الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقعة الطف.. إنموذج تطبيقي لحضارة الروح في الدنيا والآخرة

عمار طلال

2012 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



استنفد الملايين من المؤمنين اعمق مؤشرات الايمان باصوات متدفقة الاسى، ليلة التاسع / العاشر من عاشوراء، بمواساة بطلة كربلاء، ليختموا السهر متوجهين الى التشابيه المقامة، في انحاء عدة من العراق.. مدنا وقرى.
السهر والقراءات الحسينية، فرصة عاطفية للتأمل الفكري بالمعاني الجوهرية لوقائع ثورة الحسين.. عليه السلام.. استشهد ابي عبد الله كي يعيش المسلمون بوعي ايماني صميم.
العالم الاسلامي، يصطف رهطاً منذ مساء التاسع من محرم الى صباح العاشر منه، في حضرة العبرة الساكبة، مستحضرا وقائع استشهاد الامام الحسين بن علي.. عليهما السلام، في مجاميع من المؤمنات ومثلها من اتباع ابي عبد الله، كل على حدة، يحيون الليل بالسهر في قراءة المقتل، الذي يسرد وقائع قصة استشهاد الامام الحسين واهله واصحابه، بالنعي والنواح واللطم والبكاء، استذكارا لوقائع المأساة، التي تلقاها الحسين فرحا بالجنة وهو يلتحق بجده.. رسول الله محمد (ص) عطشانا فيسقيه من ماء (الكوثر) في جنة الخلد.
الحسين فرح اذ كتبت له الشهادة؛ لذا فنحن نبكي ذواتنا نتطهر من اعباء هذه الدنيا الفانية، بالبكاء على الحسين متفكرين بالموعظة الكبرى التي حملتها واقعة (الطف) منذ العام 61 للهجرة الى اليوم، خالدة، نفسر معنى الخلود بانتصار الحسين، وخسران نظرائه ببقائهم احياءً؛ وتلك حكمة الهية كبرى يجب ان نفيد منها في حياتنا، ونطبقها في ميادين الحياة كافة؛ اذ ان عناصر السعادة وحدها.. المال والجاه والسلطة والاستقواء على الآخرين، من دون ايمان وشرعية وخير وحق، لن تحقق السعادة، ورب مهزوم هو في حقيقة جوهر التاريخ منتصر، ذلك ما نفيده من التفكر بواقعة (الطف) ونحن نتخذ من عاطفة البكاء سبيلا للتأمل في المعاني التي استشهد من اجلها الحسين واهل بيته واصحابه.. طابوا مقاما في فراديس الجنة.
التشابيه تعيد اداء الواقعة كما نصت عليها كتب (المقتل) وفق وصف جابر الانصاري، تذكيرا لما مر به الامام الحسين واهله واصحابه، اذ قاتلوا وهم عطاشى، الى ان استشهدوا وسبيت نساؤهم واطفالهم؛ إذ استرخص الامام الحسين، المال والعرض والولد في سبيل الله وفي سبيل ان ينقذ هذه الامة من ضلال الخضوع للظالمين، مؤكدا الاية الكريمة "يا حسرة على العباد".
لذا نبكي الحسين.. عليه السلام ونعيد اداء واقعة (الطف) مسرحيا استذكارا للمعاني الجوهرية في الواقعة.
وفي ما هو ابعد واقصى من المدى الايماني، فان التشابيه، انموذج تطبيقي.. شعبي وتلقائي لمسرح الفرج، وفق اشتراطاته الاكاديمية المعتمدة في معاهد وكليات الفنون.
اذن للحق جوانب ومفازات وابواب نطرقها، فنلمس ما يغدقه عطاء فكر ومعاني (الطف).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق بسيط
عمران ملوحي ( 2012 / 11 / 26 - 00:30 )
استشهاد الحسين (ع) مأثرة في التاريخ الاسلامي.. وهو استشهاد يستحق الاحتفال به كمأثرة نادرة في التاريخ.. وهو، في استشهاده صعد إلى الجنة بدليل الآية: -ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يذكرون-.. وبالتالي علينا أن نفرح باستشهاده، إذ هو، كما هو مفترض، حي عند ربه... فلماذا كل هذا اللطم والتطبير، وزرف الدموع، وارتداء الثياب السوداء على شهيد يستحق إقامة أعراس من الفرح لأجل استشهاده؟!... هذا لغز لم أستطع حله... ثم، لماذا لا تقام مثل هذه المراسم لاستشهاد عليّ، كرّم الله وجهه؟!..

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا