الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلوم تتوسع والعقول تضيق

عمار طلال

2012 / 11 / 15
المجتمع المدني



استدق العلم، حتى نفذ اطباء الجراحات التجميلية، الى شعيرتين في الحنجرة البشرية، لا تريان بالعين المجردة، يتحكمون منهما بالصوت تحلية لانغامه.
ما يعني ان العالم من حولنا، يتوسع بمتوالية هندسية، بينما رأس سلحفاة التنمية في العراق، التف على الذيل يأكل نفسه!
تفاصيل تخصصية دقيقة يشهدها العالم وانظمة تعليم متنوعة تجري في مستقر لها، ونحن نبعد انفسنا كي لا يحرج (الستوكات) والمفسدون، بالجهل والفساد.
ففي الوقت الذي يطور العالم من اساليب الدراسة من (الاوبن بك) الى سواها، تكتظ بناية واحدة بثلاث او اربع مدارس إذا (مو) خمس، يؤدي فيها معلمون عملهم على مبدأ (اسقاط الفرض) على عجل كأن الريح تحتهم.
في ظل عدم اكتمال دعائم الامن، لا تطمئن العوائل ولا ملاك التدريس على الاطفال بعد الرابعة، لذا يحصر دوام المدارس الثلاث من الثامنة صباحا الى الرابعة عصرا بواقع ثلاث ساعات لكل مدرسة من دون فرص لاراحة الاطفال وتهيئتهم لتلقي درسا جديدا في ميدان معرفي اولي.
وعدد ساعات الدوام يقل بزيادة عدد المدارس في كل بناية، في حين رسمت اليونسكو لدول العالم (استندر) يقضي بست وثلاثين حصة يتلقاها الطالب خلال الاسبوع الواحد، على يد اساتذة يحملون شهادات معترف بها اكاديميا.
وبهذا فالشهادة الاعدادية او الجامعية العراقية غير معترف بها عالميا، لاننا نحن فرطنا بجبال العلم الشامخة، واخضعنا العملية التربوية في العراق، الى اشتراطات غير علمية ولا منهجية، جعلتها مرتعا لذباب الجهل وآفات التخلف.
هل ينتخي احد من التربويين لتطمين اطفال المدارس الى انهم يعدون وفق مناهج مدرسية ناجحة، في مدارس نظامية لا يصطك فيها برد ويلهبها حر، واذا ما توفر هكذا شخص، فان غياب المستلزمات يشكل احباطا دائما.. مقيما
والدليل ان شحة عدد المدارس تمت معالجته بطريقة مضحكة، يانتظام مدارس على الدوام في (كرفانات) كلفة الواحد منها ستة وثلاثين مليون دولار.
هذا الرقم كاف لبناية مدارس انموذجية، بكلفة اقل من سبع وثلاثين مليون...
لا استطيع القول بانه فساد ولا استطيع القول بانه جهل، لكنه من المؤكد واحدا منهما.. اما فساد او جهل، وفي الحالتين يقول رهين المحبسين ابو العلاء المعري:
ان كنت تدريها فتلك مصيبة وان كنت لا تدري المصيبة اعظم، ففي الوقت الذي يتخصص فيه اطفال المدارس منذ غضاضة ملكاتهم العقلية والبدنية، تتخشب روح الطفل العراقي، ويتقرى وعيه بعقد ان لم يغادرها فسوف تنسف مستقبل العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية