الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم العالي في العراق ... نظرة وآراء

سمير عبد الرحيم اغا

2012 / 11 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


التعليم العالي في العراق
نظرة وآراء
...........................................
سمير عبد الرحيم أغا

اعتبر التعليم العالي عند نشأته مشروعا حكوميا محظا تموله بشكل كامل الموارد الحكومية ومع مرور الزمن ادت الحاجة للاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد الى توسيع التعليم العالي الممول من الحكومة .. كما منحت التراخيص للقطاع الخاص للاستثمار في التعليم العالي المتوسط اولا ثم المستوى الجامعي ثانيا ...في ضوء الاستحقاق العلمي في العراق " يعد التعليم العالي في العراق من أقدم النظم التعليمية في الشرق الاوسط ويرجح تاريخ التعليم العالي في العراق الى بدايات القرن الماضي ، والتي أثمرت عن تاسيس اول جامعة عراقية هي جامعة بغداد سنة 1957" تعد الجامعة احدى المؤسسا ت الاساسية التي تساهم في تقدم البلد ورقيه وتؤدي فيه دورا هاما في تاهيل ابناء المجتمع ،
ان فيض الحرية الذي ننعم به دستوريا لم يصل الى مستوى النضج لمعالجة كل الطروحات الموجودة في العراق سواء كان سياسيا او اقتصاديا او علميا ومنها مثلا استقلالية الجامعات في بلدنا العزيز .. حيث البناء الجامعي لازال يعاني من ترسبات كبيرة من الداخل ومن الخارج .... هي نتيجة الحروب ، فهناك فروق بين جامعة واخرى ... فروق كبيرة سواء بالمشاكل الامنية او المشاكل العلمية فمثلا جامعة بغداد وهي "الجامعة الام " لديها اكثر من 25 كلية وجامعات اخرى لديها عشر كليات واغلب هذه الجامعات تاسست بعد عام 2003 ليصبح لكل محافظة جامعة وهذا هو المطلوب والذي كان من المفترض ان يتحقق ..
ولو اردنا ان نقارن بين الجامعات فلا يوجد ميزان للمقارنة لتاسيس استقلالية علمية وادارية وسط تقاسم النفوذ من قبل الكيانات السياسية والتي استطاعت ان تتقاسم الوزارة في كل فترة لتحقيق اهدافها في الوسط الجامعي وبالذات الوسط الطلابي حيث وزعت الادوار لتعلب على كل الجهات فلم يكن لديها برامج واضحة لإدارة الجامعات ولم يكن هدفها الا تحقيق المصلحة الحزبية حتى اصبحت بعض ادارات الجامعات تنفذ القرارات التي تملى عليها من قبل الاحزاب ، وما زالت الوزارة ( التي استحدثت في عام 1970 لإحداث تغيير نوعي في الحركة العلمية والتعليم العالي ) تدفع بالتعليم العالي الى الامام وفقا لخطة مدروسة .. بعد ان تغير الدستور وتغيرت الجامعات وكبرت اضعاف ما كانت في عام 2003 ....المطلوب هو قانون جديد يصلح هذا التطور الهائل الذي وصلت اليه جامعاتنا ونحن في نهاية عام 2012، وكما نعرف ان للوزارة نظام مركزي وهو شيء طبيعي ومطلوب للوضع الحالي وهي وزارة خدمية تمول من قبل الدولة ، وان كانت فلسفة التعليم العالي او قوانينها غير واضحة ... فكيف تستطيع الجامعات ان تخط لنفسها خطة للتعليم .. تسير به الى الامام خاصة المؤسسات الجامعية الي تقع خارج العاصمة والتي تاسست عام 2003 فهي تعاني ما تعاني من مشاكل اهمها قلة الكادر التدريسي سواء كان في الدراسة الاولية او العليا ، مع عدم تكيفها مع واقع حال المحافطة التي هي فيها ، ومع القوانين التي تخنق العمل العلمي .. لدرجة ان الوزارة طالبت من الجامعات باعلامها باي قانون يعرقل او لا يتلائم مع المسيرة العلمية لإلغاءه ........ان .الكل لديه رغبة في تطوير التعليم على نحو جاد . وهذه الرغبة ربما تتصدم بمعوقات ورغبات قائمة في البلد أبرزها قلة الدعم المالي على الرغم من صدور قوانين جديدة لصالح التعليم .. نذكر منها قانون الخدمة الجامعية الذي جعل اصحاب الشهادات يتسابقون للتعيين في الجامعات وقد أعطى هذا القانون حافزا كبيرا في بلدنا للحصول على الشهادة .
اما لو فرضنا ان تستقل الجامعات بكل مفاصلها العلمية والادارية ... هذا يعني : ان لكل جامعة سيكون لها قوانينها الخاصة وتصنع اوامر من نفس الكوادر التي موجودة لديها ونفس الاجراءات الادارية وقد تصبح الجامعة ملك لنظامها وربما يغيب عنها نظام التقييم والجود ة الذي تعمل به الوزارة .. وتصبح ملكا للجهات التي تعمل في ظلها كان تكون المحافظة .. ولاشك ان الدولة تعلم وتصرف على المواطن حتى تستفاد منه في المستقبل وهذا موجود في كل دول العالم ، والتعليم مصمما اساسا لتزويد الافراد بالتربية الاساسية التي تمكن الفرد من اختيار طريقه بالحياة ، وان تراكم سنوات الحروب والحصار التي اصابت البلد بسبب سياسة الحكام نتج عن تركة ثقيلة خلفت مفاهيم مدمرة في وجدان الانسان العراقي مما ادى الى تدني مخرجات التعليم وتجارب الشعوب في التعليم تشهد بذلك ................
ان المطلوب ان يحظى التعليم الجامعي بأهتمام خاص وعناية استثنائية بعد عملية التغيير وذلك من خلال توجيه الموسسات المعنية والطاقات المتخصصة لدراسة الواقع التعليمي وتحديد هويته حتى تصبح نبراسا لباقي القطاعات الاخرى باعتبار ان معالجة هذا القطاع واصلاحه تمثل المنطق والاساس لحل غالب المشكلات الاخرى في مجتمعنا وليلعب التعليم العالي البحث العلمي دورا اساسيا في التنمية المادية والقيمية للمجتمع وهذا ما نتمناه ونطلبه .
......................................................................................
سمير أغا / كاتب وصحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح