الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهرطقة المعاصرة

عبدالرحمن الشيخ

2012 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صيغة الوعيد والتهديد التي ينتهجها إسلاميوا اليوم أبعد ما تكون عن روح الإسلام ونهجه، لم يكن الإسلام والديانات الأخرى أبداً تهديداً ووعيداً بالنار والعذاب، تكفير الناس و تهديدهم بالويل والثبور نراها حولنا .. ينتهج ذلك الكثيرون ذو العقول الناقصة الغير متقبلة لآراء الغير ولا يستطيعون الجلوس على طاولة الحوارات والنقاشات الفكرية، هم ينتهجون هذا النهج لأنهم أضغف من تفسير مقتنعاتهم ومعتقداتهم للناس، يطرحونها بهذه الصورة .. لو لم تفعل هذا فستكون كافرا خائنا .. لن تستطيع أبدا أن تناقشهم لأنك في ذلك ستكون هرطيقا فاسقا مستباح الدم!

التطرف الأعمى هو ما يعمق من من انقسام مجتمعاتنا المنقسمة أصلاً، يغلق نوافذ التواصل والتحاور بين أبناء الوطن الواحد، يجعل الناس متباعدين في جُزرٍ متباعدة وغير متواصلين، ذلك ليس حكراً على الإسلاميين فقط، بل وصل أيضا إلى الطوائف والديانات الأخرى في مجتمعنا الواحد، وإن كانت بصورة غير ملحوظة لأن أكثرهم يشكلون أقليات في المجتمع، لا أحب أن أصف البعض بالأكثرية والآخرين بالأقلية، الإنتماء للوطن يجب أن يساوي بين الجميع وأن يجعلهم شركاء حقيقون في الوطن الواحد.

اللهجة المتطرفة تلك تعمق الكراهية والبغضاء أكثر من أن تجعل الناس يهتدون إلى الطريق القويم! ينتج الإرهاب والتشدد من كلا الطرفين، فما بال من ينتهجون هذا الأسلوب؟ هو في رأيي نتاج كراهية نتجت من سنوات الإضطهاد والظلم في عالمنا العربي، الدكتاتوريات ورثت أمراضها للجميع، فهم اضطُهِدوا أيضا فهذا ناتج عن الكبت الزائد الذي أدى إلى ما نشهده اليوم في مجتمعنا، هذا يدق ناقوس الخطر لأنه يعارض الحريات الفردية والمجتمعية في عالمنا العربي، يزيد من التوترات البينية في المجتمع ولا يؤدي إلى حدوث انفجار في داخله، إن وصلت إلى هذه المرحلة فذلك سيؤدي بنا إلى حدوث صدامات في داخل المجتمع الواحد ويسرع من تفككه، إن لم نستمع لبعضنا البعض ونجلس على طاولة حوار واحدة، نناقش السبل الأمثل لنهضة مجتمعاتنا المعاصرة.

في مثل هذه الأوقات الصعبة، تحتاج المجتمعات لشخصيات عظام، مجددين في الفكر والنهضة المجتمعية، يلتف حوله الجميع في المجتمع مما يساهم في زيادة الإلتحام بين طوائف وأعراق المجتمع، نحتاج لمحمد علي باشا اخر، لأتاتورك جديد، يكون مثل حجر في بركة أفكارنا الراكدة منذ أكثر من نصف قرن، يجب أن تنصب اهتماماتهم في إعادة تعريف الكثير من المصطلحات كالحرية الشخصية والدينية والفكرية في مجتمعاتنا الحالية، نحن إلى الآن نستخدم المصطلحات والكلمات ذاتها، التعريفات نفيها كالتي وضعها الدكتاتوريين في عقولنا منذ أكثر من نصف قرن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ


.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا




.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال


.. 175--Al-Baqarah




.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد