الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما والناخبات

عائشة خليل

2012 / 11 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


فاز مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية وحصل على ولاية ثانية للولايات المتحدة الأمريكية منتصف الأسبوع الماضي. لم تكن المعركة الانتخابية باليسيرة، فأوباما لم يحقق وعوده الانتخابية فهو لم يغلق معتقل جوانتانامو، ولم ينجز التأمين الصحي، ولم ينهض بالاقتصاد الأمريكي من كبوته، ولم يخفض من نسبة البطالة بمعدلات كبيرة. كانت تلك الثغرات التي هاجمه من خلالها منافسه، ولكنه لم يفز.
فلقد تكاتف من أجل فوز أوباما الفئات المهمشة تاريخيًا في المجتمع الأمريكي لأنه منهم، صوتت من أجله الأقليات العرقيات والدينية، كما صوتت من أجله النساء وهن أيضاً مهمشات في المجتمع الأمريكي البطريركي. وتشير معظم التحليلات إلى أن أصوات الناخبات كانت حاسمة في المعركة الانتخابية، حيث إن رومني رفض بإصرار الولوج في القضايا التي تهم النساء بدعوة أن ذلك إشغال عن القضية الكبرى: الاقتصاد . فانصرفت عنه النساء إلى أوباما الذي اهتم بشؤونهن. كسب وكسبن، فلأول مرة في التاريخ الأمريكي تفوز عشرين سيدة في الانتخابات النيابية، ليشكلن أكبر كتلة نسائية في تاريخ الكونجرس الأمريكي. ولنا أن نتعلم من النساء الأمريكيات معرفتهن بمكانتهن كقوى ضاغطة ولاعب مؤثر في الانتخابات النيابية، لننتبه إلى أهمية الأفعال الموجهة لنصرة مصالح النوع الاجتماعي. هذه واحدة.
أما الأخرى، فهي الانتقاد الذي وجه للرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما على جملة صدرت منه أثناء إلقائه لخطاب بمناسبة فوزه. حيث قال مخاطبة ابنتيه: "ساشا وماليا تكبران أمام أعيننا ذكيتين، قويتين، جميلتين مثل والدتكما." فكتبت سالي روب تنتقد أن يكون الجمال أحد العوامل التي تقاس عليها الفتيات في القرن الواحد والعشرين وأن يتلفظ بذلك رئيس ليبرالي - ينظر إليه على أنه قدوة - ينتصر للحقوق المرأة. وأثارت مقالتها عاصفة من الردود بين مؤيد ومعارض. وشرحت إحدى المعلقات أنه من المهم أن تسمع الفتاة الأمريكية من أصل أفريقي مدح لجمالها، نظرًا لأن معايير الجمال متمحورة حول الأمريكية من أصل أوروبي.
ولا أرغب في أن أخوض في تلك المسألة بتفاصيلها، فالأمر لا يعنيني كثيرًا وأشك في أنه يعني القارئات. ولكنني وددت أن أستقرئ من هذه الواقعة كيف تساند النساء السياسيين وتحاسبهم في آن واحد. فأوباما موضوع تحت المجهر من أول لحظة انتخب فيها. فلا يترك السياسي ليتفوه بما يحلو له من عبارات أو يأتي بما يروق له من خطوات ولا يحاسبه أحد، وإنما يحاسب على ما يقوله إن لم يتماش مع وعد به، فيكون عليه أن يتسق مع نفسه فلا يخالف خطابه جوهر فكره. وهو الأمر المحوري هنا - بالرغم من الاتفاق أو الاختلاف على تفسير مضمون عبارته - تقويم الساسة من أول يوم ومحاسبتهم على أقوالهم قبل أفعالهم. ذلك لئلا يتركوا فيقعوا في المحاذير الأكبر.
إذن لقد تعلمت النساء في أمريكا من التجربة الديمقراطية التي تمتد إلى ما يقرب من قرن. فلهن وزنهن الضاغط في السياسية الأمريكية الذي لا يستهان به - خاصة وقد علمن به - والذي قد يتودد إليه المرشحون في الجولة القادمة ككتلة انتخابية تشكلت إلى حد بعيد في الانتخابات المنصرمة. كما تعلمن محاسبة الرئيس على أقل الهفوات وذلك حتى يعمل على اتساق خطابه مع وعوده الانتخابية التي قطعها على نفسه لتلك الكتلة الناشئة. إذن هو التنظيم والتحزب ثم الرقابة والمحاسبة. وددت لو عرفت النساء العربيات مكانتهن كقوة ضاغطة لا يستهان بها ليس فقط أثناء الانتخابات ولكن أيضًا في الرقابة على من ننتخبهم ليمثلونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | مستشارة أسرية تشرح كيف تؤثر علاقة -الأنتيم- ع


.. حديث السوشال | تفاصيل مقتل ملكة جمال الإكوادور.. وأمطار غزير




.. سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين إيمان فضل السيد


.. الحسكة في يومهم العالمي على العمالات الانضمام للنقابات وا




.. الصحفية المستقلة حواء رحمة