الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأيمان والمؤمنون

مالوم ابو رغيف

2012 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



هو مؤمن لان منهجه الايمان، والايمان هو التصديق والتسليم الكامل دون ادنى شك بصحة ما أومن به، لذلك يقولون بـ الايمان الاعمى، والاعمى هي صفة المؤمن وليس صفة الايمان، صفة لعقل المؤمن وليس لعيناه، فاعمى العين وان لا يمكنه البصر، الا انه يشك ويفكر ويحلل ويركب ويستنبط، اما اعمى العقل، اي المؤمن، فانه وان استطاع البصر بعينيه الا ان عقله حجارة صلدة، لا تعي ولا تبصر.
المؤمن يسره عمى البصيرة، اذ ان البصيرة، وهي رؤية الصحيح في متاهات الشكوك وتشابك الافكار، تعني البحث والتحليل، والبحث متعب ذهنيا ومؤلم عاطفيا وقد يجرانه، رغم انفه، الى استخدام العقل والتفكير فيقودانه الى جهنم التي ابدع الله في صنعها لتعذيب جسد الانسان على ابداعات عقله.

الايمان مثله مثل الوضوء له مبطلات ايضا، فالسؤال عن ذات الله وعن من خلقه وعن انبيائه ورسله وعن الكون ، كلها من اعظم مبطلات الايمان، الهاجس الواحد منها يوجب استغفارا ابديا، فالهواجس ليس الا تساؤلات تبحث عن اجوبة، والايمان لا يطرح الاسئلة، فهو المطلق لكل القناعات. الايمان هو اللا- سؤال- اللا-جواب.
لذلك اعتبر اهل الايمان بان المفكرين والفلاسفة هم زنادقة وهراطقة فطاردوهم وقتلوهم واحرقوا كتبهم وكانوا لهم دائما بالمرصاد.

.
المؤمن الصادق يتمنى في قرارة نفسه ان يعمي الله عيناه حتى لا يرى من المباهج او النساء ما يهيجه، وان يميت حواسه وغرائزه فهي القنوات التي يصل عبرها الشياطين باسلحتها، المؤمن يتمنى لو اصابه الله بالعنة حتى لا يزني، ويشله ويقعده حتى لا تقوده قدماه الى المعاصي وان يخرسه حتى لا ينطق لسانه بما نهى الله عنه. فايوب ذلك النبي الاجرب المتقيح الذي عافه حتى الذباب هو قدوة المؤمن وهدفه.
المؤمن الصادق لا يحب ولا يعشق، وميله الى النساء تفرضه الغريزة وليس العاطفة، الجنس عنده اشباع غريزة، غريزة غير مثقفة، غير متحضرة.

واذا قلنا عن المؤمن الصادق، فهل هناك مؤمن كاذب.؟
المؤمن الكاذب هو ذلك الذي يحاول تبرير موافقه وقناعاته ويستخدم كافة اشكال المعرفة الانسانية، العلمية او الخرافية مثل تلك التي تقول بوجود الارواح والاشباح، في تاكيد صحة اعتقاداته. فالايمان لا يفترض البراهين ولا يتطلب الاثباتات، لكن المؤمن الكاذب، وهو يعيش في تناقض معرفي، يسعى الى اقناع نفسه قبل ان يقنع الاخرين بصحة ما لا يصح..

من صفات الايمان الجهل، والجهل نعمة الله على عبادة المغفلين الذين ان اصابهم مرض او حلت بهم كارثة نظروا الى السماء الزرقاء، حيث يسكن الرب كما يعتقدون وقالوا حمدا لله. فان تحسرالمؤمن او تضايق او حزن لبلاء اصابه او مكروه حل به، اعاب عليه الجمهور ذلك وقالوا بان يكف عن الشكوى فهو رجل مؤمن.

الجهل في حالة المؤمن اندفاع ورغبة ذاتية، فاذا كان غير المؤمن يتوق ويتشوق للتعلم والتثقيف ويسعى الى زيادة معارفه ليواكب التقدم والتطور ويرعى في حدائق المعرفة والعلم ليكون عضوا نافعا في المجتمع، فأن المؤمن يبذل جهودا جبارة لكي يغسل عقله من اي معلومة نافعة قد تكون علقت في تلافيف دماغة عرضا او صدفة او عن طريق الاعادة والتكرار، لن يرتاح او يهنئ له بال حتى يجد من يطردها له، فالشك هو الابتلاء الكبير الذي يصيب عقل المؤمن، الشك ان اصاب المؤمن سيظل ينهش فيه ويعذبه الى درجة الخبال.
اعرف احدا، وقد كان قريبا لي، لاحظته يوما وهو لا يكف عن الركوع ولا عن السجود المستمر لاكثر من ساعة، عندما فرغ سألته اذ ما كان يصلي لموتاه او ليؤدي فروضا قد نساها!!
قال لي لا هذا ولا ذك، انه واثناء تأديته الصلاة، اذ يحمد الله بلسانه، يشتم الله ورسوله بقلبه، لذلك يضطر الى اعادة الصلاة فلعل قلبه يوافق لسانه ويكف ان انزال الاهانة بالاله وبالرسل، لكنه، وكلما كرر الصلاة يزيد قلبه اصرار على الشتم والتحقير. هو ليس حالة فريدة، اذ انه عندما استرسل بحديثه، أخبرني عن مصدر هذه اللعنة التي حلت به، قال، ان صديقا قد قاطعه الان، اخبره انه عندما يصلي، يلعن الاله والانبياء جميعا في داخل قلبه، لذلك قرر التوقف عن اداء الصلاة حتى لا تكون سببا للكفر.
قلت له ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر!! لم يجد جوابا غير الامتعاض.

المؤمن يصر على ان كل جديد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. البدعة لا تقتصر على تحريم التجديد في شكليات العبادة والآداب الدينية، بل تعدت ذلك، واصبحت مثل مقص الرقيب تمنع اي جديد.

المؤمن وان يرى الاحداث ويستخدم نفس الكلمات التي ينطقها ويراها الانسان الطبيعي، لكن التفسير والمعنى يختلفان بين العقلين، عقل المؤمن وعقل الانسان الطبيعي.
عمر بن الخطاب وقد ادرك عن طريق الملاحظة وليس عن طريق التفكير، بان الحجر الاسود ليس الا حجرا مثل بقية الحجارة لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، فهو مثل الاصنام الجميلة التي كفروا من يسجد لها، لكنه، اي عمر، استمر في تقبيل الحجر قائلا:
والله ‏ ‏لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقبلك ما قبلتك.
اما كان الاجدر بعمر ان يعيب على رسول الله تقبليه حجرا لا يملك ضرا ولا نفعا، اما كان الاجدر بعمر بن الخطاب ان يلاحظ انعدام الفرق بين السجود لصنم جميل والسجود لحجر قبيح اصم؟.
لكن منهج الادراك والتفسير عند عمر او عند اي مؤمن آخر هو منهج ايماني ديني يستند على قناعات منتهية، لا ترى من الاحداث والمجريات الا اقدارا ربانية ونصيب مكتوب واوامر ملزمة التنفيذ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤمنون انواع
عبد الله المهدي ( 2012 / 11 / 3 - 06:22 )
منهم المؤمن المسلم والمؤمن المسيحي والمؤمن الماركسي
المؤمن المسلم لديه فردوس الحور والارائك وانهار الخمر والعسل
والمؤمن الماركسي لديه فردوس الشيوعيه التي بلادوله والتي يغترف فيها الجميع
كل حسب حاجته
المؤمن المسلم اكثر تواضعا لانه يحيل تصوراته الى قوه مطلقه وعالم اخر
والمؤمن الماركسي يستمد تصوراته من كتب تم وضعها منذ قرنين من الزمان
ويثبت الواقع كل يوم طوباويتها واصحابها انفسهم لم يزعموا ابدا امتلاكهم لحقائق
مطلقه ولكن اتباعهم من المؤمنين يصرون علي انها الحقيقه المطلقه
فعجبا لمن يري القشه في عين الاخرين ولايري ا لخشبه في عينه


2 - السيد عبد الله مهدي: الايمان والجهل
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 3 - 14:37 )
السيد المهدي
هل رأيت اليهود وهم يضربون جباههم على حائط الندبة اسفا وتضرعا؟
هل رأيتهم وهم يقرأون التلمود بخشوع وضياع كامل في نشوة ايمانية فريدة؟
هل رأيت المسلمين وهم يدورون حول الكعبة او عندما يرمون الحصى على الاعمدة الحجرية بحماس متناهي لاستعراض طاعتهم لله وبغضهم للشيطان؟
او عندما يصلون خمس مرات وكان ليس لله شغل ولا عمل الا حساب ركعات المصلين ومراقبة افعال الناس.ـ
لا احد يسأل لماذا نضرب رؤوسنا بالحائط ولا لماذا ندور حول الكعبة ولا لماذا نصلي خمس مرات!ـ
المؤمن قد لا يكون طامعا بحور العين ولا بقصور الجنة، فهو ليس نتاج طمع او طموح، ان المؤمن هو نتاج الجهل، الجهل والايمان يتناسبان طرديا، اذا رجحت كفة الايمان رجحت كفة الجهل وان رجحت كفة الجهل ازداد الايمان قوة وضراوة.ـ
والجهل لا يعني التخلف الصناعي والزراعي او الحضاري، انما التخلف الاجتماعي
ففي دول الخليج، ورغم تطور العمران ودخول الالكترونيات والالات الحديثة، ينتشر الجهل ويزداد عدد الؤمنين، يمكنك القول بوجود تنقاض كبير بين العمران وتخلف الاذهان.ـ
هل تستطيع تفسير اقتناع المؤمنين بالطب النبوي او الرقية بالقرآن لمعالجة الامراض؟
يتبع


3 - السيد عبد الله مهدي: الايمان والماركسية
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 3 - 15:06 )
الطب النبوي او الرقية بالقرآن خداع وكذب واضح، فالنبي لم يكن طبيبا والقرآن ليس قاموسا للادوية .ـ
لكن المؤمنين مقتنعون كليا بهذا الخداع حتى وهم يلمسون عدم فائدته.ـ
في سبعينيات القرن المنصرم ظهر ما يسمى بالامام الجديد، واشيع بانه يشفي العمى والبرص والصرع والخبال، لم يبقى مريض لم يذهب اليه، قال لي صديق ان امه ذهبت لرؤية امرأة عادت للتو من الامام الجديد الذي اعاد البصر الى عينها العوراء، وقد اقام الاهل حفلا بمناسبة شفاء العين. عند رجوع الام من الحفل قالت بان العين بقت على حالها، عوراء كما كانت، لكن المرأة تقول انها عينها اصبحت سليمة مبصرة ـ
هل الايمان بالماركسية، ان صح قولك، ينتج مثل هذا التخلف العقلي؟
هل ترى الماركسيون يضربون على صدورهم او يضربون جباههم بالحيطان او يدورون حول حجر.؟
الايمان بالماركسية يعني القناعة بصحة منطلقاتها النظرية ومنهجها في التحليل فقط، لكن لا احد يقول بانها جامدة لا تتطور
اذ ان الايمان هو الجمود النهائي، بينما الماركسية متطورة متجددة يضاف اليها ويحذف منهاـ
الماركسية تنفي الحقيقة المطلقة فكيف لاصحابها او الذي يتبنونها فكريا نعتها بما تنفيه؟


4 - الحال من بعضه
عبد الله المهدي ( 2012 / 11 / 3 - 15:15 )
هل زار الاستاذ مالوم موسكو قبل حكم جورباتشوف وراي ضريح لينين في الميدان
الاحمر وجسده محنطا والزوار يقفون في طوابير لالقاء نظره عليه
هل هذا المسلك يختلف نوعيا عما اشرت اليه من سلوكيات المتدينيين وان اختلف في الدرجه
ماذا يقول الكاتب في عباده الفرد التي كانت المال الطبيعي لاغلب الايديولوجيات
المغلقه
هل نذكره عما كان يقوله الماركسيون العرب عن ستالين قبل وفاته ثم تغير اغلبهم
180درجه بعد رحيله
هل نذكره بفرض نظريات محدده في العلوم وتحديدا البيولوجيا لمجرد اتفاقها مع
الماديه الجدليه وكان ذلك بتوجيهات من الحزب الشيوعي السوفيتي
اين العقلانيه والعلمانيه في كل هذا
هل نذكره بالوصف الذي اطلقه الماركسيون الارثوذكس علي كاوتسكي
لقد وصفوه بالمرتد بكل مالهذا الوصف من ايحاءات رديئه يستخدمها غلاه المتعصبين الاسلاميين
مارايه في محاصره الابداع الادبي والفني بمنهج الواقعيه الاشتراكيه
ثم يؤاخذ بعضهم الان الاسلاميين بحجه الاعتداء علي حريه الابداع
الحال من بعضه واصحاب الايديولوجيات في الهم سواء


5 - السيد عبد الله مهدي: وقائع صحيحة ودلالات خاطئة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 3 - 16:09 )
السيد عبد الله المهدي المحترم
كل الوقائع التي شملتها مشاركتك هي صحيحة، لكن هذه الاجراءات والوقائع ليس نتاج لتخلف اجتماعي وليس اعمالا طوعية مختارة، انها فروض واوامر ملزمة التنفيذ. قوامها وطابعها وتنفيذها حزبي ـ حكومي المنشأ سلطوي النزعة. هي ليس نتاج لمجتمع ماركسي، بل نتاج للسلطة.ـ
كما انها ليست الفريدة من نوعها في العالم، فالولايات المتحدة الامريكية، كانت تفرض القوانين العنصرية بينما لمكارثية حاربت كل من له علاقة بالماركسية انتماء اوميولا اوتعاطفا حتى لو وكان وجدانيا، حاربت كبار الادباء والفنانين ومنعتهم من اي نشاط لمجرد اشاعة بالتعاطف مع الاتحاد السوفيتي او بالميول اليسارية
،لكننا لا نستطيع القول انها اعمال ايمانية
الايمان هو عمل ذاتي، طوعي نتاج لعلاقات التخلف الاجتماعي والتربية الدينية ومفاهيمها التي تكرس الخوف والقدر والقدرة الالهية وتؤكد ضئالة الانسان وضعفه امام الاقدارـ
الشيوعيون العرب الا القلة الضئيلة مثل مهدي عامل مثلا الذين وصلوا الى الابداع والتنظير، اما الغالبية العظمى فقد كانوا مقلدين، تسوقهم العاطفة وروح التحدي للالتحاق بالاحزاب، الماركسية عندهم عاطفة اكثر مما هي نظرية


6 - مساهمة قيمة
حسين علوان حسين ( 2012 / 11 / 3 - 16:58 )
الإستاذ الفاضل مالوم أبو رغيف الورد
مقالكم قيم و يصيب كبد الحقيقة . الإيمان أعمى و الشك علم .
من هو الماركسي ؟ إنه من يرفض كل إستغلال و يشك بكل شيء حتى ينير له الشك و البحث العلمي الخيط الإبيض من غيره
من يدعي الماركسية و يقبل أن يُزق الفكر كزق العجول المربوطة دون شك و مراجعة و تمحيص للوصول إلى اليقين و لا يتمرد على الدوغماتية ليس بماركسي في شئء .
و لذلك نجد أن الماركسيين هم أول من يفضح الظلم و الزيف و التخلف و الإستغلال و التسلط حتى و لو كان مصدره من يدعي الماركسية أو يتاجر بها . الماركسية ليست ديناً ، بل هي دليل عمل . قد يوجد هناك من القاصرين فكرياً ممن يتوهمون في أنفسهم الماركسية و يقدسون ماركس و انجلز و لينين وغيره ؛ أولئك هم الحمير و الببغاوات التي يضحك عليها ماركس و انجلز ولينين ، و هم يسيئون للماركسية و للحركة الإشتراكية ، و يخدمون أعداءها .
شكري و تقديري لكم أخي العزيز .


7 - الاخ حسين علوان حسين: الماركسية والتنظيم الحزبي
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 3 - 20:42 )
الاخ العزيز حسين علوان المحترم

احترامي ومحبتي
اتفق معك تماما بان الماركسية ليس نصوص للحفظ وليس اقوال نبوية نرجع اليها بين الحين والاخر لنثبت صحة اعتقاداتنا، كما ان الماركسية ليست اديلوجيا او مسلمات فكرية منتهية، انها منهج للعمل السياسي والاقتصادي والانساني.ـ
ان الماركسي الحقيقي ليس هو الحافظ للنصوص، بل هو المبدع في فهمها وفي توسيع افقها وفي الاضافة عليها، فلو كانت الماركسية ما قال ماركس فقط، لرأيتها الان، كحال الفلسفات والنظريات الاقتصادية الاخرى مركونة في ارشيف التاريخ وليست كما هي حيوية متجددة، انسانية الطابع اممية الوجود ـ
اعتقد ان هناك من يخلط بين العمل والافكار الحزبية وبين الفكر الماركسي الخلاق، فالكثير من المنتمين للاحزاب الشيوعية، يعملون وفق المنهج السياسي للحزب وليس المنهج الفكري الماركسي، هذا التناقض بين ما تقتضيه السياسة وعلاقاتها وتطبيقاتها وبين الفكر ومنهجه وتحليلاته ولوازمه يعطي الانطباع، ان اخطأ الاحزاب، بفشل الماركسية او بخطلها وبطلان تحليلاتها.ـ
اعتقد ان العمل الحزبي الشيوعي بالتنظيم الحديدي الذي نعرفه هو نتاج لينيني، ، المشكلة كانت بتطبيق هذا التنظيم على المجتمع


8 - الإيمان
نعيم إيليا ( 2012 / 11 / 3 - 21:18 )
تبادر إلى ذهني بعد قراءة مقالتك الرصينة هذه، السؤال التالي:
لماذا يؤمن الإنسان؟
وهو سؤال كان ألح على ذهني زماناً، ولم يفتر إلا بعد أن خلت أنني عثرت على جواب له. وقد دونت الجواب، من دون شرح وإيضاح، في خاطرة لي انهمكتْ في البحث عن غاية الإنسان من الوجود
ترى هل أجد عندك جواباً نظيراً لجوابي؟
تحياتي لك ولصديقنا الدكتور الأديب حسين علوان حسين، وقد أراه هنا مالت به عاطفته الماركسية بعض الميل
وقد أرى نظرات السيد عبد الله المهدي في الشيوعية واقعية بعيدة عن الخيال
ولا غرو في ذلك! فالشيوعية عقيدة وهي مثل جميع العقائد لها مسلماتها. وإنكار هذه المسلمات يحيلها عن وجهها الحقيقي إلى وجه آخر ليس لها
فالعدل الاجتماعي فيها من المسلمات
والرغد فيها من المسلمات
وتكافؤ الفرص فيها من المسلمات
وزوال الاستغلال فيها من المسلمات
والمسلمات هذه قيم مطلقة، ولا بد أن تكون مطلقة. فالعدل لا يصح أن يكون عدلاً إلا إذا كان كلياً شاملاً ثابتاً مطلقاً؟
فلا يصح مثلاً أن نعدل في مكان وزمان، وألا نعدل في مكان وزمان؟
ولا يصح أن نعدل مع زيد، ونظلم عبيداً؟
وأسأل:
إذا لم تكن الشيوعية عقيدة، فلماذا يضحي الناس بأرواحهم في سبيلها؟


9 - النهج الماركسي غير برئ من النزعه الايمانيه
عبد الله المهدي ( 2012 / 11 / 3 - 21:55 )
الحتميه التاريخيه كما تصورتها الماركسيه تعبر عن نزعه ايمانيه دفينه
نهايه التاريخ بسياده الشيوعيه التي تختفي فيها الصراعات بين البشر وتسود الوفره الي حد اضمحلال جهاز الدوله نفسه فكره ايمانيه بامتياز
لقد ساد يقين لدي الماركسيين بان الضروره التاريخيه تقف في صفهم وتلك نزعه ايمانيه بامتياز
كل من يختلف مع الماركسيين يتم نعته بالبرجوازيه والعداء للطبقه العامله
وعلي نهج الاسلاميين بتحويل العالم لفسطاط الايمان وفسطاط الكفر حول الماركسيون العالم الي فسطاط الطبقه العامله واحزابها وفسطاط البرجوازيه
وقواهاالسياسيه وكان كل من ليس هو ماركسي يقف في صف الاستغلال بالضروره وهو من اعداء الطبقه العامله بالضروره
الطبقه العامله عند الماركسيين تحولت الي طبقه رسوليه ستقود الانسانيه الي فردوسها الاصلي
عندما تحررت الشيوعيه الاوربيه من النزعه الايمانيه واستبعدت مقولات ديكتاتوريه
البروليتاريا اضمحلت الاحزاب الاوربيه نفسها وقارن بين حجم من تبقي منها الان
بما كان الوضع عليه في قبل 40 عاما
الحزب الفرنسي اعتبر جارودي (مرتدا) بسبب كتابه منعطف الاشتراكيه الكبير
ثم تبني مقولاته بعدها-هومازق الايمان


10 - الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 11 / 4 - 08:42 )
تحياتي الطيبة لشخصك النبيل
أستاذ مالوم : ما رأي حضرتك برجل يتمتع بحسن الخلقة إلى حد كبير ، ينحدر من عائلة على مستوى عال من الغنى ، ترك الدنيا بحالها و انتسب منذ بدء شبابه للسلك الكهنوتي ، يفني نفسه دراسة وعلماً ، إنه مثال لرجل دين يقوم بواجباته تجاه المجتمع بعقله المثقف الواعي، ثم نراه يتفانى محبة بالله وعقيدته. كيف تفسر حالة مثل هذا الإنسان ؟ كيف يوفق بين العلم والدين ؟ وكيف نراه يوفق في شخصيته الشقين: الديني والمدني
أرجو أن أسمع رأيك ، وشكراً لك


11 - العلم والايمان
حكيم فارس ( 2012 / 11 / 4 - 12:30 )
تحية للكاتب الكبير الاستاذ مالوم ابو رغيف المحترم
اتفق تماما معك بان الايمان يصيب صاحبه بالعمى الفكري ويشل دماغة عن النشاط الفكري
وفيما يخص ما ذكرت الست ليندا حول التوفيق بين الايمان والعلم
المؤمن يكون واقع تحت تأثير مغالطة كبرى وهي
ان العلم يكشف الكثير من الامور المعقدة والمدهشة وعندها يخر المومن ساجدا لعظمة الله ويستنتج مباشرة صحة دينه لان تحدث عن قدرات الله الغير محدودة ولكن يتناسى الكثير مما ورد في نصوصه الدينية المخالفة للحقائق العلمية حتى اصبحت هذه المسألة مشكلة في الفكر الديني
لذلك نراهم يؤولون الكلام ويحاولون تقديم تفاسير تكون متلائمة مع العلم ليقنعوا انفسهم والناس بصحة ما يؤمنون
تحياتي


12 - الزميل نعيم ايليا المحترم: الاصل عدم الايمان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 13:06 )
الزميل العزيز نعيم
انا اعتقد ان اداة الاستفهام لماذا يجب ان تستبدل بكيف ليصبح السؤال كيف يؤمن الانسان ـ
اذ يفهم من اداة السؤال {لماذا} بأن الايمان بديهية او انه هو الاصل والقاعدة وعدم الايمان هو الشاذ والطارئ، بينما العكس هو الصحيح، الايمان هو الشذوذ عن الاصل وعن القاعدة، فالمؤمن شاذ عقليا غير متكامل فكريا، او انه انهى رحلة الاستكشاف والاستطلاع العقلي وجلس على ارائك الجهل مكتفيا بما لديه قانعا او مقتنعا بالنهاية مهما كانت سعيدة او غير سعيدة. الم يلفت نظرك ان اكثر المؤمنين هم من كبار السن؟
الم يلفت انظرك ان كل المؤمنين قد انطفأت عندهم جذوة الثورة والتمرد؟
واذا كان لكل قاعدة شواذ، فان الشباب المؤمن هو الشاذ عن الاصل الذي هو رفض الايمان ـ
واضيف بان الايمان ليس هو طبع الفطرة، الفطرة هي اللا ايمان، فعندما يولد الانسان، وفي فترة الطفولة الى سني المراهقة، لا يعرف ما جوهر الاله ولا ثقل الفرائض الدينية، هو حتى يتسائل في عمر ما عن من خلق الاله!ـ
لا يوجد انسان في العالم لم يطرح هذا التسائل المعرفي في طفولته، الذي لم يعترضه هذا التسائل هو فقط من يعاني من مرض عقلي او ضعف في قدرات التفكير
يتب


13 - الزميل نعيم ايليا: مراحل الايمان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 13:48 )
الايمان ترويض واكتساب، وليس طبيعة ذاتية، فلو كان الايمان نتاج عقل ذاتي، لاختلف تصور الاله باختلاف الذوات والعقول ، بل لاختلفت المواقف عند هذا المؤمن او ذاك ولما جمعهم مكان واحد يعبدون نفس الاله الذي لا يحترمهم ويقول انه انزلهم الى اسفل السافلين
ان خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين{ قرآن كريم}ـ
او الذي عاقبهم بالتشتت والضياع ولا زالوا يضربون جباههم في الحائط تكفيرا عن ذنب لم يتركبوه ولا يعرفون ان رضى الاله عنهم او لم يرض؟
اتسائل موجها السؤال لك هل تعتقد ان هذه صفة العقل الكامل؟
اتسائل:
هل تعتقد ان انشتاين كان يهوديا بنفس المعنى الذي يفتخر به من يضرب راسه بالحائط ويقول انه كان منا؟
الايمان يتم على مرحلتين
الاولى هي غسل الدماغ وترويض العقل واخلاءه من اي تمرد او ثورة على الواقع المزري او على الاخطاء
حشو العقل بصور العذاب والعقاب والعواقب الوخيمة التي تتسجد في الذات الانسانية وكانها حقيقة واقعة وليس مجرد خيال، قالت لي احدى الفتيات في السابعة عشرة من عمرها: انها حزينة علي لانها تعرف ان مصيري سيكون العذاب الابدي في جهنم.ـ
يتبع


14 - الزميل نعيم ايليا: العقيدة والنظرية والفرق بينهما
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 14:08 )
هذه الفتاة الطيبة، مثلها مثل كل المؤمنين، تبصر العواقب الوخيمة، الخوف والرعب والهلع لكنها لا تبصر اماكنية ان يكون كل هذا الهول المخيف الذي تراه هو مجرد زيف لا يؤكده علم ولا يسنده واقع ولم تثبته تجربة
الخوف يا عزيزي نعيم، هو مسبب كل حماقات الايمان.. لا بد وانك قد شاهدت احد افلام الرعب والهلع السينمائي، ومع اننا نعرف ان كل هذا الذي نراه هو مجرد خيال لكننا نخاف ونهلع وتخفق قلوبنا لمشاهده المرعبة وكاننا نعيش الاحداث، البعض يفضل ان لا يرى مثل هذه الافلام، الاخر يشاهدها نهارا لكنه يمتنع كليا عن مشاهدتها ليلا.. فما بالك بمشاهد الرعب الالهي الذي ابدع القرآن في تجسديها والتي لا تفارق خيال المؤمن؟
اعتقد انك ايها الزميل تقع في خلط بين العقيدة والنظرية
العقيدة لا يمكن ان تكون الا دينية
بينما النظرية لا يمكن ان تكون الا انسانية
ا العقيدة غير مسببة، لا تتطلب افتراض ولا برهان ولا اثبات
بينما النظرية تتطلب كل ذلك
النظرية رؤية انسانية، منسوبة الى الانسان فهو من خلقها وهو من يبرهن على صحتها وهو من يطبقها
بينما العقيدة الهية المصدر مفروضة على الانسان ملزمة لتفادي العذاب الالهي
يتبع


15 - الزميل نعيم ايليا: الفرق بين المسلمات والاهداف
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 14:31 )
الماركسية نظرية، لك ان تقول بصحتها ولك ان تنفي دون ان تترتب على ذلك عواقب وخيمة لنفيك او جائزة كبرى لقولك بصحتها.. الماركسية ثقافة واعية، الوعي ومقدرة لانسان على الاستيعاب والفهم يحددان قدر الفائدة من معرفتها على الصعيد الشخصي والاجتماعي والعلمي بينما الايمان يفصل بين العقاب والثواب
كما انك تخلط بين الاهداف والمسلمات
المسلمة تعني حالة ان يلقي العقل باسلحته ويركن الى الهدوء والاستقرار لانه اهتدى الى الحقيقة، فلا صراع ولا نضال ولا جدال.ـ
اما الاهداف فهي تلك التي يحاول الانسان الوصول اليها عن طريق الكفاح والنضال المعرفي والعقلي او الصراع
اقامة مجتمع خالي من استغلال الانسان لاخيه الانسان هو هدف انساني يحاول الوصول اليه يتطلب التضحيات والكفاح وهو يعج بالتنقضات والفشل والنجاح
المسلمة دينية الزي والمظهر
والهدف مدني طبقي الزي والشكل

الماركسية هي النظرية التي قالت بوجوب انهاء الطبقات واقامة المجتمع الخالي من الاستغلال
والحزب الشيوعي، معني بتنظمم الطبقة العالمة والثورين للكفاح من اجل تحقيق هذا المجتمع
لذلك ما يقال عن الاحزاب لا ينبغي لصقه بالماركسية
تحياتي


16 - السيد عبد الله مهدي: ضبابية تعريف الايمان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 15:25 )
السيد عبد الله المهدي المحترم
قولك، بان الحتمية التاريحية او الصراع الطبقي او طليعية الطبقة العاملة، افكار ايمانية، يدل على ان هناك ضبابية واضحة في فهمك لتعريف الايمان ـ
فالايمان ليس هو الفكرة، الايمان هو الشكل الذهني لتقبلها، لايمان هو اسلوب الانسان المؤمن للتعامل مع اوتقبل الالهيات والنبويات والمقدسات، هو عدم الجرأة على البحث في كينونتها. هو شكل وجوهر تطبيق المسلمة على الانسان ثم فرضها على الواقع دون مناقشة لا قبل ولا بعد.ـ
ومن هنا يصبح كل ما اتهمت الماركسية به غير صحيح
اذ ان الماركسية انتاج عقلي محظ لا تفترض شكلا لتقبلها او لتبنيهاـ
اما عن فسطاط الطبقة العاملة وفسطاط البرجوازية فانت على خطأ كبير
اولا لأن النظرية الماركسية، وان كانت متحزبة للطبقة العاملة، الا ان كل الاضافات والدراسات والتطورات التي حصلت عليها، اتت من خارج الطبقة العاملة، تحديدا من الطبقة البرجوزاية
كما ان غالبية اعضاء الاحزاب الشيوعية او الماركسيين في العالم هم من البرجوازية الصغيرة، او ما يسمى الطبقة الوسطى
الطبقة الوسطى هي طبقة المبدعين والفنايين والمفكرين والمثقفين، واغلب هؤلاء ماركسيين او ذو ميول يسارية
تحياتي


17 - الزميلة ليندا كبرييل: الام ترييزا
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 15:49 )
الزميلة العزيزة ليند كبرييل
انت تتحديثين عن حالة انسانية راقية، وهي ليست حالة فريدة او حالة شاذة من نوعها عند المسيحيين، خذي الام ترييزا، تلك الانسانة الرائعة التي كرست حياتها الى اخر لحظة لمساعدة المرضى وقررت البقاء في الهند ونزعت ثياب الكهنوت وارتدت الساري الهندي، ومع كل هذا الحب للانسانية وتكريس الحياة لخدمتها فانها وخلال حياتها لم تكن تخلو من الشك
اقرأي ايتها الزميلة العزيزة الأسى والشجى في روحها الرائعة عندما يعذبها الشك فتجد كل الخسارة في الضياع :ـ

Where is my faith? Even deep down there is nothing but emptiness and darkness ... If there be God—please forgive me. When I try to raise my thoughts to Heaven, there is such convicting emptiness that those very thoughts return like sharp knives and hurt my very soul ... How painful is this unknown pain—I have no Faith. Repulsed, empty, no faith, no love, no zeal, ... What do I labor for? If there be no God, there can be no soul. If there be no soul then, Jesus, You also are not true.
هنا احب ان اشير الى فارق كبير بين الديانات


18 - الزميلة ليندا كبرييل المحترمة: الدين وشكل الايمان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 16:20 )
قلت ان اشير الى الفارق بين الديانات الثلاث
اليهودية والاسلام لا توجد فيهما ملامح انسانية، هاتان الديانتان تكرسان الطاعة من خلال الطقوس التعبدية، بينما الديانة المسيحية، وان كانت لا تخلوا من الطقوس ، وخاصة الكنيسة الارثدوكسية، الا ان المساعدة والعلاقات الانسانية وخاصة ما تركه المسيح من ارث انساني من خلال تحمل الالم والظلم الذي حل به، هم جوهر اطاعة الرب وشكل الايمان ـ
المثال الذي اعطيتيه هو دليل على ان ما يفعله هذا الرجل الذي ترك الثروة والوجاهة وكرس نفسه لخدمة الناس، انما يعبر عن ايمانه وفق ما تفترضه تعاليم الدين المسيحي ـ
لكن نفس هذا الانسان النبيل لو واجهتيه بحقيقة علمية تنفي وجود الرب، فان قوة الايمان عنده تجعله يغمض عيناه عن رؤية الحقيقة
في مقالك حول نقد الزميل وليد كتبت، اتهم الفاتيكان القائلين بـ لاهوت التحرير بالماركسية وانزل القساوسة الذين يؤمنون بالنضال من اجل الخلاص الى منزلة عامة الناس ـ فانظري وقارني بين شكل الايمان عند البابا الذي لا يرى الا اطاعة الرب حسب الاصول المسيحية الدينية، وبين المسيحيين القائلين بلاهوت التحرير الذين يرون ان طاعة الله ايضا في النضال ضد الظلم


19 - المزميل حكيم فارس: التأويل والايمان
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 4 - 16:44 )
الزميل حكيم فارس المحترم
هؤلاء الذين يحاولون تاويل الايات القرآنية بما يتلائم والاكتشافات العلمية الحديثة، هم مؤمنين غير صادقين، فالمؤمن الصادق، هو ذلك الذي يقبل الدين على علاته، ولا يبحث عن اثبات ليقوي قناعاته.ــ
الايمان لا يتطلب معرفة الحقيقة، بل يتطلب الطاعة فقط
انظر الى قول الامام علي
{ما كنت أرى باطن القدمين إلا أحق بالمسح، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهر خفيه}
وهنا الحديث حول الوضوء، المنطق يقول بضرورة غسل باطن القدم لما يكون قد علق فيها بعض الاوساخ وليس ظاهرها اي اعلاها، هذا الرأي الصحيح بالطبع حسب المنطق، لكن النبي محمد كان يمسح ظاهر او اعلى القدم فاتبعه علي بن ابي طالب تاركا رأيه الصائب متبعا رأيا خاطئا لأن الايمان يفترض الطاعة ولا يفترض الجدال
خذ فتوى بن باز الكفرة لكل من قال بكروية الارض، فهو قد راى تناقضا بين العلم وبين القرآن، لم يحاول تفسير القرآن او لي عنق الآيات، بل قال ان القرآن هو الاصدق حتى لو كان بخلاف العلم، بن باز مؤمن صادق وليس مثل زغلول النجار او الابله عمر خالد وغيرهم من المزيفيين
تحياتي


20 - الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 11 / 5 - 15:46 )
شكراً للجواب ، عن المؤمنين مرة ثانية من فضلك ، أتمنى أستاذي أن أسمع رأيك بالآيتين الإنجيليتين اللتين يعيرون بهما المسيح
في مقال الأستاذ شامل عبد العزيز اليوم قلتُ في تعليقي إن المسيح استخدم المجاز كثيراً في أمثاله ، شخصياً أدافع عن تعاليم المسيح لكني أشمئز من يد تمتد لقتل نملة لا إنسان فكيف بممارسات أهل العصور المظلمة من رجال الدين المسيحي ؟؟ إني أستهجن وأندد وأرفض وأحتقر ما فعلوه من قتل للإنسان باسم الدين
الآيتان التاليتان
لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض .ما جئت لألقي سلاما بل سيفاً
من ليس له فليبع ثوبه و يشتري سيفاً

أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي

وكيف ترانا ( من مؤمنين وغير مؤمنين ) ونحن ندفع التهمة عن مثل هذه الآيات فنعتبرها مجازاً ؟ كيف تفهم حضرتك مثل هذه الآيات ؟
أشكرك وأرجو ألا أكون أزعجتك في سؤالي طالما الموضوع عن الإيمان والمؤمنين
احترامي وتقديري


21 - ليندا كبرييل: المسيح قيمة سلام وليس قيمة حرب
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 5 - 18:41 )
الزميلة ليندا كبرييل المحترمة
،المسيح صورة للخير وليس صورة للشر، صورة للسلام وليس صورة للحرب
هذه هي صورته المتواترة التي يعرفها ويؤمن بها الناس، ليس المسيحيين فقط، بل الجميع.ـ وهي مثل اللوحة الثمينة التي يجب على الجميع الحرص عليها من ان لا تخدش ولا تشوه عن عمد او عن غباء.ـ

ليس المهم ما كتب في انجيل متى ونسب الى المسيح بانه لم يأتي ليلقي سلاما على الارض بل يلقي سيفا، المهم هي صورته باذهان الناس، فقد كانت وما زالت صورة للرحمة والصفح؟
هل صورة المسيح المصلوب على الهيكل، نحيلا معذبا بجسده المدمى ويداه المسمرتان على الصليب هي صورة لرجل يحث على الحرب والقتل.؟
هل اصبح الضحية في ذهن البعض هو الجلاد؟
ولأنك مسيحية المنشأ والتربية، سأسلك هذا السؤال
هل تحرصين على اداء فرائضك الدينية ومنها الحرص على الذهاب الى الكنيسة ايام الاحاد ام انك تحرصين على حب الخير واشاعة السلام ونشر قيم الصداقة والمحبة بين الناس؟
انا استطيع الاجابة عنك وعلى ما اعتقد لن اكون مخطئا، بانك تحرصين على السلام والحب وعمل الخير اكثر من المحافظة على الفرائض الدينيةـ
اي ان الدين بالنسبة لك اصبح هو حب الناس وليس الطقوس
يتبع


22 - الزميلة ليندا كبرييل: جيفارا والمسيح
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 5 - 19:39 )
كيف اصبح الدين بالنسبة لك قيمة اخلاقية وليس قيمة طقوس وآوامر دينية؟
السبب هو ان المحبين للسلام وللخير، وجدوا في شخض المسيح قيمة اخلاقية كبرى فقدموه بصورة تغني عن قراءة الانجيل الاف المرات اوسماع مواعظ القساوسة والكهان ايام الاحاد. المسيح هو حالة فريدة من نوعها اذ انه احساس بالسلام والمودة والقوةـ
عندما قتل الامريكان الثائر جيفارا، عرضوه على الناس لتاكيد قتله ولاظهار ضعفه ، كان مدمى الجسد ملتحي الوجه طويل الشعر، لم ترى الناس في جيفارا الضعف ولا اتساخ الملابس ولا بقع الدماء، رات فيه مسيحا اخرا، حيا رغم موته، صَلبِا وان كان مصلوبا، فخلدته الناس واصبح قيمة بمعزل عن اقواله وعن افعاله وثورته.ـ،
صورة وقيمة جيفارا طغت على كونه شيوعيا ماركسيا، فقد اصبح بحد ذاته قيمة انسانية كبرى لم يستطع الامريكان بكل جبروتهم الاساءة لها او التقليل من قدرها وقيمتها ارادوا قتله فمنحوه الخلود ـ
انا لا ارد بان هذه الايات الانجيلية المنسوبة الى المسيح تحمل معنى اخر غير المعنى المكتوب، فهذا ليس مهما.المهم الصورة الذهنية النهائية والقيمة الانسانية التي يحملها المسيح.ـ وهي السلام والمحبة والتسامح
تحياتي


23 - الأستاذ القدير مالوم أبو رغيف المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 11 / 6 - 14:24 )
جواب من أروع ما تلقيت أستاذي ، الحقيقة أنك عبرت عما في ذهني بالضبط ، وقد جادلت بعضهم في هذا الشأن ، وللأسف ، لا أتلقى منهم إلا سوء التفسير
ومنذ أن تخلصت من كل الشكليات في الطقوس وركنت إلى ما رسب بأعماقي من تعاليم صالحة ، وجدت ويا للعجب أني أتقبل كل الديانات ، وبدأت أفهمها بعمق أكبر، بل ووجدت تشابهات فيها ما كنت ألمسها من قبل
الحديث معك غاية في المتعة أيها الأستاذ القدير ، كم أنا معجبة بإنسانيتك الرفيعة
شككككككرنننن اً


24 - الإمام
حميد خنجي ( 2012 / 11 / 6 - 16:19 )
مقالٌ عميقٌ ومناظرات أحلى
غيرأني أتعجبُ من الأخ مالوم أو حتى الآخرين عندما يذكرون على بن أبي طالب..لابد انهم يجلونه بإسم الإمام؟!؟ ما هو القصد بالضبط من كلمة -الإمام- من أشخاصٍ متبحرين في الماركسية؟ّ مجرد تساؤل ساذج ؟!؟


25 - الزميل حميد خنجي: حول تبجيل الامام علي بن ابي طالب
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 11 / 6 - 22:17 )
الزميل العزيز حميد خنجي
االتساؤل ليس بساذج، بل في محله
فهل نحن نبجل علي بن ابي طالب بكلمة امام؟
واذا كانت كلمة امام تبجيلا لعلي، فهل يعني عدم ذكرها اقلالا من مرتبته وتنقيصا من قدره؟
في كلا الحالتين الجواب لا
فكلمة امام لا تزيده قدرا ولا توهبه تبجيلا
ولا عدم ذكرها تعني اقلالا من قدره
كلمة امام، بالنسبة لي وعندما استخدمها، فاني غالبا ما اود التلميح الي المكانة التي يحتلها في الدين الاسلامي من حيث المعرفة وسعة الاطلاع ودقة الرأي، فان قال احدهم
القرآن حمال اوجه تقولوا ويقولون
سيكون قولا ليس ذا اهمية مثل لو قال ذلك شخص كعلي بن ابي طالب ، المنزلة تهب للقول ثقلا واهمية، وكلمة امام في هذه الحالة تشير الى اهمية القول واهمية القائل ـ
فلو اعدت قراءة الجملة التي استخدمت فيها لقب الامام، لوجدت اني اشير الى رأي يخالف ما يفعله النبي محمد، في اداء الوضوء
اي ان امام في الدين رأى في وضوء النبي ما يخالف المنطق
والامام تعني المرجع الديني الذي يقصده الناس لمعرفة الخطأ من الصواب في امور الدين. كما ان علي له اهمية في الدين اكثر مما له اهمية في الخلافة وشؤون الحكم ـ واللقب يشير الى هذه الاهمية
تحياتي


26 - التبجيل لايستقيم مع منهجنا
حميد خنجي ( 2012 / 11 / 6 - 23:17 )
شكرا زميلي العزيز مالوم أبو رغيف على الشرح
انا كنتُ ايضا استخدم كلمة الامام.. ولكني تخلصتُ من هذه العادة، غير المستحبة. غير أن الأمر حسب إعتقادي يعتمد على ظروف توجيه الكلام لمن؟ ومناقشتك مع من؟
أعتقد أنه من السليقة السليمة أن نفعل ذلك نحنُ الماركسيون حينما نخاطب شخصا متدينا أو شخصا من العوام
أما حينما السجال والخطاب يدوران بين الماركسيين فمن الأفضل والمنطقي ذكر الإسم فحسب ، لسبب بسيط وهو إنتفاء معنى وجلال كلمة -الإمامة- بالنسبة لنا
هي عادة على أية حال .. ولكن تخوفي وهاجسي ينبعان من مكانٍ آخر

اخر الافلام

.. عواطف الأسدي: رجال الدين مرتبطون بالنظام ويستفيدون منه


.. المسلمون في النرويج يؤدون صلاة عيد الأضحى المبارك




.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل