الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اعرف وين شايفك

رباح حسن الزيدان

2012 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حاولت ان أخذ فسحة من الامل في الاحاسيس والمشاعر وأنا أكتب ،، لكن لا أعلم إن كنا قد جبلنا على الهم ، ما زلنا نخلط مشاعرنا ولا نحب من اجل الحب فقط .
وأنا أحدثها أضطربت مشاعري ، بدأت أتكلم بقلبي لابعقلي ،، هل أختار لها أسماً ؟ حسناً ، ماذا سأسميها قريبة صديقة حبيبة النصف الاخر ،، أنا أمر بحالة من التشوش لم أعهدها من قبل .
كان الحديث عن طرق الانترنت ،، لم أرى منها سوى حروفها ، كانت تلتهمني ، تقضي على مشاعري بكل حرف تكتبه . 
مثقفة ، راقية ، مرهفة الاحساس ، عندما تتكلم كانت تشق طرقاً في ذاتي يسيل معها جهلي وتخلفي عنها بملايين السنين الضوئية ، أدخلتني في متاهة الزمان والمكان ، عن ماذا كانت تتحدث ، من أين لها هذا ؟ لم أكن أعلم ، الأمر الوحيد الذي أعلمه هو أننا لا نملك الكثير من هذا النوع من النساء ، أمرأة تشدك الى القاع بكلامها وأفكارها ، لم تستخدم جسدها ومفاتنه لكي تستولي عليّ ، بالعقل وحده هزمتني عدة مرات ، ليست من النوع الرخيص ولم تغويني بالاساليب الرخيصة، مع أنها كانت تملك ما يؤهلها لفعل ذلك . هل كانت فتاة من لحم ودم مثلنا ؟ حقيقة لم أكن اعلم .
قالت لي ونحن نتحدث " گأني أعرفك " ، شدتني هذه الجملة وتهت في ظلامها .
أحست بأرتباكي وجهلي أمامها وهي نصف بشر ونصف أله ، لم تستمر في أحراجي ، أخذت زمام المبادرة وراحت تحدثني عن معنى هذه الجملة وال " ديجا ڤو " وماذا يعني أميل بويرك بها.
هي تتكلم وأنا اسمع كمن يُعالج من مرض نفسي أو كمنصت الى زعيم روحي سبق وأن أستولى عليه ، تقول : هي جملة من جمل كثيرة نحسها احياناً وتلتصق بنا أحياناً اخرى ، تسألني : ألم تشعر بأنك تعرفني ؟ نعم أنا اشعر بأني أعرفك ورأيتك ولكني لا أعلم متى وأين ، تضحك كثيراً ، تكسر جمود حديثنا بصخبها ومرحها  وجمال روحها ثم تقول : أنا متأكدة من أن هذا الحديث هو حديث مكرر حصل لنا سابقاً ، نفس نقاشاتنا القديمة وعراكنا المستمر من أجل اقناع المقابل بفكرة أو تفنيدها ، نعم أنا متأكدة من اننا ضحكنا كثيراً وأنك كنت حبيبي وكنت حبيبتك ونحن لا نفعل شئ الان سوى تكرار الحديث الذي أخفته قوى غريبة من ذاكرتنا . 
تكمل الفراشة حديثها : جملة لها شجون " كأني أعرفك " أو " هل أنت متأكد من اننا لم نلتقي ؟" سؤال معقد له أساس في كل الاديان وأن أختلفت قوة الأعتقاد به ، تطرق لثواني ، تستغلها لمسح دموعها ثم تقول بألم وحسرة شديدين : لا أريد أن أفقدك مرة أخرى . تنهي الجملة ثم تختفي لأنقطاع التيار الكهربائي في بغداد .
أهيم وحيداً وأنا أفكر في كلامها وأقول لنفسي : سأعثر عليها قريباً حتى واذا كان ذلك في حياة أخرى ولكن قبل ان آمل ذلك ، عليّ ان أجيب عن هذا السؤال القادر على احيائي من جديد :
هل تتناسخ الارواح ؟؟؟!!

دمتم على حب العراق ،،،، 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابكيتني
اشراق علي ( 2012 / 11 / 16 - 22:28 )
رائع رائع رائع ما كتبته
تمسك بالامل فهو اساس الحياة


2 - كلنا تائهون
ايار العراقي ( 2012 / 11 / 16 - 23:21 )
نص جميل اعادني في بعض اجزائه الى رائعة عبد الرحمن منيف قصة حب مجوسية
لاباس ان تتيه في بغداد او في مترو باريس ياصاحبي المهم ان تبقى جذوة الامل متقدة بانك ستلقى ماتريد يوما ما وربما اهون عليك بالقول نحن كلنا تائهون في دواخلنا
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي