الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قوانين سبتمبر غير اسلامية؟

احمد داؤود

2012 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يطلق اللفظ اعلاه علي قوانين الشريعة الاسلامية التي طبقها الرئيس السوداني جعفر النميري في العام 1983 .واختلف المراقبين حول تلك القوانين.فمنهم من اكد بانها اسلامية ،ومنهم من نفي ذلك ،بل انه اشار بانها ليست من السلام في شئ.وتسعي الفئة الاخيرة الي تبرئة الاسلام من تلك القوانين واصباغ صفات العدالة والمساواة عليه. لكن يبرز السؤال هل قوانين سبتمبر ليست اسلامية؟.
المتامل لتلك القوانين يري بانها مستمدة من روح الاسلام ؛فحد الزنا الذي دعي نميري الي تطبيقه نادي به الاسلام واعلن "والزاني والزنية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولاتاخذكم بهما رافة في دين الله ..." بل انه طبق في دولة المدينة سواء كان ذلك في زمن مؤسس ذلك الدين او في عهد خلفائه بدءأ بابوبكر حتي الخليفة العثماني.ولازلت بعد الدول الحديثة تطبقه في العصر الراهن مثل السعودية.كما ان حد السرقة الذي طبق في دولة نميري الدينية مستمد من الاسلام الذي يؤكد"والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما..". اضف الي ذلك فان حد الخمر الذي طال بعض السودانين قد ابتكره احد رموز الاسلام وهو الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب الذي شدد علي ضرورة جلد شارب الخمر .
كما ان حد الحرابة الذي ادخل في ذات العهد لم يبتكره نميري من بنات افكاره .بل انه قام باستلهامه من الاسلام الذي ولايتوقف الامر عند ذلك الحد ؛حيث ان هنالك كثير من التعاليم والافكار والقوانين التي يدعو اصحاب الشريعة الي تطبيقها كلها مستمدة من ذات الدين .ففكرة عدم جوازالخروج علي الحاكم اتي بها محمد مؤسس الاسلام الذي اكد حسب ما رواه مسلم علي لسان ابو هريرة " قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك"
. بل ان حد الردة الذي طال المفكر الاسلامي محمود محمد طه بايعاز من نميري كان موجود في الاسلام .حيث تؤكد بعض النصوص "قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان هم" ويشير محمد ايضا بانه اذا ما بدل الانسان دينه فاقتلوه.
وطالما ان كافة تلك القوانين التي طبقها نميري كانت موجودة او ماخوذة من الاسلام فنحن لايمكن ان نزعم بانها ليست اسلامية .فالنميري لم يات بشئ من عنده ولكنه التزم بتطبيق مادعاه اليه الاسلام الذي يعتقد بانه منزل من اله الكون. وبما انه كان خليفة لمسلمي السودان فان الواجب يلزمه بان يطبق كافة تعاليم الذي استخلفه.ولو اتي شخض اخر في مكانه فانه سيفعل مثل الذي فعله الا اذا كان لا يؤمن بالاسلام.
وبسبب بشاعة ذلك الاسلوب والذي يدعو الي جلد وصلب وقطع اعضاء الانسان بل وقتله في بعض الحالات يتبرأ كثير من علماء ومفكري الاسلام من تلك القوانين ويزعمون بانها ليست اسلامية.وهم يهدفون بذلك الي تبرئة الاسلام من تعاليمه اللا اخلاقية .ولو اعترف هؤلاء بصعوبة تطبيقها لكان افضل لهم ولكن لأن يزعموا بانها ليست اسلامية فهذا ما لايتصوره العقل .
ولكن مهما فعلوا لاخفاء عيوب الاسلام او تبرئته الا انه سيظل خلاف ذلك .فهو الدين الذي دعا الي قتل الانسان بحجة انه كافر .كما انه شدد علي ضرورة قطع يد الانسان لانه سرق من اجل ان يسد رمقه .وبدلا من ان يتكفل بوضع معالجات لظاهرة السرقة وسن عقوبة خفيفة لها امر بقطع يد السارق في انتهاك صريح لكرامته الانسانية.اضف الي ذلك فانه ذات الدين الذي دعا الي جلد الانسان بحجة انه مارس الجنس خارج اطار الزواج.
ولذلك ليس علينا ان نعيب سلوك نميري او نجرمه .وانما الاولي ان نعيب الاسلام ونجرمه لانه من دفه نميري الي فعل ذلك بل ولايستبعد ان يدفع اخرين لفعل ما فعله نميري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
شاكر شكور ( 2012 / 11 / 27 - 23:16 )
اراك يا أخ أحمد مطلع جيد على خبايا الأسلام وانك متيقض ولم يتمكن منك قرين الجن الذي قال عنه محمد انه يلازم كل مسلم طبعا كان يعني بذلك من يؤمن بآياته تلبسه الجن والعفاريت ، ان كنت قد تركت الأسلام يا أخ احمد فهذا لا يعني عدم وجود اله حقيقي محب جاء الى العالم متجسدا بصورة انسان وهو السيد المسيح الذي افدى نفسه عوضنا ارجو ان تعطيه فرصة للدخول الى قلبك لتكون انت الصخرة التي تبنى عليها كنيسة السودان تحياتي لك وبالموفقية