الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذب التربية والتعليم!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2012 / 11 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي



كم وقفت بإحترام وإجلال أمام وزارة التربية والتعليم، ذلك الصرح العظيم الذي يضم في رحابة ملايين المدارس في حنايا الوطن!
وكم وقفت متأملاً، وآملاً في ذلك الاسم، الذي يشارك كل أب وكل أم في تربية أولادهم، وتعليمهم بما هو اسمى من المعرفة: المبادىء، والمثل، والفضيلة!
وأجدني اليوم، أقف مطأطىء القلب، والمصير، وأنا أرى نزيف الأخلاق منحدراً من سبوراتها السوداء، عابراً بواباتها الحديدية إلى التراب!
البداية من الصباح المظلم.. حيث يذهب طلبة الشهادات العامة إلى فصولهم فلا يجدوا مدرساً، وإذا وجدوه، قال لهم بجرأة ساخرة: "ايه اللي جبكم"؟!..
تحتضنهم الدروس الخصوصية، ينسون شكل مدارسهم، لكن إدارة المدرسة لا تنساهم، فهي تعدّ عليهم أيام غيابهم، وترسل لهم انذارات بعدد أيام الغياب، ثم الخطاب الأخير بالفصل!
يتساءل ولي الأمر: ما سبب ارسال خطابات الانذار، مع معرفتكم بأن جميع الطلبة لا يذهبون إلى المدرسة، وإذا ذهبوا لا ترحبون بهم؟!..
يجيب السيد المسئول: الخطابات ما هي إلا اخلاء لمسئوليتنا القانونية!
وما العمل في قرارات الفصل؟..
يجيب السيد المسئول: على الطالب أحضار شهادة مرضية عن أيام الغياب!
وما على الطالب، أو الطالبة، سوى الكذب؛ للحصول على الشهادة المرضية!
أعرف أماً ملتزمة بالصدق، ذهبت إلى الطبيب، وقالت له: ابنتي لم تكن مريضة، ولكن المدرسة تطلب شهادة مرضية؛ حتى تعيد قيدها بالمدرسة من جديد!
وعند الطبيب، تكتشف الأم، أن الكذب أصبح لغة العصر، وأن الطبيب من كثرة سماعه الأكاذيب، لم يعد يحتاج إلى سماعها؛ وقد أمسى يدوًن الكذب بتلقائية على التذكرة الطبية؛ حفاظاً على مستقبل طالب معرضاً لفصل تعسفي!
يا وزارة التربية والتعليم، ان كنتِ لا تريدين تعليم أولادنا، فلا تربيهم على الكذب!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته