الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الآيات القرآنية – أسباب تخلف المسلمين (2)

موريس رمسيس

2012 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استمراراً في إكمال المحاور التي أرى انهم من الأسباب الرئيسية وراء تراجع و تخلف المسلمين حضاريا و ثقافيا عن باقية الأمم .. تلك الأسباب التي تؤدى إلى تقيد الفكر على المستوى الفردي و الجماعي في المجتمع الإسلامي و انحصار الفكر في منطقة رمادية لا يستطيع المسلم الخروج منها و هي كما يقال منطقة "التخلف الفكري"

2- »» محور السحر و الحسد في الإسلام

جاء في سورة (الفلق - 113) .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

جاء في سورة (الناس - 114) .. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

جاء في سورة (الْكَافِرُونَ - 109) .. قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

قال البيضاوى:
بخصوص "النفاثات في العقد" .. أي من شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها ، والنفث النفخ مع ريق وتخصيصه. «لما روي أن يهودياً سحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة في وتر دسه في بئر، فمرض النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت المعوذتان» وأخبره جبريل عليه الصلاة والسلام بموضع السحر فأرسل علياً رضي الله تعالى عنه فجاء به فقرأهما عليه ( أي المعوذتين ) ، فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة و وجد بعض الخفة ، ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور ، لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر. وقيل المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعار من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها وإفرادها بالتعريف لأن كل نفاثة شريرة بخلاف كل غاسق وحاسد

بخصوص " مِن شَرّ الوسواس" .. أي الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة ، وأما المصدر فبالكسر كالزلزال ، والمراد به الموسوس وسمي بفعله مبالغة "الخناس" الذي عادته أن يخنس أي "يتأخر" إذا ذكر الإِنسان ربه

تفسير خاص من الكاتب (جديد):
كاتب القرآن قدم لنا قضايا السحر و الحسد و العين الحاسدة و النظرة الشريرة و لم يذكر لنا طريقة حدوث تلك الأعمال الشريرة .. هل هي من قِبل الإنسان أم من قِبل الشرير و من أي نوع هذا الشرير (جن / الشيطان / إبليس .... ) ، كما لم يذكر لنا وسيلة حدوث "كيفية" تلك الأعمال و انتقالها من إنسان لأخر .. و ما هو عقاب الإنسان في هذه الحالة و توصيف حالته .. أن كان هو الفاعل الحقيقي لتلك الأعمال أو مجرد وسيط فقط!

كاتب القرآن نقل قضايا (السحر / الشعوذة / الحسد ... الخ) المنتشرة قديما في المناطق الفارسية و ما بين النهرين و مناطق أخرى ، و لم ينقل معها الحلول الخاصة بها و طرق علاجها !

اكتفى كاتب القرآن بالحض على قراءة "المعوذتين" لمنع تأثير تلك الأعمال .. و أنا أتساءل .. هل قراءة السوريتين فعلا تمنع الحسد و الأعمال ، أم تزيد تأثيرها السلبي على النفس و الوجدان !

ما تزال تمارس الديانة "الأيزيدية " العريقة من أتباعها في مناطقهم في شمال العراق .. "الأيزيديون " يمارسون طقس في غاية الأهمية في معبد "لالش" المقدس لديهم .. يقوم الزوار (الحجيج) بعمل "عقد" من القماش يقال عليها(خيط) و يتم عقدها و ربطها في مكان ما يعلو عن الرأس قليلا .. تمثل "العقدة" ما يشتكى منه الزائر (الحاج) من أعمال سحرية أو حسد أو شر أو مشاكل مرضية مستعصية ، ثم يقوم نفس (الحاج) بفك عقدة أخرى في المقابل ، التي قد وضعها زائر أخر مجهول لديه قد سبقه و بالتالي يعقد الزائر لنفسه عقدة تمثل ما يعانيه ثم يقوم بفك عقدة إنسان أخر ليشفى مما يعانيه أو يصرف الأرواح الشريرة عنه .. من (سحر، حسد ، مرض ...) و بالطبع يكون الوسيط "الآلة" أو أي قوى خيرة !

نقل كاتب القران في سورة الفلق قضية ("النفاثات في العقد") من "الأزيدية" و لم ينقل معها طريقة الحل ، كما فعل نفس الشيء بنقل الوضوء و السجود و الركوع و طريقة الصلاة من الصابئة و اليهود بدون الأسباب و الكيفية و الوسيلة و غيرها!

أرى بأن طريقة حل و علاج قضية ("النفاثات في العقد") في (الديانة الأزيدية) أرقى كثيرا من الناحية النفسية و الفلسفية عن الاكتفاء بقراءة "المعوذتين" كما هو الحال في الإسلام و هي تقلل من عمليات "الحسد و السحر و غيره" في المجتمع و تقلل الكراهية و البغض و الحذر المتوالد بين الناس ، لأن الزائر (الحاج) يعلم جيدا أن العقدة التي يقوم بفكها و تتبع إنسان أخر مجهول لديه .. من الممكن أن يكون هو نفسه السبب فيها .. أي هو الذي حسد أو سحر هذا الإنسان الأخر و قام بهذا الفعل الشرير لصاحب العقدة المجهولة .. بهذه الوسيلة يتم تقليل البغض و الحسد بين الناس ، كما أن هذه الطريقة لها بعد فلسفي تقدمي أخر ، فهي تقود إلى التضامن و التعاون بين الناس

التعليق:
عندما تقوم بزيارة أخ أو صديق ثم تجد على باب بيته كفاً له خمسة أصابع أو تجد خرزة زرقاء معلقة ، أو الكف والخرزة معاً لدرء الحسد أو تجد أعلى عتبة الباب إحدى آيات المعوذتين عندما تلم بالخروج من بيته .. هل لا تشعر بالحرج لأنك أنت المقصود بكل تلك "التحصينات" المدججة ضد عين الحسود؟

شيوع الاعتقاد بالحسد و عين الحاسدة و النظرة الشريرة و خوف الناس من بعضهم البعض ، يسبب في نشر الكراهية و البغضاء بينهم ويجعلهم يتربصون لبعضهم البعض ، فضلاً عن كونه تعميق الرياء وإظهار الود المصطنع مع إخفاء المشاعر الحقيقة السلبية تجاه الآخرين و هي التي تتولد بطبيعة الحال نتيجة الأيمان بأن الآخر يكرهك ويتمنى زوال النعمة من حياتك و من بين يديك!

تسبب الأيمان بالحسد في تعميق الغش و الكذب و الخداع بين الناس بسبب التعمد الدائم في إخفاء كل ما هو يُعتقد انه معرض لغيرة و الحسد من قبل الطرف الأخر

أي حياة هذه التي يعيشها الناس وهم يظنون الدناءة في الأهل والأصدقاء والجيران؟

أي أمل في الخير و الشعور بالسعادة وهم يعتقدون بأن سوء الظن هو الذي يحميهم والتعاويذ التي توضع على الأبواب هي التي تكفل لهم السلامة

أن التخميس (5) في وجه الآخرين يعتبر مثل حائط الصد ضد الخبث و المكر السيئ للأخ والأخت والصديق والجار و الغريب .. أي الذين يتمنون زوال النعمة بينما هؤلاء جميعاً يظنون العكس أيضا

أصبحت الدائرة مغلقة الكل خائف من بعضه بسبب (آله الحسد و آله الشر)!


هل ينتظر الإنسان أي مساعدة أو خدمة ما أو أي مشاركة فعاله في هذا الوسط الاجتماعي الموبوء و المحيط به على المستوى الشخصي .. هل ينتظر أي تعاون أو تضامن على المستوى الجماعي بين الناس في أي مجال من مجالات الحياة!

ننظر كيف أصبح الحال في العلاقات بين الناس وكل منهم يظن في الآخر حاسداً له وحاقداً عليه .. ونتطلع إلى الحوارات تدور بينهم والتي يكتفي كل منهم فيها بإيراد "الأخبار السيئة" عن الصحة والزواج و الأمراض و عن فشل الأولاد في المدارس و الجامعات و كساد التجارة و عن توقف الحال أو الخسائر في البورصة و عن الدروس الخصوصية لأولاد و المرهقة لميزانية المنزل ولا ننسى الإكثار من ذكر لرقم (خمسة) بمناسبة وبدون مناسبة وإقحام يوم (الخميس) دائما في الكلام و المقصود بالطبع خمسة و خميسا في عين الحسود!

التعليق:
أرى عند قراءة سورتي "الفلق" و "الناس" بالإضافة قراءة التكرار الممل في سورة "الكافرون" ، يتم استدعاء الجن و الشياطين و لا يتم صرفهم! .. و تكرر القراءة هذه تعتبر "حيلة ذكية" من الشيطان ليتعرف على أتباعه مباشرة عندما ينادونه!

تقدم آيه! .. نهضة آيه! .. التي ينتظرها المسلمون ..فهم يتحدثون كثيرا في الأعلام عنها الآن! .. الأمة الإسلامية لا تمتلك غير مقومات الجهل و التخلف المتواجد بين آيات القرآن أو الفرامل و المطبات الصناعية المتواجدة في مختلف السور القرآنية التي توقف أي تقدم اجتماعي إنساني و توقف حتى التقدم الفكري العلمي و مصطلح ما في فائدة يقصد به "مافيش فايدة في الإسلام"!



مع شكري و محبتي

ملحوظة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الدراسة الغرض منها التوثيق و التجميع عنى و عن الكثير من الباحثين و الدارسين الآخرين لقرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام ألله
سرسبيندار السندي ( 2012 / 11 / 11 - 07:41 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي موريس وتعليقي ؟

1: يقولون أن كل مافي القرأن كلام ألله ، والسؤال لكل ذي عقل هل يعقل أن يكون هذا كلام ألله ؟

2: وهل يعقل إله يخاطب نفسه ، ومن ثم يتعوذ من شر هو خلقة ؟

3: صدق من قال ( عرب وين ... وطنبورا وين ) ؟


2 - القران كله من اسباب تحلف المسلمين
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 11 - 09:37 )


: مامعنى هذه الكلمات, هل يعطي الله طلاسم , وكلام غير مفهوم يحتاج الى مفسرين وجهابذة في اللغة لكي نعرف ماذا يقصد بكلمة الم أو الر أو كهيعص , ماذا يفعل الذين يقطنون في أماكن نائية وليس عندهم مفسرين للغة , أو ماذا يفعل غير العرب عندما يقرأون هذه الكلمات , أو ماذا تفسر الى الإنكليزية و الفرنسية
كان محمد يضحك على من عاصروه بكلام لا معنى له مدعيا امه من عند الله ولا زال البلداء من اتباعه يعتبرون هذه الاحرف من الغيبيات فقد تكون حروف لعشسقاته


3 - سحر عائشة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 11 - 09:40 )
عن عمرة قالت : اشتكت عائشة فطال شكواها فقصد إنسان في المدينة يطبب(يشفي من السحر) فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها فقال والله إنكم تنعتون(تصفون) امرأة مطبوبة (مسحورة) قال هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها(عبدة) قالت (العبدة) نعم أردت أن تموتي فأعتق.. .. قالت(عائشة) بيعوها في اشد العرب ملكه (يعني اشد وأقسى الناس معاملة للعبيد) واجعلوا ثمنها في مثلها.

(*) مسند الإمام أحمد أبن حنبل باب عائشة.


4 - محمد والرق
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 11 - 09:42 )
العبودية والعبيد أمر واضح وصريح في الإسلام ؛ والتاريخ يحكي عن شراء محمد للعبيد وبيعهم ؛ وهناك 23 آية تتحدث عن ملك اليمين والعبودية وأيضا هناك ظروف معينة حرر فيها محمد العبيد لكي يحاربوا معه ؛ وأيضا نصح محمد بتحرير العبيد عند كسوف الشمس!!!
* قالت عائشة رضى الله عنها أراد رسول الله أن يشتري غلاما فألقى بين يديه تمرا يأكله فأكثر فقال صلعم إن كثرة الأكل شؤم .
(*) المستطرف لشهاب الدين محمد الأبشيهي باب الطعام وآدابه والضيافة وآداب المضيف وأخبار الأكلة...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى .. 178 (البقرة2: 178)


5 - انما هو وحي يوحى
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 11 - 09:44 )
: أن لبيد ابن الأعصم اليهودي سحر محمد ؛ فكان يخيل إليه انه يفعل الفعل وهو لا يفعله ويخيل إليه انه يأتي النساء وهو لا يأتيهن ؛ حتى أنكر ما أبصره(عمى) واندثر شعر رأسه(صار اقرع) وكان لا يدري ما عراه ؛ ثم عقد له إحدى عشرة عقدة ؛ وقالت بنات الأعصم أخوات لبيد ؛ إن يكن نبيا فسيخبر وان يك كاذبا فسوف يدلهمه هذا السحر حتى يذهب عقله فيكون ذلك بما نال من قومنا وأهل ديننا ؛ فدله الله عليه ثم هبط على النبي ملاكان فقال إحداهما لصاحبه ما شكواه؟ فقال الآخر مسحور قال من فعله؟ قال لبيد بن الاعصم اليهودي ؛ قال ففي أي شئ فعله؟ قال في طلعة نخل ؛ قال في ماذا قال في مشط ومشاطة؟ قال فأين وضعها؟ قال في بئر زروان ؛ فأخرج الطلعة فإذا فيها إحدى عشرة عقدة ونزلت السورتان قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فكلما قرأ آية انحلت عقدة حتى انحلت العقد وكأن النبي نشط من عقال وعاد إلى النساء والطعام والشراب.

(*) صحيح البخاري بشرح الكرماني كتاب الطب باب السحر. المسند للإمام أحمد أبن حنبل . ال


6 - محمد والسحر
بلبل عبد النهد ( 2012 / 11 / 11 - 09:52 )

مار أيكم؟ كيف أن أنبياء الله الصادقين يتحدون السحرة وبكل ثقة يقولون أن الله سيبطله ؛ ولا يسعون إلى ساحر أقوى ليستخرجه ؛ وتعم الفائدة ويؤمن السحرة بإله موسى. نعم أعظم سحرة فرعون وهم أقوى مرات ومرات من لبيد أبن الأعصم ؛ لم يقدروا على نبي الله الحقيقي موسى. أما إذا كان الإصرار على أن ما جاءت به الأحاديث والقران هي الطريقة الإلهية ؛ فلماذا تأخر جبريل كل هذا الوقت تاركا حبيب الله يعبث به رجل يهودي ساحر يتعامل مع الشياطين ؛ ويدخل الشك في قلوب وعقول اتباع محمد وأشياعه على امتداد التاريخ؟ أليس هذا أهم يا جبريل من أن تنزل سريعا بالإذن بالخراء والبول والنبي في يده العرق ما وضعه؟ كيف يا جبلايل تتر كه يتلو على الناس قرآنا من وحي الشيطان كل هذه المدة؟.