الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة

مفيد بدر عبدالله

2012 / 11 / 18
المجتمع المدني


رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة !!!!
مفيد بدر عبد الله
بعدما أنتهي من قراءة أي صحيفة أو مجلة لا أجعل منها بساطا للطعام أو أمسح بها الزجاج ولن يكون مصيرها القمامة مثلما يفعل الكثيرون بل أعطيها لجاري "جبيّر" الحمّال المحب للقراءة هو وابنه، ومعذرة.. ما اعتدت أن أصّغر من الآخرين أومن أسمائهم والتعالي عليهم ولكنه إلف هذا الاسم منذ خمسة عقود تقريبا فهو كان ولازال يعمل حمالا يجوب الأسواق قاصدا كسب العيش ولن يلتفت لأي شخص يناديه بغير هذا الاسم، له ابن واحد يعمل ببيع المناديل الورقية في أحد التقاطعات تاركا مدرسته الابتدائية رغم تفوقه وتميزه ولكنه يأبى أن تخرج أمه إن مرض أبيه أو كسد عمله لتطرق الأبواب قاصدة الأخيار من القاصي والداني، ولدى عودته من عمله يجلس بالقرب من مدرسته دامع العينين يستمع لصراخ ولعب أصدقاء الأمس في ساحة المدرسة.
لم ينجب "جبيّر" غير هذا الابن لأنه لا يريد أن يورث أبنائه الفقر وآلمه كثيرا ترك ابنه الوحيد المدرسة.
إن منزل "جبيّر "أو كوخه يشبه إلى حد كبير ما نقرأ عنه في كتب التاريخ وعن سكن الإنسان البدائي ما قبل الحضارة،فالجدران سداد من الطين والسقف جريد وسعف النخيل، الباب ستارة بالية من القماش فليس في الكوخ ما يسرق إن تُرك وحيدا فالأثاث مما يرمى في مزابل الميسورين وحتى انقطاع الكهرباء لا يعنيه بشي فليس له بالكهرباء من حاجة (فالمهفة) و(العاكول) المرشوش بالماء في شرفة كوخ الطين تقيه هو وأسرته بعضا من حرارة الصيف والموقد بناره ودخانه لبرودة الشتاء ورغم أن الأمطار تعني الخير والعطاء ولأجلها يصلي الناس،فإنها لجبيّر مأساة فلا يقوى الكوخ على مواجهتها وبعد هطولها بدقائق يصبح داخل الكوخ كخارجه وفي بعض الأحيان يطرق أبواب الأخيار هو ومن معه في المنزل حاملي فراشهم على الرؤوس وبرغم كل هذا وذاك فان "جبيّر"يحب العراق بشغف كبير فيفرح لأفراحه ويحزن لأحزانه وتبكيه مناظر وأفعال الإرهاب،وحتى في مشاهدته للعب فريقنا بكرة القدم في المحافل الدولية معنا في المقهى الكل جالس و"جبيّر" واقف من شدة الحماسة ويوجه اللاعبين وكأنه المدرب بصراخه مشدود الأعصاب يتضرع لهم بالدعاء وإن فاز فريقنا يعبر عن فرحه بأشكال شتى ، يقبل كل من في المقهى ويضع على باب كوخه علم للعراق ومن حوله الورود.
إن حال "جبيّر" البائس استثمر من قبل بعض الفضائيات للترويج للحرب ولاستعطاف الشعوب وعلى وجه الخصوص عوائل الجنود المشاركين بالحرب فذات مرة وبعد دخول القوات إلى البصرة قال أحد المراسلين من أجل هذا وأمثاله أتى المحاربون للعراق وأشار إلى "جبيّر" وبعدها تصدرت صورته وصورة منزله البائس الكثير من الصحف الغربية وكان "جبيّر" أصبح هدفا استراتيجيا للحرب وبعدها تغير حال الكثيرين وبقي "جبيّر" على حاله إن لم يعد إلى الخلف فكل ماٍ حصل عليه البطاقة الذكية وبرغم كل ذكائها لا تقوى على تمشية حاله سوى لأيام قليله ولم تنهي مأساة تجواله بالأسواق رغم كبر سنه، يحمل للميسورين ما لذ وطاب ليتعطر بعطر طعامهم الفاخر وإن همّ بالشراء توجه لأردى ما في السوق والمستهلك منه وهو غير ملام فهذا ما يقوى عليه عمله وما تقدمه له البطاقة الذكية.
إن "جبيّر"برغم حاله البائس محب للطرفة والنكات ومن أقواله ( إن الحرب الأخيرة برغم كل صواريخها وطائراتها ودباباتها ما استطاعت انتشالي من حالي البائس ويبدو أن قضيتي تحتاج لحرب عالمية ثالثة).
والسؤال الذي يطرح نفسه ((ماذا لو استغاث ألف "جبيّر"في أفريقيا أو أي بقعة غير حيوية في العالم ........ هل يلبى النداء ٍ؟!!!! ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار