الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة بلا رأس

لينا جزراوي

2012 / 11 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



لفتني مقالة وقعت في يدي لهيفاء البيطار بعنوان (امرأة بلا رأس ) ،،
وبالنسبة لي يكفي أن أقرأ اسم هيفاء بيطار على أي كتاب أو مقالة لأطير فرحا ونشوة ،، بأني حتما سأقرأ حقيقة ما ،، لم تخضع لعمليّات تجميل ،،،،
وابتسمت وأنا أقرأ هيفاء ،، لأني كنت أمتلك الدليل على أن ما قالته صحيح تماما ،، تحدّثت الكاتبة عن المجلات النسائية المُنتشرة في العالم العربي ،، تلك المجلاّت الموجهة خصيصا للمرأة العربية ، والتي تفتقد لمنطِق العقل والتفكير ،، بل تُزيحه جانبا لاعتقاد القائمين عليها أن المرأة العربية لا تستحق أكثر من مجلة أنيقة ، وطباعة فاخرة طافحة بصور الحسناوات ، وأنواع كريمات التجميل ، وأدوات الماكياج ،، مجلات لا علاقة لها برأس المرأة العربية .
وكُنت أبتسم ، لأني كنت قد أشَرت في مقالات سابقة ، لخطورة الاعلام على تزييف وعي المرأة تجاه ذاتها ، واخراجها دائما بمظهرسطحي ، وكأنها ذلك الاطار الجميل ، الذي لا يحتوي بداخلة على أي قيمة ،، وانعدام العقل والكرامة لديها ،، وبأنها امرأة بلا رأس فعلا ، تأكد هذا الأمر بالنسبة لي من خلال بحث أجريته بنفسي لمساق (المرأة والاعلام) أيام الماجستير ،، كُنت قد رصَدت فيه أعداد عامين كاملين ، لاحد أشهر المجلات النسائية في العالم العربي ، وأدخلتها مُختبر الفحص العلمي وتحليل مضمون الصور والمصطلحات وحتى اللغة المستخدمة في المقالات والتحقيقات المُصوّرة ،، وأذكر وقتها أن مُدير مكتب المجلة ، هنا في عمّان ،، طلب لقائي ، ليشكرني على اهتمامي بمجلته ، وقال بأنه ينتظر نتائج البحث بفارغ الصبر ، وأنه سيُخصّص لبحثي ،، ملفّا خاصا حالما أستخلص النتائج وأحلّلها، وكان مُعتقدا أني سأبرز القيمة الثقافية لمجلته الغرّاء ، التي لم أجد فيها قيمة تُذكَر.
وجاءت النتائج
فكان أكثر من 80% من صفحات المجلة تهتم بالموضة ، والجمال ، والطعام والأثاث ، والرشاقة ، والعناية بالأطفال ، والأزواج ، على اعتبار أن هذه هي أكثر القضايا التي تهُم المرأة العربية ، وال 20% المتبقية ،، تذهب لمقالات أقل ما يمكن وصفها أنها سطحية ، سخيفة ، ككتابة خاطِرة أو فِكرة ، أو قصيدة شعرية غير موزونة لكاتب أو كاتبة لم نسمع بهم من قبل ، واضح أنهم يعانون من قحط فكريّ ،،، من أجل ايحاء القارىء بأن للمجلة صبغة ثقافية ما .
ثم صفحة حلول المشاكل الزوجية ، والتي رصدتُها لعامين كاملين ، لم تُقدّم حلّا لمشكلة لها علاقة بخلافات زوجية ، أو خيانة ، أو طلاق ، إلّاوكانت جميعها ، وأقول جميعها ،،، مُوجهة لتُصبّر المرأة وتلومها على إهمالها لنفسها ولزوجها ، وعلى الأخطاء التي أرتكبَتها ،، وتدعوها لاستغفار ربها والتزيّن بالرضا والقناعة ،، حتى لو كانت بلا رأس ،، بل أن بعض الحلول كانت تطلب منها ،، أن تنزع عنها هذا الرأس المُثقل بالأوهام وترتاح .
طبعا ، بعد أن أرسلت نتائج البحث لمدير المجلة ،، لم أتلقّ منه أي اتّصال ،،
الخطورة في هذه المجلّات ، هي تغييب العقل والمنطق ،،، والكرامة ،، تقول هيفاء بيطار ،، وهنا أقتبس من مقالها ( صدقا أحس بالعار حين أقلب هذه الصفحات الأنيقة وأقرأ هذا الكلام الغريب الذي لا يمت لواقع المرأة بِصلة) .
تحتاج المرأة العربية لمنبر اعلامي ، يرسم لها طريق الخلاص من مشكلاتها التي لا يُسلّط عليها الضوء ،، أن أفقر الفقراء هن نساء ، أكثر من يدفع ثمن النزاعات والحروب هن نساء ، أضعف المخلوقات في العالم هُن نساء ،، أضِف الى ذلك سوط الأخلاق والقيم الاجتماعية البالية التي تَجلِد المرأة ليل نهار ، وتنزع عنها رأسها .
حبذا لو يتذكر الاعلام العربي أن للمرأة رأسا ، و أن أنوثتها لا تساوي شيئا ان لم يلتحم رأسها بجسدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نخلع الكوفية والعقال تحية لك ولزميلتك.
فارس ولدشمر ( 2012 / 11 / 27 - 09:12 )
سيدتي ماتفضلت به صحيح ولعل خير مثال مانراه من عجب العجاب في مملكة التناقضات! والعجائب! مملكة المجرم المنافق ابن سعود! مناهج الدراسة لاتمت تفاسير نصوصنا الإسلامية العظيمة لسماحة واعتدال ديننا العظيم بل تفاسير وآراء لفكر وهابي بغيض متشدد خرج ويخرج كل إرهابي! ونشر ثقافة تشدد ورفض للآخر! أيا كان كنه هذا الآخر! مسلما أو غير مسلم! وبذات الوقت الحقراء من هذه الأسرة المجرمة ممن يسمون أمراء يملكون امبراطورية شاسعة بالاعلام المرئي والمقروء وحتى المسموع! ( من نهب أموال بترول الشعب) ! ناهيك عن النت ومواقعه وصفحات التفاعل به! أحد الحقراء المشهورين منهم يملك مجموعة قنوات تلفزيونية ومجلات! يروج للعهر من خلالها يظهر المرأة بما تفضلت وقلت وكأن لاهم لها إلا الموضة وأدوات ومساحيق الجمال! سيدتي هذا مثل بسيط ولمجرم منافق تستر بالدين لكنه مريض! مريض حكم وشهوة وفساد ونهب وسرقة لأموال شعب بلاد الحرمين الشريفين حررها الله قريبا من براثن المجرم.‏‎ ‎


2 - شكرا
منى هاني ( 2012 / 11 / 27 - 09:58 )
شكرا جزيلا لك على مقالتك و للرائعة هيفاء بيطار على طرح موضوع كنت دائم التفكير فيه و انتقاد هذه المجلات التافهة ز
و كما قال توفيق الحكيم اذا ذبل عقل المرأة ماتت او ذبلت الامة بكاملها


3 - مالعمل؟
عتريس المدح ( 2012 / 11 / 27 - 12:50 )
للحقيقة أعتقد أن غالبية الصحافة المطبوعة والصحابة المرئية وصحافة الانترنت تتحالف وتتآمر على كا الشعب العربي عندما تتناول باختصاص موضوع المرأة ، وهي بما تقدمه من تفاهات تقدم خدمات جليلة لاصحاب السلطة، لانها بذلك تفسد عقول نصف المجتمع،لذا قضية المرأة ليست حكرا على المرأة لوحدها أن تحارب من أجله لذا يجب أن تكون موضوعا أساسيا ورئيسيا لكل الاحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية والنقابية على برامج هذه المجموعات التي تناضل لتحرير المجتمع وطبقاته وفئاته الكادحة
وفي هذا الاطار يجب دفع المرأة الى الانخراط في كامل نشاطات هذه المجموعات كما أن عليها أن تزاحم على فرص العمل لانه فقط بالنضال وبالعمل يمكن اعادة المرأة لرأسها الذي أفسدوه بترهات الموضه والزينة وغير ذلك من التفاهات،وحقا لك كل الشكر ويا حبذا اذا كان هنالك امكانية لنشر رسالة الماجستير حول موضوع المرأة والاعلام


4 - النساء عايزين كدا
عبد الله اغونان ( 2012 / 11 / 28 - 13:20 )
عقلية اغلب النساء عندنا هكذا الا من رحم ربك
المسلسلات والأفلام المصرية والتركية والبرازيلية التافهة هي هوايتهن حديثا عند العاملات والموظفات وتحديقا عند ربات البيوت
النموذج لدى الغالبية منهن يتمحور اهتمامهن حول جسدهن حقا وصدقا اغلبهن دون رأس
أو هو رأس مقنع
صدق من قال عقولهن في ....
الا من رحم ربك من الفاضلات وقليل ماهن

اخر الافلام

.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان


.. في حوار لـ-العربية ENGLISH-.. أندرو تيت الملقب بـ-كاره النسا




.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب