الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور 1971 كلاكيت تاني مرة

مختار عبد السلام

2012 / 11 / 19
المجتمع المدني


بينما انا جالس أُفتش في أوراقي القديمة استوقفني مقالة كنت نشرتها في جريدة الشرق الاوسط اللندنية منذ ما يزيد عن عشرون عاما وتحديدا في اغسطس 1991، أظن اننا بحاجة اليها الان ، فقد كانت المقالة عن دستور 1971 وظروف إعداده وإقراره ، وجميعنا يذكر بدايات حكم الرئيس السادات عندما اعلنت الحكومة استقالتها فجأة ، من أجل لي ذراع السادات ، والذي فاجئهم بقبوله استقالتهم جميعا ، وقام باعتقال جميع مراكز القوي آنذاك وهو ما عرف بحركة التصحيح ، وكان دستور 1971 نتاجا لصراع علي السلطة انتهي بهزيمة مراكز القوي ، وانتصار حركة التصحيح التي ما لبثت وان سُميت ثورة التصحيح التي قادها السادات ، وبالتالي فقد كان دستور 1971 هو محور ضبط وتطويق لهذا الصراع ، وتعزيزا لسلطة المنتصر في الصراع وبما يضمن له دوام التفوق .
ما اشبه الليلة بالبارحة فبعد أربعة عقود يتكرر المشهد ، فنجد تيار الاسلام السياسي الذي فرض صراعا علي القوي الوطنية والليبرالية ، خرج منه تيار الاسلام السياسي مُنتصرا في انتخابات مجلس الشعب بنسبة فاقت 70% علي القوي الوطنية والليبرالية التي هُزِمت شر هزيمة ، وذلك ليس نتيجة قوة التيار الاسلامي فحسب ولكن نتيجة تشرذم القوي الوطنية والليبرالية ، كذلك الحال في انتخابات الرئاسة المصرية انتهي الامر الي تقهقر مرشحي القوي الوطنية والليبرالية وتقدُم مرشح الاسلاميين وفلول النظام البائد - حسب تعبير البعض - الأمر الذي مكنهم من تشكيل اغلبية عددية في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور الجديد المزمع انشاؤه .
لذلك نتوقع ان يكون الدستور الجديد إن قُدر له خروجه الي الحياة دستورا مشوها ، يكرس سلطة المنتصر ويضمن له دوام التفوق ، وعلي حساب المصلحة الوطنية التي لم ولن يراعيها التيار الاسلامي بسبب منطلقات فكرية وايدلوجيات سياسية ، تنحصر جميعها في إقصاء الاخر ورفضه ، ومن اجل الهيمنه علي الاوضاع في البلاد ، وبدأت مبكرا مرحلة اخونة الدولة لصالح تيار الاخوان المسلمين الذين استحوذوا منفردين علي قرابة الـ 45% من مجلس الشعب المنحل ، وسيطرتهم علي تشكيل الحكومة الامر الذي أعطاهم قوة الدفع اللازمة لأخونة الدولة ، وتحت دعوي انهم يرغبون في تنفيذ مخططهم للاصلاح وهذا لن يتأتي إلا بتناغم مجموعة العمل التشريعية والتفيذية وفي الطريق القضائية ليكونوا استولوا علي السلطات الثلاثة ، ناهيك عن سيطرتهم التي دانت لهم علي الجيش والشرطة ، وهذا الامر ينطوي علي مخاطر تحدق بالوطن ، حيث لا يؤمن هذا التيار بفكرة الولاء للوطن بقدر ايمانه بفكرة الولاء للدين والعقيدة ، مما سيؤدي في نهاية المطاف الي صراع عقائدي بين نسيج الامة بمسلميها ومسيحييها ، سيجني الوطن مرارة ثمارها .... فما اشبه الليلة بالبارحة
فهل تضيع دماء شهداء الثورة هباء ... أم نقول .. كانت لنا ثورة خطفها الغراب وطار ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: أوامر إسرائيلية جديدة بتهجير 300 ألف فلسطينى


.. رئيس كولومبيا يدعو لاعتقال نتنياهو: يرتكب إبادة جماعية




.. غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم


.. اعتقال محامية تونسية بارزة بعد تصريحات وصفت بـ-المهينة- لبلا




.. واصف عريقات: يوم 7 أكتوبر ضربت ركائز الكيان الصهيوني الثلاث