الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أركان الإسلام الحديث

نادية بيروك
(Nadia Birouk)

2012 / 11 / 25
المجتمع المدني


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا "عبده ورسوله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان.
[متفق عليه]
حين نلقي نظرة على المواقع الإلكترونية والصفحات الدينية المستحدثة في المواقع الإجتماعية، نعجب من كم الأحاديث الهائل الذي يعيد اجترار مبادئ الإسلام وأركانه الخمسة بدعوى أن الأمم الإسلامية المعاصرة تعمل بها. حين يعرض أحدهم وجهة نظره، حين يصحح حديثا خاطئا أو كلاما مبتذلا، ينهال عليه المسلمون بوبال من السب والقذف والشتم... والويل إذا كانت المتحدثة إمرأة، لأنها تجد نفسها متهمة بالعهر والإنحلال ومهددة بالقتل وإقامة الحد... أركان الإسلام المعاصر خمسة فعلا وهي: اللحية، الخمار، الحجاب، التعدد والجهل. هنالك أركان أخرى تفاقمت مع مرور الزمن وأصبحت قواعد ثابتة: كالغش، الإنتهازية، الكذب، الرياء، النفاق، الفساد الأخلاقي، المحسوبية، الرشوة، الفقر، التطرف، الغلو، الوصاية، الكسل، التواكل، الزنا، الفساد المالي، التحامل والتطاول على حقوق المرأة واستعبادها وإبعادها، العهر، المتاجرة بالدين، إستخدامه من أجل المصالح الدنيوية والحسابات الضيقة، الدين الشكلي، التخلف، الإستلاب الفكري، إقصاء وتكفير الآخر، قتل المواهب وإهدار الطاقات الفكرية والإنسانية.........
كيف يمكن لأمم تعيش في الماضي وتضيع الحاضر والمستقبل أن تتحدث عن أركان دين لم تعد تنتمي إليه إلا بالإسم؟ كيف نربي أبناءنا على قيم ثابتة كالعلم والعمل والصدق واحترام الآخر؟ كيف نجعل من ديننا قوة إيجابية لصناعة المستقبل عوض تخريبه وتدميره؟ كيف نجعل من الأم مركز تقدم المجتمع وتطوره، لأن من تربت على القمع والإقصاء والوصاية والصمت والسخرة يستحيل أن تربي أولادها وبناتها على احترام الذات وبناء الأسرة والمجتمع؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ليتنا نفكر ولو لوهلة، لكي نعيد بناء أركاننا على وجه أصح، وليتنا نبدأ ب"اقرأ" الركن الأساس الذي كان يجب أن يكون الشريان الذي يضخ دم الحضارة والرقي في عروقنا وأفكارنا. وليتنا ندعمه ب"الصدق" الركن الذي تستقيم به الأعمال والأفعال. ركن"العمل" لأن العمل يحمينا من العوز والفقر والحاجة والفساد. ركن"العدل" لأن العدل أساس السياسة وعمودها الفقري فهو أمانة ومسؤولية: فمن حمل على عاتقه مسؤولية ما، يستحيل أن يغتصب أو يقتل أو يزني لأن أخلاقه العالية يستحيل أن تسمح له بذلك؛ مهما كانت قوة الإغراء أو درجة التبرج. لأن التبرج الذي نعانيه، هو تبرج العقول والأفكار وهذه الأخيرة هي منبع الجرم والفساد. ركن "الحب" لأن الرحمة والتآخي والتسامح والإحترام أساس الكرامة والاستمرارية.... لو تشبتنا بهذه الأركان لكان لنا شأن وكيان ووجود ولكننا أضعنا ديننا ودنيانا، فلا نحن أصلحنا عيشنا المزري والكئيب ولا نحن أدركنا دينا صحيحا كاملا يقينا نار الدنيا والآخرة. لقد حرفنا وبدلا وغيرنا فتأخرنا وضعنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية