الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هستريا جماعية فى جمعة تطبيق الشريعة

أحمد على حسن

2012 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو سألت أحدهم و ما هو تطبيق الشريعة سيقول على الفور الحكم بما أنزل الله .. و لو سألته و ماذا يعنى الحكم بما أنزل الله !؟ .. أو عن الحدود ؟ ربما لن يتذكر غير حد السرقة و الرجم ، و بصرف النظر عن الحدود نفسها لا تشمل كل الجرائم الجنائية فالحدود المعروفة هى ( حد السرقة و حد الزنا و حد قذف المحصنات و حد الخمر و حد المفسدين فى الأرض ) و هى بالمختصر إستبدال عقوبة فى بعض الجرائم بعقوبة أخرى .

و كأنى بهؤلاء يسألون أنفسهم : فما هى مشكلة هؤلاء الليبراليين و العلمانيين !!؟ ... المشكلة ليست فى هذه العقوبات و الحدود الجسدية .. ( و هى حدود إما مختلف على ضوابط تطبيقها .. أو حتى مختلف عليها هى نفسها كحدود ، و راجع على سبيل المثال فى ذلك بحث الدكتور سعد الدين الهلالى " أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر " فى حد السرقة ، فيرى الدكتور الهلالى أن حد قطع يد السارق ليست هى العقوبة و لكنها الكفارة . و حد السرقة هو أشهر الحدود فيكاد لا يعرف العامة غيره !! .. أو أن هذه الجرائم بحدودها الشرعية يصعب جداً إثباتها !! .. أو أن الجرائم فى عصرنا الحالى هى عشرات أضعاف ذلك الجرائم المنصوص عليها !! .. فهل سيتم دمج هذه الجرائم المستحدثة معاً لتصبح مماثلة للحدود فى الجرائم التى ورد فيها نص بالحدود !! .. بل و فى حد السرقة نفسه " الذى يكاد لا يعرف العامة غيره " فهل سيتم معاقبة سارق عشرة جنيهات كسارق ألف جنية أو مليون جنية أو عشرات المليارات و بنفس الحد !! .. ثم و بإفتراض تطبيق هذه الحدود فماذا سنفعل فى باقى الجرائم التى تشعبت و أصبح هناك من الجرائم ما لم يكن معروفاً منذ قرون طويلة .. أم سيتم إختزال جميع الجرائم فى هذه الجرائم معروفة الحدود !؟
بل إليك ما هو أغرب من ذلك فالإتجار بالعملة الأجنبية مثلاً غير مجرمة فى تفكير و فقه هؤلاء المطالبين بتطبيق الشريعة و شيوخهم " لصلاح أبو إسماعيل نفسه و هو والد حازم صلاح أبو إسماعيل " المرشح الرئاسى السابق و أحد أقطاب السلفيين " تسجيل مشهور عنه يكشف أنه كان أحد تجار العملة !! .. فرغم ما يمك أن تؤدى به تجارة العملة بالسوق السوداء من أضرار بالإقتصاد القومى و غلاء الأسعار فهى محلة عند معظم هؤلاء " بحجة أن الله حلل البيع و الشراء !! " ، فهؤلاء قد يضحون بمصالح أمة كاملة بالتمسك بالمنطوق اللفظى .. متى كان هذا المنطوق اللفظى يمثل مصلحة لهم !! ، و معظم ثروات و أرباح شركات توظيف الأموال المسماة بالإسلامية كانت ناتجة عن الإتجار بالعملة و المضرابة عليها !!؟ .. فهل سيتم القياس لوضع عقوبات لباقى الجرائم قياساً على هذه الحدود " و هى المحدودة فى عدد من الجرائم فقط ؟ .. أم سيتم القياس عليها لوضع عقوبات لجرائم أخرى لم يرد بها نص صريح !؟ .. و من هذا الذى سيقوم بهذا القياس ؟ .. أم سيستفتى هذا القاضى " الشرعى " قلبه لإنزال العقوبة على المتهم بجريمة لم يرد بها نص صريح !!؟ .. بحيث أنه قد يحكم قاضيان بعقوبتين مختلفتين عن نفس الجريمة لأن أحدهما متشدد و الآخر متسامح قليلاً !! .. لأن أحدهما إستفتى قلبه المتشدد و الآخر إستفتى قلبه المتسامح !!! .. بالمناسبة فبعض الشيوخ يمكن أو يجب محاكمتهم " شرعياً " بتهم الخوض فى الأعراض و القذف و الأمثلة كثيرة على ذلك .

و بنظرة واحدة لهذه البلاد التى قامت بتطبيق الشريعة خذ أفغانستان أو السعودية كمثال أو حتى السودان .. و أنظر ماذا فعل بها هؤلاء الإسلاميون .. فلم ترى أفغانستان إستقراراً حتى الآن .. أليس كذلك !!؟ .. و هاهو السودان قد تم تقسيمه !! .. أليس كذلك !!؟ ... أما السعودية " الشقيقة الكبرى لهؤلاء المتأسلمون و سبب عزهم و ثرواتهم هى و باقى أمراء النفط الوهابيين " فحدث و لا حرج عن إنتشار الشذوذ الجنسى " طفل من كل أربعة أطفال يتم الإعتداء عليه جنسياً !! " ، و فضائح أمرائهم و أثريائهم و صولاتهم و جولاتهم ملء الجرائد و مواقع الإنترنت !!!؟ ... ثم أنظر لهؤلاء الذين قطعت أيديهم فى هذه البلاد .. فلن تجد أفقر منهم ، أو لم يتم تطبيقها غير على هؤلاء الضعفاء الذين بدون عصبية أو عائلات كبرى تحميهم من بطش هؤلاء الحكام الذين يأخذون من الدين ستاراً لممارسة شذوذهم و قمعهم للمعارضين أو المطالبين بإصلاح البلاد و مقاومة الفساد ، ..... فهل إنتشر العدل أو عم الرخاء فى السودان على سبيل المثال !!؟ .. أم تم إتخاذ الشريعة حجة لقمع المعارضين السياسيين و قمع الحريات بإسم الدين و إتهامهم بالخروج على شرع الله و الكفر ثم إنتهى المطاف بتقسيم الدولة نفسها !! ... نحن أمام الخدعة التاريخية الكبرى التى لجأ لها عشرات الحكام و الديكتاتوريات الكبرى فى التاريخ الإسلامى و بإسم إقامة شرع الله ..... !!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدولة العادلة من الدولة المتقنعةا
يوحنا مالوم ( 2012 / 11 / 10 - 00:32 )
عادة يتم القياس على الجرائم غير المذكورة في الدستور أو الشريعة بنصوص تفسيرية لبنود القانون. أو الشريعة ولكن المشكل أن صاحب القرار لا ينص على بنود يأتي بها القوي الغني مثل الإتجار بالعملة أو سرقة قوت الشعوب أو شن الحروب طمعاً بنهب أكبر. الجريمة هي مايقوم به المحتاج المسكين من عامة الشعب . الدستور أو الشريعة هي بالتأكيد لترويض الفقراء والجهلة بالصبر دون الأغنياء الذين يسرقون وينهبون العالم ثم يزينون صفاقة أعمالهم بكل جسارة على أنها لصالح الخير العام ويفسقون ويزنون دون رقابة أو حسيب بل ترقية وتبريرات كما في حالة روبرت مردوخ صاحب أكبر صحافة عالمية بأن تحول من متهَّم بالإعتداء الجنسي إلى برئ واتهمت المعتدى عليها بتهم لاعلاقة لها بموضوع الشكوى. لذلك من الواجب أن يقتصر تطبيق الدستور أو الشريعة على أالنخب الحاكمة قبل غيرهم ليكونوا المثل الأعلى والقدوة الحسنة في العدل وحسن السيرة فهم المدركون لخطورة خرقهم القوانين والمسؤولون عن نتائج أعمالهم التي يتأثر بها كل المواطنين. أما أن يكون القانون ذو ثغرات ينفذ منها الغني ومطب للفقير فهو استغلال وتخدير وخديعة تحت أية مسميات مستترة


2 - هل يعلم المغفلون ما هو تطبيق الشريعة؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2012 / 11 / 10 - 02:19 )
يا امة ضحكت من جهلها الامم.
هل تطبيق الشريعة والديموقراطية بتفقان؟؟. الا يعلم المغفلون ان تطبيق الشريعة هي البيعة للحاكم المستبد مرة واحدة والى الابد؟؟.الايعلم المغفلون ان الحكم اما ان يكون بالبيعة او بالغلبة وهذا يعني ان انقلاب الجيش على السطة واستلام الحكم وارد في اي لحظة وعندها ترجع حليمة الى عادتها القديمة؟؟.الا يعلم المغفلون ان كل ما يجري من تقصير في تدبير شؤون الدولة من قبل المتاسلمين يعزى الى القضاء والقدر ( ما اصابكم خير مني وما اصابكم من شر من انفسكم) وما على المغفلين الا الذهاب الى دور العبادة للدعاء؟؟.الا يعلم المغفلون ان بامكان التجار المتاسلمون ان يفتحوا سوقا للنخاسة لشراء وبيع الفتيات الى اثرياء الخليخ لحل مشكلة العنوسة؟؟.الا يعلم المغفلون ان لايقتل المسلم بالكافر وهذا يعني تهجير اقباط مصر او انفصالهم تحت حكم ذاتي او دولة مستقلة :ـ جنوب السودان نموذجا؟؟.الا يعلم المغفلون ان لباس الامة ليس كـ لباس الحرة وهذا يعني ان البنت تستطيع ان تتخلص من الحجاب تحت حيل شرعية وما اكثرها بحجة انها باعت نفسها لزوجها فهي امة له وليست زوجة؟؟.فهل قامت الثورة لاجل العبودية ام للتحرير؟؟.


3 - شرع الله وانهار الخيرات
حكيم فارس ( 2012 / 11 / 10 - 06:02 )
تحية للسيد كاتب المقال احمد علي حسين المحترم
معظم البسطاء من الناس الذين يطالبون بتطبيق الشريعة دون ان يعرفوا ما هي الشريعة بفعل مغالطة السلفيين لهم وذكرهم اية من القرأن والتي معناها ان القوم الذين يطبقون شرع الله ينزل عليهم انهار من الخيرات
المساكين الناس البسطاء الفقراء يظنون بتطبيق الشريعة ستنزل امطار من الدولارات واليوروات والينات اليابانية على رؤوسهم
الاسلام السياسي يخدع الناس ويصور لهم ان سبب كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية هو عدم تطبيق الشريعة
بقليل من المجهود سوف ينكشف زيف ادعاءهم
وعندها لن نجد احدا يتحدث عن الشريعة وتطبيقها
تحياتي


4 - مصر في مهب الريح
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 10 - 09:17 )
انهم من حيث لا يدرون يطالبون باعادة مصر الى الوراء بالف وخمسمائة سنه انهم مجرد ببغاوات يرددون دون ان يعوا ما يرددون مصر الرائدة ليست لهؤلاء الاوغاد لا تتركوهم يغتصبونها ويشعلونها فتنة بلحاهم القذرة اين مثقفو مصر اين فنانو مصر حرروا مصرصححوا ثورة مصران مصر اصبحت في مهب الريح


5 - تعليق
عبد الله خلف ( 2012 / 11 / 10 - 12:20 )
إذا كانت هذه إرادة الشعب فلتكن , فلماذا هذه الديكتاتوريّه؟! .


6 - الاستاذ احمد علي حسن
مروان سعيد ( 2012 / 11 / 10 - 21:11 )
تحية لك وللجميع
شكرا لك لتوعيتك هذا الشعب المسكين وكلامك حق بان الشريعة ستطبق عليهم وليس على الحكام والاغنياء كما كان قديما ايام الصحابة عندما رئوا احد الامراء يزني توجهوا اربعة من الشهود للخليفة وبداء بالتحقيق والمراوغة الى ان برء المتهم وجلد الشهود لاانهم لم يروا كالميل في المكحلة
هذه شريعتهم وسؤال اذا ضبط احد الرجال زوجته في غرفة النوم مع رجل غريب ايعني هذا انهم شرفا ويلزم اربعة من الشهود ان يروا هاك بهاذه
اليس هذا التشريع يحرض على الزنا وقلة الادب نحن رجال عاديين ونستحي من قول هذا الكلام واليكم الحديث الشريف
4452 حدثنا يحيى بن موسى البلخي حدثنا أبو أسامة قال مجالد أخبرنا عن عامر عن جابر بن عبد الله قال جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا فقال ائتوني بأعلم رجلين منكم فأتوه بابني صوريا فنشدهما كيف تجدان أمر هذين في التوراة قالا نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رجما قال فما يمنعكما أن ترجموهما قالا ذهب سلطاننا فكرهنا القتل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود فجاءوا بأربعة فشهدوا أنهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah