الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنشاء المصانع والشركات بدل من بث القنوات المتاجرة بالأديان

عبدالعزيز خليل إبراهيم

2012 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنشاء القنوات الفضائية الدينية والتي تتاجر بالأديان السماوية علي جميع الأقمار الصناعية ليس منها فائدة سوي أنها تنشر التطرف والغلو والتكفير الديني لكل خلق الله علي الكرة الأرضية وهذه القنوات تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان عن طريق الشيوخ والقسيسين والحاخامات والذين جعلوا أنفسهم ألهة من دون الله فقد حولوا الحياة إلي جحيم لا يطاق وذلك لما يصدر عنهم من أقوال وكلمات وفتاوى وخطب ودروس في التفاسير القرآنية والانجلية والتوراتية بطريقة متشددة لا توافق روح هذه الكتب السماوية فيقومون بتفسير الآيات بعيدا عن نطاقها ومعانيها السمحة ويقومون بقطع سياقها أو بترها من نصوصها لتخدم الطريقة المتشددة والتي يحتاجوها لما يريدون من تشدد وتزمت وغلو وتكفير للآخرين سواء من الذين يؤمنون بها أو لا يؤمنون بها فتجد الشيخ فلان والقسيس علان والحاخام ترتان يقومون بإصدار الفتاوى النارية في تكفير من يخالفه في الرأي وفي العقل والمنطق ويقوم بتحريم كل شئ في الحياة قد أحله الله تعالي للإنسان في الأرض حتى ضاقت الحياة بالناس من خطبهم وفتاويهم وبرامجهم ذات الصوت العالي والتكفيري لكل الناس سوي فرقتهم التي تهوي سماعهم ومشاهدتهم ولا يفوتهم همسة أو جلسة من مجالسهم حتى ينالوا رضا الله كما يعتقد هؤلاء مع أن الله تعالي يبغض هؤلاء المتشددين المتنطعين المتاجرين بالأديان السماوية لمأرب دنيوية وسياسية رخيصة فالشيخ والقسيس والحاخام العقلاء لا يقدمون برامج ولا فتاوى ولا خطب متطرفة علي هذه القنوات المتحجرة والتي تغيب العقول الإنسانية فالدين السليم يقبل الآخر ويدعو للإخاء والتعاون مع كل الناس لأننا في نهاية نعبد رب واحد هو الله تعالي الخالق الرازق المحيي والميت والكريم والرحيم واللطيف والصبور والودود والأديان عندما نزلت أمرتنا بعبادة الله تعالي ثم التفكر في ملكوت الله والسعي والإنتاج والابتكار في الأرض لنعمرها بالخير والمحبة وأن نتراحم ونحب بعضنا البعض لأننا في البداية والنهاية من أدم وحواء عليهما السلام .
ولكن الذي يحدث من هذه القنوات المضللة إنها قامت منذ تأسيسها من أصحابها أنها قد قامت من أجل جمع الأموال بأي طريقة عن طريق إحضار الوعاظ سواء أكانت مسلمة أو مسيحية أو يهودية لنشر الفكر المتشدد والتكفيري سواء عند من يتبعوها في الدين الواحد أو عند أصحاب الديانات الأخرى فالقنوات الوسطية في جميع الأديان السماوية قليلة جدا أما القنوات المتشددة فعددها كثيرة تنشر الفرق بين الناس وكذلك تنشر التكفير وسفك الدماء أو نشر الفتن الطائفية في البلد الواحد كل يوم وأصحاب هذه القنوات والذين يمولونها بالأموال الكثيرة ويظنون أنهم يتقربون بها الله لأنها تقدم عمل صالح كما يظنون خطأ والبعض الأخر يعرفون الحقيقة ولكن يريدون التكسب من عائدها كمية من الإعلانات والمكالمات التليفونية والتي تبيض لهم الملايين من الدولارات كل يوم ولا يهمهم تضليل وتكفير الناس من خلال هذه القنوات المظلمة طالما أن الدجاجة تبيض لهم الذهب كل يوم فأصحاب هذه القنوات كان من الواجب عليهم أمام الله والناس أن يقوموا بإنشاء المصانع والشركات المختلفة ودعوة الشباب العاطل والمحتاج للعمل بعد تخرجه من الدارسة فهذا كان الأولي عند الله تعالي بدل من إنشاء قنوات متطرفة تنشر في الأرض الفساد بدل الكلمة الطيبة وقبول الآخر وتعاون كل البشر في الحياة بالرحمة والمودة والمحبة .
فأصحاب القنوات المتشددة والمكفرة يدفعون الملايين من الدولارات كل عام من أجل بث هذه القنوات علي الأقمار الصناعية علاوة علي إحضار مقدمي البرامج من إعلاميين ووعاظ وغيرهم ويعطونهم من الأجور كل شهر الآلاف من الجنيهات فإن كل واعظ يحصل علي أجره في كل حلقة يقدمه علي الشاشة يبلغ أجره من 5 أو 10 أو 15 أو 20 أو 30 ألف جنيه أو يزيد أو ينقص قليلا هذا بخلاف رواتب الآخرين الكثيرة فلو كان انشأ مصنع أو شركة وأعطي لكل شاب أو فتاة مثلا ألف جنيه او 2000 جنيه راتب كبداية عمل في شركته وبعد ذلك إذا استمر عنده وأحسن في عمله علي أكمل ما يكون أعطاه أكثر من هذا بخلاف التامين للمعاش وخلافه لكان أفضل ووفر الكثير من الأموال في تشغيل الشباب عنده سواء في شركته أو مصنعه فهذا كان هو الأفضل له في الحياة وكذلك عند الله لأنه ألحق إنسان عاطل لكي يعمل عنده بدل من تركه يموت جوعا أو يتسول من الناس فهذا هو الطريق السليم بدل من إنشاء قنوات متطرفة تضلل الناس عن الطريق السليم هذا بخلاف أعطاء رواتب كثيرة لوعاظ يتاجرون بالأديان من أجل جمع الأموال الكثيرة فراتب الواعظ علي القنوات الفضائية يفوق الموظف والعامل في المصنع أو الشركة عشرات المرات مع العلم أن الواعظ ينشر التشدد والجمود في الدين من خلال التفاسير المتشددة والمكفرة بعيدا عن روح الدين الذي ينتسب له أما الموظف أو العامل فإنه يقدم عمل مفيد لكل الناس ويبذل فيه مجهود وعرق كثير فالموظف والعامل الذين يقومون بعملهم علي أكمل وجه خير وأحب الله تعالي من هؤلاء الوعاظ المتشددين والذين جعلوا من أنفسهم الهة تعبد من دون الله تعالي في الأرض أيها الأغنياء الذين تريدون استثمار أموالكم في الخير عليكم بإنشاء المصانع والشركات للناس لكي تعمل بها فإن توفير فرصة عمل لخريج أو عاطل عمل شريف ونبيل عند الله وعند الناس وسوف يعود عليكم بالخير والبركة في الأرض ومحبة الله في السماء وهذا أفضل ملايين المرات من أنفاق هذه الأموال في قنوات دينية متشددة ومتطرفة تغيب عقول العامة من الناس بل تحولهم إلي قنابل موقوتة تنفجر في أي وقت في وجوه الناس الأبرياء علي ظهر هذه الأرض وهنا يكون الندم في يوم لا ينفع الندم فمن يزرع شجرة أو زهرة نافعة للناس فهو صادق مع الله ومع الناس فهو مثل الشمعة تضئ الطريق لمن يمشي في الظلام فكونوا كذلك أيها الأغنياء فوعاظ الفضائيات حولوا الحياة إلي جحيم للناس فلا تمشوا وراءهم لأنهم يسحبون أموالكم عن طريق التجارة بالدين وفي النهاية أنتم الخاسرون أمام الله وأمام الناس لأنكم زرعتم الشوك في الحياة بسبب أنكم السبب في ما حصل للناس من تطرف وغلو في الدين والبعد عن السماحة والمحبة بينهم وبين بعض في الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب