعجب كيف تستطيعون ان تحملوا هموم هذه الاثقال ولم تتحسسوا ولو كلدغة بعوضة ما يحمله الملايين من هموم الجوع والفقر والجهل والمرض والظلم وشعور الذلة بعدم التساوي والتكافؤ في جميع مناحي الحياة التي انتم فيها والملايين فيها ايضا
اي اسلام هذا واي قادة انتم ، يوم عاشوراء على الابواب ولا اظن اننا سنجد فيه غير البكاء الزائف على الحسين الذي لم تفهموا حرفا واحدا من مبادئه وقيمه . . .


3 - واية زلفى مقيتة هذه يا سيدي منير حداد
البدراني الموصلي ( 2012 / 11 / 11 - 05:10 )
نعم لقد ايقظ عمار الحكيم في نفسي جرحا تمنيت له ان يندمل وليس حلما ورديا كما تصوره يا سيد منير فمنذ اكثر من خمسين عاما حدث اكبر شرخ على مرآة الشعب العراقي الصافية المتجانسة عندما اطلق جده محسن الحكيم - له الرحمة اذا شاء ربه ان يرحمه- صرخته التي مزقت الشعب شر ممزق ( الشيوعية كفر والحاد ) وعلى هديها استيقظت عقارب القوميين وافاعي البعثيين وذئاب الناصريين وجالت بأوصال المناضليين الحقيقين تمزيقا . من تلك الزعقة المشؤومة ابتدأ الاحتراب الداخلي والقتل والتنكيل ولم يكن الشيوعيون والمناضلون حينها سنة ولا شيعة ولاعربا ولا كردا ولا مسيحيين ولا ايزيدين بل كانوا الطليعة المثقفة الواعية التي كانت ستضع اقدام العراق على سكة التقدم والنهوض , لولا ذؤلاك المخرفون العائدون من القرن السادس للهجرة والان هؤلاء المخرفون المنتمون الى نفس ذلك القرن المنقرض .
اية زلفى مقيتة هذه التي تحاولها ياسيدي وانت رجل فيك من العدالة والحصافة ان تفهم ما يقولون وتدرك انه باطل بامتياز
انني اربؤ بمثلك ان تعمى بصيرته عن الحق بسبب غمامة من الهوى لن تنفعك بشيء , بل تسيء اليك
عذرا سيدي فقد ايقظ عمار الحكيم جراحنا ولن نقتديه .

اخر الافلام

.. مذكرات اعتقال تشمل شخصيات إسرائيلية وقادة من حماس للمحكمة ال


.. الجنائية الدولية: نسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو والسن




.. مشاهد لمغاربة يتظاهرون دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الحر


.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث




.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا