الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الراي العام لنحي انتفاضة 12 اذار ، ولنرسخ روح مقاومتها تخليداً لذكرى شهدائها

حزب الاتحاد الديمقراطي

2005 / 3 / 12
القضية الكردية


إلى الرأي العام
لنحيي انتفاضة 12 آذار، ولنرسخ روح مقاومتها تخليداً لذكرى شهدائها

حل يوم 12 آذار في ذكراه السنوية الأولى لانتفاضته التي عمت أرجاء مدن غرب كردستان وسوريا، مخلفة وراءها عاماً من الآلام والأحزان والأسى، وقلوباً تعتصر وجعاً على الشهداء والجرحى، وتتحسر لمعرفة أحوال المعتقلين الذين لا يزالون يرزحون في غياهب السجون المظلمة. وبهذه المناسبة نعرب عن أجلّ تقديرنا وتبجيلنا لأرواح الشهداء البررة الذين أراقوا دماءهم، ونتمنى الصبر والسلوان لذويهم وذوي المعتقلين وعوائلهم.
لم تكن هذه نقطة البداية، ولم تكن بمحض الصدفة. بل هي حصيلة مستجدات متراكمة لسنين طويلة، لتتحول من تغيرات كمية إلى ظواهر نوعية تتفجر معلنة عن ماهيتها الحقيقية في أحرج الأوقات. فكلنا على علم بأن أحداث انتفاضة 12 آذار قد أثيرت من قبل زمر شوفينية لا تزال مجهولة الهوية من الناحية الرسمية، مع أنها فعلياً ساطعة سطوع الشمس. إنها تلك الزمر التي تهدف إلى إثارة النعرات القوموية بين الشعبين الشقيقين العربي والكردي المعروفين بعلاقاتهما الودية طيلة سنين طويلة. لم تطل هذه الأحداث الشعب الكردي فحسب، بل وامتدت تأثيراتها إلى أجهزة الدولة لتنال من متانة صفوفها وتتمخض عن حدوث الشروخ فيها. وبينما عقد الجميع آماله على محاكمة تلك الزمر لتأخذ مستحقها من العقاب نتيجة أعمالها التخريبية الشوفينية والاستفزازية تلك، نرى أنها لا تزال تصول وتجول في الأرجاء محاولة انتهاز أية فرصة سانحة أخرى لتشهر بسيفها في وجه العزل والأبرياء.
وما استمرار حملات الاعتقال والتنكيل بالشعب الكردي والضغط عليه نفسياً وجسدياً سوى انعكاساً للتناقضات البارزة بين صفوف الأجهزة في السلطة، وتعبيراً عن عدم الوضوح في رسم سياستها تجاه القضية الكردية بشكل صحيح. ففي حين صرح رئيس الجمهورية السيد بشار الأسد بعد الانتفاضة بأن "القومية الكردية تعتبر جزءاً أساسياً من النسيج والتاريخ السوري"، نرى أن الخطوات المعاكسة لذلك تتبدى على أرض الواقع بما لا يتصوره أحد. وخير مثال على ذلك الحادثة الأخيرة الحاصلة في الأول من آذار، حيث لا تزال ملابساتها غامضة حتى الآن، ولكنها مع ذلك تشير وبكل وضوح إلى انفلات زمام المبادرة، وانتهاك الحقوق وعدم أخذه مجراه، مما أدى ببعض الأجهزة الأمنية إلى إطلاق سلاحها في وجه أناس عزل، وتسببت في موت إحدى النساء وجرح أولادها دون أي محاكمة مسبقة، وبشكل لا يندرج ضمن أية معايير إنسانية أو قانونية.
وبما أن مثل هذه الحوادث بدأت تتكاثر وتزداد، وخاصة بعد أحداث انتفاضة القامشلي، يتحتم علينا القول بأنه آن الأوان للوقوف على هذه المسائل كضرورة لا تحتمل التأجيل، إن كنا نتطلع حقاً إلى العيش في بلد آمن يستتب فيه الأمن والاستقرار.
بناء على ذلك، وباسم حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، نناشد الدولة السورية باتخاذ التدابير والقيام بالإجراءات القانونية اللازمة للحد من مثل هذه الحوادث المفتعلة، ولمحاكمة فاعليها، كي تستطيع الإمساك بزمام المبادرة في ترسيخ الاستقرار والتوجه نحو الديمقراطية المرتقبة كحل وخيار لا مفر منه وفق المستجدات الأخيرة التي تشهدها المنطقة عموماً وسوريا على وجه الخصوص. وانطلاقاً من ذلك نقول بأن السبيل الأمثل لتحقيق المتطلبات اللازمة بصورة سليمة هو تناول القضية الكردية في غرب كردستان وسوريا وفق المعايير العصرية الديمقراطية، والاعتراف بحقوق الشعب الكردي في هذه الساحة، والتي يتمتع بها كل شعب في العالم كحق مشروع لا جدال عليه. وذلك بدءاً من حقوقه الثقافية واللغوية وحتى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
وكلنا أمل بأن تسلك الدولة السورية سبيل الحوار الديمقراطي مع ممثلي الشعب الكردي الحقيقيين في معالجة مشاكلهم وتلبية متطلباتهم المشروعة، لتزداد هي أيضاً قوة ومتانة. فالعيش المشترك لن يكتسب معناه إلا على أساس الوحدة الحرة العادلة، وبما يضمن حقوق جميع الشعوب والإثنيات المتشاطرة للعيش على نفس الجغرافيا. والحكمة تكمن في ذلك بالذات، مثلما أثبت التاريخ في أمثلته البارزة في الماضي القريب، كدرس مستنبط بعد خوض مخاضات أليمة استمرت لقرون عديدة.
ومرة أخرى نقول أن القوة تكون في التراص والتعاضد والاعتراف بـ"الآخر" كمنطلق للغنى والتعددية، لا في الإنكار والتعسف وغض الطرف عن الواجبات والمهام العالقة، والتي لن تزول من الميدان بمجرد إسدال الستار عليها، بل وستبقى تفرض نفسها إلى أن تأخذ مجراها. فالحوادث والظواهر الاجتماعية، مثلها مثل الكيان الحي الذي لا يقبل أية جرعة غريبة عنه، بل يظل يقاوم في جيناته إلى أن يتمتع ببنية سليمة.
من جانب آخر، فإننا نناشد القوى الديمقراطية في سوريا، العربية منها والكردية وغيرها من القوى التقدمية، بأن تجعل من يوم 12 آذار منطلقاً لتعزيز التضامن والتكاتف جنباً إلى جنب على أسس وطيدة تؤمِّن السير المشترك على طريق النضال الديمقراطي لكافة الشعوب والإثنيات السورية دون أي تمييز أو تفريق. وأن تؤدي دورها المنوط بها بفعالية وجدارة كي تكون لائقة بمكانتها بين صفوف شعبها وتكتسب مصداقيتها على أرض الواقع.
وكخلاصة، نقول باسم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أنه من حق شعبنا الكردي في سوريا وغرب كردستان أن يعبر عن إرادته وأفكاره وآرائه بكافة أشكال العمليات الديمقراطية والسلمية بما يخدم المصلحة العامة ومصلحته في الحرية والعدالة والمساواة بموجب مبادئ المواطنة الحرة والهوية الحرة. وبالتالي، ستكون الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة القامشلي، التي عمت أرجاء مدن غرب كردستان وسوريا، جسراً يعبر عليه شعبنا الكردي الأبي ليعبِّر عن آماله وطموحاته في سوريا ديمقراطية يسودها التكامل والتعاضد والود مع أشقائه من القوميات والإثنيات الأخرى. وكلنا ثقة بأنه لن يتردد ولو لحظة واحدة عن الانخراط في صفوف العمليات الديمقراطية السلمية للمطالبة بحقوقه وقول "كفى" لانتهاك الحقوق، ليكون بذلك عاملاً مؤثراً في استتباب الأمن والاستقرار في سوريا أجمع.
وبموجب ذلك نناشد شعبنا بالإعراب عن موقفه بكل حرية وجدارة وجرأة، والقيام بالإضراب العام في يوم الثاني عشر من آذار، بدءاً من إغلاق الدكاكين والمحلات، وصولاً إلى عدم الذهاب إلى المدراس وعدم الذهاب إلى أماكن الوظيفة، وذلك حتى منتصف النهار. والوقوف خمس دقائق على أرواح شهداء انتفاضة القامشلي في تمام الساعة الحادية عشرة ظهراً. هذا إلى جانب إطفاء الأنوار في الساعة الثامنة مساء لمدة دقيقة واحدة تعبيراً منه عن احتجاجه على أحداث الانتهاك والاستثارات المفتعلة. كما ننوه من ناحية ثانية إلى توخي الحكمة وبرودة الأعصاب تجاه كافة أنواع الممارسات الاستفزازية التي قد يثيرها البعض بغية إجهاض العمليات الديمقراطية أو إضفاء طابع آخر عليها، وأن يتخذ تدابيره اللازمة تجاه ذلك. إن ذلك من أبسط حقوقه، فليتشبث بها كتشبثه بحاجته للماء والنور والهواء، وليثبتْ بما لا يقبل الجدل تمسكه بالحل الديمقراطي كسبيل وحيد لا ثاني له. فحتى الطيور لا ترضى أن تمس أعشاشها يد غريبة، وتتطلع أبداً إلى بنائها في الأعالي حيث الحرية والشمس.

- عاشت انتفاضة 12 آذار!
- عاش حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD!
- عاش القائد آبو، قائد الكونفيدرالية الديمقراطية!
- عاشت وحدة الشعوب على أساس الحرية!
- لا لكل أنواع الظلم والتعسف والتنكيل!

مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD
12/ 3/ 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي