الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيارات نوع من حل

عمار طلال

2012 / 11 / 14
المجتمع المدني


السيارات نوع من حل

ثمة زوايا في الاقتصاد العراقي، تعدو الثروة الاحادية الواضحة.. النفط، الى انطقة بكر في الصناعة والزراعة والسياحة وسواها، فمثلا صناعة السيارات.. صناعة تمتد اهميتها الاقتصادية الى توفير ملايين الوظائف على النطاق العالمي، بما يفوق ميادين التصنيع الاخرى، فضلا عن ملايين المهندسين والصناعيين في الاعمال المرتبطة بالسيارات مثل محطات الوقود وورش الصيانة ووكالات السيارات.
تسند صناعة السيارات البنية الاقتصادية لدول كثيرة؛ عن طريق الاستهلاك الضخم لمنتجات صناعة الاخرين فمثلا تحتاج السيارة النموذجية الى اكثر من 680 كغم من الصلب و 230 كغم من الحديد و 90 كغم من اللدائن و 45 كغم من كل من المطاط والالمنيوم؛ الامر الذي يسهم في تحقيق تكامل دولي عالمي من جهة الموارد والثروات.
ما يؤكد اهمية تبني صناعة السيارات في العراق نظرا لمردودها على الاقتصاد الوطني من حيث توطين رؤوس الاموال وجذب استثمارات اجنبية.
اسوق هذه المقدمة لعلمي بتسجيل شركات قطاع خاص بصناعة وتجميع السيارات والمكائن في العراق، مستذكرا الشركة العامة لصناعة السيارات في بابل/ الاسكندرية صاحبة السبق والريادة حيث نجحت في توقيع عقود مشاركة مع شركات عالمية منها جنرال موتورز وهيونداي ورينو وبي واي دي وليفان وغيرها من الشركات وباشرت منذ توقيع عقود المشاركة بجلب خطوط اولية لتجميع سيارات نصف مفككة وهذه الخطوة الاولى في مجال تجميع وتصنيع السيارات وحاليا تنفذ مشروع جديد لخطين انتاج استراتيجيتين لتجميع السيارات وبطاقة انتاجية 100000-120000 سيارة سنويا لاول مرة في العراق وينتهي العمل فيها خلال 6 اشهر كحد اقصى ومن المقرر أفتتاحه في النصف الاول من سنة 2013 وهو يقام على مساحة تبلغ 340000 متر مربع، بطاقة انتاجية تصل الى 20 سيارة في الساعة، يضم المشروع 1600 موظف بشكل مباشر في ثلاث وجبات، فيما يفيد منه 7500 فرد بشكل غير مباشر.
ينتج الخطان انواعا من السيارات هي: IKCO, Saipa, Lifan, BYD.
وهذا سوف يكون له انعكاسات ايجابية سواء على مستوى خلق فرص عمل وكذلك خلق القيمة المضافة والكفاءات والتجميع على الصعيد المحلي ويعد المشروع الجديد احد تجسيدات الاستثمارية الوطنية لتنمية القطاع الصناعي في العراق وهي مشابهه لخطوط التجميع في دول المجاورة مثل مصر وسوريا وتركيا وايران واذا استمرت الشركة المذكورة بمثل هذه الخطوات الثابتة سوف تكون الركيزة الاول لصناعة السيارات في العراق وتشجيع بناء الصناعات المغذية في العراق.
كانت مثل هذه المحاولات تبوء بالفشل لان النظام السابق، يريد ان يتحدى العالم من دون دراسات علمية، قافزا الى مرحلة تصنيع السيارات من دون المرور بالمراحل الطبيعية للدخول في مجال صناعة السيارات؛ فاي بلد يهدف الى الوصول الى صناعة السيارات يجب ان يبدأ من مرحلة تجميع اجزاء مفككة قليلة وبعد ذلك ترتفع نسبة التفكيك الى ان تصل 100% وهذا قد يستغرق من 5-15 سنة وخلال هذه المدة سوف يمتلك العراق مميزات تنافسية كبيرة في مجال صناعة السيارات، حسب المعايير العالمية.
انا متفائل بهذه البداية الجديدة المدروسة والمبنية على اسس عملية من دون شعارات عريضة، داعيا الحكومة للتفاؤل معي بدعم شركات قطاع الخاص في هذا المجال ومساعدة الشركات المؤسسة حديثا على المباشرة في مشاريعها لفتح افاق هذه الصناعة بشكل اكبر في العراق باعتبارها من الصناعات كثيفة العمالة وذلك لزيادة فرص عمل الشباب خلال الايام المقبلة.
فالعراق ما زال واعد في مجالي صناعة واستيراد السيارات بنسب متدنية كثيرا عن محيطه الدولي بواقع 50 سيارة لكل 1000 نسمة في حين ايران 175 والسعودية 366 وتركيا 142 والاردن 154 سيارة لكل 1000 سيارة نسمة.
هذا بشأن السيارات وحدها، اما الثروات الاخرى في العراق، فكافية لاخراجنا من نير الاقتصاد الاحادي، وتحقيق رفاه ليس للعراقيين وحدهم، انما يفيض ليغمر سواهم، على طريقة الاكتفاء والمؤهل للالتفات للاخرين، وليس على طريقة حرمان الشعب العراقي، وغمر الغرباء بخيراتهم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية