الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الاسلام من تراكم المال

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


موقف الاسلام من تراكم المال
منذ بداية الدعوة الاسلامية انحاز النبي محمد (ص), وكأي نبي, الى الفقراء والمعدمين والمظلومين والعبيد محاولا الرفع من شأنهم في المجتمع والحصول على حقوقهم في حياة انسانية كريمة و دعى الاغنياء الى البر بالفقراء والدعوة الى شبه تقاسم الثروة معهم تأكيدا لاحكام الآيات الكريمة التي نزل بها القرآن الكريم والتي حثت على عدم كنز المال كما في صورة التوبة الآية 34 ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) فعدم انفاق المال في سبيل الله وعدم انفاقه على من يستحق يوجب العذاب الاليم, وقد حدد الله سبحانه وتعالى كيفية انفاق المال عن طريق الزكات والخمس والصدقات وكذلك حدد الاشخاص الذين يستحقون هذه الاموال من الفقراء وابناء السبيل والغارمين والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب, وبذلك لم يقصرها على المسلمين فقط فكل شحص يعيش في الدولة الاسلامية يتمتع بهذه الاستحقاقات, فالاسلام جاء بمنظومة تكافل اجتماعي لو طبقت لما وجد فقير ولم يتراكم مال غني, ومع ان الاسلام لم يلغي الملكية الفردية بأي شكل من أشكالها ولاكنه وضع ضوابط شرعية لها, ومن ناحية اخرى فان النبي محمد (ص) والخلفاء الراشدين من بعده ضربوا مثلا يحتذى في هذا المجال فهم عاشوا بزهد ولم يتركوا بعد موتهم أموال تورث, علما بأن دولهم كانت تغطي مساحات كبيرة من العالم وخراجها كثير, وحتى بعد اقامة الملك العضوض من قبل بني أمية وابتعادهم عن مفاهيم الاسلام وانفاقهم مال المسلمين على ملذاتهم يخرج منهم الخليفة عمر بن عبد العزيز (رض) ويحاول ان يعيد الامور الى نصابها بنذه حياة الترف والعودة الى حياة الزهد والعدل الا ان ذلك لم يرق لبنو أمية فقتلوه مسموما.
ان الامام علي بن أبي طالب (ع) وأصحابه أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وابن مسعود وصهيب الرومي ومن تبعهم هم من التزموا بشكل دقيق بالتعاليم الاسلامية في ما يخص توزيع الثروة وكانوا دائما يتقاسمون مايغنموه مع المستحقين اضافة الى انهم لا يتوانون عن حث الحكام والاغنياء بالالتزام بالتعاليم الاسلامية في هذا المجال, حتى ولوكان هذا لايروق للحكام والاغنياء, وقد عانوا الكثير, وخاصة أبو ذر, من جراء ذلك. وقد تبعهم أئمة أهل البيت (ع) في ذلك فأشاعوا هذه الورحية بين اتباعهم وحثوهم على عدم الكنز والانفاق في سبيل الله ما استطاعوا ففي رواية عن الامام الصادق(ع) انه قال( المال أربعة آلاف درهم, و ثمانية آلاف درهم كنز, وما اجتمع اثنا عشر ألفا من حلال, وليس من شيعتنا من يملك مائة ألف درهم), ولذلك ترى مراجعنا العضام يعيشون حياة زهد بالرغم من الاموال الطائلة الموجودة تحت تصرفهم والتي يوزعونها على مستحقيها, فهذا آية الله العضمى السيد علي السيستاني يعيش في بيت قديم وبالايجار وقبله الشهيد الصدر وكذلك آيات الله العظام الخميني والشيرازي.
أتمنى على كل مسلم أن يفهم رسالة الاسلام الاقتصادية التي أوجب الله عز وجل من خلالها نظام لتوزيع الثروة والتكافل الاجتماعي, ولا ينسى بان الله مسائله عن المال من أين أتى به وبما أنفقه.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كذاب
Fuad hayder ( 2012 / 11 / 20 - 18:32 )
انت كذاب حقيقي بكل المقايس ابن السيستاني يملك المليارات وكذلك كان خمس الغنائم لمحمد ووجميع الصحابة كانوا يملكون كما يملك الان الحوزات والمالكي وجميع المسؤلين في حزب الدعوة يا كذاب

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah