الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير العقليات

ميس اومازيغ

2012 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تغيير العقليات

سررنا كثيرا باندلاع الثورات في بعض اقطارنا وما زلنا نترقب اندلاعها في الباقي .وانتعشت آمالنا التي خبت لزمن اعتقدنا لطوله اننا لن نرى النور ونغادر سجوننا الفسيحة ابدا ,غير انه وبمجرد فتح اول صندوق من صناديق الأقتراع التي اعتمدت للأفصاح عن اراء المواطنين في الأقطار التي اسقطت انظمتها والتي اجتاحها ما يمكن وصفه بمحاولة التغيير الصامت, حتى اصبنا بالاندهاش من اكتساح الدين السياسي وصعود رموزه لأعتلاء كراسي المسؤولية حتى في اعلا مراتبها .وتأكد بناءا على سابق خطابات هؤلاء اننا ان افلتنا من السبع فقد سقطنا فريسة للبؤة.


لماذا ياترى دوراننا في الحلقة المفرغة؟

عودنا تاريخ الثورات انها تندلع بناءا على امل تحقيق مطالب هي صلب ايديولوجياومبادىء الهيئة السياسية او النقابية الممثلة في شخص الزعيم, والتي تكون وراءهذه الثورات ,غير ان الثورات التي عرفتها بعظ اقطارنا لها صفتها الخاصة والتي لا تمت بصلة للثوارت المذكورة .ففي الوقت الذي تسبق الثورة برامج معدة سلفا
فان ثورات ما اطلق عليه بربيع الحرية والكرامة لم تتظمن سوى الطلبين المذكورين وبصفة العمومية التي ابقت الباب مفتوحا لتحديدهما من المنتظرتوليه امر تدبيرشؤون الشعب, والذي بقي بدوره في حكم المجهول.انتفاظات انفعالية غير مدروسة العواقب والتي كانت بمثابة انفجارناتج عن ضغط لم يعد محتملا.

هذا الأنفجارالأنفعالي فتح المجال لظهور المكبوت في عهد الديكتاتوريات الحاكمة التي اطيحت والتي تحاول الحيلولة دونها و نفس مصيرسابقيها .هذا المكبوت الذي تم الألتفاف عليه وتغييبه كرها عن طريق ادعاء الوحدة القسرية وحدة اللغة , التاريخ الجغرافياو الدين طفت على سطح الأحداث السياسية واعلنت عن الوجود. وكمحاولة لقلب الأسطوانة ولسماع نفس السمفونية بنوطان موسقية اخرى اريدت هذه الوحدة ايضا وذلك باعتماد الصيغة الدينية في الحكم, بعد ان اعتقدت الشعوب المجهلة في صحة ما كانت تواجه به الأنظمة السابقة من قبل مستغلي الدين في السياسة .والذين تحققت لهم الغلبة على باقي الأفكار التي ظهرت على الساحة السياسية لقصورفي زعماء الهيآت السياسية الأخرى ,والذين لم يتمكنوا من القرائة الصائبة لواقع شعوبهم من جهة ولسيادة الأمية في اوساط الجماهير الشعبية التي لم يتمكن من اسقطابها غيرالفكر الديني لما يتيحه الأسلام من قابلية للمراوغة والخداع.اعتلاء اصحاب الدين السياسي لكراسي المسؤولية جاء نتيجة لفقدان الثقة في غيرهم عملا بقاعدة ان العاقل لا يلدغ مرتين من جحر واحد ,ولوجود مسبق لأرضية اسلامية مزعومة لكون الأغلبية التي تدعي الدولة انها مسلمة هي غير ذلك في الواقع. ورغم ذلك استغلت هذه الأرضية والأغلبية المزيفة لتمرير مخطط الدين السياسي.فهل يا ترى اغلبية شعوبنا مسلمة؟


تخبرنا سجلات التاريخ ان انتشار الأسلام كان بناءا على العنف المجرد, ليس فقط في الفترة الزمنية لما بعد وفاة صاحب رسا لة الأسلام وانما خلال حياته ايضــــا.
كما تخبرنا هذه السجلات بان الفرض القسري للأسلام على الشعوب المغزوة لم تسبقه اية محاولة سلمية من شأنها تعليم لغة الرسالة لمن اريد منهم هذا الأسلام ,او على الأقل تعلم لغتهم لغاية الترجمة. الأمر الذي ابقى على هذه الرسالة محدودة المجال والمحيط .بل وحتى الشرح والتفسير. حيث انه بعد تحقق النصرللغزاة المجرمين عملوا على تبليغ الرسالة عن طريق المساجد لمن يؤمها, ليس فقــــــــط عند كل وقت من اوقات الصلوات الخمس, وانما ايضا باستقبال اطفال صغارلحملهم على حفظ الكتاب بكامله .حتى انه تخصص جوائز مالية وعينية لهؤلاء تشجيعا لهم على ذلك وترغيبا لغيرهم في السير على نفس المنوال .الى جانب محدودية النشرهذا عن طريق التلقين تثار مسالة الأستسلام للغزاة المنتصرين نفاقا وتقية من قبل الرفظين المفروظ منطقيا ان يكون عددهم ليس بالهين, للجهل بالرسالة الا فيما يتعلق بالأركان الثلاثة لهذه العقيدة من شهادة وصلاة وصوم, تؤدى اعلانا عن اسلام مزيف تجنبا لكل مكروه قد ياتي على ايدي الغزاة او مناصريهم من ابناء الأرض الذين حاربوا تحت لوائهم لما لاحظوه من مزايا النصر من سبايا وثروات توزع على الغزاة راجلين وفرسان بعد خصم ما سمي بحق الله.


عملية التلقين المذكورة كانت نتيجتها الوحيدة في الأقطار المغزوة هي تكوين من سيتولون الأمامة في الصلاة ,وفي نفس الوقت تحفيظ القرآن لأطفال قاطني الحيز المكاني الذي يوجد به المسجد على نذرة هؤلاء الأطفال للحاجة اليهم في المساعدة على تحمل اكراها ت الحياة اليومية للأسرة, من رعي للماشية او حراسة الخرفان او غيرهما مما قد يستطيع الطفل القيام به .هذه الحاجــــة الى هؤلاء حالت ايضا حتى دون التحاق الكثيرين منهم بالمدارس العصرية اثناء الأستعمار الأوروبي رغم الترغيب والتهديد الذي كان يلاقيه الأباء بضرورالحاقهم بالمدرسة المذكورة .الأمر الذي كثيرا ما اقتصرمعه المصلي والمصلية في هذه الأقطار على مجرد التكبير في الصلاة فقط , الى جانب التحايل على الصوم بل وحتى الحنث باليمين بتكسير قشة على راس الحانث, وهو سلوك ما يزال معمولا به حتى تاريخه عند الكثيرين في شمال افريقيا سيما المغرب.

الأسلام الشكلي هذا المتوارث والغير مفهوم من قبل اغلبية هذه الشعوب ابقى القرآن حكرا للحفاظ على قلتهم لأستعماله من قبلهم وسيلة للكسب, كان يتولى امرمسجدالحي او المدشر مقابل اجر مالي او عيني سنوي من قبل اهل الحي او المدشربما فيهم حتى من لا يؤدي فريضة الصلاة. وهي صورة واظحة ومعبرة عن ادعاءالأسلام نفاقا. لقد فشل المسجد فشلا ذريع في اداء الوظيفة التي اريدت من انشائه في الأقطار المغزوة .اذ ان الصلوات الخمس في مواقيتها تسمح بالتجسس على افراد الأسر القاطنة بموقع هذا المسجد ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم .بما فيها اسباب غيابهم ان هم غابوا والذي يجد له الغائب مبررات وهي كثيرة .الى جانب لا مبالاة المصلين بهذا الغياب الافي حدود ضيقة لتجنب ما قد ينشأعن امر التدخل في شؤون المرأ الخاصة من حزازت قد تحرمهم من طلب اية مساعدة منه في مجتمع يعتمد التظامن العائلي والقبلي .عملية (تيويزي) بالمغرب مثلا والتي ترمز الى العمل التطوعي الجماعي ممن هم اهل صاحب العمل واقربائه اسريا وقبليا. الى جانب لا مبالاة وعدم اهتمام المرأة التي هي نصف المجتمعبهذه الشعائر حتى ليخال المهتم انها معلنة للرفظ بوظوح وجلاء.


الأسلام الشكلي هذا والذي لا يمت للأسلام الحقيقي لحسن هظ هذه الشعوب باية صلة ,هو المعتبر اليوم وبالأمس دينا لدولهم, والذي تم اللعب به سياسيا من قبل من تسيل
لعابهم مكاسب كراسي المسؤولية ,والذين لا يختلف امرهم اليوم عن اعمال حفظة القرآن بالأمس.والذين استعملوه وسيلة للكسب من خلال تولي مهام المساجد .والرفظ الظمني لهذه العقيدة هو ما تمثله التيارت الديموقراطية المدنية التي تنادي بابعاد الدين عن السياسة للرجوع به الى ما كان عليه سابقا وايضا حاليا. بحيث يؤم المسجد من رغب في ذلك ويدخل الحانة من رغب ,لتواجد الحاتات في شوارع كل المدن لا يؤمها طبعا الى اهل البلد وان حاول النظام التستر عليها بادعاء ايجادها لغيرالمسلمين من السياح الأجانب.

النفاق وادعاء ما هو غير موجود هو الذي حال دون شعوبنا والتقبل العلني والصريح للفكر العلمي وسلوك الدقة . النفاق وادعاء الأسلام بالرغم من عدم معرفته على حقيقته
ان كان له فظل عدم الخضوع لأوامره الأجرامية من مثل عدم قبول التعا يش مع الغير مسلم وقتاله حتى يؤمن او يؤدي الجزية ذليلا محتقرا, فانه جعل من شخصية الفرد من افراد هذه الشعوب شخصية مهزوزة غير مدرك حتى لذاته .وان كان الفرد على هذه الحال فان الدولة التي ينتمي اليها لن تكون الا دولة مهزوزة الشخصية دولة منافقة تكذب على نفسها .مسؤولوها مرضى كما مواطنيها. ولن يكتب لها الشفاء ومواطنيها الا بواسطة نقد ذاتي يعتمد الأسباب الموضوعية في الدراسة والتحليل حتى تتمكن من تغيير العقليات الذي بدونه سيستمر التخبط في اتخاذ القرارات ايا ما كان مجالها . فلنعمل على تغيير العقليات انه الحل وبدونه الدوران في الحلقة المفرغة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا