الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين اكتشف الله أنه الله

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2012 / 11 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما قيمة الكرم لو كان كل شيء متوفرا للجميع وبلا حدود، وهل كان الكريم سيدرك كرمه في تلك الحالة، أو هل كان مفهوم الكرم سيطرأ لأحد أصلا؟

وما قيمة اللاعنف والرأفة في عالم يكون فيه كل إنسان محصنا ضد الأذى والموت؟ وهل كانت رذيلة الاستعداد للقتل أو استباحة حياة الآخر أو جسمه ستطرأ أصلا؟ وهل كان من هو مستعد للقتل سيكتشف ذلك؟

وفي وجود لا وجود للآخر فيه، كل ما فيه هو ذات واحدة، كيف يمكن أن يطرأ الحب؟

إن وجود روح وحيدة في الوجود يتحقق معه اللاعنف المطلق، وهو بغير هذه الحالة مستحيل، وتتحقق به الحرية المطلقة لهذه الروح، وهي بغير هذه الحالة مستحيلة

في وسط انشغالاتك، ألا تطرأ لك هذه الفكرة: لماذا كل هذا، لماذا كلنا منشغلون، لماذا الاضطرار لكل ما نحن مضطرون له، لماذا يتنازل الوجود عن طبيعته اللامضطرة لننغمر في عالم "السعي" المحموم؟

إن وجود ذات واحدة هي كل ما هنالك، والشاهدة الوحيدة على نفسها، هو وجود لا محددات فيه ولا عوائق ولا ألم ولا لذة ولا شيء من ذلك يمكن اختباره أصلا في هذه الحالة، وفقط في هذه الحالة، ورغم الحرية المطلقة والسلام المطلق في هذه الحالة اللامضطرة، إلا أن روحا واحدة تخوض كل ما هنالك، هي مستعدة لأن تقسم نفسها إلى اثنين، أن توجد آخر منفصلا عنها، وجود الآخر يخلق المحددات، هنا انتهت الحرية المطلقة، وبدأت حالة من السعي تسود الأجواء، بدأ الحب، وبدأ ظهور النقائض والنقائص، فطالما هناك حب، فسيكون هناك كره...

النور والظلمة لم يعد هناك شاهد واع واحد عليهما، يختار أن يطفئ الضوء أو ينيره ويفعل أي شيء دون اعتبار لآخر غير موجود، فالآخر الآن قد يختار شيئا آخر، وهنا يبدأ الصراع، وتبدأ الغايات التي لم يكن من اضطرار لها، ويبدأ الاختلاف

بعد أن كان هناك مستخدم واع واحد لكل الممكنات أصبح هناك مستخدم واع آخر، وهذا الاختلاف بين هذا وذاك وذاك يخلق حاجتهم لمفهوم مثل العدالة، لم يكن ليطرأ في حالة الوحدة، وتظهر الأنانية، التي لم تكن واردة في حالة الوحدة، تبدأ الأخلاق، التي لم تكن واردة أيضا...

تبدأ المعاني بالانبثاق عن تلك الممكنات التي بدأ يفردها تشابك النقائض واختلاف الشهود

وحين ينهمك كل شاهد في تجربته الواعية الذاتية المنفصلة ويبدأ القلق الوجودي يهيمن عليه، لا شيء يذكره بأصل القصة مثل "الحب"

الحب، الاشتياق للآخر، الاستمتاع بالشهادة على سعادة الآخر، كل ذلك هو ذاكرة تلك الوحدة، والخوف من الفراق وموت الأحبة ونسيان الحب، كل تلك المعاناة التي لم يكن من اضطرار لها، تبدي معنى الحب

الأنانية ليست اشتياقا للوحدة، والقتل لا يقضي على الآخر إلا في وهم الوجود الافتراضي الذي يخدع الناس بالموت وإذا بالوعي يغادره سليما

الاشتياق للوحدة هو التنازل عن شيء من السعي "نقيض اللااضطرار" في سبيل الشهادة على فرح أو راحة يخوضها الآخر

حين اكتشف الواحد شهادته، واختبر الوحدة، كان تنازله عن وحدته حتميا لأن اشتياقه للآخر -حتى قبل أن يوجد هذا الآخر - هو سبيل المعنى، في إطار وحدة للكل...

فلم يعد هناك آخر أو واحد، حين أصبح هناك كل

http://1ofamany.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
سليم ( 2012 / 12 / 13 - 10:48 )
كيف لي ان لا اذوب وجدا في كلماتك وهي توحد الجذر بالاصل :) لم يبقى كلام ليقال فالصمت ابلغ

اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط