الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صداع إنتخابي

بن جبار محمد

2012 / 11 / 6
المجتمع المدني


الكثير من أبنــاء وطني غير مستعدين لأداء مــا يسمى بالواجب الإنتخــابي و تحديدا الإنتخــابات المحليــة التي ستجــرى في الأيـام القليلة القديمة لأن حسب نفس الأفراد الذين تجمعني بهم مودة و تقارب و بحكم معايشتي لهم و مقاسمتي لهم نفس الفضاء و الزمن أفضوا لي مما لا يدعو للشــك أنهم لا ينتظرون شيئا من الإنتخــابات , لا تحسنا في أوضاعهم و لا تغيرات مادية في مدينتهم و لا تأثيرا إيجابيا على سلوكات مسؤوليهم الجدد..ستبقى المدينة تجتر مزابلها الى مالا نهاية و سيبقى السكان يحرقون أعصابهم الى يوم القيامة .. مترشحو الأحزاب يعلمون أكثر من غيرهم أنهم بصدد حملة إنتخابية كشكلية ستحسمها الإدارة بطرقها المعتادة لوضع من تشاء في كرسي المجالس الشعبية البلدية في المدن بإستثناء القرى و البلديات المتوغلة في العزلة الأقل أهمية فذلك يترك للمحاصصة القبلية و العروشية و ذلك لدواعي الأمن العام إستعادة قانون البلدية و التجربة السياسية و التنمية المحلية كلها من قبيل الكلام الفارغ لا يقدم و لا يؤخــر لأن الإرادة السياسية صدئة غير قابلة للتغيير أو التحسين أو التهجين أو المبادرة . إرادة سياسية تحولت بمرور الزمن راعية للمصالح الفئوية أو الشخصية مستفيدة من الريع البترولي الضخم و عمولات صفقات المشاريع . إرادة سياسية لا تنظر في واقع البلد و مشكلاته إلا عندما تتهدد أحد مصالحها الحيوية . الصداع الإنتخابي الذي ينتابنا كل أربع سنوات لا طائل نرجوه منها و لا أحد ينتظر شيئا ..مجرد وجوه قديمة تستبدل بوجوه جديدة تتمرن على رؤوس اليتامى حتى تتسنى لها من خلال التجربة القصيرة في إعتلاء كرسي البلدية في إدارة صراعات و فن العيش و الخروج ببطن متخمة تقيها شــر التقلبات الإقتصادية المستقبلية مع سيرة ذاتية غنية بالغزوات و المآثر الشخصية لا غنى عنهــا للإقتراب من طنجــرة السلطة . كل الوجوه الذين مروا من تلك البوابة الحزينة للبلدية كذبوا على أنفسهم قبل الركون الى مكاتبهم الفخمة ليقطعوا وعودا لا طاقة لهم بتحقيقها , لكن أستمروا في الضحك على الذقون و إستحمار الناس و تأدية دور التخفي الى ما لا نهاية , ففي بلدي يمكن أن تطلب لقــاء رئيس حكومة و لا يمكن أن تلتقي برئيس بلدية تحولت البلدية بقدرة قادر الى مصلحة الحالة المدنية لتسجيل الولادات و الوافيات و إستخراج بعض الوثائق الإدارية مع بقشيش من جيب مواطن مجبر على دفعه أمام مرأى و مسمع السلطات و بإفتعال ندرة المطبوعات أو عدم وجودهــا ليبدأ فصل جهنمي جديد في طوابير طويلة تستنزف كثير من الوقت و الجهد ..ننتخب ماذا ؟ قال لي أحد المواطنين , ألا تستحي تلك الأحزاب المتدافعة , المتصارعة على النيل من المواطن البسيط و تعذيبه جهارا دون أن يجد أحدنا حلا لوضعية مأسوية ستستمــر لعشرات السنين .. قلت له : سيصبح الفساد جزءا لا يتجزء من ثقافتنا السياسية و الإدارية و الإنتخابية , لا تقلق ..نحن أمام حالة عضال سياسي دائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن: لمّ الشمل مع الأسرى في صميم ما نحاول القيام به


.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة




.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال


.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما




.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا