الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليشيات الإخوان الفضائية

أمينة النقاش

2012 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يوما بعد آخر، يفقد قادة حزب الحرية والعدالة الحاكم وأنصاره من السلفيين ومن غيرهم، صوابهم مع اتساع نطاق المعارضة المجتمعية لمسودة الدستور الذي يجري تلفيق مواده، ليصبح كما قال الفقيه الدستوري ،جابر جاد نصار «سمك لبن تمر هندي». وبدلا من أن يبذل أحد منهم أي جهد، للإنصات للملاحظات الشكلية والموضوعية التي يبديها المعارضون لتلك المسودة، انخرطوا جميعا في حملة يجري تلقينها لهم من فرط تشابه مصطلحاتها ، فالقطب الإخواني في الجمعية التأسيسية «محمد البلتاجي» انطلق «كالبرودة المحمصة» كما يقولون كي يرد علي مطلب «عمرو موسي» ونحو ثلاثين عضواً معه بالتروي في إصدار المسودة النهائية ليتهمه ومن معه ممن يطالبون بتعديلات في تلك المسودة، بحرق مصر.

من جهة أخري أطلقت جماعة الإخوان مليشياتها الاليكترونية والفضائية، لتتهم كل من يطالب بحل الجمعية التأسيسية وإعادة تشكيلها سعيا لتوافق وطني حول الدستور، بأنه ملحد وعلماني ويروج للشذوذ الجنسي وللزنا، ويرفض النقاب والحجاب كي تسير المصريات عرايا في الطرقات، ومعاد للشريعة وللإسلام، ولا يتوقف سيل الاتهامات من تلك المليشيات إلا بدعوة رئيس الجمهورية «الدكتور محمد مرسي» بضرب هؤلاء المعارضين بيد من حديد، وحثه علي إيداعهم جميعا في السجون، ومنعهم بقوانين استثنائية من الظهور في تليفزيون الدولة أو الفضائيات الخاصة!

معني ما سبق أن طرفا وحيدا، من أطراف المعادلة السياسية في مصر، يعتبر نفسه مقدسا، لا يمكن معارضته، أو الاعتراض علي الدستور المهترئ الذي يطرحه علينا، لذلك يطعن علي معارضيه، ولا يستحي من استخدام أسلحة فاسدة كالتخوين والتكفير، وتحريض السلطات التنفيذية التي أصبحت الآن ملك بنانهم، علي شطبه نهائيا من المعادلة السياسية وحبسه واعتقاله!

فاشية دينية تتخفي وراء فهم قاصر وانتقائي للإسلام والشريعة تريد فرضه علي مجتمع يطبق مبادئ الشريعة الإسلامية منذ بدايات الدولة الحديثة في عهد محمد علي أوائل القرن التاسع عشر. ولا تلقي بالا لمعارضة معظم قادة الرأي العام في مصر من داخل الأحزاب والنقابات ومن خارجها، ومن داخل الجمعية التأسيسية وخارجها لهذه المسودة.

فالقضاة يلوحون بمقاطعة الإشراف علي الاستفتاء والانتخابات العامة، إذا لم ترفع من المسودة النصوص التي تعتدي علي استقلالهم، ويجري تفصيلها علي مقاس الحزب الحاكم الذي يخوض معركة حياة أو موت لاخضاع السلطة القضائية لهيمنة الجماعة. والصحفيون يدعون لجمعية عمومية للتصدي للمسودة التي ألغت النص علي حظر مصادرة أو تعطيل الصحف، وأصرت علي دمج المجلس القومي للإعلام مع المجلس الوطني للصحافة لكي يشدد الحزب الحاكم سيطرته علي وسائل الإعلام، وامتدت معارضة المسودة الجديدة للدستور إلي الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني، والمجلس القومي للمرأة الذي أطلق حملة إليكترونية لجمع مليون توقيع لرفض هذه المسودة لما تحمله من أشكال التمييز ضد المرأة.

وبعيدا عن حملات الكراهية والتخوين والتكفير والتطاول والبذاءة ضد معارضي مسودة الدستور التي تقودها مليشيات الإخوان الفضائية والاليكترونية ، فالكرة الآن في ملعب الرئيس «محمد مرسي». فإذا كنت يا سيادة الرئيس حقا رئيسا لكل المصريين، فلا تقبل بأن تطرح هذه المسودة التي لا تحظي بأي توافق وطني لاستفتاء نعلم جميعا نتيجته مسبقا في ظل الظروف السائدة التي تختفي فيها السياسة، ليحل مكانها حرب طائفية ومذهبية وإغراءات تموينية تختصر الديمقراطية في بلادنا علي إجراء الانتخابات والاستفتاءات والنتائج التي تسفر عنها في ظل موازنة سياسية شديدة الاختلال.


ويا سيادة الرئيس، نريد دستورا لكل المصريين، وليس للجماعة وأنصارها ومؤيديها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مليشيات الليبراليين
ابراهيم محمد سكر ( 2012 / 11 / 14 - 07:33 )
عندما قلت موتوا بغيظكم البعض انفجر حزنا
ولكنى سارسل برسائل للحزب اليسارى
اين هى المعارضة المجتمعية المزعومة؟
فعندما نزل الليبراليين والعلمانيين واليساريين
ومائة وخمسون حركة ومنظمة ليبرالية
كان عدد المتواجدون فى ميدان التحرير
بالكاد وعند حصرهم كانوا خمسمائة وخمسة
عشر فردا.فاين هى تلك المعارضة المجتمعية
وعندما نزل الى الميدان المطالبين بحماية
الشريعة قلتم انهم يرهبوننا انهم يستعرضون
عضلاتهم انهم انهم مع انهم استخدموا حقهم
الطبيعى فى الممارسة الديمقراطية فلم نسمع
سبا بالدين وحركات استفزازيه كم سمعناها
من انصار التيارات الليبراليه واتباعها على
الساحة.واذا كان مستشار عاب على مسودة
الدستور فهناك العشرات قالوا بانه افضل
دستور على الاطلاق تشهده مصر فيجب ان
لاننظر بعين واحدة ياست امينه والاعجب فى
الامر ان الكاتبة تقول ميليشات الاخوان
ونسيت او تناست هذا الكم الهائل الهادر من
الاعلام الليبرالى وهجومه اربع وعشرين
ساعة على كل ماهو اسلامى حتى القنوات
الرياضية دخلت الصراع والسباب
وانتم تعرفون جيدا من يمول هذه القنوات

وللحديث بقية


2 - تحية وتأييد إلى السيدة أمينة النقاش
غـسـان صـابـور ( 2012 / 11 / 14 - 10:40 )
كلامك حقيقة وحكمة و منطق وشجاعة... ولكنه وصل بعد فوات الأوان. لأن الــســم اليوم في الدســم كليا. حتى في قــمــم الحكم والسلطة. وتغلغل السرطان الأخونجي المتربص من مائة سنة في جسم مــصــر وكافة البلاد العربية وما تسمى إسلامية... عبر جسور طروادة المزيفة التي سموها الربيع العربي. والتي ســرعان ما تبين أنه تصحير إسلامي سلفي رجعي لا حضاري, يجمد العقل وكل حكمة...
هكذا خططت لنا ماما أمريكا. لأنها بتصحير عقولنا تؤكد جنزرة كل إمكانياتنا بتطوير بلادنا نحو الأفضل. وبقاءنا في جورة العتمة الأبدية. وجهالتنا الدائمة التي تبقى أفضل ضمان لتوسع وديمومة دولة إسرائيل...
أتمنى لك قوة المقاومة وديمومة الأمل والكتابة....
بالانتظار لك كل مودتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا


3 - هل هو رئيس حقا
احمد سعيد ( 2012 / 11 / 15 - 01:54 )
الى السيده كاتبه المقال ,لقد وجهتى استفسار للسيد مرسى العياط بخصوص الدستور ,صراحه انا عندى شكوكى الكثيره فى قدراته العقليه من حيث كونه رئيس الجمهوريه ,انا لااعتقد ان المدعو مرسى العياط يصلح لان يكون رئيسا لمصر باى صوره من الصور ,كونه يشغل هذا المنصب الان مفزع جدا ومخيف ,الرجل ليست عنده خبره حتى فى اداره سوبر ماركيت


4 - لاتعطى القط مفتاح الكرار
حكيم العارف ( 2012 / 11 / 15 - 04:39 )
الاستاذه امينه تقول :

فالكرة الآن في ملعب الرئيس «محمد مرسي». فإذا كنت يا سيادة الرئيس حقا رئيسا لكل المصريين، فلا تقبل بأن تطرح هذه المسودة التي لا تحظي بأي توافق وطني لاستفتاء نعلم جميعا نتيجته مسبقا في ظل الظروف السائدة التي تختفي فيها السياسة، ليحل مكانها حرب طائفية ومذهبية وإغراءات تموينية تختصر الديمقراطية في بلادنا علي إجراء الانتخابات والاستفتاءات والنتائج التي تسفر عنها في ظل موازنة سياسية شديدة الاختلال.
----------

ماكدبش عليكى .. و نصيحه .. لاتعطى القط مفتاح الكرار.

انت تتكلمين مع الشخص المحرك لهذه الشرزمه الاخوانجيه ...

انه هو مستر X ...


اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah