الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا دموع اذرفها وراء الجفاة

منير حداد

2012 / 11 / 9
المجتمع المدني



نصح الخليفة عمر بن الخطاب (رض) بالقوة من دون عنف واللين من دون ضعف، ضمن حكمته لتقويم المجتمع الاسلامي؛ في حينه وكل حين. وقال هاشم بن عبد مناف: "اكرموا الضيف يعمر ناديكم". اكرمت صديقا ولنت قوي الترحاب، فكان جاحدا للصداقة، اخا غدر وهجران.
وقبل الاسترسال بقضية الصديق الجاحد، يطيب لي ان اعطر البصر والبصائر، بسرد قصة الخلاف العارض بين الامام الحسين واخيه غير الشقيق محمد بن الحنفية (عليهما السلام) فبعث ابن الحنفية الى ابي عبد الله، يخبره بانه ابن بنت رسول الله.. الامام المعصوم وسبط الرسول وسيد شباب اهل الجنة، فلا تجعلني افضل منك بالقدوم اليك مصالحا!
ننتقل من التاريخ المقدس الى الحاضر المدنس بحكاية الـ (هذا) وكان صديقا عزيزا يفترش بيتي اهلا ويلتحف سماء فضاءات ترحابي سهلا، ومن دون سابق تحذير او تنبيه او إخطار، انقلب اجتماعيا، بطريقة همجية، لا تدل على ان علاقتنا نشأت في حاضنة وعي اصيل، انما...
... تطرطري تطرطرا...
ولتتطرطر.. الامر لا يعنيني كثيرا، فالكل حملها على الله، لكن انهيار العلاقة انسحب على العمل الوظيفي افتعالا لازمات لا لزوم لها.
"ما ريد من جدرك غموس ولا ريد من جيبك فلوس ردتك اخي.. هيبة وناموس"
لا احد ينفذ الى جوهر العقول كي يدرك موقف الآخرين منه، انما التصرفات الجارية وانعكاساتها هي التي تتحكم بتبادل العلاقات وفق المستوى المرسوم لها.
بالمقابل هناك رجال يصنعون صداقات مبنية على مواقف.. انسانية شهمة.. اقوياء من دون عنف ولينون من دون ضعف فعلا، منهم د. كامل الزيدي.. محافظ بغداد، الذي يحنو على الضعيف ويحمي القوي من ان تطيش به قوته عن جادة العدل والحق والانصاف.
هؤلاء الرجال نظائر مثلى لهذا الصديق، الذي لم يحفظ حرمة لصداقة ولم يعصم العشرة من الخطل، فالاصول الدينية والعشائرية والاكاديمية والاجتماعية التي نشأنا عليها في الحسينيات و(دواوين الزلم) والجامعات والقرى والمحلات، تقضي بان يكاشف الصديق صديقه، بشكل حضاري او (حسجة) ولا يتركه معلقا يضرب اخماسا باسداس من دون ان يعرف ما هي الحسنة التي صبّرت هذا الصديق ثلاثة وعشرين عاما.. جيل كامل.. ظل خلالها مقيما ليل نهار في بيتي، وما هي السيئة، التي جعلته لم تنفره مني فقط، انما اصطف في رهط الاعداء، ولو كان بصرني بخطيئتي لصححتها او صححت انعكاسها عليه، لتسير الحياة على سواء السبيل بيننا.
اقول هذا ليس لانني اخطب ود مجافٍ، قدر ما اذكّر، بان المميزات الشخصية التي يهبها الله لعبده، فينميها العبد بالدراسة والوعي والمواظبة والنزاهة! هي السر الدائم لنجاح لا ينفد.. نجاح يغنيه عن التباكي وراء الجفاة.
رجل انساني تظل افضاله دينا في اعناق الآخرين وهو خارج الوظيفة.. محاطا بالحب والعرفان، اما امثال هذا الصديق فلا فضل لهم على احد حتى وهم في الوظيفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مذكرات اعتقال تشمل شخصيات إسرائيلية وقادة من حماس للمحكمة ال


.. الجنائية الدولية: نسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو والسن




.. مشاهد لمغاربة يتظاهرون دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الحر


.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث




.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا