الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ محمد يونس و الإستراتيجية الأمريكية

سامى غطاس

2012 / 11 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طالعنا الكاتب الكبير محمد حسين يونس بمقال عنوانه .. الإستراتيجية الأمريكية بلاء لبلادنا ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330719

حيث وصل كاتبنا الى قناعة تامة بإن ما نحن فيه كأمة عربية و إسلامية من تخلٌف و تشرذم إنما يرجع بشكل أساسى لتلك السياسة الإستعمارية .
ومعلوم إن تلك الفكرة ليست وليدة اللحظة بل أذعم إن معظم أبناء دولنا العربية و خاصة المسلمون منهم يتبنون فكرة المؤامرة الأمريكية و الغربية بل أيضا المسيحية عليهم . للدرجة التى جعلتهم يرون فى أمريكا الشيطان الأعظم .

والأستاذ يونس إنساناً مثقفاً يندر وجوده هذه الأيام لم يقم هكذا بإلقاء الإتهامات جزافاً .بل إستخدم الإسلوب التحليلى والموضوعى مستشهداً بمجريات التاريخ المٌعاصر لإثبات ما وصل الى قناعته. وأنا كقارئ وتلميذ مازلت أتشبع المعرفة من خلال كتاباته استسمحه عذراً بإبداء بعض الملاحظات على ما كتب واثقاً سعة صدره وتقبله للرأي الأخر.

لا ينكر إنسان على وجه الخليقة -إلا جاهل - وجود إستراتيجية أمريكية للسيطرة على العالم و خصوصاً الثالث منه , وأنا شخصياً لا أرى عيبا فى ذلك ,العكس هو الصحيح حيث تتعثر الدول و تتخبط فى عدم وجود إستراتيجية محددة وواضحة الأهداف على المدى البعيد . قد أتفق مع سيادته إن الإستراتيجية الأمريكية هى إستغلالية لتحقيق مصالح مباشرة تعود بالنفع على الشعب الأمريكى , وهنا أتسآل أيضاً أين الخلل فى ذلك ؟
الشعوب الأمريكية و الأوربية وصلت الى مستوي من الرفاهية و الرخاء الإقتصادى بعد سنوات عديدة من العمل الدؤوب والوحدة الفكرية وكذلك تقديس الحرية الشخصية حتى على حساب الدين . وهذة الشعوب ليست مستعدة بأي حال من الأحوال التخلى عن تلك الرفاهية مهما كان ثمن الإحتفاظ بها.
والمعروف أيضاَ إن حكومات تك الدول ليست سوى الأداة التنفيذية لمطالب و تطلعات شعوبها و يتم إختيارها بإسلوب ديموقراطى شفاف بناء على برامجها الإنتخابية والوعود التى تقدمها لشعوبها .

لكن نعود و نقارن بين المشهد السابق و الخاص بإلإستراتيجية الإمريكية و بين البلاء الحقيقى لدولنا بحٌكام إستبداديين و شعوب اٌرضعت الجهل رضاعاً. و أين نحن بإستراتيجيتنا المٌقابلة . إذ كنتم ترون إن عبد الناصر وشهيد أم المعارك صدام حسين كان لهم إستراتيجية أفادت شعوبهم بشكل جدي فكلامكم مردوداً عليه . بإن تلك الإستراتيجية لم تجلب لشعوبهم سوى الخراب و مزيدا من التخلف ولكم فى تلميذهم معمر القذافى عبرة يا أؤلى الالباب .

الحكومات و الزعامات هم يا سيدى السبب الرئيسى لبلاءنا هم وليس غيرهم . و هنا تحضرنى مقولة رائعة لأحد الحٌكماء يقول فيها ... لا تلٌم الأسد إذا أكل النعام , بل لٌم النعام لإنها وضعت رأسها فى فم الأسد ...

الكاتب الكبير ,
إستشهدت فى مقالك بأحداث وقعت فى التاريخ المعاصر للتدليل على فكرة الهيمنة و الإستعمار الأمريكى لشعوبنا , لكن فى المقابل هناك أيضاً أحداث وقعت وتدخلت أمريكا بها تثبٌت النقيض تماماَ سأحاول سردها بإيجاز على النحو التالى
عندما دخل الأمريكيون العراق بحجة تحريره من صدام وسواء كنت تلك الحٌجة صحيحة أو كاذبة فلم نجد عراقى واحد وقتها حزن على رحيل الديكتاتور . وبعد تخلصهم منه بمساعدة الأمريكيين صب الشعب العراقى جام غضبه عليهم و أجمعوا إن الأمريكين لم يأتوا إلا لسرقة النفط .

عندما إحتدمت الحرب الأهلية فى يوغسلافيا السابقة و كانت بين مسلمين ومسحيين وقتها لم تتدخل أمريكا نهائياً . وهنا صدعت أصوات المسلمين أذاننا بإن إخوتنا فى البوسنة و الهرسك من المسلمين يقتلون على يدى الصِرب المسحيين و لإن يوغسلافيا ليس بها نفط كالعراق فأمريكا تكتفى الفرجة
فما كان من الأمريكين و لدرء الإتهام إلا أن قاموا بدك معاقل الصرب لمدة اربعون يوما حتى كانت هزيمة الصرب لصالح البوسنة و الهرسك
وقدمت قادهم للمحاكم الدولية . هنا خرست الأصوات الإسلامية و لم نعٌد نسمع إكذوبة النفط.
وكيف شاهدنا جميعاً إستعانة الملتحين من سلفي ليبيا بالناتو و أمريكا للتخلص من ملك ملوك أفريقيا ولا عتب فى ذلك فالحجة جاهزة دائما و الضرورات تبيح المحظورات
و أخيرا و ليس آخراَ ما يحدث الأن فى سوريا و سماعنا نفس الأصوات النشاذ و إستعطافهم لأمريكا التدخل العسكرى . وهو ما لا أتمنى حدوثه . لإن النتيجة معروفة مسبقاً وهى إن الإحتلال الأمريكى الكافر لسوريا هو السبب الرئيسي لبلاءها .

أخيرا كاتبنا الرائع أختم تلك الكلمات بالقول إنها أبداً لم تكن دفاعاً عن أمريكا بقدر ما كانت أحقاقا للحق حسب قناعتى و أعود وأؤكد إن الإستراتيجية الأمريكية إن كانت هي سبباً فى بلاءنا فإنها تأتى فى ذيل قائمة طويلة من الأسباب وليست أبداً فى مقدمتها. و أكرر إن تخلفنا المباشر يعود الى إصرارنا العجيب الى التمسك الذائف بمعتقدات دينية ظاهرية لم تعد تصلح للوقت الحاضر و لن نتقدم الا بإحالتها الى المتاحف للتندر عليها فقط لا غير.
تحياتى أستاذ يونس لك و لكل قراءك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألدم ألدم .. ألهدم ألهدم
‎هانى شاكر ( 2012 / 11 / 3 - 08:22 )

ألدم ألدم .. ألهدم ألهدم



سأعمل محامى للشيطان ( أمريكا ) لدقيقه واحدة فقط

إذا حصل ألهدم ألهدم .. وسال ألدم ألدم .. أجد أمريكا مسرعة فى ألأغاثة وألعون وألأنقاذ ... بغض ألنظر عما إذا كان مسببو ألهدم ألهدم .. أو مسيلوا ألدم ألدم .. بقر ... أو أشباه بشر ... أو ألطبيعة ...

أمثلة ؟ زلزال هايتى .. تسونامى أليابان .. زلزال إيران .. ألخواجة هتلر .. ألأمام أسامه .. ألمعلم صدام .. ألواد سيد ألشغال ألشهير ب مُعمِر ... وحوش ألصرب فى ألبوسنه ...


ألأمريكان وألعالم أحتاروا فينا إحنا ... وأكتشفوا أن ألسيمفونية ألوحيدة ألدايرة فى نافوخنا هى .. ألدم ألدم ... ألهدم ألهدم

كل من حكم فى ألشرق ألتعيس فى ألأفين سنة ألماضية عزف هذه ألسيمفونية

خليها تولع فينا بقى .. لحد ما عسكرى مطافى ألكون ( أمريكا ) يلحقنا وينقذنا


....


2 - انت محقا ياهانى ... الدول الاسلاميه مجدها فى خزيها
حكيم العارف ( 2012 / 11 / 3 - 13:26 )
مش بس كده يا اخ هانى ... الصليب الاحمر هو الدائم الوجود فى مساعده الناس ايام الحروب و الازمات ... تمويل الصليب الاحمر من مساعدات امريكيه اوربيه (الكفار) بينما الدول العربيه دائما تسعى لتمويل الارهاب ..

فلوس العرب من اجل الارهاب فقط ... الهدم الهدم


و معروف ان الذى معتاد الهدم لن يكون اداة للبناء .. و ماكدبش عليك اذا لم تساعدهم امريكا على الهدم لن تكسب من بنائهم مره اخرى

امريكا تعيش على الغباء العربى .. لذلك تشجع التيار السلفى (الاخوانجى) فى مصر.

واشربوا ياعرب
....


3 - بدون تعليق
سامى غطاس ( 2012 / 11 / 3 - 14:11 )
القراء الأعزاء
فى حالة الرغبة الرغبة فى التعليق أو إبداء الرأئ فأستسمحكم عذراً أن يكون ذلك على المقال الأصلى للأستاذ يونس - الرابط اعلاه - و ليس هنا.

لإن الكلمات اعلاه هى عبارة عن تعليق على مقاله أكثر منها مقالا مستقل .
تحياتى للإخوة الأحباء هانى شاكر و حكيم العارف


4 - أتفق معك تماما ً.
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 11 / 3 - 14:29 )
تحية أستاذ سامي غطاس.

إتفق معاك تماما ً فيما تقول، وأضيف;
إن مشكلة الشعوب الأسلامية، هي في تربيتها ألأسلامية، وأهمها عدم الثقة في أي شخص، إذا كان غير مسلم، حتى ولو كان إبن وطنهم، بل والنظر إليه إنه عدو ألأسلام، ويحيك المؤامرات ضد المسلمين، لأنهم قد تربوا على معادات غير المسلمين، بدون أي سبب، لأنّ القرآن شوه المفاهيم لديهم، بل يطالبهم القرآن بقتلهم.
وسأنقل لك قول أحد رجال الدين السنة، في أثناء الحصار الأقتصادي على العراق،
قال، لو كانت هذه ألأمكانية بيد المسلمين، ويفرضون الحصار على دولة مسيحية، لقلنا لهم كونوا مسلمين وسنفتح عنكم الحصار.
صدقت ياشيخ.
من هنا نعرف سبب معادات المسلمين للدول الغربية وأمريكا، رغم هم يتوسلون عطفهم ومساعدتهم، ويتسولون في بلدانهم، ويعتاشون على تعب أكتافهم.

تحياتي...


5 - الاستاذ سامي غطاس
محمد حسين يونس ( 2012 / 11 / 3 - 15:11 )
أشكر إهتمام سيادتك و تعليق الهام في هيئة مقال ..نعم من حق كل الشعوب أن تكون لها إستراتيجية تخدم مصالحها ..لكن من حق المضار من هذه المصالح أن يقاومها و لقد قام الشعب الالماني رغم كل ما قدمته له أمريكا بالاعتراض علي الصواريخ و القنابل النوويه المخزنة في قواعد عسكرية علي أرضه و وقفت جموع الشباب علي قضبان القطارات مانعه اياها من دخول القاعدة فإضطر الامريكان لتخزينها في قطر و ترك اوروبا خالية من صواريخهم ؟ ..أيضا كانت مصر تصر في يوم ما علي عدم الدخول في احلاف و رفضت فراغ ايزنهاور مما جر عليها الويل ..سيدى عيوبنا كثيرة و نحن لازلنا لم ندخل بعد الي دائرة التقدم و لا ننتج طعام او ملبس لكن هذا حدثبسبب أن الاسد وضع النعامة بكاملها في جوفةتحياتي

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با