الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله

علي بداي

2012 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كل عام يأتينا الحسين فاغر الجرح يسألنا : هل أفلح إستشهادي في إصلاح أمة جدي ؟ ونخجل أن نقول له لا ياأبا عبد الله ! أن أمة جدك تتقاتل مع بعضها منذ داحس والغبراء ومنذ واقعة البسوس والدماء تسيل والأرامل يتكاثرن والفقر يجتاحنا كالطاعون، لم تتبدل سوى أسماء القبائل .
كل عام يأتينا الحسين ويذكرنا بطفله الرضيع عبد الله الذي نحره وحوش يزيد بن معاوية، ويسألنا عن أطفالنا فنصرخ: بين يتيم وجائع ومتروك ومقهور وعار ومهان ومنكسر ياأبا عبد الله ، كل عام يأتينا الحسين يسألنا إن كنا بعد كل هذه السنين قد ثأرنا من قاتليه فتخنقنا الغصة حين لانجرؤ على القول : أنهم هم من آل اليه الأمر والنهي الآن ياأبا عبد الله ، وقد ثار بعد ثورتك آخرون وآخرون ولكن الدورة كانت تعود كل مرة: هناك من يتقدم الى الموت ببسالة ثم يأتي من يدعي ملكيته لبطولة الأبطال وشجاعة الشجعان وتضحية المضحين فيثري بعد شهادتهم و نزداد نحن كل عام فقراً وإبتعاداً عن العالم ، و نحن نزداد كل عام ذبولاً ونحولاً وذلاً وإستكانة .
كل عام يأتينا الحسين فنستقبله بالدم والنحيب والصراخ والعويل والغبار ويستقبله قاتلوه بالكذب والحيل المتبادلة ودموع التماسيح الكاذبة السائلة من عيون تستظل بعمائم شدت على عجل، فما عسانا نقول والمصاب قد أصابنا جميعاً ؟
ليتك ما إستشهدت ياأبا عبد الله ، لأن دمك المسال ودم بنيك قد تحول الى رأسمال بيد من لايشبهك بشئ والمشكلة كل المشكلة أننا جميعاً نعرف ذلك ولكننا لم نصل بعد الى مستوى شجاعتك فنخرج اليهم شاهرين سيوفنا، فلقد أخذوا شهادات الدكتوراه المزيفة الفارغة من أي معنى بإسمك ياحسين ، ثم نصبوا أنفسهم رؤساء ونواب ومحافظين ينهلون من مال الناس بإسمك ياحسين،وسرقوا النفط وأستولوا على الأملاك بإسمك ياحسين و إختلقوا المناصب وأسسوا الأحزاب بدعاوى الدفاع عن قضيتك ياحسين، وحتى التراب تراب كربلاء باعه التجًار أحفاد قاتليك معبئاً بأكياس على المساكين والجهله والتائهين في بيداء الفقر والعوز بإسمك ياحسين ، التراب ياأبا عبد الله أتصدق؟ لقد قالوا لهؤلاء أن تراب كربلاء مقدس لأنك وطأته فعلبوه وباعوه، تاجروا بشهادتك وشهادة بنيك حتى وصلوا لآثار أقدامك فماتراهم يوم غد وبعد غد سيفعلون؟ لقد زادوا في مخازينا، وفضحونا أمام الكرة الأرضية كلها حين نقلت الشاشات قاماتنا المفلوقة ودماءنا السائلة وظهور صبيتنا المفقعة من ضرب الحديد وكأنك ثرت وتحملت وصبرت وتحديت وقاتلت وإستبسلت من أجل إذلالنا لا عزتنا ومن أجل أن نكون إضحوكة لا مفخرة . كل أمم الأرض يستشهد قديسوها لتفرح هي أما إستشهادك أنت فقد حولوه الى سبب في كآبتنا وخذلاننا وبكائنا وسواد أيامنا.
قاتلك الله يامن قتلت الحسين، لقد قتلته وقتلتنا جميعاً معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إضافة بسيطة
عمران ملوحي ( 2012 / 11 / 26 - 01:25 )
كتبت في تعليق سابق أن مناسبة استشهاد الحسين يجب أن تكون يوم احتفال بنيله وسام الشهادة، وليست يوما لإقامة مجالس العزاء... وطقوس غير متلائمة مع العصر..

اخر الافلام

.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah