الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟

سلمان محمد شناوة

2012 / 11 / 25
المجتمع المدني


هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟

حيرتنا هذه الصفقة مثلما حيرتنا كل تصرفات الحكومة , ومع إننا أحيانا نحاول إن نغلط أنفسنا ونقول إن الحكومة مضطرة إلى أن تأخذ هذا الموقف أو ذاك , إلا إننا نبقى في حيرة من كثير من التصرفات , وليس أخرها طبعا صفقة الأسلحة الروسية , قيل وقتها انه موقف شجاع من المالكي , انه سوف يجد مصدر أخر للأسلحة غير السلاح الأمريكي , والتنوع في مصادر السلاح شي مرضي , حتى لا تقع الحكومة وقراراتها تحت وصاية الجانب الأمريكي , والذي يجد نه البعض انه الشيطان الأكبر , ويجد نه البعض الأخر انه الصديق الأكبر , ويحاول آخرون إن يكونوا في حياد من وصايته والتجنب في الخوض في سيرته ....
فخلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى روسيا في الفترة الأخيرة، تم الإعلان في بغداد وموسكو عن إبرام صفقة أسلحة بين العراق وروسيا بقيمة 4.2 مليارات دولار، حيث وقع المالكي خلال هذه الزيارة الصفقة، والتي تشمل طائرات «ميغ 29»، وثلاثين مروحية هجومية من طراز «مي 28»، و«42 بانتسير اس 1» وهي أنظمة صواريخ ارض - جو.

إلا إننا نتفأجا إن هذه الصفقة مثلها مثل كل ملفات العراق , ما إن تتدخل به الحكومة , حتى تطل علينا قرون الفساد , وكأنها قرون الشيطان استوطن الحكومة العراقية وأبى إن يفارقها..فصرنا كلما تدخلت الحكومة في أمر ..نقول الله يستر ..فلو تركت الحكومة هذا الأمر لأهله لكان أفضل واشرف ..ولكنها تقول وكيف تستقيم الأمور بدون قانون , ونقول نحن , إن الأمور سائرة كأحسن ما يمكن بدون تدخل الحكومة , ولكنها حين تدخلت بحجة القانون , أو الإشراف , أو مكافحة الفساد يطل علينا الفساد ضاحكا ..مستبشرا , انه أصبح من الحكومة وأهلها .....

قصة السلاح الروسي ربما لا يخرج عن هذا المنحى....

المالكي يعترف بفساد صفقة الأسلحة ....
مشكلة صفقة السلاح أنها لا تحمل شبهات الفساد وحسب، بل إن الصفقة ربما تكون أبرمت لمصلحة دولة مجاورة للعراق، و حجم العمولات التي استلمها هؤلاء وصلت إلى أكثر من 250 مليون دولار وأشار إلى إن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يمكنه إلغاء الصفقة مع روسيا لان العراق سيخسر مبالغ جزائية كبيرة مؤكدا إن العراق سيمضي في صفقة الأسلحة مع روسيا حتى لا يخسر سمعته الدولية وثقة الدول المصنعة به وحتى لا يخل بالاتفاقات الدولية.
البرلمان العراقي قرر استدعاء كل المسئولين المتهمين بالتورط بالفساد في قضية صفقة الأسلحة مع روسيا إلى التحقيق حيث شكل لجنة مشتركة من لجنتي النزاهة والأمن والدفاع البرلمانيتين للتحقيق مع الناطق باسم الحكومة علي الدباغ والمستشار الإعلامي علي الموسوي وعدد من مكتب وزير الدفاع ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون العسكرية فضلا عن وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي , و طالب النائب المستقل وعضو لجنة النزاهة صباح الساعدي، بالكشف عن أسماء المتورطين بالفساد في الصفقة وعدم التستر عليهم، وقال المالكي اعترف بفساد صفقة الأسلحة، ويعرف من هم المفسدون الذين كانوا ضمن تشكيلة الوفد الذي ذهب إلى موسكو، إلا أنه يحاول التغطية على بعضهم.
بهذه الإثناء قرر رئيس الوزراء نوري المالكي قرر الاستغناء عن خدمات المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ وإقالته من منصبه على خلفية تورطه بقضية فساد صفقة السلاح الروسي ,و كلّف وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني بتولي مهامه بالوكالة بانتظار تعيين بديل مناسب في منصب الناطق باسم الحكومة
الدباغ أعلن أنه سيحترم أي قرار يصدر بهذا الشأن مشيرا إلى أنه التقى رئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري لتوضيح موقفه من قضية صفقة السلاح مؤكدا قدرته على تبرئة نفسه من أي شبهات فساد أمام لجنة النزاهة البرلمانية.
وقال في بيانه على موقعه الالكتروني " ورد اسمي وبصورة ملفتة لأنظار المراقبين والإعلاميين في موضوع السلاح الروسي ظلماً بطريقة ضخٍ إعلامي منظم ومقصود من قبل أشخاص نذروا جهدهم لممارسة تقسيط سياسي وتلويث لسمعة الآخرين بطريقة تخلو من أي وازع ديني أو أخلاقي وممارسة فاسدة تجنح بالوضع السياسي لممارسات فاسدة بدل صرف جهدهم لقضايا وأمور إيجابية خيّرة.وحيث إن الأمر قد تجاوز الحدود المعقولة وأصبح السكوت عنه خطيراً حفاظاً على السمعة ونفياً لأي صلة من قريبٍ أو بعيدٍ لي لأي عقود أو صفقات مدنية أو عسكرية وكذلك عدم علاقة وظيفتي وتأثيري ودوري ومهماتي بأي أثرٍ في عقد الصفقات أو المفاوضات عليها وأنفي نفياً قاطعاً ما ورد من تسريباتٍ كيدية بائسة وكاذبة ضدي، ترددت بل وتأخرتُ كثيراً في مواجهتها حفظاً لهيبة الدولة وخطابها الرسمي، بل أضيف عليهما بأني أول من نبه دولة رئيس الوزراء إلى احتمال إن تكون هناك شبهات فساد تتعلق بصفقة السلاح .
وأخيرا ..ماهي نهاية القصة ؟
يحاول الدباغ النفاذ إلى وزارة الخارجية، للحصول على منصب سفير، بعد تيقنه من عزوف المالكي عن استقباله تمهيدا لإقالته من منصبه كمتحدث باسم الحكومة، ربما هذا مخرج يحفظ ماء ألوجهه للدباغ والمالكي , والذي وجد نفسه في صفقة تشوبها الفساد من أولها إلى أخرها , مشكلة المالكي هي هي مع المقربين منه , ففي كل يوم يخرج لنا احدهم وفي عنقه قضية فساد تجاه الشعب العراقي , ونجد إن المالكي مجبور على تنظيف الغسيل القذر للسادة المسئولين , ودائما نجده لا يفضح بل يستر كل مقربيه واصدقائة ومعاونيه , ولم يقدم إي منهم إلى القضاء , كلنا نتذكر قضية السوداني وزير التجارة , وكيف تم تسويتها بحيث أنها بالكاد تذكر اليوم , والعرق بلد أزمات , وأيامه حبلى بالفساد والمفسدين , وكل من تولى وزارة هو مشروع فساد قادم , في العراق الأبواب مفتوحة بقوة للسرقة ونهب المال العام , وكل من يقترب من الحكومة تحوم حوله شبهات الفساد بقوة ...
هل هي التوليفة القائمة في الحكم , بحيث تجعل العراق , يوُلد الفساد ورجاله كل يوم , هل هي القوانين المعمول بها في العراق , والتي تشوبها أخطاء كثيرة , هل هي شخصية العراقي , والتي تنسى كل شي الدين والعرف والعيب والقانون , ويصبح غول فساد ما إن تطأ قدمه على كرسي المسئولية ...
ربما هو كل ذلك ... فليس من المعقول إن تتولد لدينا كل قصص هذه الفساد , ولا يوجد في العراق , أرضية حاضنة لكل أسباب الفساد , من شخصية العراقي , إلى القوانين المعمول بها , الى طبيعة الظروف التي يمر بها العراق ...
أنا اعلم جيدا , إن هذه القضية ربما تكون مثل باقي القضايا والتي سوف يتم حفظها ضد مجهول , ولكن ....
ربما يحتاج العراق إلى هزة قوية تزلزل كل أركانه , ساعتها إذا صحا هذا المارد النائم ... ربما يتغير شي من واقع العراق ومستقبله ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح