الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة اللائقة تحت حكم الإسلاميين ..!!

واصف شنون

2012 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماهي الحياة اللائقة للبشر او لمجموعة بشرية او للفرد الواحد ، التعاريف تختلف في توصيفها حسب المجتمعات وتقاليدها والشعوب وخياراتها والعقائد واتباعها والرموز والأصنام وعبدتها ...الخ ،الحياة اللائقة الحديثة ،تختلف من مكان الى آخر حسب متطلبات الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والبيئية ثم السياسية على التحديد ، لكنها تكون حياة لائقة في كل مكان حين يكون القانون العادل هو المتسيد ويخضع له الجميع ويحاسب الجميع والصحافة تراقب كل ذلك المجتمع وسلطاته والحكومة وأعمالها والدولة و قوانينها ..!!
ولكي نبتعد عن الإطناب والكلام الزائد ، فأني أختزل الحياة اللائقة بقوانين حرية الفرد وحمايته والتعليم والصحة والخدمات المدنية مقابل ما يدفعه من الضريبة للدولة وهذا أقل شيء، فالدول تطورت سريعا مثل راواندا الأفريقية والتي خرجت من مآساة إنسانية لم يسبق لها مثيل فخلال 100 يوم فقط تم ذبح اكثر من مليون إنسان لأسباب قبلية عرقية ، لكن راوندا لجأت مباشرة الى الإستثمار بالبشر- الفرد والإعتماد على قدراته في كل شيء ،أي بتعليم الأفراد على أحدث الطرق بمساعدات خارجية ،فنرى الأن اعلانات سياحية وإستثمارية في أشهر قنوات الفضاء العالمية ، خاصّة برواندا وجماليتها وشعبها الذي تجاوز المذابح والفرقة وأخذ يبني ويعمر ويعيش بسلام...!! انه شعب يبحث عن الحياة اللائقة في أبسط ما يتوفر وهذا دافع عظيم للحياة حيث ُيصنع الجديد ويُبتكرالأفضل للجميع.
وعلى العكس من كل ذلك نجد نتائج ثورات الربيع العربي ،قد أصبحت ملهاة مآساوية يومية في تراجع الحياة اللائقة للمواطن الثائر على الديكتاتورية بسبب نقص في حياته (اللائقة ) ..!!، ثم وبسبب التخلف الإجتماعي الديني والعوّز الإنساني إستغل الإسلاميون في تونس ومصر أصوات الأغلبية المسحوقة التي لاتفكر بأية حياة لائقة في دنيا (فانية )أمام وعود شيوخ الدين بجنّة عظيمة وأنهار من الخمّر وبيوت فارهة مع مساعدات ضمنية للبقاء على قيد الدنيا الفانية في انتظار الآخرة الدائمة الأبدية .
في العراق يختلف الوضع كثيرا ، فهناك رجال دين يحكمون الشعب بالتبعية المتعددة وأحزاب تحكمه بالمحاصصات والوظائف والتعيينات والنفوذ والمال ،والأحزاب تلك متنوعة وكثيرة ولها مشاريعها وأهدافها التي اغتنت من أجل تنفيذها عبر ممارسة السلطة وتوزيع الثروات بينها ، حتى أصبحت وخلال تسعة أعوام من سقوط (نظام الفرد) أحزاب لايمكن المساس بها وبالتالي فرزت شخصياتها الديكتاتورية وفقا لتركيبات المجتمع العراقي المتميز في إنتاج الطواغيت وإعلاء شأنهم ،ورأينا كيف انهزمت وتراجعت كل الأحزاب والكتل الليبرالية والمدنية والعلمانية النزيهة وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي الذي لم يحصل على مقعد برلماني واحد بين اكثر من 320 مقعدا نيابيا في البرلمان العراقي في انتخابات 2009 على الرغم من حضوره الواسع وسط المثقفين العراقيين وتاريخه في مقارعة الديكتاتورية .
السياسيون أصحاب الكتل والأحزاب وطوال كل هذه السنوات استغلوا مناصبهم في البرلمان والوزارات لسلب ونهب الأراضي والأموال ، لغرض تنصيب أنفسهم كأساطين سياسية ورموز محلية لايمكن المساس بها ، مع غياب القوانين العامة ، فقوانين العشائر هي السائدة وهي التي تسود حتى تحت ظل القوانين المدنية ، يعني الحياة اللائقة لكل مواطن هنا مهددة او ملغية تقريبا ًبسبب غياب القانون العام النافذ المهاب الجانب ، فما بالنا بالحكومة التي واجبها حماية حياة المواطنين وسلامتهم تقوم هي في إثارة انواع شتى من الإزمات والإحتقانات لأغراض سياسية ، فأموال النفط تلال من الدولارات الخضراء التي لايبنى بها حائط في مدرسة ولا تعلو بها شجرة في شارع ، انها اموال تخرج من قعر الأرض ، الأرض العراقية المنكوبة .
في شهر محرم وفي عاشوراء الحسين بن علي تزداد العاطفة الشيعية في العراق بريقاً وتحدياً وانتقاداً للحياة البائسة من أجل حياة لائقة لدى بعض العراقيين ، حتى أن أحدهم وهو الخطيب الحسيني الشيخ جعفر الإبراهيمي دعا علناً أتباعه أن يقوموا بالدعاء سلبياً من أجل هلاك الظالمين في العراق ، وهو يقول كفى وصل السيل الزبى ، نحن نريد حياة لائقة ، نريد أن نعيش ، انهوا خلافاتكم السياسية ودعونا نعيش ، نريد حياة لائقة ، فلا يمكن ان نمشي في شوارع عاصمة مثل بغداد ونشعر انها مدينة ميتة ..!!
ليس هناك حياة لائقة تحت حكم أي إسلامي مهما يكن ، لأنه يؤمن بالآخرة ونحن نؤمن بهذه الدنيا الرائعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب