الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكراد سوريا... من دكتاتورية الأسد إلى دكتاتورية ال PYD ؟

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2012 / 11 / 1
القضية الكردية


الأيديولوجيات والأديان تصيب أصحابها في غالب الأحيان بالعمى العقلي والتعصب الشديد المريض للذات، منذ عصور التاريخ اعتقدت كل المجموعات البشرية كلا على حدة بأنها المجموعة الأفضل الوحيدة في العالم وسائر المجموعات الأخرى أدنى منها. وكنتيجة منطقية لهذه الرؤية الأحادية المتعالية لهذه المجموعات نشأت الصراعات العميانية التي تسببت للبشرية إعاقة كبيرة في طريق التقدم الإنساني.
لحسن الحظ أننا الآن نعيش في مراجل متقدمة للإنسانية ولم يعد للأديان والأيديولوجيات الشمولية والقادة المقدسين ذلك الدور كما كان في السابق، لكن يبقى دائما هناك أُناس يتعلقون بتلك الأفكار ولايمكنها الإستغناء عنها، كالأصولية الإسلامية،والأصولية المسيحية والهندوس المتشدد والنازيون الجدد والماركسيون وغيرهم، ولو أتيح المجال لهذه الفئات بالصعود إلى الحلبة لدمرت بعضها البعض،ووقعت جميعها في الجحيم.
الماركسية الأوجآلانية التي يتبناها حزب الإتحاد الديمقراطي الـ PYD الذي لايرضى أن يضيف مفردة الكردي إلى أسمه، وكأن مجرد عدم إضافة الصفة القومية يمكن أن يحرره من الشعور القومي وإيمنانهم المتعصب لقائدهم عبدالله أوج آلان الذي يقضي عقوبة المؤبد في سجن إمرالي بتركيا للأسف لايقل عن إيمان الأصوليين المسلمين بتحقيق تطبيق الشريعة الإسلامية ولا عن أغلب أهل الشيعة بعودة المهدي المنتظر (المخلص القادم) القابع في أحد الآبار القريبة من الحوزات الشيعية اينما وجدت.
.إن من أكثر ما يجلب الكوارث والنكسات على الشعوب هو حصر خلاصها بشخص أو دين او ايديولوجية والتجارب الإنسانية قديما وحديثاً في هذا المجال تكاد لاتحصى،.كما أن أخطر ما في هذه الظواهر اللاعقلانية أنها لا تتمكن من الإمتناع عن أن تفتعل الصراعات بين المجموعات الإنسانية بفعل التعصب لذاتها أي التعصب اللامعقول لصحة رؤيتها إلى الحياة وإعتقادها الراسخ بأن ما يعتقده هو الأفضل للبشرية دون حتى أن يؤمّن لنفسه أدنى درجات الخير.

النظام الأبوي الوراثي الذي كان أحد منتجات الماركيسة في كوريا الشمالية الذي يعتقد أنه أفضل نظام على وجه الكرة الأرضية، لهو أفضل مثال على ما ذهبت إليه.والرئيس الحالي الشاب حفيد الزعيم الأول الذي تسبب في إنشاء الكوريتين هو الأن ليس بمثابة إله بل هو الله بعينه في كوريا الشمالية.في عيون النظام والشعب، بالرغم من الوضع الإقتصادي السيئ للغاية..ومازال ماثلاً في أذهان الكثير منا سقوط الإتحاد السوفيتي وإنتحار الماركسية اللينينية في الساحة الحمراء في موسكو، رغم إمتلاكه قوة ذرية هائلة، لأنهم إكتشفوا أخيراً أن الشعب أي شعب لايمكن أن يقبل العبودية للأيديولوجية الماركسية والشعارات التمجدية المقرفة التي كانت تترد في العصور الموغلة جداَ في القدم، كما أنهم أكتشفوا أنه لا يمكن للشعوب أن تفطر وتتعشى على السلاح والقنابل الذرية.
ما يظهر لنا من تصرفات وأقوال الذين يهتفون لقائدهم أوج آلان ومن ضمنهم طبعاً حزب الإتحاد الديمقراطي الـPYD يدفعنا أن نشبههم جداً بالكوريين الشماليين ولاسيما رؤيتهم الإحادية في النظر إلى الأمور وإعتقادهم العظيم في وهمه بالوصاية على الشعب الكردي.وتعصبهم الشديد لشخص عبدالله أوج، ولايقل تقديسهم له عن تقديس الكوريين التعساء لزعيمهم.الحفيد المدلل الواقع في غرام مغنية فاتنة، والذي أعدم مؤخراً ضابطاً كبيراًبمدفعية هاون حتى لايبقى أثر لذلك الضابط كما زعم هذا الحفيد المدلل وجاء إعدام هذا المسؤول العسكري الكوري الشمالي نتيجة تكرار سكره وتعاطيه المشروبات الروحية أثناء فترة الحداد حزناً على الزعيم الراحل كيم جونغ إيل نجل كيم إيل سونغ ووالد الرئيس الحالي فتصور عزيزتي القارئة وعزيزي القارىء بإية قنبلة كان سيعاقب هذا الضابط لو أنه احتسى الخمر وسكر فرحاً على رحيل الزعيم.
اريد أن يعرف حزب الإتحاد الديمقراطي الـ PYD أن تجاهل القوى الشبابية والأحزاب الكردية...والمراهنة على الكلاشينكوف بالتسلط على رقاب الشعب الكردي في سوريا لهو رهان خاطئ جدا في أحسن الأحوال،(حتى وإن تمكن الحزب المذكور من قهر الأكراد وفرض تسلطه مؤقتاً)لأسباب عديدة جداً، اهمها أن القوة المدمرة أكثر ما تضر تضر صاحبها أولاً، ثم أن المسألة الكردية عموماً لايمكن إطلاقاً حلها بالعنف والقتال، والدليل على ذلك فشل جميع الثورات الكردية في تحقيق أهدافها بالقوة المسلحة،بما في ذلك آخر ثورتين،اعني ثورة البارزاني الأب وثورة عبدالله أوج آلان، لأن طبيعة المشكلة الكردية وإستعمار الأرض الكردية من عدة دول محيطة بالكرد تحتم عدم إمكانية الحل بالقوة المسلحة،.وكردستان هي بمثابة مستعمرة دولية كما وصفها أحد المفكرين الترك،لذلك لايمكن حل مسألة الكورد في إي جزء من أجزاء كردستان دون مساعدة وتأييد دولي واضح وقوي.
إن وجود بعض القوى الإسلامية الظلامية في الثورة السورية كان أمراً متوقعاً،لذلك على القوى الكردية ان لاتتعامل معها على أساس الفعل ورد الفعل، لأن ذلك لن يخدم مستقبل الكرد السوريين، وثمة ملاحظة صغيرة لابد من ذكرها وهي عدم إطلاق الأقوال والتصاريح النارية والعدائية الجوفاء ضد تركيا جذافاً، وإفتراض فرضيات لداعي لها،كأن تتحول كردستان سوريا إلى مستنقع للجيش التركي إذا ما حاول هذا الأخير تجاوز الحدود السورية وإنشاء منطقة آمنة،هنا يظهر وكأن حزب الإتحاد الديمقراطي الـ PYD هو الناطق الرسمي باسم النظام الفاشي القاتل ،وكأنه كذلك مع استمرار هذا النظام القبيح في قتل السوريين، وفي هذا شيئاً كثيراً من الغباء.

لاشك في أن ضمن هذا الحزب الكثير من الكرد العقلاء ولا أستبعد صالح مسلم من هذه الفئة،ولذلك لا أتشاءم كثيراً بخصوص الأيام القادمة،والتي ستقرر مصير الكرد في سوريا.،وهم يدركون جيداً أن في وحدة القوى الكردية السورية الآن أهمية إستثنائية قصوى في تقرير ذلك المصير،واحب أن أنوه على عدم التركيز على التسميات والإختلاف حولها،وإنما التركيز على المضامين،فحق تقرير المصير حق مقدس لكل الشعوب لاخلاف على ذلك،لكن يجب إدراك ودراسة الظروف المحلية والإقليمية الدولية جيداً،لكي تكون النتائج صائبة وصحيحة.
لكن قبل هذا وذاك على الإتحاد الديمقراطي الـ PYD أن يكف عن الأعمال العدائية ضد شعبه،ويفرج عن أي معتقل كردي عنده،فأعماله الإجرامية بحق بعض المثقفين الكرد، في الحاضر كما في الماضي مازالت في الأذهان، وعليه أن لاينطق باسم الشعب الكردي ويفرص عليه نفسه بالقوة والإكراه والأفعال البشعة،وأن يتوقف عن أعمال الزعرنة،والأفعال الطائشة،التي ستؤدي إلى أستجلاب الحقد والكره أكثر فأكثر على هذا الحزب الذي بالأصل ينبذه غالبية الشعب الكردي.
إن حمل السلاح من اسهل الأشياء،لكن عواقبه من أرزلها،وإذا إعتقد بعض الزعران في هذا الحزب انهم يستطيعون إخضاع الشعب لسطوتهم وزعرنتهم طويلاً،فهم مخطئون جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح